احتدام المعارك في اليمن.. مع مساعٍ أممية لتحريك عملية السلام

الأربعاء 11/يناير/2017 - 07:53 م
طباعة احتدام المعارك في
 
تواصل اعمال القتال في عدة جبهات باليمن، مع سيطرة القوات الحكومة علي الساحل الغربي وباب المندب، فيما  بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن  ، مرحلة جديدة من حراكه الهادف لتحريك مسار السلام اليمني الراكد.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الأربعاء، أكثر من 22 غارة جوية على تجمعات ومواقع وآليات لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، غربي محافظة تعز جنوب غرب اليمن.
وقال مصدر عسكري لـ«المصدر أونلاين»، إن الغارات استهدفت مواقع في شمال مديرية ذوباب، وتعزيزات قادمة من المخا.
وقصفت المقاتلات بعشر غارات تجمعات وآليات ومنصات إطلاق صواريخ بين منطقتي الجديد والمقعر، وسبع غارات على مواقع شمال معسكر العُمري، وخمس غارات على آليات وتجمعات شرق منطقة الكدحة.
في سياق متصل، تحاصر القوات الحكومية مواقع الحوثيين شمال معسكر العُمري، وتؤمّن المواقع المحررة، بالتوازي مع عملية نزع الالغام التي زرعها الحوثيون في الطرقات المؤدية إلى معسكر العُمري.
وتمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، خلال الساعات الماضية من التصدي لهجوم عنيف شنته مليشيا الحوثي وصالح على مواقع عديدة في مديريتي المصلوب والغيل بمحافظة الجوف.
وقالت مصادر عسكرية، إن "قوات الجيش والمقاومة تمكنوا من كسر هجوم الميليشيات على منطقة سداح ووقز بمديرية المصلوب، ومنطقة قويحش، بمديرية الغيل، ومنطقة الساقية والسلان بين مديريتي الغيل والمصلوب" وفقاً لموقع "يمن برس".
وتكبدت الميليشيات الانقلابية خسائر بشرية فادحة خلال المعارك التي استمرت عدة ساعات، حيث ارتفع عدد قتلى الميليشيات الانقلابية خلال اليومين الماضيين بشكل لافت وأغلبهم من القيادات الميدانية في مختلف الجبهات، آخرهم كالقيادي الحوثي عبد الكريم نجم الدين الذي قتل شرق منطقة ذباب الساحلية.
وكانت مصادر قبلية أكدت مقتل القائد الميداني الحوثي ماجد يحيى المداني مع عدد من مرافقيه في غارات لمقاتلات التحالف في مديرية المتون غرب الجوف.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الأربعاء، غارات على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في مديرية نهو (شرق العاصمة صنعاء).
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، إن غارتين استهدفتا عربتين (طقمين) للحوثيين، في منطقة بني شكوان، وأدى ذلك إلى مقتل أربعة مسلحين.
كما شنت المقاتلات غارة جوية ودمرت عربة في نقيل الوتدة بمديرية خولان.
وأضاف المصدر بأن المقاتلات الحربية قصفت بأكثر من سبع غارات، استهدفت مواقع للحوثيين وقوات صالح بمنطقة العقران ومحيطها.
وفي جبهة البقع شرق محافظة صعدة المعقل التاريخي لميليشيا الحوثي، قتل عدد من عناصر الانقلاب بينهم النقيب جهاد الصباري برفقة مجموعة من الضابط، خلال مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر صحافية من محافظة الحديدة الساحلية أن الميليشيات تنفذ حملة تجنيد قسري لأبناء مديرية بيت الفقيه والدريهمي وترسلهم تباعاً إلى الجبهات المشتعلة في المخا حيث قتل منهم العشرات، خلال محاولتهم منع زحف الجيش الوطني السريع إلى ميناء المخا الاستراتيجي.
وعلي صعدي اخر استهدف تفجير إرهابي موكب مسؤول أمني في بلدة لودر بأبين شمال العاصمة عدن. 
وقال شهود عيان ومصادر أمنية لـ24 "إن إرهابياً ركن مركبة ملغومة فجرت عن بعد في المسؤول في قوات الحزام الأمني بلودر أمين السقاف ما أسفر عن سقوط قتيل وخمسة جرحى".
وقال مصدر أمني "إن إرهابيين فجروا مركبة ملغومة في موكب قائد نقطة جبل عكد ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لكنه لم يفصح عن الحالة الصحية للمسؤول الأمني أمين السقاف".
فيما أقر مجلس الوزراء اليمني خطوة جديدة بإخراج معسكرات الجيش من عدن وتسليم مهمة الأمن فيها إلى وزارة الداخلية، إضافة إلى إعادة بناء الألوية العسكرية على أساس وطني لتجاوز الانتماءات المناطقية لعناصر القوات والابتعاد بها عن الصبغة الطائفية أو المذهبية أو الحزبية.
كما أكد ضرورة إعادة بناء القوات المسلحة، تسليحاً وتدريباً وتأهيلاً.
ووجه المجلس بإعادة عمل اللجنة الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، ورفع تقرير عن عملها في الجلسة المقبلة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، أعلن قيادي بارز في حزب المخلوع صالح انشقاقه وانضمامه إلى صف الشرعية اليمنية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، في أحدث انشقاق يحصل داخل معسكر صالح المتحالف مع إيران.
وقالت مصادر يمنية في عدن لموقع "24 الامارتي"،"إن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام بالبيضاء (وسط اليمن) الشيخ علي صالح الطيري، أعلن انشقاقه عن حزب المخلوع صالح وانضمامه إلى الشرعية"، مشيرة إلى أن "الطيري يعد من أبرز زعماء القبائل في البيضاء وأن انشقاقه عن المخلوع صالح يشكل ضربة موجعة".
