البطريرك 54 قزمان واضطهاد المتوكل للاقباط

الخميس 19/يناير/2017 - 05:54 م
طباعة البطريرك 54 قزمان
 
بعد وفاة الأنبا خائيل الثاني اجتمع مجمع الكهنة والأعيان من الاقباط  وانتخبوا بالاجتماع لكرسي البطريركية الأب قزمان الذي كان من سمنود وَتَرَهَّب في دير أبو مقار.وتمت رسامته في 14 أبريل سنة 567 ش. الموافق 8 يوليه سنة 851 م.، وقد جرت في أيامه اضطهادات شديدة وصدرت قوانين قاسية ضد المسيحيين. وفي أيامه بدأت الحرب المعروفة بـ"حرب الأيقونات"، وأمر قيصر روما بمحو جميع الصور من الكنائس، وبقى على الكرسي السدة المرقسية 7 سنوات و4 أشهر و9 أيام وتنيَّح بسلام في 21 هاتور سنة 575 ش. الموافق 17 نوفمبر سنة 858 م. وكان مقر أقامته ومدة رياسته المرقسية ثم دميره ودنوشر، ودفن ببيعة القديس بطلماوس بدنوشر وعاصر المتوكل العباسي.
خأئيل الثانى إتفق الآباء الأساقفه والشعب القبطى بمدينه الإسكندريه على أنتخاب الشماس قزمان من كنيسه دير ابو مقار وتمت رسامته فى 24 من أبيب 567ش ويقال 568ش فى نفس السنه التى توفر فيها البابا خائيل الثانى وأصبح قزمان الثانى بابا الإسكنريه وبطريرك الكرازه المرقسيه رقم 54 وعاصر هذا البابا الخليفه المتوكل  فحدث فى السنه الأولى من جلوس البابا قزما وقبل عيد الشهيد مار مينا العجائبى بمريوطجاء الشعب القبطى من المدن والقرى ليقدموا قرابينهم يصلون ويحتفلون بالشهيد العظيموقد احضر بعضهم قوم بهم شياطين أملا فى أن يخرجها الشهيد مار مينا فوثب واحد منهم عليه شيطان على آخر مثله وتعارك الإثنين وضربا بعضهما بعضا إلى أن مات أحدهما فسمع والى الإسكندريه بما حدث وكان إسمه أحمد ابن دينار فامر بالقبض على قزما ووضعه فى السجن وعذبه وطلب منه كل ما دفع من صدقات فى هذا العيد التى كانت تصرف على الكنائس طوال العام ويستخدم بعضها للصرف على الفقراء فاخذ منه كل الصدقات المقدمه من الشعب الى الله فى هذه السنهولم يتوقف عند هذا الحد بل أنه أمر بألا يغادر البابا القبطى مقره الباباوى بالإسكندريه وسمع أرخنين بما حدث من والى الإسكندريه الذى وقف فى صف الشيطان ضد كنيسه اللهوكان الأرخنين محبين لله إسم أحدهما مقاره ابن يوسف كاتب صاحب الديوان وله إتصالات بوالى الفسطاط والآخرإبراهيم ابن ساويرس وكان يتولى جمع المال ومن أمانته وكله الوالى بتوصيل الأموال الى الخزينه تشاور الإثنين بحكمه لإنتزاعه من يد والى الإسكندريه فذهبا الى والى مصر الفسطاط وإسمه عبد الواحد ابن يحى الوزير فقالوا له: نكتب إلى البطريرك ليحضر الى هنا لنكتب عليه الخراج لإنه جديد وقد ولى فى هذه الأيام فأرسل الوالى الوزير مرسالا لإحضار البابا قزما من الإسكندري فلما سمع والى الإسكندريه بإستدعاء البابا الى مصر من قبل والى مصر بسبب الخراج لم يقدر على منعه من مغادره الإسكندرية ولما وصل الى مصر سلم على الوالى عبد الواحد الوزير ثم ذهب الى مدينه شرقى مصر أسمها بدميره كان كل من يسكنها من الأقباط وإعتنا الأرخنان المذكوران بأمور الكنيسه وكان أبراهيم ضامنا لحساب الضرائب ويدفعه من عنده ولم يدع أحدا يخاطب البطريرك وكان الأقباط لأمانتهم يتولون ديوان الخليفه فأراحوا البطريرك وفرغ الأقباط للصلاه وعمل القداسات والخير
الإضطهاد العنصرى والدينى للأقباط :
أمر جعفر المتوكل الخليفه العرب العباسى بأوامر بالإضطهاد العنصرى والدينى فى جميع الولايات وهى
