الجيش اليمني يتقدم في "صنعاء" و"صعدة".. و"صالح" يُنهي آمال السلام

الإثنين 02/يناير/2017 - 05:54 م
طباعة الجيش اليمني يتقدم
 
واصل الجيش اليمني تقدمه في صعدة وصنعاء والجوف، مع استهداف مخازن أسلحة إيرانية تابعة للحوثيين، فيما قطع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الآمال في المفاوضات والحل السلمي، مع إعلانه عدم اعترافه بمرجعيات المفاوضات وفي مقدمتها المبادرة الخليجية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، حقق الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تقدماً كبيراً في جبهة صعدة بعد السيطرة على مواقع استراتيجية.
فالجيش الوطني والمقاومة يتقدمان في صعدة معقل المتمردين الحوثيين؛ حيث استكملا تحرير مقر قيادة اللواء 101 مشاة وجبلي الثار وحبش الاستراتيجيين ومخنق صله في جبهة البقع.
كما قتل 25 عنصراً من ميليشيات الحوثي، بينهم القيادي أبو شهاب الحمزي قبالة نجران، الأحد.
يُذكر أن المناطق اليمنية الحدودية شهدت خلال الفترة الأخيرة مقتل المئات من الميليشيات، بينهم قادة ميدانيون وعسكريون في قصف مدفعي عنيف وغارات جوية مكثفة للتحالف والقوات السعودية.
وشاركت مروحيات الأباتشي بقوة في عمليات مواجهة ميليشيات الحوثيين ومطادرتهم في الجبال والكهوف.
وفي الأثناء، تشهد جبهة نهم معارك عنيفة بالتزامن مع غارات جوية لمقاتلات التحالف، استهدفت مواقع المتمردين في منطقة بني عامر، كما شنت غارات أخرى استهدفت تجمعات لميليشيات الانقلاب في مديرية مقبنة بمحافظة تعز.
وأكد مصدر عسكري في قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، لـ "إرم نيوز" "أن جماعة الحوثي خسرت ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل بينهم المئات من المراهقين، الذين تمّ استقدامهم من عدة مناطق قبلية محاذية لصنعاء".
وأشار المصدر الذي فضل عدم كشف هويته إلى أن المواجهات الدامية منذ عدة أشهر تسببت بقتل أكثر من أربعة وثلاثين قياديًّا حوثيًّا، بينهم ثلاثة ضباط كبار من قوات الحرس الجمهوري.
وفي تقدير السكرتير الصحفي السابق للرئاسة اليمنية مختار الرحبي، فإن "ما يؤخر الحسم هو تضاريس المنطقة الصعبة ووجود مرتفعات جبلية وعرة".
وأضاف في حديث لـ "إرم نيوز": "المواجهات مشتعلة في منطقة نهم، والجيش الوطني والمقاومة على مقربة من نقيل بن غيلان الاستراتيجي وفي حال تمّ تحرير النقيل سيكون ذلك انتصارا كبيرا وسيسهم في انهيار الميليشيات الانقلابية".
وفي بيحان، أعلنت مصادر محلية أن القيادي الحوثي أحمد عبدالقادر الحاج السيد، قائد محور بيحان، توفي متأثراً بإصابته التي تعرض لها قبل يومين في معركة تحرير موقع السليم الذي بات بيد المقاومة.
وتلقت ميليشيات الحوثي وصالح ضربات موجعة في جبهتي بيحان وعسيلان، وخسرت مواقع استراتيجية كانت بيدها منذ بداية الانقلاب.
هذا وشنت طائرات التحالف العربي سلسلة غارات جوية استهدفت هوائيات وشبكة الاتصالات وموقعاً للميليشيات الانقلابية في جبل منطقة الزافن غرب مدينة عمران، كما شنت غارتين جويتين استهدفتا شاحنتين محملتين بالأسلحة والصواريخ تابعتين للميليشيات في مثلث عاهم بمحافظة حجة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية، اليوم الاثنين، بمقتل 6 من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للمخلوع، علي عبدالله صالح، بقصف شنته مقاتلات التحالف العربي، في محافظة مأرب (173 كم شرق صنعاء).
وقالت المصادر: إن مقاتلات التحالف العربي قصفت دوريتين عسكريتين للحوثيين وقوات صالح في منطقة المخدرة بمديرية صرواح غرب مأرب، ما أدى إلى سقوط 6 قتلى وتدمير الدوريتين.
وأضافت أن مدفعية الجيش الوطني، استهدفت هي الأخرى دورية للحوثيين وقوات صالح تحمل ذخائر، ما أدى إلى تدميرها.
وأكدت المصادر أن رجال الجيش والمقاومة لا يزالان مستمرين بتمشيط منطقة المخدرة، بمساندة مقاتلات التحالف العربي، للتأكد من تحريرها من قبضة ميليشيا الحوثي وصالح.
وشهدت منطقة المخدرة معارك عنيفة بين الطرفين الأسبوع الماضي، تمكن من خلالها رجال الجيش والمقاومة السيطرة على المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح.
وتعتبر مديرية صرواح آخر معاقل الحوثيين وقوات صالح في محافظة مأرب النفطية، في حين تسيطر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على باقي أجزاء المحافظة.
كما دمر التحالف العربي مخازن أسلحة وتحصينات للميليشيات الانقلابية في محافظتي الضالع وحجة، أمس الأحد.
وقال مصدر عسكري: إن "مقاتلات التحالف استهدفت مخازن أسلحة للميليشيات الانقلابية في جبل ناصة المطل على مدينتي دمت ومريس بمحافظة الضالع"، مضيفاً أن "انفجارات المخازن استمرت لساعات. وأوقعت الضربات المركزة للتحالف على مواقع الانقلابيين خسائر فادحة في المعدات".
وأشار المصدر إلى أن "التحالف قصف تعزيزات للانقلابيين على متن شاحنتين في مثلث عاهم بمحافظة حجة ودمرها تماماً، قبل وصولها إلى منطقتي حرض وميدي"، لافتاً إلى أن "الأسلحة المدمرة ضمت صواريخ "صمود" و"زلزال" الإيرانيين"، بحسب صحيفة عكاظ السعودية.
كما استولى الجيش اليمني والمقاومة على عدة مخازن للأسلحة الإيرانية في جبهات صعدة، وأكد محافظة صعدة هادي طرشان أن الجيش الوطني سيطر على معسكر اللواء 101 في البقع. 

