"حزب الله ".. عنوان صراع سياسي ونفوذ بين إيران وتركيا وروسيا في سوريا

الأربعاء 04/يناير/2017 - 01:11 م
طباعة حزب الله .. عنوان
 
"حزب الله" عنوان صراع سياسي ونفوذ بين إيران وتركيا وروسيا، مع وجود تقارير إعلامية عن مطالب روسيا لحزب الله بالخروج من سوريا، وتصريحات تركية توافق مع المطالب الروسية، وسط رفض إيراني صريح لخروج الحزب من سوريا، وهو ما يشير إلى أن الحزب قد يكون عنوان أزمة وصراع جديد بين دول المتورطة في الصراع السوري.

روسيا والميليشات الشيعية:

روسيا والميليشات
يدور الحديث حاليًّا حول انسحاب حزب الله من سوريا، بالإضافة إلى الميليشيات الأجنبية الشيعية أو السنية المتطرفة، وسط ترقب من قادة حزب الله اللبناني بأوامر روسية بانسحاب الحوب، ورفض إيران من خروج الميليشيات الشيعية الموالية لها في سوريا وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني.
وذكرت تقارير سورية، أن الميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية، انسحبت من داخل مدينة حلب إلى الريف الجنوبي والشرقي للمدينة، وسط اعتراض لعناصر ميليشيا حزب الله اللبناني.
وأشارت إلى أن انسحاب الميليشيات الأجنبية من حلب جاء بطلب روسي، مشيراً أن الشرطة العسكرية الروسية أخذ دور الميليشيات في المدينة التي سقطت بالكامل بيد النظام السوري وميليشياته، وسط وجود خلافات كبيرة بين الميليشيات العراقية واللبنانية حول الانسحاب من مدينة حلب إلى ريف المدينة، مضيفاً أن قوات الجيش السوري والعناصر الذين يقاتلون معها سينسحبون أيضاً من المدينة على أن يبقى عناصر الشرطة والمخابرات.
وكانت مواقع روسية قد نشرت صوراً لعناصر الشرطة العسكرية الروسية في مدينة حلب، والتي بدأت بالانتشار في الأحياء الشرقية للمدينة.
كما أشارت أوساط لبنانية مقربة من حزب الله إلى أن الحزب يعيش حالة من الترقب الشديد بعد تسريبات عن أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يتضمن بندا ينص على دعوة المقاتلين الأجانب إلى مغادرة سوريا كأحد ضمانات بناء الثقة قبل البدء بالحوار السوري السوري، وأن موسكو أبلغت طهران بذلك قبل سريان الاتفاق.
وكشفت الأوساط في حديث لـ"العرب اللندنية"، عن أن قيادة الحزب تترقب أوامر روسية عبر إيران بضرورة أن يبدأ الحزب بإجلاء عناصره من مختلف المدن السورية، مثل غيره من الميليشيات الأجنبية الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، أو المعارضة له.
واعتبر متابعون للشأن السوري أن ما يزعج قيادة حزب الله أن الخطوة الروسية المتوقعة لن تزعج الأسد الذي لا يريد أن يكون رهينة لحزب الله والميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية التي تقدر أعدادها بعشرات الآلاف، ويمكن أن تتحول لاحقا إلى ورقة ضغط إيرانية عليه.
ولفت المتابعون إلى أن الأسد سيكون متحررا من أي التزام أخلاقي أو سياسي تجاه الحزب، خصوصا أن من حسموا المعركة هم الروس وليست إيران أو الميليشيات التابعة لها.
وأشاروا إلى أن مسارعة الرئيس السوري إلى تأييد وقف إطلاق النار مقابل تأخر طهران واكتفائها ببيان مرحب صادر عن وزارة الخارجية قد يعكس اندفاعا من النظام السوري للاستقواء بروسيا للتخلص من ميليشيات إيران التي كثرت الاحتكاكات الميدانية بينها وبين الجيش السوري.
وتوقع مراقب سياسي لبناني أن يكون الاتفاق الروسي- التركي في الشأن السوري، قد نص على انسحاب عناصر حزب الله من المدن السورية.

تركيا وانسحاب الميليشات الشيعية:

تركيا وانسحاب الميليشات
خروج الميليشيات الأجنبية وفي مقدمتها حزب الله ليس اتجاه روسي، بل هو مطلب تركي، في ظل مساعي الدول الثلاثة "روسيا- تركيا- إيران" لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ إقليمية غير رسمية، وأن يظل بشار الأسد رئيسا لبضع سنوات على الأقل.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد شدّد على ضرورة انسحاب كافة الميليشيات من سوريا، في تصريح له نهاية العام المنصرم، عقب الإعلان عما عرف بوثيقة موسكو الروسية والإيرانية والتركية، والتي نتجت عنها دعوة مؤتمر "أستانة" في كازاخستان.
وقال أوغلو: "على النظام (السوري) أن يعود إلى طاولة الحوار لإجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وذلك لتحقيق الانتقال السياسي السلمي في سوريا". وأضاف: "أيها المجتمعون يجب أن نرسل رسالة قوية نطالب فيها بأن تغادر جميع الميليشيات الأجنبية الأراضي السورية فوراً"، وفق ما نقله "العربية.نت" بتاريخ 22 من الشهر الماضي.
وتدعم تركيا الجيش السوري الحر وهو تحالف فضفاض من الجماعات المعارضة التي تدعم أنقرة بعضها في شمال سوريا بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين من حدودها الجنوبية.

