نجاحات لعملية "السهم الذهبي".. وانحسار آمال السلام في اليمن

الإثنين 09/يناير/2017 - 05:44 م
طباعة نجاحات لعملية السهم
 
حققت عملية” السهم الذهبي” التي أطلقها الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف نجاحات كبيرة في السيطرة على عدة مواقع استراتيجية في باب المندب، مع تأكيد مستشار وزير الدفاع السعودي على قدرة الجيش اليمني على مواجهة  مليشيات"الحوثين- صالح".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجنوبية، مساء الاثنين، من السيطرة بالكامل على معسكر العمري، بمنطقة ذوباب، مركز مديرية باب المندب، غربي محافظة تعز، بالقرب من الشريط الساحلي و ممر الملاحة الدولي، جنوبي البحر الأحمر، بعد معارك مع الانقلابيين الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي صالح، شارك فيها طيران التحالف العربي، الداعم للشرعية في اليمن.
وأكد الناطق الرسمي لقيادة محور تعز، العقيد ركن، منصور الحساني، هذه المعلومات، وقال إن السيطرة على معسكر العمري، بعد دخول طيران الأباتشي، التابع لقوات التحالف العربي، بقوة في المعركة، ودكه تجمعات وأسلحة الميليشيات، من أمام أبطال الجيش.
وأشار الحساني إلى أن القوات الموالية للشرعية، تقدمت كذلك عقب السيطرة على معسكر العمري، إلى منطقة الجديد، فيما لا تزال المواجهات شديدة، مؤكداً أن الساعات القادمة ستكون صعبة على الانقلابيين.
وأعادت دولة الإمارات الزخم إلى مشاركتها في قوات التحالف العربي في اليمن، بقيادتها عملية “الرمح الذهبي” لقطع طرق تهريب السلاح الإيراني للحوثيين، وإحكام قبضة التحالف العربي والحكومة اليمنية على كامل الساحل اليمني المطل على بحر العرب.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع الانقلابيين في بلدة حوث بعمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء، فيما يواصل الجيش تقدمه على حساب الانقلابيين في بلدات ريف تعز جنوبي اليمن.
وقال سكان لـموقع "24 الاماراتي" إن "طيران التحالف العربي شنّ غارات على أهداف للانقلابيين في بلدة حوثي بصنعاء، واستهدف مواقع وآليات".
وبحسب السكان، دمر طيران التحالف العربي آلية كان على متنها مسلحون من الانقلابيين، مرجحين مقتلهم في الغارة.
فيما أكد قيادي عسكري في الجيش الوطني اليمني، اليوم الإثنين، تقدم قوات الجيش والمقاومة نحو جبال كتاف التي تبعد عن وسط صعدة بنحو 30 كيلومتراً تقريباً، وفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط".
ومع تقدم الجيش اليمني تستمر انهيارات وانسحابات متمردي الحوثي وصالح في جبهات القتال باليمن، ومنها البقع في محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين.
وقال قائد قوات الجيش بجبهة صعدة وقائد لواء الصحراء، العقيد مهران القباطي، إن "قوات الجيش استطاعت السيطرة الكاملة على مقر اللواء 101 وغنمت الكثير من الأسلحة والذخائر منها ثلاث دبابات صالحة للاستخدام"، مبيناً أن مفرق الجوف (طريق رئيسي يستخدمه الحوثيون للإمداد) أصبح تحت مرمى نيران الجيش الوطني والمقاومة، وبالتالي توقف الدعم بشكل كامل لأفرادهم.
ويعد منفذ البقع أحد أهم المنافذ الحدودية البرية لليمن مع السعودية، ويبعد عن مدينة صعدة (مركز المحافظة الإداري) نحو 150 كيلومتراً، بينما يبعد عن مدينة نجران السعودية بنحو 100 كيلومتر، ويقابله في الجانب السعودي منفذ "الخضراء" التابع لمنطقة نجران.
ويستخدم الحوثيون وقوات صالح شبكة ألغام قد تصل أعدادها إلى 30 لغماً أو أكثر، بحسب العقيد قباطي الذي كشف أنهم يزرعون أيضاً ألغاماً بلاستيكية لا يمكن لأجهزة الكشف العادية رصدها. واستطرد: "وجدنا ألغاماً غريبة بلاستيكية مضادة للدروع لا تكشفها الأجهزة العادية، لكن السعودية دعمتنا بأجهزة حديثة تظهر اللغم البلاستيكي الأمر الذي ساعدنا كثيراً في التقدم".
وقتل قيادي في تنظيم “القاعدة“، في وقت متأخر اليوم الأحد، إثر غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار يعتقد أنها أمريكية، استهدفت سيارته بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بحسب مصدر محلي.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة أنباء الأناضول إن “القيادي في تنظيم القاعدة ويدعى عبد الغني قاسم الرصاص، لقي مصرعه مساء اليوم، في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار”.
وأضاف المصدر: “من المرجح أن تكون الطائرة أمريكية، استهدفت القيادي بينما كان داخل سيارته في منطقة مسورة بمحافظة البيضاء، التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثي)، وقوات الرئيس السابق،علي عبدالله صالح”.
كما تمكنت قوات حرس الحدود السعودية، اليوم الأحد، من التصدي لمحاولة تسلل لعناصر حوثية، في المنطقة الحدودية مع اليمن. وأشارت قناة "الإخبارية" السعودية، نقلاً عن مصادر محلية، إلى أن "القوات السعودية استطاعت التصدي لمجموعة من الانقلابيين حاولوا الدخول إلى الحدود المملكة".
وأضافت نقلاً عن قائد ميداني بالجيش السعودي أنه "تم تكبيد الحوثيين اليوم خسائر فادحة نتج عنها استسلام عدد كبير منهم".

