الجيش اليمني يسيطر علي باب المندب.. وتغيرات سياسية بجبهة الشرعية

السبت 07/يناير/2017 - 04:38 م
طباعة الجيش اليمني يسيطر
 
حققت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، تقدما كبيرا في جبهة باب المندب، مع وجود تغيير في التركيبة الداخلية للجبهة السياسية الداعمة للحكومة الشرعية، مع وجود تقارير عن قتال جماعة الإخوان في صفوف الحوثيين، وهو ما يعتبر تغيرا في العملية الميدانية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تحقق قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية تقدماً على مختلف جبهات القتال ضد ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح بدعم من مقاتلات التحالف العربي، التي تستهدف مواقع الانقلابيين وتعزيزاتهم وتلحق بهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
أكثر من 20 غارة شنتها مقاتلات التحالف العربي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مستهدفة مواقع ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح في أكثر من موقع في اليمن.
وسيطر الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، اليوم السبت، على منطقة "ذباب" الساحلية، بمديرية باب المندب، التابعة لمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد، التي كانت تحت سيطرة مسلحي جماعة الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق، على عبد الله صالح.
كما تخوض قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، مدعومةً من التحالف، معارك عنيفة على جبهة علب بصعدة، موقعةً عشرات القتلى في صفوف ميليشيا الحوثي.
فقد قتل قائد محور الحوثيين في جبهة علب المدعو أبوطه الخولاني وقُتل معه 41 عنصراً من الميليشيات خلال الساعات الماضية.
كما قُتل القيادي الحوثي، مراد الشظبي، بغارة جوية للتحالف العربي على أحد المواقع العسكرية في منطقة حيدان غرب محافظة صعدة.
وتقول مصادر المقاومة إن ميليشيات الحوثي حاولت تنفيذ هجوم لاستعادة جبل مندبة، والمواقع التي تمت السيطرة عليها في الأيام الماضية في جبهة علب شمال شرقي صعدة، لكن الجيش الوطني والمقاومة وبدعم وإسناد جوي من التحالف تمكنا من كسر الهجوم وقاما بهجوم معاكس تمت من خلاله السيطرة على موقعين كان يتمركز فيهما المتمردون باتجاه منطقة سحار الشام.
كما أفادت مصادر عسكرية في الجيش الوطني اليمني أن قوات الشرعية، مسنودة بقوات التحالف العربي، شنت قصفاً عنيفاً على مواقع وتجمعات وتحصينات الميليشيات في جبهات البقع ونجران وباقم وحرض ميدي.
واعترفت مصادر الميليشيات بتعرض مواقعها في مناطق الحدود لقصف كثيف بالمدفعية والصواريخ وتحديداً في المناطق المتخمة لنجران وفي مديريات رازح وشدا والظاهر شمال غربي محافظة صعدة، في حين شنت طائرات التحالف عشرات الغارات على منطقة مندبة وأنحاء أخرى من مديرية باقم، وفي مناطق الظاهر وشدا وحرض. كما استهدفت بعدة غارات مواقع الميليشيات في جبل هيلان غرب محافظة مأرب.
وفي جبهة نهم شرق صنعاء، حققت قوات الشرعية تقدماً جديداً وسط استمرار المعارك الشرسة مع ميليشيات الحوثي وصالح، وسيطرت قوات الشرعية على كافة الجبال المطلة على وادي محلي وقطعت إمدادات الحوثيين إلى مسورة.
وتواصل قوات الشرعية تقدمها في جبهة بيحان بمحافظة شبوة التي تشهد معارك متواصلة منذ أيام، وأعلن الجيش اليمني تمكنه من تحرير السلسلة الجبلية المطلة على وادي بيحان المطلة على خطوط إمداد الميليشيات إلى منطقة الصفراء.
وفي تعز نجحت قوات الجيش والمقاومة في دحر الميليشيات الانقلابية من عدد من المواقع الاستراتيجية والمرتفعات في مديرية مقبنة غربي المحافظة.
