مع سعيه لتأسيس جيش خاص به.. أردوغان يستنسخ الحرس الثوري الإيراني في تركيا

السبت 21/يناير/2017 - 03:25 م
طباعة مع سعيه لتأسيس جيش
 
منذ تولّي حزب «العدالة والتنمية» مقاليد السلطة في تركيا وزعيمه رجب طيب أردوغان يعرف ــ مستنداً الى تجارب تاريخية  في الدولة التركية ــ أن حزباً إسلامياً لن تستتب له الأمور في دولة علمانية جيشها حاضر للخروج من الثكنات للقضاء على أي خطر يهدد مفاهيم العلمانية كلما استدعت الحاجة، لذلك اقتنع بأنه لا مناص من استحداث واقع يعتمد القوة يوازي قوة الجيش في الداخل... لترسيخ  سلطته وتأمين نفسه وحماية إمبراطوريته،  وجاء لانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016  ليبدا أردوغان تشكيل جيشه "الخاص" الموالي له ، ففي أكتوبر الماضي، أصدرت مديرية الشئون الدينية في تركيا تعميمًا بتشكيل "فروع للشباب" تُلحق بعشرات الآلاف من المساجد في مختلف أنحاء البلاد.

تجربة الخميني:

تجربة الخميني:
وتحدثت تقارير عديدة عن الميليشيا  الخاصة التي يسعي الي تشكيلها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عبر الشباب الاسلامي ، بتجنيد الشباب من المساجد اسبه بالحرس الثوري الايراني ن والذي اسسه قائد الثورة الاسلامية في ايران ايه الله الموسوي الخميني، واصبح اللاعب الأكبر في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية الايرانية، مع تراجع دور الجيش الايراني .
وفي تقرير للباحث التركي بوراق بكديل، نشره مركز "جيت ستون" الأمريكي للدراسات، اشار الي ان الرئيس التركي يسعي إلى بناء جيش خاص من أتباعه، سيكون بمثابة ميليشيا مسلحة بما قد يقود أردوغان إلى الهاوية والبلاد إلى الحرب.
هذه المليشيات ربطها "بوراك بكديل"،  بشركة “سادات” للخدمات الدفاعية، التي تقدم نفسها على أنها شركة استشارات دولية وخدمات التدريب العسكري في مجال الدفاع الدولي والأمن الداخلي.
ولفت " بكديل" إلى اتَّخاذ 'أردوغان' إجراءً آخر لتعزيز دفاعه عن نفسه ضد الأعداء، ففي أكتوبر، أصدرت مديرية الشئون الدينية في تركيا تعميمًا بتشكيل "فروع للشباب" تُلحق بعشرات الآلاف من المساجد في مختلف أنحاء البلاد. 
ويخشى المراقبون من أن تتحول فروع الشباب الملحقة بالمساجد إلى “ميليشيات مساجد” تابعة للرئيس أردوغان. ويشبّه بكديل هذه الفروع بمنظمة شباب “هتلر” التابعة للحزب النازي في ألمانيا، مشيرا إلى أن الخطة الاردوغانية تقضي في البداية إنشاء فروع الشباب في 1.500 مسجد، ولكن بموجب الخطة، سوف يضم 20.000 مسجد فروعا للشباب بحلول عام 2021، وصولا في نهاية المطاف إلى 45.000 مسجد.
ويخلص  الباحث التركي "بوراق بكديل" إلى ضرورة أن يتخلى أردوغان، الذي يقود ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلس، عن فكرة تأسيس جيش خاص قوامه شباب ورع من المسلمين السنة قبل أن يفوت الأوان، “فهو ليس بحاجة إلى بناء جيش من الشبان الأتقياء ليحافظ على أمنه الشخصي. إذ لن يؤدي إنشاء هذا الجيش سوى إلى وقوع العنف، وفي السيناريو الأسوأ، إلى حرب أهلية”.