حرب الالغام:

حرب الالغام:
ومن جهة اخري، أفادت مصادر عسكرية يمنية أن ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح زرعت ما يربو على ربع مليون لغم منذ بدء حروبها بعدة محافظات في مارس 2015.
وأكدت المصادر لـ"العربية.نت" أن هذا الرقم يمثل إحصائية تقديرية لما تم زرعه حتى نهاية ديسمبر 2016، مشيرة إلى أن العدد مرشح للزيادة باستمرار نتيجة لكون الميليشيات تقوم في العادة بزرع كميات إضافية من الألغام والمتفجرات قبيل انسحابها من أي منطقة تتمكن قوات الشرعية من تحريرها.
وفيما أعلنت قوات الجيش الوطني، الأحد، أنها تمكنت خلال اليومين الماضيين من نزع 600 لغم زرعها الحوثيون والقوات الموالية لهم في مديرية بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، لفتت المصادر العسكرية إلى أن نحو 100 ألف لغم جرى زرعها بمحافظات عدن ولحج والضالع جنوبي اليمن، في حين توزع باقي العدد على محافظات مأرب والجوف وتعز والبيضاء وشبوة وحجة، إضافة إلى أطراف صعدة التي باتت الجبهة الأحدث لقوات الجيش الوطني.
وكانت دول التحالف قد شكلت أواخر أغسطس 2015، عشرة فرق هندسية متخصصة لنزع الألغام في المناطق المحررة.
وبحسب معلومات سابقة فقد تمكنت الفرق الهندسية من نزع أكثر من 30 ألف لغم في محافظتي عدن ولحج.
وفي نهاية شهر نوفمبر الماضي، أعلن الجيش الوطني تمكن الفرق الهندسية المتخصصة من نزع 36 ألف لغم زرعتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مناطق متفرقة بمحافظة مأرب.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
من ناحيتها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في بيان لها "إن الألغام الأرضية التي زرعتها الميليشيات قتلت 23 شخصاً بينهم 5 أطفال، وأصابت أكثر من 56 في محافظة تعز.
ووفقا لتقارير الفرق الهندسية، فإن الميليشيات تقوم بتحويل الألغام الكبيرة المخصصة للدبابات والعربات إلى ألغام قابلة للانفجار، في حال تعرضت للدهس من قبل الأفراد والمواشي والسيارات الصغيرة، وتقوم بربط الألغام ببطاريات قابلة للانفجار في حال تعرضت لدهس جسم لا يقل عن 10 كلغ.
و في تقرير لائتلاف الإغاثة في تعز عن الأوضاع الإنسانية في المدينة لعام 2016، أعلن الائتلاف مقتل 1231 شخصا، وجرح أكثر من سبعة آلاف العام الماضي جراء عمليات القنص والقصف العشوائي لميليشيات الحوثي على الأحياء السكنية في تعز.
بالإضافة إلى تدمير أكثر من 4 آلاف منزل ومدرسة ومبانٍ حكومية ومساجد ومرافق حيوية.
وأكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية.
وجاء في التقرير أن أكثر من 177 ألف أسرة نزحت وهُجرت قسرا من منازلها، فيما لا يزال هناك أكثر من ثلاث مئة ألف أسرة متضررة في مديريات المحافظة. وحذر الائتلاف من مجاعة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية في تعز.

صرف الرواتب:

صرف الرواتب:
وعلي صعيد اخر، وجهت الحكومة اليمنية اليوم الاثنين، تعميماً لجميع الوزراء ومحافظو المحافظات بموافاة وزارة الخدمة المدنية بالكشوفات الخاصة بمرتبات شهر ديسمبر من العام الماضي.
وكانت الحكومة قد قالت بأنها ستصرف الرواتب لجميع موظفي الدولة، بعد إعلانها انتهاء أزمة السيولة المالية، ووصول مبالغ مالية من التي تم طباعتها في روسيا.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فإن وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري، طالب المؤسسات الحكومية برفع الكشوفات وفقاً لمرتبات شهر ديسمبر 2014.
وسبق أن صرّح رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، بأنه لن يكون هناك موظف في اليمن بلا راتب، وإن وزارة المالية سترسل الأموال إلى جميع المؤسسات الحكومية وفي جميع المحافظات بدءاً من اليوم الاثنين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي،  عاد وفد الحوثيين  ظهر اليوم، إلى صنعاء، قادمًا من العاصمة العمانية مسقط، في اشارة لي انحسار آمال الحل السلمي في البلاد.
وقال رئيس وفد الحوثيين في مشاورات الكويت والناطق الرسمي للمليشيات في صفحته على "تويتر " بعون الله وتوفيقه وفضله وصلنا إلى صنعاء قادمين من مسقط بعد جولة من المشاورات واللقاءات مع المجتمع الدولي ".
والتقى وفد الحوثيين عدة جهات دولية في " مسقط " أبرزها وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري " وسفيري الصين وألمانيا ووزير الخارجية العماني " يوسف بن علوي ".
وانحسرت آمال الحل السياسي في اليمن في ظل التطورات العسكرية ورفض طرفي الانقلاب في صنعاء مرجعيات السلام المتمثلة في المبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني .

المشهد اليمني:

يبدو ان هناك صراع قوي بين الحكومة اليمنية والمتمردين ، في السيطرة علي جغرافية اكبر من الاراضي اليمينة، لتؤكد علي  قوية في العملية التفاوضية او الاستمرار في القتال، حتي اشععار اخر، وهو ما يشير إلى أن اليمن سيكون بؤرة لأعمال عسكرية خلال الأيام المقبلة، واستمرار القتال في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام، ما يؤدي بدوره إلى تقسيم اليمن والعودة إلى ما قبل 1990.

شارك