عودة المعارك فى سوريا..وموسكو تضع الخطوط العريضة لمفاوضات استانا

الأحد 15/يناير/2017 - 08:17 م
طباعة عودة المعارك فى سوريا..وموسكو
 
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
عادت الاشتباكات العنيفة بين وحدات من الجيش السوري من جهة وجبهة فتح الشام "النصرة سابقاً" والفصائل المتحالفة معها من جهة أخرى، في محاور عدة بمحيط وأطراف عين الفيجة في وادي بردى، بعدما تمكن الجيش السوري خلال ساعات الليلة الماضية من السيطرة على قرية عين الخضرة القريبة من عين الفيجة، وسط تقارير تشير إلى أن الاشتباكات تترافق مع استهدافات بالقذائف بين الجانبين.
وقالت تقارير أن وحدات الجيش السوري تمكنت من التقدم في منطقة رأس الصيرة الواقعة في شمال وادي بردى والمشرفة على عين الفيجة ودير مقرن مباشرة، وسط أنباء عن سيطرتها على أجزاء واسعة من المنطقة.
جاءت هذه التطورات غداة حادثة اغتيال اللواء المتقاعد أحمد الغضبان مساء أمس في بلدته عين الفيجة، وهو من وجهاء بلدة عين الفيجة ومكلف من السلطات الرسمية بإدارة ملف التسوية في عموم منطقة وادي بردى، لتلقي بظلال قاتمة على مسألة التسوية في تلك المنطقة بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في اتجاه إنجازها وتحقيق الهدف الرئيسي المتمثل بإصلاح مضخات مياه عين الفيجة لإعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق بعد انقطاع تام عنها منذ حوالي الشهر، لكن الحادثة فرضت واقعا جديدا تمثل بداية بانسحاب ورشات الصيانة من موقع المضخات في عين الفيجة، بعد أن عملت لعدة ساعات من جهة، ومن جهة ثانية وضع مستقبل التسوية أمام واحد من خيارين، فإما أن تستكمل التسوية وفق ما تم الاتفاق عليه بين الدولة السورية والمسلحين، وإما أن يتقدم الخيار العسكري على ما عداه، وبذلك صار الأمر مرهوناً بما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات. 
دمار حلب
دمار حلب
يأتى ذلك في الوقت الذى استمرت فيه الاشتباكات بين وحدات الجيش السوري وعناصر تنظيم داعش في محيط مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، حيث تحاول وحدات الجيش السوري في اليوم الثاني من هجومها الذي بدأته تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على مناطق خسرتها في بادية تدمر الغربية ومناطق أخرى بالريف الشرقي لحمص منذ هجوم تنظيم داعش في الـ 8 من ديسمبر الماضي.
وفي الغوطة الشرقية اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الأحد بين المسلحين ووحدات من الجيش السوري في محور بلدة البحارية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية، وسط أنباء عن وقوع خسائر في صفوف الجانبين، أما في محافظة دير الزور شرق البلاد، فتتواصل الاشتباكات العنيفة بين وحدات الجيش السوري وعناصر تنظيم داعش إثر الهجوم الأعنف منذ نحو عام الذي ينفذه التنظيم في مدينة دير الزور ومحيطها والذي بدأه فجر يوم أمس السبت، وتتركز الاشتباكات في أحياء الموظفين والعمال والبغيلية بالمدينة وأطرافها الشمالية الغربية، بالتزامن مع الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري والجبل المطل على المدينة ومحيط دوار البانوراما، وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات الحربية عشرات الضربات التي استهدفت محاور الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في المدينة ومحيطها، بينما استهدف تنظيم داعش بعشرات القذائف مناطق في الأحياء الخاضعة لسيطرة الدولة السورية بالمدينة، ما أسفر عن مقتل 3 مواطنين واصابة عدد آخر بجروح، وتحدثت المصادر الاعلامية عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الجانبين.
