الجيش اليمني يتقدم داخل معقل الحوثيين.. وخطة الأمم المتحدة تؤكد على شرعية هادي

الأحد 15/يناير/2017 - 07:12 م
طباعة الجيش اليمني يتقدم
 
تواصلت اعمال القتال في عدة جبهات باليمن، مع تقدم القوات الحكومية في محافظة صعدة معقل الحوثيين، فيما  بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن مرحلة جديدة من حراكه الهادف لتحريك مسار السلام اليمني الراكد.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، أحرزت القوات الموالية للحكومة الشرعية انتصارات جديدة مساء أمس السبت وفجر اليوم الأحد في ريف صعدة أقصى الشمال اليمني والمعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين، حيث قتل وجرح العشرات بينهم ثلاثة من قيادات الانقلاب الميدانية في معارك من ثلاثة محاور.
وأكدت مصادر عسكرية لـ24 "سيطرة وحدات من القوات الحكومية على مفرقة الجوف صعدة وقطعت الإمدادات على الانقلابيين".
وقال قائد عسكري في الجبهة "إن القوات الشرعية في أحرزت انتصارات جديدة فجر الأحد في جبهات البقع كتاف بمحافظة صعدة معقل جماعة الحوثي وأن قوات المقاومة والجيش سيطرت بالكامل على مفرق الجوف الحدودي مع محافظة صعدة".
وقال القيادي عبدالكريم النخعي في تصريح لموقع "24 الاماراتي" "إن قوات الشرعية شنت هجوماً من ثلاثة محاور وتمكنت من تحرير مواقع ومعسكر وتلال في كتاب ومفرق الجوف صعدة"، مؤكداً أن العشرات من قادة الانقلاب قتلوا بينهم ثلاثة من القيادات الميدانية، وأن هناك عشرات الأسرى".
وذكر أن قوات الشرعية تمكنت من استعادة أسلحة بينها دبابات ومدافع، تركها الحوثيون قبل أن يفروا هاربين تحت ضربات قوات الشرعية، بدعم كبير من التحالف العربي ومقاتلاته.
كما تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة مسنودة بطيران التحالف العربي من تحقيق تقدم كبير في جبهة مديرية المتون بمحافظة الجوف. وتمكن الجيش والمقاومة السبت من تحرير عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
كما سيطر الجيش الوطني على سوق الاثنين وسط فرار كبير لعناصر الميليشيات الانقلابية وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
ويخوض الجيش الوطني اليمني - مدعوماً بطائرات التحالف - معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ الفجر باتجاه ميناء المخا، وفق مصادر عسكرية يمنية ميدانية.
كما شنت طائرات التحالف، بحسب المصادر ذاتها، عشرات الغارات على مواقع وتجمعات المتمردين في مناطق المخا والوازعية، إضافة إلى غارات مكثفة على شمال منطقة العمري في ذباب، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف الميليشيات.
كذلك أحكمت قوات الجيش سيطرتها بشكل كامل على منطقة الجديد شمال غربي مثلث العمري.
وشنت طائرات التحالف أربع غارات على تجمعات للانقلابيين في جبل الصيباره بمركز الشقيراء بالوازعية، فيما شنت 10 غارات استهدفت قوات الدفاع الساحلي للميليشيات في منطقة الجبانة في محافظة الحديدة غرب اليمن، وأربع غارات استهدفت تجمعاً للحوثيين في الكلية البحرية في منطقة الكثيب شمال مدينة الحديدة.
علي صعيد اخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الجمعة إن قياديًا بارزًا بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قُتل بضربة جوية أمريكية في اليمن  يوم الأحد الماضي.
وقال بيتر كوك المتحدث باسم البنتاغون إن عبد الغني الرصاص قُتل في الضربة الجوية التي وقعت في منطقة نائية بمحافظة البيضاء في وسط اليمن.

