هجوم سجن "جو".. هل ورائه جماعات مسلحة معارضة في البحرين؟

الأحد 01/يناير/2017 - 04:55 م
طباعة هجوم سجن جو.. هل
 
وقع هجوم مسلح، اليوم الأحد 1 يناير 2017، على سجن "جو" بالبحرين، ما أدى لهروب عدد من المحكومين بقضايا إرهابية، ومقتل الشرطي عبدالسلام سيف أثناء تصديه للعناصر الإرهابية، ورغم عدم وجود معلومات عن الهاربين من سجن"جو" فان اغلب الموجودين في السجن هم من المعتقليين السياسيين والمعارضين للنظام البحريني.

هجوم مسلح:

هجوم مسلح:
كشفت وزارة الداخلية في حسابها الخاص على «تويتر» عن عمل إرهابي تمثل في هجوم مسلح على مركز الإصلاح والتأهيل في "جو" التابع لسجن "جو" المركزي، وهو ما أسفر عن استشهاد الشرطي عبدالسلام سيف أثناء تصديه للعناصر الإرهابية.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية: إن سجن "الجو" تعرض لهجوم من مجموعة مسلحة تمكنت من قتل أحد رجال الشرطة، وتبع ذلك فرار عدد ممن وصفتهم الوزارة بـ"المحكومين في قضايا إرهابية" دون أن تتضح هوياتهم أو الملابسات الكاملة للعملية.
وذكرت الوزارة في سلسلة تغريدات عبر حسابها بموقع تويتر، أن سجن الجو تعرض لـ"عمل إرهابي تمثل في هجوم مسلح، وهو ما أسفر عن استشهاد الشرطي عبدالسلام سيف أثناء تصديه للعناصر الإرهابية."
وأكدت الوزارة أن الهجوم نجم عنه "هروب عدد من المحكومين في قضايا إرهابية، وقد تم اتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة حيال الواقعة" مشددة على أن الأجهزة الأمنية "تكثّف أعمال البحث والتحري للقبض على العناصر الإرهابية المتورطة وكذلك المحكومين الهاربين واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن."وبحسب مراسل قناة "العربية" في المنامة فإن الحادث وقع مع الساعات الأولى من صباح الأحد، مشيراً إلى أنه لا تتوفر معلومات رسمية عن طريقة ونوعية الهجوم المسلح، إلا أن المؤكد هو مقتل الشرطي عبدالسلام سيف أثناء تصديه للمهاجمين.
وأضاف المراسل أن عدد الهاربين قد يصل إلى 10 أشخاص، وأن جميعهم محكومون في قضايا إرهابية مثل استهداف رجال الأمن وزرع عبوات لاستهداف مواطنين.
واستبعد المراسل أن يشكل الهاربون خطراً على المواطنين، وذلك بسبب الانتشار الكثيف لرجال الأمن وكذلك نقاط التفتيش الموزعة على مداخل ومخارج المدن التي يتوقع أن يقصدها الإرهابيون الهاربون، مشيراً إلى أنه على الأغلب سيتم إلقاء القبض على بعضهم خلال الساعات القليلة القادمة.
كما استبعد أن يكونوا قد غادروا البحرين وذلك لصعوبة الخروج من المنافذ البرية (جسر الملك فهد) أو البحرية أو الجوية وذلك بسبب الانتشار الأمني الكثيف.

نزلاء سجن "جو"

نزلاء سجن جو
ويعد مركز الإصلاح والتأهيل في "جو"، من أهم مراكز الإصلاح والتأهيل أماكن لإعادة بناء السجناء نفسيًّا وجسديًّا وفكريًّا التابعة لوزارة الداخلية البحرينية، ويتراوح عدد النزلاء في مركز الإصلاح والتأهيل حوالي ألف نزيل. 
وتعد أهم نزلاء سجن "جو" هو المشاركين في الاحتجاجن البحرينية منذ 2011،أو ما يعرف بثورة 14 فبراير؛ حيث هناك العشرات من السجناء السياسيين داخل سجن "جو".
ومن أبرز المعتقليم في سجن "جو" من العلماء الشيعة في البحرين، الشيخ عبدالجليل المقداد، الشيخ علي سلمان، الشيخ محمد حبيب المقداد، الشيخ ميرزا المحروس والشيخ سعيد النوري.
وفي 11ديسمبر الماضي، أعلن معتقلون في مبنى 4 بسجن جو أنهم سيبدءون إضرابًا عن الطعام، اليوم؛ احتجاجًا على تعدي حرّاس السجن على المصلين في عنبر 6...
وتتهم المعارضة البحرينية الحكومة وزارة الداخلية البحرينية ، بارتكاب أعمال تعذيب ضد معتقلي وسجناء سجن "جو" المركزي.
وفي أول ديسمبر الماضي، قالت الناشطة الحقوقية البحرينية زينب آل خميس: إن السلطات الأمنية في سجن جو المركزي تعاملت بـ "قلة احترام" مع رجل الدين الشيعي البارز الشيخ محمد المنسي، الذي يقضي عقوبة بالسجن عاماً كاملاً بسبب إقامته الصلاة "دون تصريح من الأوقاف الجعفرية".
وأوضحت آل خميس عبر حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي انستغرام إن المنسي كان يقيم صلاة الصبح جماعة في مبنى 4، حين أتاه أحد الضباط الأردنيين وطلب منه إيقاف الصلاة فوراً، حيث تم نقله بعد تقييده بالسلاسل لإدارة السجن، وبقي هناك لمدة ساعة كاملة.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان سيد يوسف المحافظة: إن عدد المعتقلين السياسيين في سجن جو المركزي، في تصاعد مستمر، وإن هناك اكتظاظا شديدا داخل السجون.
كما ذكر موقع "المنامة بوست" عن المحافظة قوله في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لقد تواردت معلومات تفيد بأن هناك معتقلون ينامون على الأرض في مبنى رقم 4 نظرا للاكتظاظ هناك.
وتشير تقديرات المعارضة السياسية، إلى أن عدد المعتقلين السياسيين القابعين في سجون النظام البحريني، قد بلغ أكثر من 3000 معتقل سياسي منذ انطلاق تظاهرات فبراير 2011، بحسب المصادر البحرينية.