وكشفت تقارير وحدة من الجيش أحبطت محاولة تسلل مسلحين من تنظيم جبهة فتح الشام "النصرة سابقاً" إلى إحدى النقاط العسكرية جنوب قرية حضر في ريف القنيطرة، وأشار المصدر إلى أن المجموعات المسلحة أطلقت صباح اليوم نيران رشاشاتها باتجاه الأراضي الزراعية جنوب قرية حضر ما تسبب بإصابة شخصين بجروح.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا أن أكثر من ألف مسلح في منطقة وادي بردى بريف دمشق ألقوا أسلحتهم وتم إخراجهم مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب، وقال المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، إن قريتي الحسينية وبرهليا من أصل القرى التسع التي كانت تخضع للمسلحين في وادي بردى، انضمتا إلى نظام وقف إطلاق النار، فيما القرى السبع المتبقية، وهي كفر العواميد وسوق وادي بردى ودير قانون ودير مقرن وكفير الزيت وبسيمة وعين الفيجا، أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى الهدنة في سوريا.
موضحا: "تم إخراج 1268 مسلحا من القرى المذكورة، وألقى معظم هؤلاء المسلحين أسلحتهم وعادوا إلى الحياة السلمية، وأتيحت للباقين الفرصة للخروج الآمن "من المنطقة" مع أفراد عائلاتهم والمغادرة إلى محافظة إدلب".
ممثلو فصائل المعارضة
ممثلو فصائل المعارضة
أضاف المركز أن "ورشات الصيانة بدأت، في الـ13 والـ14 من الشهر الجاري، بإصلاح محطة المياه في عين الفيجة التي كانت معطلة تماما منذ مطلع يناير الجاري نتيجة للأعمال التخريبية من قبل المسلحين".
يأتي ذلك غداة اغتيال اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، الذي كان مكلفا بملف وادي بردى بناء على الاتفاق بين الحكومة السورية والمسلحين حول وقف إطلاق النار في المنطقة، والذي تم الإعلان عنه، الجمعة الماضي، وذلك بعد أسابيع من قتال أدى إلى قطع المياه عن أكثر من 5 ملايين شخص يعيشون في دمشق.
واعترف المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الخميس، باحتمال وجود مسلحي تنظيم "جبهة فتح الشام" جبهة النصرة" سابقا) في إحدى القريتين بمنطقة وادي بردى اللتين لم تبرما الاتفاق مع الحكومة السورية بشأن توريد المياه إلى دمشق.
وفى سياق متصل أكدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة دعمها للوفد العسكري المفاوض في لقاء أستانا المزمع عقده في 23 يناير الجاري واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له، وقالت الهيئة العليا للمفاوضات، في بيان عن أملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة ومن بناء مرحلة الثقة عبر تنفيذ البنود 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254 للعام 2015، وخاصة فيما يتعلق بفك الحصار عن جميع المدن والبلدات المحاصرة وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين".
كما عبرت عن تقديرها للجهود المبذولة لنجاح لقاء أستانا باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة التي أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن عقدها في الثامن من فبراير القادم.
بوجدانوف
بوجدانوف
يذكر أن وزارة الخارجية الروسية أكدتعلى لسان المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، أن مفاوضات أستانا من المتوقع أن تجري في الـ23 من الشهر الجاري. وجاء ذلك بعد إعلان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عن ذلك، وتوقعت الوزارة حضورا قويا لفصائل المعارضة السورية المسلحة في مفاوضات أستانا، موضحة أن ذلك سيكون الميزة الأساسية لهذه المفاوضات.
من جانبه بحث نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مع السفير السوري لدى روسيا، رياض حداد، الاستعدادات لمفاوضات أستانا حول سوريا، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن الجانبين "تبادلا، خلال المحادثات، الآراء بشأن الوضع في سوريا وحولها"، مضيفة أن المسؤولين "أعربا عن رضاهما عن خلق نظام وقف إطلاق النار العامل في سوريا فرصا لازمة لتخفيف الوضع الإنساني في سوريا والجهود الرامية إلى تمرير الحل السياسي بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

شارك