وأسفرت المعارك عن سقوط عدد من مقاتلي الميليشيات بين قتيل وجريح، في المقابل تواصل الميليشيات قصف أحياء المدينة وقنص المدنيين في عدد من المناطق، حيث أفادت مصادر محلية عن مقتل طفلة وإصابة أخرى برصاص قناص من الميليشيات أثناء عودتهما من المدرسة في شارع الثلاثين غربي تعز.
فيما أكدت مصادر عسكرية رفيعة في الجيش اليمني، العثور على جثث مقاتلين من جماعة الإخوان قتلوا وهم يقاتلون في صفوف الحوثيين في اليمن، في أحدث تأكيد على دور الجماعة المشبوه بالحرب اليمنية.
وقتل العشرات من عناصر جماعة الإخوان في معارك مع المقاومة الشعبية في بلدة الزاهر بالبيضاء العام الماضي.
وقال مصدر عسكري لـموقع "24 الاماراتي" إن "قوات الجيش الوطني اقتحمت معسكراً للانقلابيين في البقع بصعدة، وعثرت على قتلى من جماعة الإخوان المسلمين، في واقعة وصفتها بالفضيحة".
ونشرت حسابات تابعة للمقاومة في عدن، صوراً لهويات عناصر إخوانية، عثر عليها في معسكر البقع الذي تم تحريره قبل أيام، وهويات انتساب لجماعة حزب الإصلاح اليمني.
وقال المقاتل في صفوف قوات الشرعية عبدالرحمن المفلحي إن "عناصر من جماعة حزب الإصلاح يقاتلون في صفوف الانقلابيين"، مؤكداً أن الجيش الوطني سيواصل معركته ضد الانقلابيين حتى تطهير كامل محافظة صعدة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، تبدو أنها بداية تحوّل لافت في الاصطفافات داخل جبهة الشرعية، أصدر اثنان من أكبر الأحزاب اليمنية المناهضة للانقلاب وهما الحزب الاشتراكي اليمني -يسار- والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري -قومي- بيانا مشتركا، تمخض عن سلسلة اجتماعات عقدت في القاهرة، حمل في طياته رسائل هامة أثارت حفيظة الأحزاب الأخرى المنضوية تحت لافتة الشرعية الدستورية.
وتضمن البيان السياسي الذي جاء حصيلة مشاورات بين الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري في العاصمة المصرية القاهرة إشارة إلى الأجواء التي أحاطت به “بالنظر إلى الوضع الراهن الذي تمر به البلاد جراء استمرار حالة اللااستقرار والحرب، وتداخل العديد من العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي أوصلت البلد إلى حافة الهاوية من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية”.
ولفت إلى القواسم المشتركة التي تربط الحزبين من النواحي السياسية والفكرية والنضالية، في ما يبدو كعملية تأسيس لقاعدة فكرية جديدة قد تكون نواة تحالف أوسع يجذب إليه كافة التيارات اليسارية والقومية والليبرالية في المشهد اليمني الذي بات الصراع فيه وفقا لمراقبين يأخذ طابعا مذهبيا ودينيا في الكثير من الأحيان، وهو الأمر الذي ألمح البيان إليه ضمنيا من خلال التأكيد في الفقرة الأولى على أن الصراع الدائر يمكن إنهاؤه بـ”سلام يؤدي إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي على أسس ديمقراطية وفقا لمخرجات الحوار الوطني”.
كما حمل البيان إشارات متعددة تؤكد خشية الأحزاب من سطوة الخطاب الديني الذي بات يهيمن على المشهد بشكل متعاظم، إضافة إلى تراجع دور المرجعيات التي تمثل حجر الأساس في “الشرعية الدستورية التوافقية”، وهو الأمر الذي يعني استمرارُه بحسب البيان “فقدان الدولة وتمدد القوى المتخلفة وسيطرة الفوضى وقوى الحرب على حساب القوى السياسية والمدنية”.
وفيما بدا تبرما من تفرد الأحزاب الدينية بالقرار السياسي والنصيب الأكبر من التعيينات في المناصب المدنية والعسكرية، أكد البيان على رفضه لما وصفها بـ“كافة أشكال الهيمنة والإقصاء والتهميش واستبعاد القوى السياسية اليمنية من المشاركة في القرار السياسي وإلغاء الشراكة التي قامت على أساسها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وانتجت السلطة الانتقالية الحالية”.
وطالب ذات البيان بـ“مراجعة وتصحيح كافة قرارات الحكومة في المجالين العسكري والإداري المخالفة للدستور ومخرجات الحوار الوطني ومعايير الكفاءة والنزاهة والتوافق”.

