بعد ثلاثة أشهر من المعارك.. "الموصل" علي أعتاب الخلاص من "داعش"

الأربعاء 18/يناير/2017 - 03:23 م
طباعة بعد ثلاثة أشهر من
 
بعد ما يقارب ثلاثة أشهر علي معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، باتت القوات العراقية علي وشك الانتهاء من استعادة المدينة بالكامل، حيث أعلن مسؤولون إن القوات الخاصة العراقية توغلت بشكل أعمق داخل مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش"، في شرق الموصل، أمس الثلاثاء 17 يناير 2017، وإن وحدات الجيش اشتبكت مع المتشددين داخل قاعدة عسكرية شمالي المدينة.

بعد ثلاثة أشهر من
ونجحت القوات العراقية منذ انطلاق معركة الموصل في 17 أكتوبر الماضي، في استعادة غالبية الأحياء الشرقية في الموصل معقلهم في العراق وسيطرت القوات على مناطق كبيرة على طول النهر الذي يقسم الموصل إلى شطرين من الشمال إلى الجنوب.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية فقد تقدمت القوات العراقية لتستعيد أكثر من 80% من المدينة، وأعلن الجيش العراقي، أمس الثلاثاء تحرير حي جديد ومنطقتين، شرقي مدينة الموصل (شمال)، بعد معارك مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" التابعة للجيش، الفريق الركن عبد الأمير يارالله، في بيان إن "جهاز مكافحة الإرهاب تمكن، من تحرير حي نينوى الشرقية، وسوق الأغنام، ومنطقة باب شمس، شرقي مدينة الموصل"، لافتًا إلى أن "العمليات العسكرية كبّدت تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".
أما الفريق الركن كمال الدين ياسين الكرخي، أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب الميدانيين، فقال إن قيادة العمليات الخاصة الثانية، اقتحمت المنطقة الأثرية، وتمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة منها.
وأضاف، نقترب من إعلان تحرير المحور الشرقي لمدينة الموصل بالكامل، مشددا على أن القوات المسلحة العراقية المشتركة عازمة، على إكمال تحرير حي المهندسين في الجانب الأيسر للموصل المحور الشمالي.
وأعلن الجيش العراقي الأحد، في تقرير مفصل، تحرير 80 حياً سكنياً في مدينة الموصل، شمالي البلاد، من تنظيم "داعش"، منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل ثلاثة شهور لتحرير المدينة من التنظيم المتطرف.
وفي 17 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها "داعش" في حزيران 2014.
ويقول مسؤولون بالجيش إن السيطرة على الضفة الشرقية للنهر بالكامل أصبحت أمرا وشيكا، وهو ما سيتيح للجيش والقوات الخاصة ووحدات من الشرطة بدء هجمات على غرب المدينة الذي لا يزال خاضعا بالكامل لسيطرة "داعش".
صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، قال إن قوات الجهاز توغلت في منطقتي نينوى الشرقية وسوق الغنم الواقعتين وسط مناطق تسيطر عليها القوات العراقية، مضيفًا أن القوات الخاصة العراقية استولت الآن على حي الأندلس وحي الشرطة اللذين كانت تقاتل فيهما الاثنين.
وأضاف تقريبا جميع المحاور الشرقية التي تعد من مسؤولية جهاز مكافحة الإرهاب قد تم إكمالها وسنعلن تحرير الساحل الأيسر بالكامل.
من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس إن القوات العراقية بدأت التحرك ضد تنظيم داعش في غرب الموصل، غير أنه لم يذكر تفاصيل بشأن ما تقوم به القوات العراقية تحديدا على الجانب الغربي من المدينة.