شركة سادات

شركة سادات
تعلب شركة«سادات» (SADAT)  للاستشارات العسكرية والأمنية، دورا مهمها في اأسيس وتدريب وتسليح جيش أردوغان الموزاي.
ووفقا لتقرير "بوراق بكديل"  الذي نشره مركز “جيت ستو” الأميركي للدراسات ، ان شركة “سادات” للخدمات الدفاعية، تقدم نفسها على أنها شركة استشارات دولية وخدمات التدريب العسكري في مجال الدفاع الدولي والأمن الداخلي، ويمتلك هذه الشركة اللواء المتقاعد عدنان تانريفردي، الذي عينه أردوغان في 17 أغسطس الماضي، مستشارا رئيسا له. 
وفي تعقيبها على خبر التعيين، ذكرت صحيفة زمان التركية، أن شركة تانريفردي اشتهرت في أوساط الرأي العام بوصفها "الجيش الموازي للجيش الوطني".
وحسب موقع شركة «سادات» على الإنترنت، تقدّم الشركة نفسها على أنها تأسست بدعم 64 ضابطاً وضابط صف قاموا بالخدمة في القوات المسلحة التركية. ويقول رئيسها الجنرال المتقاعد عدنان تنريفيردي إنّه تأثر بتجربة الغرب في إنشاء شركات الاستشارات الدفاعية وأراد أن تكون شركته النموذج الاسلامي الذي سيقدم المساعدة لكل الدول الاسلامية، مبدياً انزعاجه من نزعة «الهوية الصليبية» في تجربة حرب البوسنة عام 1995 كما شاهدها خلال خدمته في الجيش التركي في البوسنة، حسب وصفه. الجنرال الاسلامي كان محور حديث الصحافة التركية المعارضة 2015 مع بروز اتهامات لأردوغان والمحيطين به بدعم تنظيم «داعش».
وكانت شركة «صادات» قد نشرت على موقعها على الانترنت إعلاناً باللغة العربية تطلب فيه توظيف العشرات من الميكانيكيين ممن يجيدون اللغة العربية، للعمل في صيانة عربات «هامفي» وسيارات رباعية الدفع، الأمر الذي دفع الصحافة التركية حينها إلى اتهام الشركة بصيانة عربات «داعش» في الرقة، إضافة الى اتهامها بتقديم خدمات تدريب لعناصر ليبيين يتبعون لقوات «فجر ليبيا».
وفي تغريدات نشرها أفاد فؤاد أفني، المعروف بلقب "سنودن تركيا" علي "توتير"، جاء أن شركة “سادات” أسسها الجنرال المتقاعد عدنان تانريفردي تحت ستار قانوني بأوامر من أردوغان في عام 2012،. وقال إنها تدرب شبابا من حزب العدالة والتنمية الحاكم والمنظمة العثمانية – وهي حركة مفتوحة لأنصار أردوغان – كمسلحين لشن هجمات دموية في تركيا وفي الخارج.
وغرد أفني أن “الأشخاص والمنظمات الذين يرفعون أصواتهم ضد أردوغان، سوف يكونون هدفا لهذه المنظمة السرية المسلحة”، معتبرا، بدوره، أن التنظيم المزعوم سوف يشكّل حجر أساس لحرب أهلية في تركيا.
وفيما بقيت أنشطة شركة سادات وحقيقة أنها تقوم بتدريب قوات شبه عسكرية رسمية أو غير رسمية للقتال في حروب أردوغان المتعددة داخل تركيا وخارجها، هناك إجراء آخر اتخذه أردوغان لتعزيز دفاعه عن نفسه “ضد الأعداء، الحقيقيين منهم والمتخيَّلين”، وفق تعبير بوراق بكديل. ويتمثل هذا الإجراء في قرار أصدرته مديرية الشؤون الدينية في تركيا يقضي بتشكيل “فروع للشباب” تُلحق بعشرات الآلاف من المساجد في مختلف أنحاء البلاد.