أولا: -هدم الكنائس كلها كما منعوا من إيقاد أنوارا أو عمل إحتفالات التناصير أو العماد أو زواج ومنعوا أيضا من إستعمال علامه الصليب ،
 ثانيا:-حظر الغير مسلمين ( فئات النصارى واليهود) من لبس الملابس البيضاء المعتاد لبسها فى هذا الوقت بعد صدور هذا الأمر وعليهم لبس ملابس ملونه تظهرهم من المسلمين وعلى القبطى ان يخيط رقعه عسليه أو صفراء اللون فى ثيابه طولها أربعه قراريط وكانت نساء تلك الأيام يلبسن المناطق والأحزمه والحياصات وهى علامه الحشمه والتواضع أما الرجال فلا يجوز لهم التمنطق بهذه الأشياء ، فصدر أمر حينئذ بمنع القبطيات من إستعمال هذه الأحزمه وأن رجال الأقباط يلبسونها بدلا من النساء والغرض من ذلك هو تحقير الرجال وإذا خالف الرجال هذا الأمر قتلوهم وسلبوا ما عندهم وأن كل سيده قبطيه تلبس برقعا عسلى اللون ( وكان هذا البرقع العسلى اللون تلبسه النساء الساقطات والمنحرفات فقط فأمر أن تلبسه نساء الأقباط بالرغم من المعروف عن طهارتهن) تماديا فى إزلال هذه الفئات والسخريه منهم وهو ما يطلق عليه فى العصر الحديث الإحساس بالتفوق العنصرى للعرب ووضع باقى المواطنين فى درجه أدنى أو أقل وقد إضطرت النساء القبطيات الى لبس البرقع فى العصور المتأخره حتى إذا سارت فى الشارع لا يميزها أحد عن المرأه المسلمه فالمرأه الغير مغطاه الرأس كانت تتعرض للسب والشتم والإهانه0
ثالثا: كما أمر بوضع صور على الخشب تسمر على أبواب الغير مسلمين ( فئات النصارى واليهود) قال عنها ساويرس بن المقفع المؤرخ من القرن العاشر أنها صور مفزعه(تاريخ البطاركه ج2 ص3 ) نسناسا أو كلبا أو عفريتا،
رابعا: إكراه المسيحين بالتدين بدين الإسلام0
خامسا: لا يجوز لغير المسلمين (فئات المسيحين المختلفه واليهود) من العمل فى خدمه الخليفه ودوائر الحكومه المختلفه وجمع الضرائب والكتبه والوظائف العموميه المختلفه ولم يقتصر الأمر عند عدم قبول الفئات السابقة فى الوظائف الجديده بل أنه طرد الموظفين المسيحين الذين يعملون فعلا فى الظائف المذكوره السابقه0وأدى هذا التعصب الى أن قل صبر المسيحين وقلت المحبه من قلوب الكثيرينفأنكروا المسيح وقد عدد المؤرخ السابق أسباب تحولهم عن المسيحيه تحت نير الإضطهاد فقال: ان منهم من تحول الى الإسلام بسبب الوظيفه ومكانه فى هذا العالم  والبعض لما لحقهم من فقر وجوعوتقول  بوتشر فى كتاب الأمه القبطيه ج1 ص239 أن الأقباط سئموا وتململوا من هذه الأوامر الثقيله ولكن الأساقفه بذلوا جهدهم فى تحميل (إقناع) الشعب على قبولها حتى لا يسيئوا الى الحكام المسلمين إساءه تعود عليهم بالإضطهاد والقتل والسلب والنهب ( كما جرت عاده المسلمين فى مثل هذه الأحوال )
وكان أصعب شئ على القبطى أن يلبس المنطقه التى يستعملها النساء لإنهم رأوا فيها دليلا تصغيرهم وإذلالهم وكانوا يشعرون بخجل ولكن الأساقفه أقنعوهم بأنها ضد ذلك فهى فى معناها تدل على التواضع والحشمه ولهذا يجب لبسها حتى فى الكنيسه ووقت الصلاه ( ليرى الله ماذا فعلت بهم الأمم) وعندما تضايق الأقباط من ركوب الحمير الصغيره قال لهم الأساقفه أن سيدنا المسيح نفسه ركب جحشا ابن أتان ولم يخجل وأن الخيل المطهمه علامه على الكبرياء والعظمه وهى تستعمل فى الحروب
فريسى ويهودى يستخدمه جعفر المتوكل ليذل الأقباط