بعد ثلاثة أشهر من
وقال بيان منفصل للجيش إن جهاز مكافحة الإرهاب سيطر على حي المهندسين الذي يبعد نحو 3 أميال باتجاه الشمال الغربي. 
وقال النعمان إنه تمت السيطرة على ما يتجاوز 60 حيا من إجمالي 80 حيا في شرق الموصل منذ بدء الهجوم في أكتوبر.
ووفق متابعون فإن داعش يقاتل من داخل مناطق سكنية مكتظة وقال شهود إنهم شاهدوا مقاتلي التنظيم يطلقون النار على مدنيين في مناطق تم طردهم منها في محاولة، على ما يبدو، لإبطاء تقدم القوات العراقية.
وقتل الألوف من المدنيين أو أصيبوا أثناء القتال منذ أكتوبر، وقال مسؤولون في الجيش العراقي إن تقدم القوات تباطأ في نهاية العام الماضي حيث حرص الجيش على تجنب إصابة المدنيين.
وفي سياق متصل أجلت القوات العراقية أكثر من 3 آلاف مدني من شرقي مدينة الموصل إلى مناطق خاضعة لسيطرتها، لترتفع بذلك أعداد النازحين من العمليات العسكرية في المدينة إلى 181 ألف شخص.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم الجاف ارتفاع أعداد النازحين من الموصل إلى 181 ألفا منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة “داعش” في 17 أكتوبر الماضي.
والجمعة الماضي، أعلنت وزارة الهجرة العراقية ارتفاع أعداد نازحي الموصل إلى 178 ألفا منذ انطلاق العمليات العسكرية.
وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح نحو مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح نظرا لعدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس.
وسبق أن أكدت القوات العراقية أنها تقترب من السيطرة على أحياء الموصل الشرقية بالكامل بعد بلوغها نهر دجلة ومحيط جامعة المدينة، رغم أنها لا تزال تواجه مقاومة من تنظيم "داعش".
من جهة أخرى أجلت القوات العراقية الاثنين، أكثر من 3 آلاف مدني من شرقي مدينة الموصل، شمالي البلاد، إلى مناطقة خاضعة لسيطرتها، لترتفع بذلك أعداد النازحين من العمليات العسكرية في المدينة إلى 181 ألف شخص.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن التقديرات تشير  إلى أن استمرار الضغط على داعش، سيحقق عدة أهداف في وقت واحد، فهو يمنع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه، ويضمن بقاء القتال في نقطة محددة من الموصل، وعدم انتقاله إلى مناطق أخرى، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي أصاب عددا من أحياء الساحل الأيسر بفعل القتال، وهناك أحياء سويت كليا بالأرض، كحي المحاربين.

بعد ثلاثة أشهر من
وبدأت معركة الموصل بعد أن حضرت لها السلطات العراقية طويلا بتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في 17 أكتوبر الماضي، والتي تعتبر هي الأكبر منذ اجتياح داعش، شمالي وغربي البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
ووفق متابعون فإن استعادة الموصل ستكون بمثابة هزيمة فعلية لتنظيم داعش في العراق لكن المعركة نفسها قد تصبح الأكبر في أكثر من عشر سنوات من الاضطرابات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية.
 ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وتكبد تنظيم "داعش" خسائر بشرية وهزيمة فادحة بتقدم كبير وسريع للقوات العراقية التي حققت انتصارات واسعة في عمليات "قادمون يا نينوى" منذ انطلاقها.
وحققت القوات العراقية خلال المرحلة الثانية من معركة تحرير الموصل، التي انطلقت في 24 ديسمبر الماضي من عام 2016 بمساندة ومشاركة التحالف الدولي بقيادة أمريكا، تقدما كبيرا في الجانب الأيسر "الضفة الشرقية لنهر دجلة".
 واستطاعت من تحرير نحو 10 أحياء وإجبار المسلحين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وباتت معظم الأراضي المحتلة من قبل التنظيم تحت سيطرة القوات العراقية، وخاصة بعد استعادة أكثر المناطق في محافظة "نينوي"، وأعلنت القوات كذلك تحرير معظم مناطق الموصل بالكامل من أيدي "داعش".
وتواصل القوات العراقية تقدمها في الأرض لتطهيرها من تنظيم "داعش" الإرهابي ومخلفاته الخطرة المتفجرة المزروعة من قبله في محيط الموصل.

شارك