وزارة الأوقاف وحظر الصوفية لصالح الوهابية

السبت 07/يناير/2017 - 04:22 م
طباعة وزارة الأوقاف وحظر
 
معارك كثيرة وصراعات طويلة كانت تدور بين وزارة الأوقاف والفصيل السلفي في مصر وعلى رأسه المنتمين للدعوة السلفية بالإسكندرية، الا ان في الاسكندرية وضع وبالجيزة وضع آخر تماما مما يوضح ان الأوقاف في كل محافظة قائمة بنفسها دون وجود خط سياسي او ديني واضح للوزارة، او استراتيجية لعمل الوزارة بشكل عام، فقد بدأت وزارة الأوقاف، في تنفيذ تهديداتها باستبعاد خطباء الصوفية، على خلفية الصراع القائم بين الصوفية والسلفية، على مسجد "سيدي علي" بالمعتمدية.
هذا الأمر أشعل الغضب بين مريدي وأتباع الصوفية، الذين أكدوا أن الوزارة تمارس اضطهاد ضد خطباء الصوفية، وذلك بسبب سيطرة المنتمين للتيار السلفي على غالبية المناصب القيادية بالوزارة، ما جعل مشروع القرار الذي هدد بتنفيذه وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، الشيخ سلامة عبدالرازق، يدخل في حيز التنفيذ.
وكشف عدد من مشايخ الطرق الصوفية لـ"البوابة نيوز"، أن وزارة الأوقاف استبعدت عدد من الخطباء المنتمين للطرق الصوفية، من الدعوة بالمساجد، حيث تم توجيه عدة اتهامات لهم، كالتحريض، ونشر الفتنة، وبث الفرقة بين المسلمين، ما أثار الغضب بين الجميع في الوسط الصوفي، المعروف بوسطيته وسماحته وتصديه للتطرف والإرهاب.

وزارة الأوقاف وحظر
من جانبه قال الشيخ محمد عبدالخالق، رئيس جبهة الإصلاح الصوفية، إن هناك تخبطا في قرارات وزارة الأوقاف، خاصةً بعد هذا القرار، باستبعاد عدد من خطباء الصوفية، مثل الشيخ إبراهيم السيد، والشيخ طاهر رمضان، والشيخ سيد مندور، والشيخ محمد عتمان، وغيرهم الكثير والكثير، دون أن تعلن الوزارة للرأي العام أسباب استبعاد هؤلاء الخطباء.
من ناحية خرى قال الدكتور عبدالله الناصر، أمين اتحاد القوى الصوفية، إن ما يحدث في وزارة الأوقاف ضد الصوفية، متعمد، لتمكين السلفيين من مساجد الوزارة، وذلك لنشر التطرف والإرهاب.
وتابع: "وزير الأوقاف نفسه كان ينتمي للسلفيين، وكان رئيسًا للجمعية الشرعية، التي يسيطر عليه السلفيون".
هذا ما يؤكد ان وزارة الأوقاف بالجيزة تتخذ خطا مغايرا للوزارة بالإسكندرية أو ان هناك ضغوط ما يتم ممارستها على وزارة الأوقاف بشكل عام لتوسيع المساحة للتيار السلفي والسماح له بالتحرك بعد ان تم التضييق على مشايخ الطرق الصوفية.
رغم انه في 2 ديسمبر 2016، طالبت الطرق الصوفية الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بالاعتماد على دعاة وعلماء الطرق الصوفية، لمواجهة التطرف والتشدد الذى ينشره أعضاء جماعة الإخوان والسلفيين، بالإضافة إلى العمل على تجديد الخطاب الديني، وذلك بعدما أكد عدد كبير من مشايخ البيت الصوفي، على أن الأزهر الشريف والأوقاف لا يقويان وحدهما على مواجهة التيار المتطرف، ويجب أن يكون الاعتماد بصورة كبيرة على الصوفية وعلمائها الذين يحملون راية الوسطية والتسامح الديني.
وطالبت الطرق الصوفية «جمعة» بفتح الباب على مصراعيه أمام دعاة الصوفية للعمل على تجديد الخطاب الديني من خلال جولات ميدانية في جميع المحافظات، لعقد لقاءات داخل مساجد وزارة الأوقاف حتى يحتشد الجميع، ويعلم حقيقة التصوف الإسلامي، وخطورة السلفية والوهابية التي خرجت من رحمها جماعات إرهابية خطرة مثل تنظيمي «القاعدة» و «داعش».

