"تقارب بوتين واردوغان" و"رفع العقوبات عن موسكو" و"ديكتاتورية ترامب والرئيس التركى" فى الصحف الأجنبية

السبت 14/يناير/2017 - 09:59 م
طباعة تقارب بوتين واردوغان
 
اهتمت الصحف الأجنبية اليوم بما كشف عنه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن إمكانية رفع العقوبات الأمريكية الأخيرة على موسكو، فاتحا الباب لتصحيح ما اتخذه الرئيس المنتهيه ولايته باراك أوباما، كما تم الاهتمام بعقد مقارنة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع ترامب، بشأن تولى ترامب منصب وسط رفض لقطاعات واسعة من المجتمع الأمريكي لترامب وهى الظروف التى تعرض لها أردوغان فى أول فترة ابان توليه رئاسة الوزراء فى تركيا 2002، وما وصل إليه الآن من تعاظم فى السلطة والهمينة على كل المؤسسات فى قمع غير محدود، كذلك اهتمت الصحف الأجنبية بتقارب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد فترة من القطيعة، وما قد يسفر عنه هذا التقارب فى حل عدد من الأزمات وخاصة الملف السوري.

رفع العقوبات عن روسيا

رفع العقوبات عن روسيا
من جانبها كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال عن نية الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لرفع العقوبات الأخيرة المفروضة على روسيا، رداً على تدخل بتوجيه من الكرملين في انتخابات الرئاسية الأمريكية، وتأكيده للصحيفة على أنه سيبقى على الإجراءات "لفترة من الزمن على الأقل"، لكنه يدرس إلغاءها، إذا عرضت روسيا الدعم في مساعدة الولايات المتحدة في تحقيق أهداف مهمة تتعلق بمكافحة الإرهاب وقضايا أخرى. 
أشارت الصحيفة إلى أن  ترامب أكد على انه "إذا ما تحقق تقدم، وإذا ساعدتنا روسيا حقا، لماذا تفرض عقوبات على أي شخص، إذا حقق بعض الأشياء العظيمة حقا؟"،وأشار ترامب إلى أنه يمكن أن يجتمع مع مسؤولين روس لبحث العقوبات وقضايا أخرى.
كان الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، طرد 35 دبلوماسياً روسياً وأمر بفرض عقوبات على أجهزة الاستخبارات الروسية في ديسمبر الماضي، متهماً قراصنة كمبيوتر روس باختراق أجهزة كمبيوتر الحزب الديمقراطي الأمريكي وتسريب وثائق للتأثير على انتخابات الرئاسة التي جرت في الثامن من نوفمبر الماضي، حيث تستهدف العقوبات تسعة كيانات وأفراد، من بينها اثنان من أجهزة الاستخبارات الروسية، وثلاث شركات قدمت دعما مادياً لأحد أجهزة الاستخبارات، كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أيضا أن 35 عميلاً بالاستخبارات الروسية "أشخاصا غير مرغوب فيهم"، مما أجبرهم على مغادرة البلاد.
 ومن المقرر أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة  في 20 يناير الجاري.

