تركيا وداعش .. علاقة "مشبوه" يدفع ثمنها الطرفين في سوريا

الخميس 12/يناير/2017 - 09:13 م
طباعة تركيا وداعش .. علاقة
 
يبدو ان تركيا تريد حماية الداخل التركي من العمليات الارهابية لتنظيم داعش الدموي بالمزيد من العمليات فى مناطق إحتلالها  بسوريا  حيث  قتلت 22 عنصراً من تنظيم داعش، في غارات شنتها مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي على 40 هدفاً للتنظيم في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ضمن إطار عملية "درع الفرات" .
تركيا وداعش .. علاقة
وبحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، فإنّ مقاتلات تركية استهدفت 29 ملجأً و3 مقرات قيادية، ومخزن للأسلحة، و3 عربات مزودة بأسلحة، وعربتين مفخختين، واثنتين عاديتين وخلال الغارات قُتل 22 إرهابياً، فيما تسعى الجهات العسكرية التركية لإحصاء عدد قتلى التنظيم الإرهابي داخل الملاجئ المستهدفة ونفذت  المدفعية التركية ضربات ضد 160 هدفاً لداعش، بعد تحديد تلك الأهداف عن طريق أجهزة الرصد والمراقبة، واستهدفت المدفعية مخابئ ومواقع دفاعية ونقاط تفتيش وعربات مزودة بأسلحة كما قامت فرق تفكيك المتفجرات والألغام التركية المساندة لقوات الجيش السوري الحر، بتفكيك 3 متفجرات مصنوعة يدوياً في المناطق التي تمّ تحريرها من داعش" .
 كما سبق ذلك  قيام القوات التركية  بقتل 48 من عناصر تنظيم داعش في ضربات جوية ومدفعية نفذتها ضد مواقعه في سوريا  وقال الجيش التركي في بيان الاثنين إن مقاتلاته دمرت 23 مبنى ومخبأ للتنظيم في المناطق الخاضعة له قرب الحدود بين الدولتين وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  قد أكد  فى وقت أن الضربات العسكرية ضد تنظيم "داعش" شمالي سوريا خطوة أولى لحماية أمن البلد،لأن التنظيم يمثل تهديدا لتركيا والمنطقة و أنه وبعد اجتماع مع الحكومة اتخذت قرارات عدة وتدابير لازمة من أجل الحفاظِ على الجمهورية التركية أرضا وشعبا،  وأن سماح تركيا للولايات المتحدة باستخدام قاعدة "أنجرليك" العسكرية الجوية لضرب تنظيم " داعش " يأتي ضمن ضوابط معينة.
تركيا وداعش .. علاقة
مسلسل الدم  بين تركيا وداعش يبدو ان لم يتوقف ليحصد المزيد من الأبرياء الذين يدفعون "ضريبة" كان قد فتح الطريق إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن تساهل أو تساهلت بلاده مع استخدام تنظيم "داعش" الإرهابي للأراضي التركية للعبور إلى سوريا،  فعندما بدأ العمل على تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بدأت الضغوط الأميركية والدولية تتصاعد على تركيا لدفعها نحو اتخاذ موقف واضح وعملي داخل الائتلاف وتوّجت هذه الضغوط بزيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أنقرة في 2014، وذلك بعد يوم من رفض الأخيرة التوقيع على بيان اجتماع جدة الإقليمي الذي شكّل نواة تحالف دولي تشارك فيه 10 دول عربية لمواجهة "داعش"  كما جاءت في أعقاب رفض تركيا المشاركة في عمليات التحالف الدولي المسلحة ضد التنظيم، بحسب ما أعلن مصدر حكومي تركي آنذاك.
وكانت المعارضة التركية قد سبقت الدول الغربية في اتهام الحكومة بـ"التلكّؤ" في التحرك ضد "داعش" أما أردوغان، فكان قد قال، في تصريحات أعقبت سيطرة "داعش" على الموصل بالعراق واحتجاز عدد من الأتراك في  2014، إن "الانخراط المباشر في العمليات ضد التنظيم سيقوّض مساعي الإفراج عن 46 مواطناً تركيا بينهم دبلوماسي كبير يحتجزهم المتشددون بعد أن استولوا على القنصلية التركية"  وفي  2016، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً إثر الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار "أتاتورك"، قالت فيه إن تركيا تدفع ثمن تصعيد عملياتها في الفترة الأخيرة ضد "داعش"، بعد أن تساهلت في الماضي مع التنظيم الإرهابي وان  السلطات التركية بلعب "دور مركزي ومعقّد" في تاريخ تنظيم "داعش" منذ الإعلان عن تأسيسه مع انتشار الفوضى الناجمة عن القتال في سوريا حيث وفّرت للمسلحين القادمين من الغرب ممراً آمنا عبر حدودها إلى الأراضي السورية، وفق التقرير الذي أشار إلى أن الدليل على أن إدارة أردوغان غضّت الطرف عن مرور المتشدّدين عبر أراضيها إلى سوريا، هو أختام الدخول على جوازات سفر العديد من المسلحين، والتي تم العثور عليها في ملابس جثث بعضهم الذين قتلوا في سوريا.
تركيا وداعش .. علاقة
كما نقل التقرير عن معلومات استخباراتية أن مسلحي "داعش" كانوا يستخدمون هواتف تركية للتواصل مع ذويهم في الخارج، كما كانوا يقصدون المناطق الواقعة جنوبي تركيا لقبض تحويلات مالية كما بدأ  الصراع الفعلي بين تركيا و"داعش" في أواخر شهر  يوليو 2015 عندما أطلق مسلحو "داعش" النار على أفراد من القوات التركية في كيليس من الحدود السورية، الأمر الذي أسفر عن مقتل ضابط وإصابة اثنين وانتقاماً، ردّت القوات التركية بإطلاق النار على مقاتلي "داعش"، ثم قصفت معاقله بالدبابات، كما شنت مقاتلات تركية هجمات صاروخية على أهداف للمتشددين في سوريا، ومواقع تابعة لحزب "العمال الكردستاني" في العراق.
وبعدها طلبت الولايات المتحدة استخدام قاعدة "إنجرليك" الجوية في حربها مع "داعش"، وهو الطلب الذي وافقت عليه تركيا مقابل وعد بإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية ومنذ أواخر العام 2015 وطوال العام المنصرم، شهدت مناطق تركية عدة لاسيما إسطنبول وأنقرة هجمات دامية أعلن تنظيم "داعش" عن بعضها، بينما أعلنت فصائل كردية مسلحة المسؤولية عن البعض الآخر وهو الأمر الذي دفع الإدارة التركية إلى تعزيز وجودها في التحالف الدولي ضد "داعش"، وتشديد المراقبة على الحدود مع سوريا واعتقال وترحيل المشتبه بانتمائهم لـ"داعش".
مما سبق نستطيع التأكيد على ان تركيا تدفع ثمن علاقتها "المشبوه"  مع داعش بالرد  الدموي عليها فى مناطق إحتلالها  بسوريا  وانها  تريد حماية الداخل التركي من العمليات الارهابية لتنظيم داعش الدموي  الا انه يبدو ان يعاقب تركيا بسبب التضييق على تحركاته وتضييق الخناق على عناصره،  وهو ما يحدث بالفعل مع ازدياد الضغوط على التنظيم على كل الجبهات، في سوريا والعراق، وتآكل مناطق سيطرته. 

شارك