وزارة الأوقاف وحظر
من جانبه، أكد الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الوزارة لا تمانع في التعاون مع دعاة الطرق الصوفية في جميع محافظات الجمهورية، من أجل نشر الفكر الوسطى والتصدي للتطرف المذموم الذى تمارسه بعض التيارات.
وتابع طايع، أن الطرق الصوفية تمثل الوسطية الإسلامية الحقيقية و«الأوقاف» ستقدم الدعم والمساندة لها ولعلمائها ودعاتها في مختلف محافظات مصر، ولكن يجب على الطرق الصوفية أن ترسل للوزارة قائمة بالدعاة المعينين بوزارة الأوقاف ومن هم غير معينين حتى يتم النظر في موقفهم، بحيث لا يعتلى منابر الوزارة إلا المعينون فقط.
وكان موقف السلفيين 8 نوفمبر 2016، وفي تحدٍ لتعليمات وزارة الأوقاف، والتي أصدرها الدكتور محمد مختار جمعة، بمنع تداول أي كتب لغير المصرح بها من قبل الوزارة بالمساجد، أعاد قيادات الدعوة السلفية بمحافظة الإسكندرية الكتب مرة أخرى، في حالة من التجاهل التام لمثل هذه القرارات.

وزارة الأوقاف وحظر
وبحسب ما كشفته مصادر خاصة لـ«البوابة» – رفضت ذكر اسمها، أعاد مسئولو الدعوة السلفية بالإسكندرية، مجموعة من الكتيبات والأشرطة والأقراص والأسطوانات المدمجة لمشايخ الدعوة السلفية، بينهم أحمد فريد، وياسر برهامي، وإسحاق الحوينى، ومحمد حسان، وشريف الهوارى، ومحمد إسماعيل المقدم، لعدد من المساجد والزوايا التي تقع تحت سيطرة الدعوة.
كما أعاد أعضاء الدعوة السلفية وضع كتب «صحيح البخاري ومسلم» مختومة بشعار الدعوة في المساجد مرة أخرى، رغم سابق تحريزها بسبب الشعار نفسه. وأضافت المصادر، أن الدعوة السلفية أعادت الكتب بعد عدة جلسات عقدها قادة الدعوة بالإسكندرية مع مسئولي وزارة الأوقاف، ووضع تعهد بعدم نشر كتب تدعو إلى الإرهاب وحمل الأفكار التخريبية، لافتة إلى أن الدعوة السلفية كانت تربى أبناءها على شراء الكتب والشرائط الدينية لتوزيعها على الشباب وفى المساجد.
وأشارت المصادر، إلى أن «برهامي» بدأ في التوغل مرة أخرى داخل المساجد في الإسكندرية من خلال إلقاء الخطب الأسبوعية والمحاضرات والدروس، دون حصوله على ترخيص للخطابة، لافتة إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية كان أغلبهم قبل ذلك أبناء «برهامي».
ولفتت إلى أنه في شهر اكتوبر 2016، حرزت وزارة الأوقاف عددًا كبيرًا من الكتب والأشرطة من زاوية «المودة» في حملة مكبرة، بينها كتب تدعو إلى العنف والتخريب والهدم، للقيادي الإخوانى يوسف القرضاوي، رئيس مجلس علماء المسلمين، وعدد من شيوخ الدعوة السلفية، بينهم أحمد فريد، وياسر برهامي، وإسحاق الحوينى.
والسؤال الجوهري ما الذي يدفع وزارة الأوقاف الى اخلاء الساحة من شيوخ الصوفية لصالح الدعوة السلفية؟

شارك