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد آخر، أفادت السفارة السعودية في القاهرة، بأن ميليشيا الحوثي في اليمن ارتكبت أكثر من 75 ألف انتهاك خلال النصف الأول من عام 2016.
وأصدرت السفارة أمس الأحد بيانًا تناولته مواقع سعودية ويمنية، وقالت فيه إنها "وثقت من خلاله كافة مخالفات وانتهاكات واعتداءات ميليشيات الحوثي في اليمن، خلال الفترة المذكورة".
وأضاف البيان أن "إجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، بلغ خلال النصف الأول من العام 2016، 75382 انتهاكًا، تراوحت ما بين القتل والإصابة والاختطاف والاعتقال التعسفي والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال والعقاب الجماعي".
وتابع أن "عدد الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي، خلال فترة الهدنة من 20 أبريل وحتى 13 يوليو من العام المنصرم، والتي تزامنت مع المشاورات اليمنية بين طرفي النزاع، في العاصمة الكويتية، بلغ 12704 حالات انتهاك".
كما أشار بيان السفارة إلى "المخالفات والانتهاكات التي أقدمت ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، على ارتكابها خلال الفترة من 2014 وحتى 2015″، مبينة أنه "تم رصد 257 حالة انتهاك ضد المؤسسات الإعلامية، منها 86 موقعًا إلكترونيًا، إضافة إلى اختطاف 91 أكاديميًا، واعتقال 262 عسكريًا، واعتقال 1302 من المواطنين لانتمائهم السياسي، فضلا عن 2706 حالات اختفاء قسري، ووضع 32 فردًا تحت الإقامة الجبرية في صنعاء".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، اتهمت مصادر حكومية يمنية في عدن جماعة الإخوان بنشر أخبار تستهدف الحكومة الشرعية وتخدم الجماعات الانقلابية المدعومة من إيران.
وقالت مصادر حكومية وناشطون: إن وسائل إعلام الإخوان نشرت أخباراً تزعم ضبط أسلحة في طريقها من عدن إلى صنعاء، الأمر الذي نفاه لموقع "24 الإماراتي" مصدر في وزارة الداخلية اليمنية في عدن.
وقالت المصادر: إن "ما نشر من مزاعم عن ضبط أسلحة كانت في طريقها من عدن إلى صنعاء عارية من الصحة، والهدف من نشر هذه الأخبار استهداف واضح للحكومة الشرعية ممثلة بنائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية حسين بن عرب".
واتهم ناشطون المكتب الإعلامي التابع لإخوان اليمن في عدن، بنشر أخبار مضللة، تستهدف الشرعية ومحاولة لعرقلة جهود تحرير اليمن من الميليشيات الإيرانية.
ونشرت وسائل إعلام الإخوان خبراً زعمت فيه ضبط أسلحة في ردفان، كانت في طريقها إلى صنعاء من عدن، الأمر الذي نفته وزارة الداخلية اليمنية.
فيما بدأ أكاديميون وموظفون في أربع جامعات حكومية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في اليمن، أمس الأحد، إضرابًا عن العمل احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم منذ أربعة أشهر.
وقال مصدر نقابي: إن "مجلس التنسيق بين الجامعات الذي يضم تسع جامعات حكومية، اتخذ قرار الإضراب لكن أربع جامعات فقط التزمت به وهي: صنعاء، والحديدة، وعمران، وذمار".