دور ايران وحزب الله:

دور ايران وحزب الله:
وعلي صعيد تورط ايران وحزب الله في الصراع اليمني، أدلى مشرف وحدة الصواريخ التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهة نهم باعترافات خطيرة عن دور إيران وحزب الله في اليمن بعد أن سلم نفسه للجيش الوطني.
وقال المدعو أبو محمد إن هناك خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله في معسكرات سرية في صعدة يدربون ميليشيات الحوثي على الأسلحة.
ويأتي استسلام أبو محمد في جبهة نهم بعد ثلاثة أيام على مقتل المشرف على قسم تطوير الصواريخ الباليستية للانقلابيين، أبو خليل الصليمي، بغارة من طائرات التحالف العربي.
وذكرت المصادر أن الصليمي يعد واحداً من كبار القيادات الحوثية التي أسندت لها مهام الإشراف على ما تسمى بـ"القوة الصاروخية" التي تضم خبراء إيرانيين ولبنانيين وضباط موالين للحوثي والمخلوع، وهي الوحدة المتخصصة في تطوير الصواريخ وإطلاقها.
وكانت مصادر عسكرية يمنية أشارت إلى أن وحدة المراقبة والمعلومات في غرفة عمليات التحالف العربي الجوية رصدت خلال الأيام الماضية تحركات الصليمي وتنقلاته بين محافظات صعدة وصنعاء والحديدة حيث تم استهدافه مع 6 من مرافقيه، بعد التأكد من تواجده في المكان المناسب.
ويعد مقتل الصليمي، دليلا آخر يؤكد تورط إيران وميليشيات حزب الله في الأزمة اليمنية، وكذلك استسلام أبو محمد مشرف وحدة الصواريخ التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، والذي كشف عن تلقيه تدريبات على يد خبراء إيرانيين ومدربين من ميليشيات حزب الله.
كما اعترف أبو محمد أن الصواريخ التي كانت تطلقها الميليشيات استهدفت المدنيين وليس مواقع عسكرية.
كما كشفت اعترافات أبو محمد أيضاً أن ميليشيات إيران وحزب الله ماضية في تدريب عناصر الحوثي بمعسكرات سرية في صعدة شمال اليمن.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، كشفت مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي العام، الجناح الذي يتزعّمه الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، لـ”إرم نيوز”، عن خلاف جديد نشب بين الحوثيين وصالح، على خلفية رفض الحوثيين صدور قرارات تتعلق بتعيينات في قيادات المؤسسات، من قبل ما يسمى ب”المجلس السياسي”، بينها تعيين قائد لقوات الحرس الجمهوري الموالي لصالح.
وقالت المصادر، إن المخلوع صالح، طلب من “المجلس السياسي”، المشكّل مناصفة بين حليفي الانقلاب في صنعاء، أن يُصدر مجموعة قرارات، أهمها، تعيين نجل شقيقه، طارق محمد عبدالله صالح، لقيادة قوات “الحرس الجمهوري”، وتعيين قيادات في مؤسسات الوزارات المحسوبة على الموالين له، بدلاً عن قيادات حوثية عينتها الجماعة، قبل إعلان “المجلس السياسي” وتشكيل “حكومة الإنقاذ الوطني”، وتعيين مدراء أمن لمحافظات: صنعاء، ذمار والحديدة.
ووصفت المصادر، ممانعة الحوثيين، بأنها “انقلاب على صالح”، بعد أن تأكد رفض ما يسمى بـ”الملحق السرّي للاتفاق المبرم بين الطرفين”، أي اتفاق تشكيل “المجلس السياسي”، المعني بتقاسم المناصب، وفق المصادر.
وأشارت المصادر إلى أن صالح بات عاجزًا عن السيطرة على الوزارات التي يقودها موالون له، بسبب تشبّث الحوثيين بإدارة مؤسسات هذه الوزارات.
وأصدر الحوثيون، في وقت سابق، تكليفًا غير معلن لعبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، كقائد لقوات الحرس الجمهوري، عبر قرار صدر من “المجلس السياسي” المشكّل مناصفة بين الحوثيين وصالح، طبقًا لما نشره الإعلام المحلي.