وأكدت المصادر أن زعيم قبائل العرش بالبيضاء أعلن استعداده فتح معسكرات لمواجهة العدوان الحوثي العفاشي، على محافظة البيضاء.
وفي البيضاء، قال مصدر قبلي إن "الشيخ الطيري انشق عن الانقلابيين عقب اغتيال الحوثيين لأحد الضباط الموالين للزعيم القبلي".
وأكد المصدر لـ24 أن الشيخ الطيري دعا قبائل العرش إلى الاستعداد لمواجهة الانقلابيين الحوثيين الذين اعتدوا على بلاده".
ياتي ذلك مع  ظهور جديد للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، امس الثلاثاء، ووقف أمام المئات من المواطنين الذين كانوا يتزاحمون داخل سوق تجاري جديد تم افتتاحه في صنعاء،  في ظهور علني نادر هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب باليمن في العام 2015.
و أثارت الواقعة جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها بعض الناشطين، بمثابة رسالة تحد وجهها صالح لخصومه السياسيين، تؤكد أنه ما زال حيا ويستطيع التنقل بحرية.
فيما يواصل أساتذة جامعة صنعاء ومساعدوهم الإضراب الشامل عن العمل لليوم الرابع، للمطالبة برواتبهم التي لم تدفع منذ أربعة اشهر، وسط إجراءات قمعية بلغت حد التهديد بالتصفية.
وأكد مجلس تنسيق نقابات هيئة التدريس، في بيان، أن الإضراب امتد في يومه الرابع إلى جامعات ذمار وعمران وإب، رغم التهديدات التي تعرض لها بعض أعضاء هيئة التدريس وأساتذة الجامعة من ميليشيات الحوثي وحتى من بعض الأكاديميين المحسوبين على الانقلابيين.
ولقي نجاح إضراب أستاذة الجامعات تأييداً من معظم النقابات ومنظمات المجتمع المدني التي أعلنت تضامنها ودعمها لأساتذة الجامعة في تنفيذ الإضراب رغم الانتشار المسلح للميليشيات في الحرم الجامعي.
ودان مجلس تنسيق نقابات محافظة تعز التهديد الذي تعرض له رئيس نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء، الدكتور محمد الظاهري، بالتصفية الجسدية من أستاذ جامعي محسوب على جماعة الحوثي.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أن حكومة بلاده جادة في السلام وإيقاف الحرب، إذا أذعن الانقلابيون للسلام وفقاً للمرجعيات، ولكنها أيضاً جادة في دحر الانقلاب وهزيمته.
وقال المخلافي في تصريحات بحسب وكالة الأنباء الحكومية سبأ "الحرب والدمار لم يكن خيار شعبنا وقيادته الشرعية ولن يكون وإنما هو خيار الانقلابيين ودافع شعبنا عن دولته ومستقبله وسيحقق النصر قريباً".
ونفى المخلافي تصريحات منسوبة له بثتها قنوات عربية، مؤكداً أن "أي تصريحات أو أخبار غير صحيحة أو معاد توظيفها لن تضعف من معنويات الشعب اليمني وجيشه"، داعياً وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والموضوعية والمهنية في تغطياتها الإخبارية".
فيما بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مرحلة جديدة من حراكه الهادف لتحريك مسار السلام اليمني الراكد بلقائه أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، أول أمس الإثنين في مقر الأمانة العامّة بالعاصمة السعودية الرياض.
وقال مصدر رسمي لصحيفة "العرب" اللندنية إن الزياني ناقش مع ولد الشيخ تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية وجهود استكمال مشاورات السلام ودفع العملية السياسية فيها وفق المبادرة الخليجية. كما ناقش الطرفان، وفق المصدر ذاته، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
ونوهت الصحيفة إلى أن هذا النشاط الدبلوماسي يأتي مع حصول متغيرات ميدانية هامّة في مسار الحرب بين قوات الشرعية والمتمرّدين، وهو الحراك الذي يتمثّل بتقّدم القوات اليمنية على حساب قوات التمرّد في عدّة جبهات أبرزها جبهة باب المندب على الساحل الغربي للبلاد، وجبهة شرق العاصمة صنعاء، وجبهة صعدة معقل الحوثيين بالشمال اليمني.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن هذه التطورات ستكون مؤثرة على جهود السلام، باتجاهين، الأول اتجاه تليين موقف المتمرّدين المتصلّب تجاه مبادرات السلام لتجنّب هزيمة عسكرية مدوية، والثاني فرض منظور الشرعية اليمنية للعملية السلمية الذي يقوم على الالتزام بالثوابت وعدم القفز عليها بدءاً بما نصت عليه المبادرة الخليجية التي أطّرت انتقال السلطة في اليمن، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي بشأن الأوضاع اليمنية.

المشهد اليمني:

يبدو ان هناك صراع قوي بين الحكومة اليمنية والمتمردين ، في السيطرة علي جغرافية اكبر من الاراضي اليمينة، لتؤكد علي  قوية في العملية التفاوضية او الاستمرار في القتال، حتي اشعار اخر، وهو ما يشير إلى أن اليمن سيكون بؤرة لأعمال عسكرية خلال الأيام المقبلة، واستمرار القتال في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام، ما يؤدي بدوره إلى تقسيم اليمن والعودة إلى ما قبل 1990.

شارك