مركز الإصلاح والتأهيل في "جو"

مركز الإصلاح والتأهيل
وتتلخص أهم مهام وواجبات إدارة الإصلاح والتأهيل في تنفيذ العقوبة المقررة على النزيل وفقًا للقانون وللنظام العام على إعادة بناء وتأهيل النزلاء المحكوم عليهم وذلك من خلال إعادة تقويم سلوك النزلاء وتعزيز السلوك الإيجابي والقضاء على السلوك السلبي لديهم وتنمية وصقل مهاراتهم وقدراتهم العملية واستغلال الطاقات الكامنة لدى النزلاء وتسخيرها بالاتجاه الصحيح وتوفير البرامج التثقيفية والتأهيلية والرياضية الترويحية للنزلاء.
ويعد برنامج تأهيل المشاركين والمتزرطين في أعمال إرهابية ضمن دهو المركزن والذي يقدم برامج عديدة لإعادة تأهيل نزلائه، في مقدمتها، برامج الوعظ والإرشاد الديني فالإدارة تستضيف العديد من الوعاظ ورجال الدين لإلقاء محاضرات دينية بشكل أسبوعي تهدف إلى تعميق الوازع الديني في نفوس النزلاء وغرس الفضيلة من خلال القيم الإيمانية، كما تحرص على إشراك النزلاء في المسابقات الدينية وإقامة الأنشطة والندوات والفعاليات ومسابقات تحفيظ القران. ثالثًا: البرامج الرياضية وضعت برامج للتدريبات الرياضية المتعلقة باللياقة البدنية كما تقام العديد من المسابقات الرياضية بين النزلاء لإدامة أجواء من الألفة بينهم وتوفير البيئة الآمنة وإبراز المواهب الرياضية.

هروب مساجين:

هروب مساجين:
وليست هذ المرة الأولى التي يهرب فيها من السجون البحرينية، مدانون، ففي 14 مارس 2011 تمكن مجموعة من السجناء يقدر عددهم بـ109 من الفرار من سجن الحوض الجاف. حاول بعضهم الهرب عن طريق البحر والبعض الآخر عن طريق حافلة صغيرة واختبأ آخرون في المباني المجاورة. ومع ذلك فقد تم إلقاء القبض على معظم الفارين في اليوم نفسه.
وفي 8 مايو 2012 أعلنت وزارة الداخلية أن السجين رضا الغسرة (25 سنة) الذي اعتقل لأنشطة متصلة بالاحتجاجات هرب من سجن الحوض الجاف. تم استجواب عائلته وعائلات أخرى كانوا يزورونه من قبل الشرطة لعدة ساعات.

مَن وراء الهجوم؟

مَن وراء الهجوم؟
مثل عام 2016 تحديًّا أمنيًّا في البحرين، والمتمثل في كيفية حماية أمن الملكة واستقرارها وتجنب آثار الفوضى والاضطرابات التي تعم المنطقة وما صاحبها من ازدياد موجات العنف والإرهاب.
وجود معارضين للنظام في البحرين مع وجود جماعات "مسلحة شيعية" تبين في الوقت السابق عمليات ضد الحكومة البحرينية، فهناك ائتلاف 14 فبراير و"سرايا الأشتر" و"سرايا المقاومة"، والتي تصنفها الحكومة البحرينية كجماعات إرهابية، وهو ما يشير إلى تورط هذه الجماعات في الهجوم على سجن "جو" وتهريب متهمين، فيما يذهب محللون إلى أن الهجوم على سجن "جو" يتوقف على هوية الهاربين، والمعلومات التي ستعلنها وزارة الداخلية البحرينية عنه.


شارك