حمزة بن العباس بودشيش.. شيخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب

الأربعاء 18/يناير/2017 - 03:29 م
طباعة حمزة بن العباس بودشيش..
 
توفِّي، الأربعاء 18 يناير 2017، عن 95 عاماً، حمزة بن العباس بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، أكبر جماعة صوفية بالمغرب بمدينة وجدة (شمال شرق)، بعدما نقل إلى المستشفى بسبب المرض.

حياته:

حياته:
ولد أبو جمال حمزة بن الحاج العباس بن المختار القادري البودشيشي، سنة 1922بقرية مداغ من إقليم بركان.
حفظ القرآن الكريم وتلقى علوم الشريعة الغراء بزاوية أسرته العريقة أولا: فأخذ علوم الفقه و اللغة والنحو عن الفقيه العلامة أبي الشتاء الجامعي، والفقيه العلامة محمد بن عبد الصمد التجكاني، والفقيه العلامة علي العروسي اليزناسني والفقيه العلامة الحاج حميد الدرعي. 
والتحق بالمعهد الإسلامي في مدينة وجدة ، التابع لنظام جامعة القرويين يومئذ، وأخذ فيه عن أعلام منهم سيدي أبو بكر بن زكري، ناظر الأحباس، وسيدي عبد السلام المكناسي وسيدي محمد بن ابراهيم اليزناسني وسيدي محمد الفيلالي وسيدي الحبيب سيناصر. 
وفي سنة 1940م تحت إشراف العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني، فيضطلع العالم اليافع بمهمة التدريس والتذكير خاصة في علوم النحو والفقه والسيرة النبوية

في الطرقية الصوفية:

في الطرقية الصوفية:
في سنة 1942م ينتظم مع والده ا في سلوك طريق التربية و التحقيق على يد الشيخ أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي. 
وسند الشيخ أبي مدين في الطريقة القادرية يتشكل من أهل بيته الصالحين،خلفا عن سلف مع عناية بعضهم بالاستفادة من باقي صلحاء زمانهم والتشرف إلى أولياء أوانهم كما هو الشأن بالنسبة للشيخ أبي مدين الذي أخذ عن الشيخ المهدي بلعريان ومحمد فتحا لحلو الفاسي . 
وكان عمدة الشيخ أبو مدين في طريق التصوف خاصة، (حسب ما ذكر في الجزء الخامس من "معلمة المغرب")هو ابن عمه المجاهد المختار المتوفى سنة 1914م وهو جد شيخ الطريقة الراحل حمزة لأبيه وقد أخذ المختار عن والده الشيخ الحاج محيي الدين،عن الحاج المختار عن الشيخ المختار-الأول-عن سيدي محمد-فتحا-عن علي بن أبي دشيش،عن محمد،عن  محمد ثلاثة محمدين على التوالي-عن الشيخ أبي دخيل، عن  الحسن،عن شعيب،عن  علي،عن عبد القادر،عن محمد،عن محمد، محمدان اثنان، عن عبد الرزاق- الثاني-عن إسماعيل، عن الشيخ الرزاق- الأول-عن والده الشيخ الأكبر محيي الدين الجلاني، بسنده إلى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

شيخ الطريقة القادرية البودشيشية :

شيخ الطريقة القادرية
ولما انتقل الشيخ أبو مدين إلى دار البقاء سنة 1955م، قام الحاج العباس بن المختار بمهمة التربية والإرشاد، والنصح في الله لأهل السلوك والاجتهاد، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى يوم الثلاثاء ثاني فبراير 1972م فتولي الشيخ حمزة بن العباس، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية  بعد وصية كتبها الحاج العباس بن  المختار قبل وفاته. 
والطريقة القادرية البودشيشية زاوية صوفية ظهرت في القرن الخامس للهجرة على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني(ت561هـ/1166م)، ، واكتسبت لقبها الثاني "البودشيشية" نسبة إلى الشيخ علي بن محمد، الذي كان يلقب باسم "سيدي علي بودشيش"، لكونه كان يطعم الناس خلال فترة المجاعة التي شهدها المغرب، أثناء حياته، أكلةً شعبيةً تُسمَّى "الدشيشة" وهي أكلة معروفة في المغرب، ويتم إعدادُها من الشعير بعد أن يتم طحنه وتحويله إلى حبات خشنة، وتعرف أيضًا باسم "البلبولة"، وقد يطلق على الطريقة أيضًا اسم "البوتشيشية".
ونشأتِ الطريقةُ البودشيشية منتصفَ القرن التاسع عشر الميلادي، في بقعة تبعد نحو أربعة كيلومترات عن قرية مدّاغ الواقعة على بعد نحو 15 كم إلى الغرب من مدينة بركان التابعة لإقليم بركان الواقع شمال شرق المملكة المغربية.
وتأسست هذه الطريقة على يد "العباس بن المختار القادري البودشيشي" المولود في بداية القرن الرابع عشر الهجري.