الوضع الاقتصادي:

الوضع الاقتصادي:
وعلي صعيد اخر، أعلنت رئاسة الوزراء اليمنية أن العملة المطبوعة وصلت إلى البنك المركزي، وأن أزمة السيولة النقدية انتهت. 
وقال السكرتير الصحافي لرئاسة مجلس الوزراء اليمنية غمدان الشريف: "سنفي بكافة الالتزامات، وسنصرف رواتب موظفي الدولة المدنيين والعسكريين في جميع المحافظات بما فيها مناطق سيطرة الانقلابيين"، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.
وأعلن رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد بن دغر، انتهاء أزمة السيولة النقدية، وتغلب حكومته على العقبات المتعلقة بطباعة العملة، محملاً ميليشيات الحوثي وصالح مسؤولية "اختلاق الأزمة".
وتتهم الحكومة اليمنية الانقلابيين بإهدار 5 مليارات دولار على "المجهود الحربي"، صرفت إثر تحكمهم بمجلس إدارة البنك المركزي اليمني السابق في صنعاء، ما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى إصدار قرار بنقل مقر البنك المركزي وعملياته إلى عدن في سبتمبر 2016، وتشكيل مجلس إدارة جديد.
وأرجعت مصادر يمنية مطلعة سرعة إنهاء أزمة السيولة إلى نتائج لقاءات مكثفة أجراها محافظ البنك المركزي اليمني منصر القعيطي، الذي عقد منذ تعيينه محافظاً، اجتماعات في الولايات المتحدة وعواصم خليجية أخرى، مع مؤسسات إقليمية ودولية أهمها صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، كما أجرى عدة لقاءات رجحت المصادر أنها مع شركة طباعة العملة لتوفير النقد في روسيا، في خطوة أولى لإحياء الاقتصاد اليمني.
فيما قالت مصادر أكاديمية في صنعاء إن أساتذة جامعة صنعاء سوف يبدأون، اليوم السبت، إضراباً شاملاً عن العمل، وذلك احتجاجاً على عدم صرف الميليشيات الانقلابية لرواتبهم، ورفضاً لممارسات الفساد التي تقوم بها إدارة الجامعة المعينة من قبل الحوثيين.
وأكدت نقابة أساتذة وموظفي جامعة صنعاء في بيان لها، أنها ستدخل في إضراب شامل مفتوح حتى تحقيق مطالبها، وفي مقدمتها صرف الرواتب ووقف عبث التعيينات غير القانونية والفساد الذي تمارسه الإدارة المعينة من قبل الحوثيين.
وفشلت سلطات الانقلابيين بشتى الوسائل بإثناء أساتذة الجامعة عن الإضراب، رغم محاولاتها التي كان آخرها اجتماع وزير التعليم العالي في حكومة الانقلابيين حسين حازب بمجلس التنسيق الأعلى لنقابات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات اليمنية، والذي أخفق في التوصل إلى حل يقنع أساتذة الجامعة برفع الإضراب.

المشهد اليمني:

يبدو ان هناك صراع قوي بين الحكومة اليمنية والمتمردين ، في السيطرة علي جغرافية اكبر من الاراضي اليمينة، لتؤكد علي  قوية في العملية التفاوضية او الاستمرار في القتال، حتي اشععار اخر، وهو ما يشير إلى أن اليمن سيكون بؤرة لأعمال عسكرية خلال الأيام المقبلة، واستمرار القتال في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام، ما يؤدي بدوره إلى تقسيم اليمن والعودة إلى ما قبل 1990.

شارك