موسكو تتهم المنظمات الإنسانية بالتكاسل فى مساعدة المدنيين بحلب..وترقب لجولة أستانا

السبت 14/يناير/2017 - 06:54 م
طباعة موسكو تتهم المنظمات
 
تستعد موسكو لجولة جديدة من المفاوضات بشان الأزمة السورية، والمقرر عقدها فى 23 يناير الجاري، وسط اتهامات للمنظمات الدولية الانسانية بعدم تقديم يد العون للمدنيين فى حلب، والصمت عن الانتهاكات التى تمت من قبل المعارضة المسلحة والفصائل الارهابية خلال الفترة الماضية.

موسكو تتهم المنظمات
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن المنظمات الإنسانية الدولية لم تقدم أي مساعدة حقيقية لسكان حلب على الرغم من غياب المخاطر التي كانت تهدد حياة العاملين من هذه المؤسسات في المدينة، معربة عن اندهاشها الكبير من غياب أي مبادرات خاصة بتقديم المساعدة لسكان المدينة"، وذلك بعد فترة أبدت خلالها المنظمات الإنسانية اهتماما بالغا بحلب ، متسائلة: "هل يعلم الموظفون في مصلحة الأمم المتحدة لشؤون تفكيك المتفجرات ومركز جنيف الدولي للعمليات الإنسانية لتفكيك المتفجرات أن من الممكن العمل في حلب من دون أي تهديد للحياة منذ أواسط شهر ديسمبر، فيما تعد جميع الطرق قرب مداخل المدينة محررة وآمنة تماما؟ بالطبع، يعلمون ذلك".    
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيجور كوناشينكوف انه مر شهر على تحرير حلب، لكن لا مساعدة حقيقية للسكان المدنيين من قبل المنظمات الإنسانية الدولية، وذلك في وقت تنبعث فيه الحياة السلمية بالمدينة، ويعود السكان إلى بيوتهم مخاطرين بحياتهم"، مضيفا "كما يعرف ذلك مسؤولون في اليونيسيف وإدارة تنسيق العمل الإنساني، اللتين تعتبران هيئتين محوريتين في الأمم المتحدة معنيتين بتقديم المساعدات للأطفال والبالغين الذين عانوا من الأعمال القتالية".
أشار كوناشينكوف إلى أن المساعدات الأساسية ما زالت تمنح لسكان حلب من قبل المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، موضحا أن هذه المنظمات تقدم لمواطني حلب بشكل دوري أدوية ومواد غذائية ومياه شرب ومستلزمات صحية وملابس دافئة، كما تقدم لهم مساعدة إنسانية.  
تمت الاشارة إلى أن "النسيان الفوري" لموضوع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان حلب، الذي تمارسه المنظمات الدولية المعنية ووسائل الإعلام الغربية، المستمرة بالصمت المشترك لحوالي شهر، "يثير اندهاشا" ويخلق الانطباع بأنها "فقدت كل الاهتمام بحلب وأي رغبة في المساعدة"، وذلك في وقت كانت فيه تزعم، قبل تحرير المدينة، أنها "تشق طريقها" إلى المدينة حاملة المساعدات.

موسكو تتهم المنظمات
من ناحية آخري كشفت وسائل إعلام أمريكية أن موسكو وجهت دعوة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للمشاركة في مفاوضات أستانا بشأن التسوية السورية، منوهة أن السفير الروسي لدى واشنطن سيرجي كيسلياك، أبلغ الإدارة الأمريكية القادمة بهذه الدعوة خلال مكالمة هاتفية مع مستشار ترامب في الأمن القومي مايكل فلين يوم 28 الشهر الماضي.
أشارت الصحيفة إلى أنه خلال المكالمة الهاتفية لم يتخذ اتخاذ قرار فيما إذا ستشارك الإدارة الجديدة في مفاوضات أستانا أم لا.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صرحت في وقت سابق أنها لم تتلق أية دعوة رسمية، لكنها على تواصل مستمر حول الملف السوري مع روسيا وتركيا.
وقال دميتري بسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إنه لا يستطيع القول حتى الآن أي شيء بشأن المشاركة الأمريكية المحتملة في عملية التفاوض في أستانا.
ومن المقرر أن تطلق مفاوضات بين أطراف الصراع السوري يوم الاثنين 23 يناير في العاصمة الكازاخستانية أستانا.
موسكو تتهم المنظمات
وفى سياق متصل أكدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة دعمها للوفد العسكري المفاوض في لقاء أستانا واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له، وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات  عن أملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة ومن بناء مرحلة الثقة عبر تنفيذ البنود 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254 للعام 2015، وخاصة فيما يتعلق بفك الحصار عن جميع المدن والبلدات المحاصرة وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين".
كما عبرت عن تقديرها للجهود المبذولة لنجاح لقاء أستانا باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة التي أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن عقدها في الثامن من فبراير القادم.
يذكر أن وزارة الخارجية الروسية توقعت حضورا قويا لفصائل المعارضة السورية المسلحة في مفاوضات أستانا، موضحة أن ذلك سيكون الميزة الأساسية لهذه المفاوضات.
وكان الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، قد اقترحا على الأطراف المتنازعة في سوريا، استئناف الحوار السياسي فيما بينها في منصة جديدة، معتبرين أن العاصمة الكازاخستانية أستانا قد تكون منصة محايدة جيدة. بدوره، أعلن الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف عن موافقة أستانا على استضافة مثل هذه المفاوضات.

موسكو تتهم المنظمات
وأجرت وفود وزارية من روسيا وإيران وتركيا، مشاورات ثلاثية في موسكو حول اللقاء المزمع عقده في أستانا بين أطراف الأزمة السورية،  وقالت الخارجية الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص لرئيس روسيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، ورئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين، ونائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابر أنصاري، ونائب وزير الخارجية التركي، سيدات أونال، شاركوا في المشاورات. 
واتفق الممثلون عن روسيا وإيران وتركيا على أن "مفاوضات أستانا، التي تعد استمرارا للاتفاقيات الموقعة بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في 29 ديسمبر الماضي، وللقرار رقم 2336 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، من شأنها ضمان وقف دائم ومستدام للأعمال القتالية في سوريا ومواصلة محاربة الجماعات الإرهابية المدرجة في القائمة الأممية للتنظيمات الإرهابية، إضافة إلى إعطاء الزخم اللازم لعملية التسوية السياسية للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ومقررات مجموعة دعم سوريا".

شارك