بعد استعادة الموصل.. "أبو بكر البغدادي" تحت مقصلة القوات العراقية

الأحد 15/يناير/2017 - 03:34 م
طباعة بعد استعادة الموصل..
 
تتواصل مساعي القوات العراقية، للخلاص من التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، والتي سيطر عليها التنظيم منذ يونيو 2014، ونجح في التوغل والتنامي في البلاد، حيث اتخذ منها مقرًا لقياداته وعلي رأسهم زعيم التنظيم "أبوبكر الغدادي".

بعد استعادة الموصل..
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إن زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، ينتقل من مكان إلى آخر وأن "أيامه معدودة"، وذلك في مقابلة بُثت الخميس على شبكة "PBS".
يأتي ذلك فيما أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، اليوم الأحد 15 يناير 2017، أن القوات العراقية في المحور الشمالي من الجانب الأيسر حررت حي الكفاءات الثانية، شمالي مدينة الموصل.
وقال يار الله، في بيان صحفي، إن قطعات المحور الشمالي تحرر حي الكفاءات الثانية وترفع العلم العراقي فوق مبانيه، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات وسيتم التماس مع القصور الرئاسية.
وكانت قوات الشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع، نجحت أمس السبت في تحرير جميع مناطق المحور الجنوبي من الساحل الأيسر، فيما أمسكت قوات مكافحة الإرهاب بجميع مباني جامعة الموصل وأقسامها وكلياتها ومختبراتها العلمية، إذ لم يتبق من جميع مناطق الساحل الأيسر سوى ثلاث مناطق ويعلن تحرير جميع مناطق وأحياء الجانب الأيسر من سيطرة داعش.
ولم يتبق للقوات العراقية سوى مناطق مركز قضاء تلعفر وناحية الحضر والبعاج وأحياء الساحل الأيمن من الموصل، ليعلن بعدها التحرير الكامل لمحافظة نينوى من سيطرة داعش، علما أن غالبية هذه المناطق سقطت عسكريا إذ تحيط بها القوات العراقية من جميع جهاتها.
وتبقى عملية تحرير الجانب الأيمن من الموصل هي المهمة الأكبر للقوات العراقية، والاختبار الأصعب في إمكانية تعامل تلك القوات مع طبيعة المدينة العمرانية القديمة وكثرة عدد سكانها وشوارعها الضيقة، التي تعقد مهمة حرب الشوارع، وفق مراقبون، ما يعني أن أيام التنظيم باتت معددوة ، خاصة وأنه تم الإعلان عن تحرير جامعة الموصل ومن المتوقع خلال الساعات القادمة سيعلن تحرير كامل الضفة اليسرى من نهر دجلة ليتم البدء في عملية ضخمة في الضفة اليمنى من مدينة الموصل. 
وفي الوقت الذي فقد فيه التنظيم الإرهابي أبرز قياداته في الموصل، أصبحت المخاوف تتغلب علي زعيم التنظيم بعد فقده أغلب معاونيه في الموصل، سواء بضربات جوية أو بنيران القوات العراقية، وبالتالي هو الآن في وضع صعب.
ويري الدكتور واثق الهاشمي رئيس المجوعة العراقية للدراسات الاستراتيجية في حديثه لبرنامج "الحقيقة" الذي يبث على راديو "سبوتنيك" الروسية، أن الحكومة العراقية أيضا تحدثت عن موضوع البغدادي وأيامه المعدودة في الموصل، وفق معلومات استخباراتية عن تحركات البغدادي، والمشكلة الكبيرة التي يعانيها بعد أن تم قتل جميع مساعديه خلال الشهرين الماضيين، وبالتالي هناك متابعة لتحركاته، وكانت أكثر من محاولة لجهاز مكافحة الإرهاب والقوة الجوية العراقية والتحالف الدولي لاستمكان البغدادي وقتله، وربما في الأيام المقبلة سيعلن عن مقتل البغدادي والوصول له.
وذكرت تقارير أن هناك قيادات من داعش هربت باتجاه الحدود السورية، على الرغم من إحكام القوات العراقية الطوق حول مدينة الموصل، وإذا ما صحت مثل تلك الأنباء، قد يضع ذلك فرصة لهروب زعيم التنظيم إلى مكان ما.
ويقول الهاشمي إن الموصل محاصرة من جميع الاتجاهات، لكن توجد بعض الأنفاق وبعض النياسم، ربما لم يتم السيطرة عليها لحد الآن، هي ما تسمح لهروب بعض القيادات الداعشية، ومع ذلك فإن تنظيم "داعش" يعيش مشكلة كبيرة تتمثل بقطع طرق الإمداد وكذلك قطع الطريق أمام المتطوعين وطرق تأمين السلاح". 
ووفق الهاشمي، فهناك صعوبة في إمكانية هروب البغدادي باتجاه الحدود السورية، في ظل انتشار واسع لمقاتلي الحشد الشعبي في المحور الغربي، وإذا أمكن هروب شخص أو شخصين، فلا يمكن أن يكون هناك هروب جماعي، كما أن القيادة العراقية تعمل على إنهاء التنظيم عسكريا وفكريا، ولا يوجد من منفذ أمام التنظيم إلا القتل، والاستراتيجية العراقية تتركز في هذا الاتجاه".
ويري الهاشمي أن المعركة ستكون صعبة للغاية، حيث أخذ التنظيم الكثير من العوائل كرهائن إلى الضفة اليمنى، وسيستخدم ما تبقى له من أسلحة وغازات سامة، ومع ذلك أن هذه المعركة ستنتهي بنصر القوات العراقية، لكنها من الممكن أن تطول".
وكان دعا البغدادي في بداية المعركة، مقاتلي التنظيم لمواجهة القوات المهاجمة لمدينة الموصل بكل قوتهم وبكل الأساليب، مؤكدا ثقته في النصر، وحذر في تسجيل صوتي نشرته مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم, مقاتلي التنظيم من الانسحاب أو الهرب من معركة الموصل، وخاطب البغدادي أهل السنة في العراق قائلا: إن تنظيمه هو الملجأ الوحيد لهم ودعاهم للوقوف مع التنظيم.
وفي التسجيل الصوتي الذي يعد الأول منذ بدء معركة الموصل، أعرب البغدادي لأنصاره عن ثقته في النصر، وقال أنذاك إن هذه المعركة المستعرة والحرب الشاملة والجهاد الكبير الذي تخوضه دولة الإسلام اليوم ما تزيدنا إن شاء الله إلا إيمانا ثابتا ويقينا راسخا بأن ذلك كله ما هو إلا تقدمة للنصر المكين وإرهاصا للفتح المبين الذي وعد الله عباده".