وكان جعفر المتوكل قد بدأ خطته خارج مصر أولا ثم أرسل رجل غير مسيحى وذكرابن المقفع المؤرخ انه فريسى والفريسين فئه من فئات اليهود وإسمه00 عبد المسيح ابن إسحق وولاه لجمع الخراج والولايه أيضا وأمره أن يفعل فى مصر كما فعل ببغداد فلما وصل الى مصر بدأ بالأقباط 
أولا لإنه يهودى أصلا فأذل الأقباط وأحزنهم وأضفى على خطته نوعا من التمثيل والخداع فيتظاهر بأنه يفعل كل ما يأمره به الإسلام ليوهم المسلمين بأنه أكثر إيمانا وتمسكا بالإسلام منهم حتى يأمن شرهم ويستطيع قيادتهم لإنه غير مسلم المولد كما أنه ليس عربى الأصل وإستطاع أن يصل الى هدفه بهذا الإسلوب لدرجه انهم كانوا يقولون عنه: إننا لم نرى أحدا وصل الى مصر مثل هذا الإنسان يتمم أحكام الإسلام وكان هذا الرجل يكره سيدنا المسيح والصليب المقدس , وحدث أنه فى يوم جمعه وهو فى طريقه الى الجامع راجلا مع جيشه ليحضروا صلاه الجمعه هجم على الكنائس وكسروا الصلبان ومنع المسيحيين من لبس علامه الصليب ولم يستطع الآقباط الصلاه بالصوت العادى فى الكنائس حتى لا يسمعهم المسلمين فصاروا يصلون همسا بحيث لا يسمع أى إنسان مارا بجانب الكنيسه أصوات صلوات ولا تسبحه لله أما المسلمون فقد منعوا الأقباط من أقامه الجنازات والصلوات على من يموت منهم فى هذا الوقت وأن لا يوقد القبطى نارا فى مكان بدون باب ولا يطبخ طعاما على مرأى من الناس كما جرت العاده فى كل بلاد المشرق( راجع تاريخ الأمه القبطيه ا0ب0 بوتشر ج2 ص239 ) ولا يجوز لقبطى ان يركب سوى حمارا صغيرا أو بغل ذميم على بردعه أو سرج وسخ عليه علامه خاصه ، وتكون الركابات خشب بدل حديد واللجام قطعه من حبل فقط ومنع ضرب الأجراس
ولما لم ينجح هذا الوالى فى الوصول الى أهدافه أمر بمنع الصلاه فى الكنائس لله وأمر بمنع صناعه وعمل النبيذ وكان يقصد بعدم إقامه الصلوات التى يمثل النبيذ الأحمر دم المسيح والمخلوط بمثله ماء علامه موت المسيح على الصليب وهى ذبيحه الخبز والخمر بدلا من الذبيحه الدمويه فى الأديان السمائيه الأخرى وكان لإمره تأثيرا جانبيا آخر وهو أنه إفتقر كل من كانوا يبيعون ويشترون النبيذ وقال إبن المقفع ولما لم يجد المسيحين ماده النبيذ إستخدموا بدلا منه عيدان الزرجون يبلونها فى الماء ويعطرونها ويقيمون صلوات القداس فى منازلهم أو فى أماكن بعيدوتقول ا0ل0بوتشر فى تاريخ الأمه القبطيه ج1 ص241 أن الإكليروس القبطى لم يكف عن الصلاه وعمل القداس فى ذلك الوقت وكان لا يخاف الموت ولا يخشى الإضطهاد ولا التعذيب ولكنهم كانوا يأتون بالعنب سرا من البلاد الأجنبيه ولكن هذا العنب يصبح ذبيبا يضعه الكاهن فى الماء بضع ساعات ثم يعصره قبل ان يختمر لعدم وجود الوقت الكافى وهذه العاده التى سار عليها كهنه الأقباط فى ذلك الزمن تجددت مره أخرى بعد مضى مائه وخمسين سنه لحدوث إضطهاد شديد وقد إعتقد بعض المؤرخين هو ان الأقباط يستعملون على الدوام نبيذا غير مختمر للمناوله0 ولكن الأقباط إستعملوا النبيذ غير المختمر فى ظروف حرجه ولهم العذر فى ذلك ولكنهم لم يمارسوه على الدوام ثم طرد المظفين الأقباط من الدواوين الحكوميه وأبدلهم من المسلمين  وألزم الأقباط بوضع الصور المفزعه ويسمرونها على أبواب منازلهم بأشكال مختلفه مثل شيطان عليه رؤوس كثيره لها نابين تمتطى خنزيرا مخوف المنظر ليعطى إنطباعا للمسلمين بأن الأقباط إنما هم شياطين لإنهم مسيحين وخنازير لإنهم يأكلون لحومها ولا يركب قبطى فرسا (حصانا ) ومن الذين أنكروا المسيح بسبب