ختام مؤتمر باريس حول السلام بالشرق الأوسط وسط تحذيرات من نقل السفارة الأمريكية للقدس

الأحد 15/يناير/2017 - 10:33 م
طباعة ختام مؤتمر باريس
 
وزير الخارجية الفرنسي
وزير الخارجية الفرنسي
اختتم اليوم مؤتمر باريس حول السلام بالشرق الأوسط، ودعا البيان الختامي طرفي النزاع إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب "تحكم مسبقا على نتائج المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي". ولم يتواجد ممثلون للإسرائيليين أو الفلسطينيين في المؤتمر،واتفق دبلوماسيون من الدول على الاجتماع مرة أخرى قبل نهاية العام. 
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إن المجتمع الدولي ملتزم بتشجيع العودة إلى طاولة المفاوضات، للتوصل إلى الحل الذي يحقق كلا من دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية، معتبرا أن أساس المفاوضات هو العودة إلى حدود عام 1967 والاعتراف بقرارات الأمم المتحدة الأساسية في هذا الشأن. وانطلق مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط  صباح اليوم الأحد بمشاركة ممثلي 70 دولة ومنظمة من بينهم نحو 40 وزيرا.
ابومازن
ابومازن
بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن إدراج أي إشارة إلى خطط إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في البيان الصادر عن اجتماع باريس بين الإسرائيليين والفلسطينيين كان سيصبح أمرا غير ملائم، معتبرا أن أمر نقل السفارة علانية في الداخل وهذا ليس له صلة بالمحافل الدولية في هذا التوقيت، هذا غير مناسب." .
أضاف  كيري أن الولايات المتحدة سعت في مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط للحيلولة دون معاملة إسرائيل بشكل غير منصف. وشكر فرنسا على استضافتها المؤتمر الدولي ورحب ببيانه الختامي الذي أيد حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
في المقابل وصف مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مؤتمر باريس بأنه منفصل عن الواقع، وقال دانون إن المؤتمر "ما هو إلا محاولة للمباغتة قبل أيام من دخول الإدارة الأمريكية الجديدة البيت الأبيض. وشدد دانون على أن إسرائيل ستعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة "لإزالة آثار الأضرار الناجمة عن القرار الأممي في مجلس الأمن الدولي وباقي الإجراءات أحادية الجانب"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
ورحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالبيان الختامي لمؤتمر باريس للسلام لحل الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، وشكر عريقات جميع الدول التي حضرت المؤتمر، معتبرا أن "الزخم في مشاركتها وإجماعها على رفض الاحتلال والاستيطان رسالة لإسرائيل بأنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم دون إنهاء الاحتلال العسكري عن فلسطين..".
الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي
من جانبها أعربت بريطانيا عن "تحفظاتها" بشأن المؤتمر ورفضت التوقيع على بيانi الختامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أن لندن كان لها "تحفظات معينة" حول عقد المؤتمر في غياب ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين "قبل أيام من تنصيب رئيس أميركي جديد"، وبالتالي فان بريطانيا شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط.  
وفى سياق متصل قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن عام 2017 سوف يكون عاما حاسما لعملية السلام. وأشار الوزير الألماني إلى بعض الأفكار الخاصة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس تحت حكم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مضيفا بقوله: "إذا أدت هذه الأفكار إلى أن يتم حاليا التهديد باتخاذ إجراءات وردود أفعال من الجانب الفلسطيني، حينئذ سيشعر المرء في بداية هذا العام بأننا بصدد مواجهة خطر موجات تصعيد  جديدة ".
وشدد الوزير الالماني على ضرورة تجنب ذلك، وأشار إلى أنه يمكن لمؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط الإسهام في ذلك من خلال "إقرار الجميع هنا بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد، وبحسب وجهة نظري يظل أيضا وسيلة توفير أوضاع  سلمية".، معربا  عن أمله في أن تتوصل الدول المجتمعة البالغ عددها 70 دولة تقريبا إلى بيان مشترك للتأكيد على حل الدولتين، وأشار إلى أن المفاوضات الخاصة بهذا البيان استمرت حتى بعد ظهر اليوم.
ويري محللون ان هذا المؤتمر خطوة فرنسية لإجراء مباحثات سلام جديدة بعد وقف المباحثات منذ أعوام، بالرغم من أن طرفي النزاع لا يشاركان في المؤتمر، وفي حين ترحب السلطة الفلسطينية بالمؤتمر فإن إسرائيل تعارض المبادرة الفرنسية منذ أشهر.
فرنسا تؤيد حل الدولتين
فرنسا تؤيد حل الدولتين
وفى هذا الإطار بعثت قوى كبرى برسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مفادها أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدما لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن خططه لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد تخرج جهود السلام عن مسارها. وقال وزير الخارجية الفرنسي في السياق: "اقتراح ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون استفزازا وله عواقب خطيرة". 
حيث تعهد ترامب بإتباع سياسات أكثر موالاة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب -حيث أقيمت قبل 68 عاما- إلى القدس مما يضفي شرعية على القدس كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية. وقال دبلوماسي فرنسي كبير "سيكون قرارا أحادي الجانب قد يذكي التوترات على الأرض."
كانت فرنسا أكدت قبل الاجتماع أن الاجتماع لا يهدف لفرض أي شيء على إسرائيل أو الفلسطينيين بل للقول إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لحل الصراع. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو في افتتاح المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا "لا يوجد وقت لإهداره. لسنا في مأمن من تفجر العنف."

شارك