بعد استعادة الموصل..
ودعا البغدادي أهل الموصل إلى قتال "أعداء الله"، وقال لمن سماهم "قوافل الاستشهاديين.. حولوا ليل الكافرين نهارا وخربوا ديارهم دمارا واجعلوا دماءهم أنهارا".
فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البارزاني، قال في لقاء مع صحيفة إندبندنت البريطانية في وقت سابق، إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة بأن "البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار كل التنظيم".
وعقبت الصحيفة بأنه سيتعين على التنظيم اختيار خليفة جديد في خضم المعركة، لكن لن يكون لأي خليفة الحجة والهيبة التي لدى البغدادي.
وألمحت إلى أن وجود البغدادي في الموصل قد يعقد ويطيل أمد معركة استعادة المدينة، لأن أتباعه الباقين على قيد الحياة يقاتلون حتى الموت دفاعا عنه، قائلا: إن قوات البشمركة الكردية عجبت لهذا العدد الهائل من الأنفاق التي حفرها التنظيم من أجل توفير أماكن للاختباء في القرى المحيطة بالموصل.
 وسبق أن كشفت مصادر من داخل مدينة الموصل أن الرعب يلاحق البغدادي، وذلك وسط استمرار تقدم القوات العراقية والبيشمركة في معركة استعادة المدينة الواقعة شمالي العراق، بدعم من التحالف الدولي.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن البغدادي يتخذ من أحد الأنفاق في الموصل مقرا له، وقد بات يشكك في أقرب المحيطين به خوفا من أي خيانة أو تمرد.
وأوضحت أن زعيم داعش بات يشكك في كل من حوله حتى المقربين منه”، مما تسبب في إصدار أوامر بقتل أكثر من 50 عنصرا من داعش بتهم التجسس.
ونفذت أوامر القتل بطرق وحشية دأب عليها التنظيم، أبرزها إغراق الضحايا أحياء بعد إثبات تواصلهم مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وحصلت الصحيفة على المعلومات عبر رسائل نصية بعثها أحد الأشخاص في الموصل للاستخبارات العراقية، مؤكدا أن الشك تمكن من البغدادي.
وأصبح زعيم داعش، الذي كان يسيطر على مناطق واسعة بالعراق، خائفا طوال الوقت، مما دفعه لارتداء حزام ناسف حتى أثناء نومه لتفجير نفسه حال شعر بالخطر.
وجاء في إحدى الرسائل، التي كتبها الرجل مطلع نوفمبر، أن البغدادي أصبح مشدود الأعصاب.. وخفف من تنقلاته وأهمل مظهره. فقد كان يهتم كثيرا بمظهره لكنه تراجع عن ذلك، وذكرت رسالة أخرى أن قتل من يحاول الهرب أو المخبرين أصبح يحدث بانتظام، مشيرة إلى أن البغدادي يشك في أقرب الناس إليه.
ويبدو أن اقتراب حسم معركة الموصل، ستفقد التنظيم الإرهابي أبرز قياداته وقد يكون ضمنهم الزعيم الأول أبو بكر البغدادي، لينتهي بذلك التنظيم بأكمله ويفقد كذلك قوته في مواجهة البلاد التي استطاع أن يسيطر علي معظم أراضيها بتخطيطات من العقل المدبر ،أبو بكر البغدادي.

شارك