وأضاف أن "الأساتذة في جامعة صنعاء الحكومية، أكبر الجامعات اليمنية، علقوا الشارات الحمراء على صدورهم بدءًا من اليوم، وحتى الثلاثاء المقبل، كما امتنعوا عن إرسال أسئلة الامتحانات لعمادات الكليات في الجامعة تمهيدا لتسليمها للطلبة".
وأوضح أن نقابة "هيئة التدريس قررت أن يستمر الإضراب حتى الثلاثاء المقبل، إضافة إلى الامتناع عن التدريس بشكل جزئي يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري، على أن يبدأ إضراب شامل يوم السبت المقبل".
في المقابل، قالت إدارة جامعة صنعاء التابعة للحوثيين، في تعميم مكتوب، إنها ستتراجع عن قرارها بصرف "نصف راتب" للأكاديميين والموظفين بالجامعة خلال الأيام المقبلة، في محاولة للضغط عليهم لإنهاء إضرابهم وتسليم أوراق الامتحانات.
وكان من المقرر أن تصرف رئاسة الجامعة، خلال الأيام المقبلة، نحو 100 ألف ريال يمني (330 دولارًا أمريكيًّا)، لكل أستاذ جامعي، كنصف راتب شهري، بحسب "الأناضول".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد آخر، استبق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح التحضيرات والاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بتصريحات تنسف المرجعيات الأساسية للتسوية. 
وأكد صالح رفضه للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ونظام الأقاليم المقترح والقرار الدولي 2216، وهي المرجعيات الأساسية المطروحة لأي تسوية للأزمة اليمنية، وكانت حجته في ذلك أن تلك المرجعيات تخدم ما وصفه بأجندات خارجية ولم تعد مقبولة، وفقاً لصحيفة عدن الغد اليمنية.
ووصف صالح المبادرة الخليجية بأنها "أصبحت ميتة"، كما اعتبر قرار مجلس الأمن 2216 قرار حرب وأعلن انتهاء "قضية الحوار"، ويأتي موقفه، فيما قالت مصادر مطلعة أن المبعوث الأممي سيستأنف منتصف الأسبوع الحالي اتصالاته للاستعداد لجولة مشاورات جديدة.
ورجحت المصادر أن يسلم ولد الشيخ أحمد الحكومة اليمنية رسمياً خريطة الطريق المعدلة، فيما يتسلم أسماء اللجان الفنية التي ستتوجه إلى الأردن لعقد دورات تأهيلية، وتحديد موعد عودة لجان مراقبة وقف إطلاق النار إلى ظهران الجنوب للإشراف على هدنة مرتقبة.
وكانت خريطة الطريق الأممية التي قدمها ولد الشيخ أحمد قد لاقت عاصفة من الانتقادات من الحكومة اليمنية التي قالت: إن "الخريطة تخلت عن المرجعيات الأساسية وشرعنت للانقلاب".

المشهد اليمني:

مع إعلان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عدم اعترافه بمرجعيات المفاوضات وفي مقدمتها المبادرة الخليجية- يقطع الآمال في التوصل إلى حل سلمي لإنهاء الحرب بالبلاد، وهو ما يشير إلى أن اليمن سيكون بؤرة لأعمال عسكرية خلال الأيام المقبلة، واستمرار القتال في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام، ما يؤدي بدوره إلى تقسيم اليمن والعودة إلى ما قبل 1990.

شارك