ربع مليون زائر:

ربع مليون زائر:
ويزور نحو ربع مليون صوفي بلدة مداغ بمحافظة بركان، شمال شرقي المغرب، لإحياء ذكرى المولد النبوي كل سنة، بمشاركة جنسيات مختلفة، وألسنة وأعراق متنوعة، تجمعهم طريقة صوفية تسمى "القادرية البودشيشية" إحدى أهم الزوايا بالبلاد.
وقد اجتهد الشيخ حمزة بن العباس بودشيش منذ أن تقلد مشيخة البودشيشية في نشر الطريقة وتوسيع رقعتها وأتباعها داخليًّا وخارجيًّا، حتى باتت البودشيشية الآن واحدة من أبرز الزوايا وأكثرِها حضورًا وقوةً على ساحة المشهد الصوفي في المغرب، ويصف حمزة القادري البودشيشي عمله في تطوير الطريقة بقوله: (تقلدت منذ سنة 1972م مهمة الإرشاد في الطريقة القادرية البودشيشية، فجدَّدت أذكارها ونظمت سيرها مما زاد في إحيائها وتنشيطها، فتوسعت دائرتُها، وكثُر معتنقوها في المغرب والخارج).
وخلافًا لما كانت عليه الطرقُ الصوفية في المغرب من استقطاب الأميين وعوام المريدين، حرص "حمزة" على استقطاب النخب المثقفة والأطر العليا في المغرب وخارجه من مهندسين وأطباء وأساتذة جامعيين ومفكرين ومثقفين، ويبدو أن رواج هذه الطريقة بين هذه النخب والأطر العليا في المغرب يرجع إلى ما تقدمه الطريقة من نموذج "تدين ناعم" يتميز بكونه تدينا فرديًّا بسيطًا يعمل في كنف الدولة ويحظى بدعمها؛ الأمر الذي فتح الباب أمام الطريقة لتعزيز وجودها وانتشارها الاجتماعي؛ وفي المقابل، تستفيد الدولة المغربية من هذا الانتشار لمواجهة تنامي الحركات الإسلامية والتيارات السلفية.
وبالإضافة إلى ذلك، تُقدِّمُ الزاويةُ البودشيشية نموذجًا من التدين "غير مسيس" و"مرن".
وتنتشر الطريقة البودشيشية في أرجاء المغرب إلا أنه تزداد كثافة مريديها في بعض المناطق من قبيل: بركان، أحفير، وجدة، الرباط، سلا، الدار البيضاء، مراكش، أغادير، فاس، مكناس، وبني ملال، كما تجاوزت الطريقةُ حدودَ المملكة المغربية لتصل إلى فرنسا، بلجيكا، بريطانيا، إيطاليا، إسبانيا، الولايات المتحدة، وإلى بعض بلدان آسيا كالهند وباكستان وتايلاند، وحتى وصلت إلى بعض بلدان الخليج كالبحرين وقطر، بالإضافة إلى إفريقيا.
ومن أشهر المنتسبين إلى الطريقة البودشيشية أو بالأحرى خريجي هذه الزاوية المدعو "عبد السلام ياسين" مرشد جماعة "العدل والإحسان"، فقد رافق ياسين مؤسسَ البودشيشية العباس بن المختار القادري البودشيشي.
وقد صرح الشيخ حمزة ان  عبد السلام ياسين (ظل واحدًا من مريدي الزاوية بعد وفاة والدي سيدي العباس، وبقي في الزاوية لمدة ثلاث سنوات وكنتُ خلالها شيخَه، قبل أن يقرر الخروج منها بمحض إرادته).

وفاته:

توفي اليوم الأربعاء 18 يناير، عن 95 عامًا، حمزة بن العباس بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، أكبر جماعة صوفية بالمغرب بمدينة وجدة (شمال شرق)، بعدما نقل إلى المستشفى بسبب المرض.

شارك