جمعية الغرف العثمانية

جمعية الغرف العثمانية
وذكر نائب معارض في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري فكري ساغلار، إن شباب حزب «العدالة والتنمية»، وما يُعرف بـ«جمعية الغرف العثمانية» المقرّبة من الحزب الحاكم يلتحقون بمخيمات سرية تنظمها شركة «سادات»، وهو ما يشكل نواة لتشكيل مليشيات خاصة بحزب اردوغان.
 النائب التركي ساغلار كان قد نبّه قبل الانقلاب الفاشل في 15 يوليو، إلى خطورة نشاط «سادات» في المستقبل، واعتبر نشاطاتها بمثابة ممهّدات لحرب أهلية محتملة، محذراً من عمليات اغتيال وتخريب وحتى هجمات على مقاه داخل البلاد وخارجها لتحقيق أهداف مشبوهة. 
كما كشف الصحفى التركى "جان آتاكلى"، فى مقال بصحيفة "سوزجو" التركية أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أسس مليشيا خاصة به، لعدم ثقته فى الجيش التركى، مؤكدا على أن الحزب الحاكم حزب "العدالة والتنمية"، هو من قام بتنظيم هذه الميليشيات بغية المحافظة على وجوده وخلق أزمات لتحقيق أهدافه من تحرك الجيش فى يوليو الماضى.
ووفقا لوكالة تسنيم الإيرانية أكد "جان آتاكلى" نقلا عن خبير أمنى تركى، أن الحزب الحاكم فى تركيا قام بتشكيل ميليشيا خاصة به، بسبب عدم ثقته بالجيش التركى.
وقال "جان آتاكلي" فى مقاله:" اتصلت  بأحد الخبراء الأمنيين لأسأله عن الهجوم المسلح على الملهى الليلى فى إسطنبول، حيث قام بالحديث عن الكثير من النقاط، التى يتوجب التوقف عندها، منوها إلى أن القضية الرئيسية أكبر من اعتداء إسطنبول الإرهابي.
وأضاف، فى ليلة تحرك الجيش يوليو الماضى، كانت تتواجد ثلاثة مجموعات من المواطنين الأتراك فى الساحات، وبعد أن استقرت دبابات الجيش فوق جسر البوسفور، وصل فريق من الشباب إلى هناك بسرعة، حيث كان هؤلاء الشباب يرتدون نفس اللباس، ويعرفون بعضهم البعض، كما أن الشرطة التركية كانت تعرفهم أيضا، كان غالبيتهم من العناصر الأمنية للشركات التركية المقربة من الحزب الحاكم.
ولفت الصحفى التركى فى مقاله إلى أن الخبير الأمنى أكد له أن المجموعة الثانية كانت تتألف من مؤيدى حزب العدالة والتنمية تم تنظيمهم في اللجان في المحافظات والمناطق، حيث وصلت هذه المجموعة إلى الساحات، بعد أن وجه إليها الحزب الحاكم رسائل عن طريق الموبايل.
وبيّن أن الخبير الأمني أشار له إلى أن المجموعة الثالثة تتألف من الأشخاص، الذين بمجرد أن شعروا بفشل الانقلاب نزلوا إلى الشوراع لدعم الحكومة التركية، حيث كانت هذه المجموعة تضم مناصرى أحزاب العدالة والتنمية والشعب الجمهورى والحركة الوطنية واليسار واليمين.
وأكد أن الحزب الحاكم كان فى هذا الانقلاب يدافع عن نفسه ويختبر قوته فى الوقت ذاته كما أنه اختبر ميليشيا الشباب، التى كان قد نظمها، حيث شاهدنا بعد يوم من الانقلاب تواجد مجموعات فى جميع الأماكن ويقومون بالإعتداء على أى احتجاج شعبى، وعلى الشخصيات المعارضة للحزب الحاكم، كما أنهم شكلوا مجموعات لمعاقبة معارضى الحكومة.