وقالت المصادر، لـ”إرم نيوز”، إن المخلوع صالح، لا يزال متمسكًا بشدة بتعيين نجل شقيقه، طارق، بعد إعلان وفاة اللواء علي الجائفي، في قصف قاعة العزاء بصنعاء، في أكتوبر/ تشرين الأول، المنصرم، وأصبح تمادي “المجلس السياسي” الذي يترأسه القيادي الحوثي صالح الصماد، مقلقًا بالنسبة لصالح.
ونشر عضو المجلس السياسي السابق في جماعة الحوثيين، علي البخيتي، في منتصف أكتوبر الماضي، وثائق تؤكد سعي الحوثيين، عبر اللجنة العسكرية التي شكلها ما يعرف بـ”المجلس السياسي”، للسيطرة على ما تبقى من ألوية الحرس الجمهوري الموالي لصالح.
ويعتقد المراقبون، أن صالح “يدرك جيدًا أن تجريده من قوات الحرس الجمهوري يعني وراثة الحوثيين لنفوذه، وقوته العسكرية التي يتكئ عليها، ومن ثم تسهُل عملية الإطاحة به، أو التخلص منه”.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الخميس، إن المبادرة المطروحة لحل الأزمة اليمنية تعترف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأوضح ولد الشيخ الذي وصل إلى الدوحة الخميس، أن “المبادرة التي قُدمت للأطراف المعنية (الحكومة والحوثيين) هي خارطة للحل وليست اتفاقًا”.
وترفض الحكومة اليمنية القبول بتلك الخارطة، حيث تقول إنها “تُهمش دور هادي وتمنح صلاحياته لنائب رئيس جمهورية توافقي”، وتشدد على أنها “متمسكة بالمرجعيات التي تؤكد على أن هادي هو الرئيس الشرعي حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة”.
وتطرق ولد الشيخ خلال حديثه لقناة “الجزيرة” إلى مشاورات السلام التي يتم السعي إلى عقدها، وقال إنه “يجب أن يكون هناك تحضير حقيقي لوقف إطلاق نار جاد وواقعي في اليمن".
وذكر المبعوث الأممي أنه يسعى من خلال جولته الإقليمية الحالية التي تشمل عددًا من العواصم العربية إلى “تفعيل ملفي وقف إطلاق النار والمفاوضات”.
وفيما أشار إلى أن اليمن “يواجه وضعًا إنسانيًا كارثيًا”، قال إن “حل الأزمة يحتاج إلى إرادة سياسية ونيات حسنة”، بحسب “الأناضول”.
وأنهى المبعوث الأممي، الأربعاء الماضي، زيارة للرياض استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها مسؤولين سعوديين ويمنيين وسفراء الدول الـ18 الراعية للسلام في اليمن.
وبخلاف قطر التي وصلها الخميس الماضي، من المقرر أن تشمل جولة ولد الشيخ، بعض العواصم العربية، إضافة إلى عدن للقاء الرئيس هادي، وكذلك صنعاء للقاء الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، اتهم المركز الإعلامي للمقاومة في محافظة إب (وسط اليمن)، جماعة الحوثيين وقوات صالح بارتكاب 1990 انتهاكاً خلال العام الماضي، توزعت ما بين القتل والاختطاف والاعتداء والنهب والمداهمات وتفجير المنازل.
 وبحسب تقرير للمركز فإن الحوثيين ارتكبوا 226 جريمة قتل وشروع بالقتل، من بينها اغتيال 6 شخصيات سياسية واجتماعية وأمنية، و7 جرائم تصفية وإعدام لمدنيين معارضين للحوثيين.
وقال إن الحوثيين فرضوا إتاوات وابتزاز بواقع 85 حالة، و84 حالة اعتداء بالضرب. كما نهبوا 101 منزلاً و5 مؤسسات حكومية و4 محلات تجارية و29 سيارة.
وفجر الحوثيون 12 منزلاً وأحرقوا 6، وسطوا على 9 أراضي لمواطنين.
وبلغ عدد المختطفين من المدنيين في السجون 1200 سجيناً، وارتكب الحوثيون ضدهم 11 عملية تعذيب.

المشهد اليمني:

يبدو ان هناك صراع قوي بين الحكومة اليمنية والمتمردين ، في السيطرة علي جغرافية اكبر من الاراضي اليمينة، لتؤكد علي  قوية في العملية التفاوضية او الاستمرار في القتال، حتي اشعار اخر، وهو ما يشير إلى أن اليمن سيكون بؤرة لأعمال عسكرية خلال الأيام المقبلة، واستمرار القتال في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام، ما يؤدي بدوره إلى تقسيم اليمن والعودة إلى ما قبل 1990.

شارك