بوتين واردوغان

بوتين واردوغان
فى حين اهتمت صحيفة الفايننشال تايمز بالحديث عن التقارب الروسي التركى الأخيرة، وفى تقرير لها عنوان "انسجام بوتين-اردوغان حفزته البراجماتية"، والاشارة إلى انسجام بين رجلي روسيا وتركيا القويين بعد أن وصل توتر العلاقات بين بلديهما إلى ذروته بسبب الحرب في سوريا واقتربا من المواجهة العسكرية المباشرة قبل نحو عام.
أوضحت الصحيف أن كل من روسيا وتركيا اتفقتا الأسبوع الماضي على تنسيق ضرباتهما الجوية في سوريا واعقب اتفاقهما نجاحهما في التوسط لتحقيق وقف اطلاق نار في حلب وتوسيعه ليشمل مناطق أخرى في البلاد التي مزقتها الحرب، وسيرعى البلدان المفاوضات في كازاخستان بين النظام والمعارضة في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن محللين استنتاجهم بأن تحسن العلاقات الروسية-التركية ناجم عن المشكلات العميقة التي تواجهها أنقرة مع الدور الأمريكي أو مع نقصه في الشرق الأوسط، إلا أن بعضهم يسلطون الضوء أيضا على ما يصفونه بضعف أنقرة وسعي الروس إلى شق وحدة حلف الناتو.
ونقلت الصحيفة عن أرون ستين، خبير الشؤون التركية في "مركز دراسات المجلس الاطلسي"، قوله "إن الروس شددوا اجراءاتهم الاقتصادية بحق تركيا وقد أجرت تركيا حساباتها لتصل الى أنها لن تحصل على ما تريد في سوريا من دون روسيا".، وأن الأتراك قد "قصروا أهدافهم في سوريا على منع الطموحات الكردية وخلق واقع على الأرض أمام إدارة ترامب" الجديدة، فالميلشيات الكردية في تركيا وسوريا تمثل الشاغل الأمني الأكبر لأردوغان، كما نقل عن مسؤولين اتراك قولهم إن توافقهم مع روسيا بشأن سوريا لن يحجم علاقتهم بحلف الناتو والغرب.

ترامب وأردوغان

ترامب وأردوغان
بينما قالت  صحيفة آي، الصادرة عن دار الاندبندنت، عقدت مقارنة بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب اردوغان فى تقرير لها تحت عنوان "التوازي المروع بين ترامب واردوغان، والاشارة إلى أن ترامب الذي يستعد لتسنم منصبه رسميا الاسبوع المقبل يواجه ضغوطا من وسائل الإعلام المعارضة ومن الأجهزة الاستخبارية والجهاز الحكومي وأجزاء من الحزب الجمهوري نفسه ونسبة مهمة من الشعب الأمريكي، وأن مثل ذلك قد قيل بحق اردوغان في عام 2002 عندما قاد حزب العدالة والتنمية في أول انتصار انتخابي له من الانتخابات الأربعة التي فاز بها.
أكدت الصحيفة أن اردوغان واجه الجيش الذي كان القوة الحاسمة في البلاد عبر الانقلابات التي كان يقوم أو يلوح بها. كما واجه شكوك المؤسسة الأمنية بتوجهاته الإسلامية، لكنه بمرور السنوات تمكن من هزيمة او إزالة اعدائه بدهاء، كما استخدم محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي ذريعة لقمع أي علامة معارضة ووصمها بـ "الارهاب".
نوهت الصحيفة أن مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض سيجرد حزب العدالة والتنمية، عبر الغالبية الكبيرة التي يمتلكها بتحالفه مع القوميين اليمنيين المتشددين، البرلمان التركي من سلطاته لينقلها إلى الرئاسة، والتأكيد انه مع هذه الحطوة يصبح اردوغان ديكتاتورا منتخبا قادرا على حل البرلمان نفسه واستخدام الفيتو على التشريعات وتحديد الميزانية وتعيين الوزراء الذين لا يشترط أن يكونوا من أعضاء البرلمان وكذلك تعيين كبار المسؤولين وروؤساء الجامعات.
نوه التقرير إلى أن التشابهات بين أردوغان وترامب أكبر مما تبدو، على الرغم من اختلاف التقاليد السياسية بين الولايات المتحدة وتركيا، والتأكيد على أن التوازي بينهما يكمن اوليا في الطرق التي اعتمدها كلاهما للوصول الى السلطة والتي يسعيان إلى تعزيزها. فكلاهما شعبوي ووطني ويهيمن على خصومه ويريان نفسيهما محاطين بالمؤامرات التي تستهدفهما. ولا يروي النجاح غليلهما للحصول على المزيد من السلطة والقوة.
تمت الاشارة إلى ثمة نقط أساسية أخرى مشتركة بين ترامب واردوغان هي شهيتهما التي لا ترتوي للسلطة ولانجازها باستغلال قطاعات في بلديهما، فهما يعلنان أنهما يريدان أن يجعلا بلديهما عظيمين لكنهما في الواقع يجعلانهما ضعيفين عبر ممارساتهما. 

شارك