لماذا جيش اردوغان الخاص؟

 لماذا جيش اردوغان
يري محللون ومراقبون ان سعي اردوغان الي تشكيل "جيش خاص به الي مواجهة أي عمليات غدر من قبل الجيش التركي وتنفيذ عمليات في الداخل التركي ضد خصومه وفي الخارج وفقا لمصالح حزب العدالة والتنمية المرتبط بشبكة علاقات قوية بالجماعات الاسلامية علي اختلاف توجهاتها.
وعقب الانقلاب الفاسل في 15 يوليو، تتضاعف حالة القلق والخوف عند الرئيس أردوغان،وهو ما سرع عملية تشكيل "جيشه الخاصة" في مواجهة اي تغيرات سياسية او نقلابات عسكرية ضده حكم حزب الاسلاميين في تركيا، وعدم تكرار تجربة حزب الفضيلة الذي كان يرأسه نجم الدين أربكان (أستاذ أردوغان).
وإذا ما عدنا الى ليلة الانقلاب، شاهد بعضنا لقطات بثتها القنوات التركية مباشرة على الهواء ظهرت فيها مجموعات من الشبان بلباس مدني للحظات، يحملون بنادق أوتوماتيكية في شوارع إسطنبول، وقد سجّل تبادل إطلاق نار بين هذه المجموعات وقوات المنقلبين، ولا يستبعد مصدر معارض أن يكون هؤلاء من الجنود الذين درّبتهم «صادات»، ومنهم من لبس سترات مكتوب عليها «شرطة» للتمويه وتحقيق الأهداف تحت عباءة القانون. كذلك يقول الصحافي والمحلل التركي المقيم في واشنطن إلهان تنير، إنّ أردوغان اعتقل منذ الجمعة الماضي 103 ضباط برتبة جنرال وأدميرال من أصل 358 جنرالاً يخدمون في كل تركيا، أي ما نسبته 30% من جنرالات القوات المسلحة أطاحهم أردوغان بعد 72 ساعة على الانقلاب الفاشل، مع الإشارة إلى أن كل جنرال من هؤلاء يتم توقيف الضباط ــ الأقل منه رتبة ــ من العاملين في فريقه. وهنا يلمح تنير إلى أنّه لا يستبعد أن يقوم أردوغان بتعيين ضباطه ورجاله الذين تدربوا في جيشه الموازي في مراكز المقالين، في ظل الحديث عن وصول موجة الإطاحة إلى كل من يعارضه في قطاعات التعليم والاعلام والصحافة، تماماً كما تمت إقالة ما يقارب 3000 قاضٍ من سلك القضاء بعد ساعات على انتهاء الانقلاب
ويضيف الباحث التركي بوراق بكديل، أن أردوغان يخشى أن يلاقي مصير زعماء أتراك إسلاميين سبقوه، على غرار أستاذه نجم الدين أربكان، الذي انقلب ضدّه الجيش وأدخله السجن، لكنّ الطريقة التي يعتقد أردوغان أنَّها الأفضل للتصدي لأي محاولة مقبلة ضد نظام حكمه – وحياته – تعرِّض تركيا لخطر الحرب الأهلية.
ومردّ هذا الخطر، وفق الباحث التركي، ليس جنون الارتياب الذي يعاني منه أردوغان، بل جهوده الرامية إلى بناء جيش خاص من أتباعه، سيكون بمثابة ميليشيا مسلحة بما قد يقود أردوغان إلى الهاوية والبلاد إلى الحرب.
ختما أن سعي الرئيس التركي رجب طيب اردوغانواعضاء حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في تركيا، الي تشكيل جيش خاصه به اشبه بالحرس الثوري الايراني، يشير الي أن أردوغان وححكمه سيظل احد ادوات راعاة التكرف والتشدد في المنطقة العربية والعالم في ظل علاقات "تركيا – اردوغان" بالجماعات المتطرفة في عددا من مناطق النزاع بالمتنطقة العربية والعالم.

شارك