رفض إيراني:

رفض إيراني:
من جانبها أعلنت طهران بشكل صريح أن ميليشيات حزب الله لن تخرج من سوريا، بما عدّ أول موقف رسمي واضح من هذه المسألة منذ الاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار برعاية روسيا وتركيا.
قال علي أكبر ولايتي، المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء 3 يناير 2017: إن حزب الله اللبناني لن يخرج من سوريا، بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في هذا البلد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ولايتي، أمس الثلاثاء 3 يناير 2017، في العاصمة الإيرانية طهران، عقب لقاء جمعه مع نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".
وأضاف مستشار خامنئي: "خروج حزب الله من سوريا، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، دعاية الأعداء".
وأكد ولايتي مواصلة طهران التنسيق مع روسيا بخصوص الأزمة السورية، وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول ادعاء تجاهل روسيا مصالح إيران في سوريا.
وأشار مستشار خامنئي، إلى الجهود الرامية لإيجاد حل للأزمة في سوريا، مؤكدا أن مفاوضات السلام ستعقد في محور الحكومة السورية وأصدقائها.
وأردف: "لن يكون مكان للجهات التي تبادر إلى تسيير محادثات السلام خارج إطار الحكومة السورية وإرادة شعبها".
واعتبر مراقبون أن صدور الموقف من الشخصية القريبة من المرشد يعد ضرورة لحزب الله نفسه الذي تخوّفت أوساطه في الأيام الأخيرة من احتمالات صفقة قد تطيح بنفوذه في سوريا.
واعتبر مراقبون في بيروت أن توقيت التصريح يأتي لتبديد المخاوف التي سادت الميليشيات الشيعية التابعة لإيران في سوريا، والتي أربكها ترحيب وزارة الخارجية الإيرانية بالاتفاق الروسي التركي الأخير لوقف إطلاق النار.
إلا أن مراجع دبلوماسية اعتبرت أن الموقف الإيراني بشأن بقاء حزب الله في سوريا لا يهدف فقط إلى طمأنة الحزب، بل يسعى إلى تقوية أوراق طهران داخل أي تسوية مقبلة وتذكير الأطراف المعنية بصلابة الأوراق التي تملكها داخل سوريا.

حزب الله وسوريا:

حزب الله وسوريا:
كما رد رئيس المجلس السياسي لحزب الله، إبراهيم أمين السيد ، على تصريحات التركية والتكهنات بطلب روسي بسحب قواته منن سوريا ، قائلا “ حزب الله في سوريا ليست موجودة هناك بقرار تركي ولن تغادره بقرار تركي” دون أي إشارة إلى الموقف الروسي.
كما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن" حزب الله موجود في سوريا بطلب شرعي من الحكومة السورية".
واعتبر المعلم أن "تركيا ليست شريكاً معنا ونحن لم نتحاور معها"، مضيفاً: "لم يفرض علينا شيء بالاتفاق وهناك فرصة لتسوية سياسة في سوريا لوقف سفك الدم والتأسيس لمستقبل البلاد".
وقال المعلم: إن "الخطوة الأولى من الاستثمار السياسي هي وقف إطلاق النار الشامل" مشيراً أن "انتصار حلب هو الذي أدى إلى وقف الأعمال القتالية من موقع الثقة بالنفس".
وكشفت مصادر سورية موالية للرئيس بشار الأسد أن تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد على خمنئي، تكبل النظام السوري بوجود إيراني دائم يحرمه من أي هامش مناورة للاتساق مع خيارات موسكو في إطار أي تسوية محتملة.
ويدور جدل داخل إيران حول موقع طهران من التسوية السورية التي تجري برعاية روسية تركية.
وتعتبر بعض الأوساط الإيرانية أن الاتفاق ثنائي الأطراف يجعل من روسيا وتركيا دولتين راعيتين لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يضع إيران وميليشياتها والنظام السوري ضمن الحصة الروسية التي تضمنها موسكو، فيما تتولى تركيا ضمان أطراف المعارضة.
ورأت هذه الأوساط أن هذه المقاربة لا تلحظ الحصة الوازنة التي تريدها طهران في أي تسوية مقبلة.

المشهد السوري:

المشهد السوري:
يبدو أن "حزب الله" سيكون عنوان صراع بين القوى الثلاثة "روسيا- تركيا- إيران" المؤثرة حاليًّا في المشهدالسوري، وسط "قلة حيلة" من قبل النظام السوري الذي يقف مكتوف الأيدي أمام اتخاذ قرار في أمر يهم دولته ووطنه وأمنه القومي.
سوريا أصبحت مناطق نفوذ غير مباشرة بين الدول الثلاثة وهو ما يعني أن هناك تبدل في المشهد الميداني في سوريا وقد يكون هناك صراع بين الحلفيين "إيران وروسيا" أو توجهات لاستمرار الصراع وعدم تحقيق روسيا خطكوة نحو استقرار وسلام سوريا، وإبقاء الوضع مرهون بقوى أخرى.. "حزب الله" قوة قتالية كبيرة في سوريا، ونفوذ إيراني أكثر قوة واستراتيجية، وهو ما يعني أن قادة الحزب والنظام السوري ليس بأيديهم أي قرار في انسحاب وبقاء الحزب، والقرار بيد ولي الفقيه المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.

شارك