أرتفاع عدد الهجمات ضد مراكز اللاجئين في المانيا

الخميس 12/يناير/2017 - 08:55 م
طباعة أرتفاع  عدد الهجمات
 
كشف تقرير لصحيفة "تاجس تسايتونغ" الألمانية أن عدد الاعتداءات التي استهدفت مراكز اللاجئين لدواعي عنصرية أكبر بكثير مما هو معلن عنه من قبل الدوائر الرسمية. 
وطبقا  بحث استقصائي قامت به الصحيفة ونشرته ، فإن العام الماضي شهد 142 عملية إضرام النيران في مراكز لإيواء اللاجئين. الأمر الذي أسفر عن إصابة 125 شخصا غالبيتهم بسبب الاختناق.
وتوصلت الصحيفة إلى هذه الأرقام استنادا على تقارير إعلامية وتقارير لأجهزة الشرطة والحكومة الألمانية، إضافة إلى بيانات منظمة أماديو أنطونيو المناهضة للعنصرية.
وتمّ احتساب جميع حالات الحرق التي صنفتها الشرطة على أنها اعتداء أو يشتبه في كونها اعتداء. وتضمنت الإحصائية المقدمة من قبل الصحيفة عمليات إضرام النيران في مراكز اللاجئين التي استخدمت فيها أيضا زجاجات حارقة أو مواد متفجرة.
في المقابل، لم يتحدث تقرير المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة سوى عن 66 عملية إضرام النيران في مراكز اللاجئين خلال العام، أضيفت إليها أربعة عمليات أخرى تمّ فيها استخدام مواد متفجرة. 

وفي سياق متصل حذرت وسائل الإعلام الألمانية وسياسيون من نشر أخبار كاذبة خلال هذه السنة الانتخابية بعد بث موقع "بريتبارت" الأمريكي المحافظ نبأ كاذبا عن إحراق كنيسة وسط هتافات "الله أكبر" في دورتموند ليلة رأس السنة. وبعد مشاركة النبأ الذي نشره الموقع الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي قالت شرطة دورتموند إنها لم تسجل أي حادث يستحق الذكر تلك الليلة.
وذكرت صحيفة "رور ناخريشتن" المحلية بدورها أنه تم تحوير بعض الأنباء التي نشرتها ليلة رأس السنة لبث "أنباء كاذبة" بغرض التحريض على "الكراهية" ولأهداف "دعائية". وقالت وزيرة العدل في ولاية هيسين ايفا كونيه هورمان إن "الخطر يكمن في أن هذه القصص تنتشر بسرعة مذهلة بحيث يصعب سحبها (...) وحتى تكذيبها".
وسلط الجدل الضوء على الانقسام الحاد بين مؤيدي موقف المستشارة انغيلا ميركل المنفتح على الهجرة والتيار اليميني المعارض للهجرة الذي يبث الخوف من الإسلام ويشكك في مصداقية الحكومة ووسائل الاعلام.
 وشارك عشرات الآلاف قصة موقع بريبارت بعنوان "ألف رجل يهاجمون الشرطة ويضرمون النار في أقدم كنائس ألمانيا ليلة رأس السنة". وأفاد النبأ أن المهاجمين وهم أجانب هتفوا "الله اكبر" ورشقوا الشرطة بالمفرقعات وأحرقوا كنيسة تاريخية وتجمعوا "حول راية الجيش السوري الحر المتعامل مع القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية".
وقالت الصحيفة المحلية إن الموقع بالغ وجمع بين أحداث لا صلة لها لإعطاء صورة عن حالة من الفوضى وعن أجانب يمجدون الإرهاب. وتابعت أن بعض المفرقعات تسببت بحريق صغير ولكن في غطاء يغلف سقالات الكنيسة وتم إخماده بسرعة. وأضافت أن سقف الكنيسة لم يشتعل وإنها ليست أقدم كنيسة في ألمانيا. وقالت شرطة دورتموند إن ليلة رأس السنة كانت هادئة عموما نظرا لانتشار عدد كبير من عناصرها.
 وقالت صحيفة "فرنكفورتر الغيماينه تسايتونغ" إن ما نشره الموقع الأمريكي قد يكون بداية لما يمكن توقعه قبل انتخابات سبتمبر مع نشر مواقع "أنباء كاذبة ومضللة لتقويض الثقة بالمؤسسات الحكومية".
 وقال وزير العدل الأماني هايكو ماس في منتصف كانون الأول/ديسمبر إنه يمكن أن يلجأ إلى القانون ضد التضليل الإعلامي وأكد ان حرية التعبير لا تحمي "الافتراء والنميمة".
 وتوقعت صحيفة "بيلد" اليومية الأوسع انتشارا المزيد من المشاكل مشيرة إلى تعيين رئيس تحرير بريتبارت السابق ستيف بانون كبير المستشارين الاستراتيجيين للرئيس المنتخب دونالد ترامب. وحذرت من أن "بريتبارت" الذي يعتبر منبرا لحركة "كل اليمين" يخطط لإنشاء موقعين بالألمانية والفرنسية وأنه قد يسعى إلى "مفاقمة مناخ التوتر السياسي في ألمانيا".

وجدير بالذكر ظهور موقع إلكتروني جديد في ألمانيا يشرع في  مكافحة التضليل الإعلامي الشعبوي على شبكة الانترنيت. الفاعلون في مبادرة Schmalbart يسعون بذلك إلى حماية حرية الرأي والتعددية الفكرية ، خصوصا في مواجهة الأفكار اليمينية الشعبوية.

وبعد المظاهرات والهجمات المباشرة على اللاجئين ومراكز إيوائهم، يبدو أن أنصار التيارات المناهضة للهجرة والمعادية للأجانب بدؤوا يتجهون إلى طرق جديدة لتشويه سمعة اللاجئين وتعزيز نظريات المؤامرة حولهم.
وفي سياق متصل أكد نشطاء في العمل التطوعي بألمانيا أن أبناء اللاجئين في ألمانيا لا يزالون يعيشون في ظروف صعبة رغم الجهود التي تبذلها ألمانيا على مستوى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات والبلديات.
فقد انتقد المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" كريستيان شنايدر "عدم مراعاة الاحتياجات الخاصة للأطفال من أبناء اللاجئين في كثير من الأحوال و عدم مراعاة حقوقهم كأطفال". وقال شنايدر اليوم الاثنين (الثاني من يناير/ كانون الأول 2017) إن الكثير من الفتيان والفتيات يضطرون للعيش في ملاجئ كبيرة على مدى شهور طويلة؛ حيث لا يحصلون على حماية كافية من العنف والتحرش، ولا يحصلون على فرصة ممارسة الألعاب التي تناسبهم، ولا يحصلون على عروض تعليمية أو دعم نفسي "فهم يعيشون طفولة مع وقف التنفيذ... طفولة بلا خصوصية، طفولة محفوفة بكثير من المخاطر والأحزان الكبيرة".

شارك