برودة الشتاء وثلوج أوروبا تزيد معاناة اللاجئين

الأحد 08/يناير/2017 - 10:25 م
طباعة برودة الشتاء وثلوج
 
معاناةا للاجئين فى
معاناةا للاجئين فى أوروبا تتزايد
تفاقمت معاناة اللاجئين مع الطقس البارد، فى ظل نقص الخدمات المقدمة من المنظمات الدولية للاجئين، وخاصة السوريين منهم، يأتى ذلك بعد أن كشفت دراسة حديثة أن أسر اللاجئين السوريين في لبنان قد استنفدت مواردها المحدودة، وتقوم بالتكيف على الحياة بأقل القليل مستخدمة في ذلك آليات مضرة أو مستنزفة للموارد من أجل البقاء على قيد الحياة. 
من جانبها قالت ليزا أبو خالد المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان إن الدراسة السنوية أجريت من قبل مفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف.
أضافت "أظهر التقييم أن أكثر من 70% من اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، وهي نفس النسبة المسجلة في عام 2015، ولكن ما زالت أوضاع اللاجئين غير مستقرة وما زالوا بحاجة إلى المساعدة المستمرة ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم الأساسية. 
ولم تظهر الدراسة تدهورا في نسبة الفقر بين اللاجئين السوريين، ولكنها أظهرت زيادة انعدام الأمن الغذائي بينهم، أي أنهم بحاجة إلى المساعدة لتأمين الحد الأدنى من الأمن الغذائي لأسرهم." 
معاناة بلا حدود
معاناة بلا حدود
نوهت ليزا أبو خالد إن من بين آليات التأقلم التي يستخدمها اللاجئون السوريون في لبنان للتكيف مع أوضاعهم الصعبة، إرسال أبنائهم للعمل بدلا من الدراسة، مضيفة بقولها "نعلم من خلال هذه الدراسة أن أكثر من 50% من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في أماكن غير آمنة. ونظرا لأن 70% من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيضطرون إلى اللجوء إلى استراتيجيات تأقلم مضرة لهم مثل تقليل عدد وجبات الطعام، أو إرسال أبنائهم للعمل، أو الانتقال من مساكن وملاجئ آمنة إلى الإقامة في مخيمات وخيام هشة أو مستودعات ومبان غير مكتملة."
من ناحية آخري قضت المحكمة الإدارية العليا بولاية تورينجن في ألمانيا بمنح 100 طالب لجوء سوري صفة لاجئ بدلا من الإقامة لمدة سنة التي قررت السلطات سابقا منحها لهم، ويأتي قرار المحكمة التي قضت لصالحهم ضد الحكومة الألمانية ممثلة بالمؤسسة الاتحادية للهجرة واللاجئين التي رفضت منحهم صفة لاجئ واكتفت بمنحهم الحماية المحدودة "الإقامة" لمدة سنة فقط.
أفادت المحكمة التي مقرها مدينة فايمر أن القرار قطعي وليس هناك مجال للطعن عليه.
وقبل الوصول إلى المحكمة الإدارية العليا، طعن اللاجئون السوريون بقرار المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أمام المحكمة الإدارية في مدينة ماينينغين في ولاية تورينغن، وكان المكتب قد منحهم "الحماية المحدودة" التي تقضي بإعطاء طالب اللجوء حق الإقامة لمدة سنة ولا تسمح له بلم شمل عائلته.
واستند القضاة في قرارهم إلى أنه في حال ترحيل السوريين أو عودتهم طواعية إلى بلدهم، هناك خوف من تعرضهم للملاحقة بسبب الاشتباه بأنهم منتقدون أو معادون لـ "النظام السوري".
وفى سياق آخر انخفض عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق البحر بمقدار الثلثين في 2016 نتيجة اتفاق مع تركيا لكن عدد الوافدين إلى إيطاليا من شمال إفريقيا ارتفع إلى رقم غير مسبوق.
معاناة السوريين تتزايد
معاناة السوريين تتزايد فى المخيمات اللبنانية
وذكرت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس" أن عدد اللاجئين الواصلين إلى الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني وصل إلى 503700 لاجئ في 2016، وعزت الوكالة هذا الانخفاض إلى اتفاقية اللاجئين المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
ويقضي الاتفاق المبرم في مارس الماضي بأن تحصل تركيا على مليارات من اليورو لإبقاء اللاجئين على أراضيها ومنع المهربين من نقلهم عبر بحر إيجه إلى اليونانن في حين سجل عدد الواصلين إلى إيطاليا في 2016 ارتفاعا غير مسبوق ويزيد بنسبة 20 في المئة عن مستواه العام  الماضي، ليسجل 181 ألف مهاجر وصلوا من شمال إفريقيا عبر ما يسمى طريق وسط البحر المتوسط وهو أكبر عدد سجل إلى الآن.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة سابقا أن عام 2016 شهد غرق أكبر عدد من المهاجرين في البحر المتوسط إذ لقي قرابة 5000 حتفهم.
كانت موجة الصقيع وتساقط الثلوج والانخفاض الشديد في درجات الحرارة تسببت في وفاة حوالي 20 شخصاً في كل من بولندا وإيطاليا وتشيكيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
 كما نتج عن التطورات المناخية تلك فوضى في حركة التنقل عبر عدة مناطق من أوروبا، وشكلت تلك التطورات كذلك خطراً جديداً على آلاف اللاجئين العالقين في اليونان، حيث انخفضت درجة الحرارة عن 17 درجة تحت الصفر في بعض المناطق.
ففي جزيرة خيوس اليونانية، التي اعتادت على شتاء معتدل شأنها شأن بقية أنحاء البلاد، فإن الوضع في مخيم سودا للاجئين يزداد سوء، بحسب ما ذكرت إحدى سكان الجزيرة لوكالة الأنباء الألمانية.
نقص المساعدات يفاقم
نقص المساعدات يفاقم أزمة اللاجئين
وقالت جيني كاليبوسي إن "الأماكن المعيشية مكتظة، وأولئك الذين ليس لهم مكان ينتظرون حاليا في خيام صيفية بدون كهرباء أو تدفئة".
فهناك نحو 15 ألفاً و500 شخص ينتظرون حالياً إعادتهم إلى تركيا بموجب اتفاق أبرم بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة بإعادة جميع المهاجرين الذين عبروا بحر إيجة بشكل غير قانوني من السواحل التركية.
 وفي بلغاريا عثر قرويون الجمعة على جثتي مهاجرين عراقيين توفيا من شدة البرد في غابة في جبل ستراندجا قرب الحدود مع تركيا. وكان عثر الثلاثاء على مهاجر أفغاني في العشرين من العمر قضى بسبب البرد في شمال اليونان بعد أن عبر الحدود اليونانية-التركية.
وشهدت موسكو عيد الميلاد الأشد برودة منذ 120 عاما مع درجات حرارة بلغت نحو 30 درجة تحت الصفر ليلاً، بحسب وكالة ريا نوفوستي. وفي اسطنبول كانت هناك تأجيلات في الرحلات الجوية بأكبر المطارات، حيث تم إلغاء جميع الرحلات المحلية حتى ليل الأحد، بحسب شركات الطيران ووسائل إعلام تركية.

شارك