الإضطهاد رجلا إسمه اصطفن ابن اندوده وأرادوا ان ينالوا مكافئه من المسلمين لشكهم فى إسلامه فكان يتقول على الأقباط بالألفاظ السيئه وكان الرهبان فى هذا العصر يلبسون الملابس بدون أكمام فقال ابن اندوده: أذا كان آباء الأقباط يلبسون ملابس بدون أكمام فلماذا لا يلبس الأقباط ملابس مثل آباءهم وزاد الآشرار فى شرهم وقالوا ليس للأقباط إله ووصل كتاب من الخليفه يأمر فيه الوالى على مصر الغير عبد المسيح ابن إسحق بالعوده إليه ومعه مال الخراج الذى جمعه وحساب الخراج على الأراضى التى جمعها الكتاب المسلمين الذين إستخدمهم بدلا من النصارى فلما وصله الخطاب وعرف أن الخليفه إكتشف حقيقه أمره وخداعه لكل من حوله وكان المسلمين من قبل قد فرحوا بإسلامه وظنوا أنهم كسبوا واحدا مثله لدين الإسلام وكان هذا الوالى قد تزوج بمصر وإقتنى السرارى وإمتلك مساكن ورزق بأولادا وإعتقد انه ملك مصر ودامت له الأرض وليس هناك إله ولما قرأ كتاب الخليفه أصيب بالفالج (شلل كامل) ولم بستطيع أن يحرك يديه أو رجليه ومات بعد واحد وعشرين يوما بعد ذلك كما ذكر كاتبه تادرسوفرح المسلمون بموته فرحا لا يوصفوكان سبب فرح المسلمين بموته أن هذا الوالى أذل المسلمين أيضا وخسر التجار المسلمين أموالهم وقلل رزق الباعه وأصحاب الأعمال وإغتصب أجود الأراضى وأخصبها من أصحابها المسلمين وأخذها قهرا بدون وجه حق= ومن أعماله الإجراميه أنهأ إذا أراد شراء حقولا جيده الثمار خصبه الأرض يحضر صاحبها ويغصبه على بيعها ويحضر شهوده ويسلم له المال أمامهم وبعد تنفيذ البيع كان يستعيد المال الذى دفعه مره أخرى بالإكراه والإرهاب ولم ينجى من مؤامراته إلا رجلين كانا أخوين ورثا دارا عن أبيهما وكان ألأب أسمه ابن سعيد الأصفهانى قبل أن يموت قد صرف على هذا المنزل أموالا طائله حتى أصبحت كالجنه وكان المنزل على النيل وسماها المصريين دار ابن سعيد الأصفهانىوعندما طمع الوالى ليستولى على هذا المنزل فلما أحضر الأخوين أمامه وطلب منهم دار أبيهم قالا له: أننا لا نأخذ ثمنا لها ولا نكتب كتابا لكننا قد وهبناك إياها ولا نرجع فيما قلناه والشاهد علينا الله وقالا سنرحل منها بعد ثلاثه أياموعندما خرجا من عنده نقلا كل ما يملكان وأخليا الدار ليسكن فيها الوالىوأصيب الوالى بالفالج وشل فى هذا البيت ومات فيهوحدثت فوضى فى مصر عندما مات الوالى وقام الناس الذى سرق أرضهم الوالى بإستعاده أملاكهم كما نهب المسلمون ما كان فى بيوته من مال ومتاع وعفشوما كان من الأخوين السابق ذكرهما إلا أن أتيا إلى الدار ووقف على بابها وكان يقولا للناس أن هذه الدار هى ملكنا وجميع ما فيها وأن هذا الوالى قد إغتصبها منناوكان المسلمين بعرفون ما حدث بين الأخوين والوالىفإنصرفوا عنها ولما دخلوا البيت أصبحا أغنياء جدا لما وجداه فيها مما كدسه الوالى فى هذا البيت وكان الوالى المتوفى له ولدا كبيرا وكان قلبه شريرا مثل قلب أبيه ووصل كتابا من الخليفه فيه أمرا بتعيين إبنه واليا مكان أبيه الوالى المتوفى وبدأ يتخذ طريق أبيه فى الظلم وأراد ان ينتقم من المصريين الذين أستردوا الممتلكات التى إغتصبها ابيه منهم فخاف المصريين وتزايدت أعمال هذا الوالى الرديه يوما بعد يوم وكانت يده الظالمه ثقيله على كل أهل مصر ولا سيما الأقباط فكسرت الصلبان وتوقف دق الأجراس الذى صوته يطرد جنود شيطان الكسل وينشط ألإنسان ليصلى الى إله

شارك