بعد تبنيها اجتماع دول الجوار.. هل تنجح القاهرة في حل الأزمة الليبية؟

السبت 21/يناير/2017 - 03:43 م
طباعة بعد تبنيها اجتماع
 
مع مساعي الدول العربية، لحل الأزمة الليبية، وإيجاد حل يدفع البلاد إلي الاستقرار، تواصل مصر جهودها للم شمل الأطراف المتنازعة في ليبيا، حيث استضافت القاهرة  اليوم السبت 21 يناير 2017 الاجتماع العاشر لوزراء خارجية مجموعة دول جوار ليبيا، برئاسة وزير الخارجية سامح شكري.

بعد تبنيها اجتماع
يشار إلى أن مجموعة دول جوار ليبيا تضم كلاً من مصر وليبيا والجزائر وتونس والسودان وتشاد والنيجر.
وقد سبق الاجتماع محادثات مع القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، بعد محادثات مع المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، قبل أن يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي. 
كما سبق الاجتماع لقاءات منفردة، جمعت بين شكري ونظيره المفوض في حكومة الوفاق محمد سيالة، وبين كوبلر ووزير الخارجية التونسي خميس الجهناوي الذي رفض في كلمته أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، معتبراً أن الحل السياسي التوافقي وحده القادر على إعادة الاستقرار إلى البلاد.
وبحث أمس الجمعة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي وأعضاء اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، مع حفتر في تطورات الأزمة الليبية وما أفرزته لقاءات القاهرة مع القوى الليبية المختلفة، ضمن الجهود المبذولة لجمع الأشقاء الليبيين وتحقيق الوفاق بين الأطراف الليبية كافة، فيما أكد حفتر أهمية الدور المصري في دعم جهود الوفاق الليبي انطلاقاً من العلاقات الوثيقة بين الشعبين الشقيقين الليبي والمصري.
وأبدى استعداده للمشاركة في أي لقاءات وطنية برعاية مصرية يمكن أن تسهم في الوصول إلى حلول توافقية للخروج من الأزمة الراهنة في ليبيا.
وناقش الاجتماع  أبرز مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية وأبرز معيقات العملية السياسية.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري، خلال كلمته دعم وحدة الأراضي الليبية والمؤسسات الشرعية والتمسك بالحل السياسي للأزمة، فيما أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر عن تفاؤله حيال الجهود المبذولة، قائلاً: هناك إجماعاً ومحاولات كبيرة لإيجاد حلول للأزمة.
ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عن ضرورة الحوار بين الفرقاء الليبيين لحل الأزمة، مشددا على ضرورة تشكيل جيش موحد يعزز قدرات ليبيا في مواجهة الإرهاب.
وبدوره رفض وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا قائلا إن الحل السياسي التوافقي وحده القادر على إعادة الاستقرار إلى البلاد.
شارك في الاجتماع كل من: عبد القادر مساهل، وزير الشئون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، خميس الجهيناوي، وزير الشئون الخارجية بالجمهورية التونسية، محمد الطاهر سيالة، وزير الخارجية المفوض بدولة ليبيا، سالاماتو لاميدو حسيني، الوزيرة المفوضة بشئون التكامل الأفريقي والنيجريين في الخارج بجمهورية النيجر، حسن آدم، سفير جمهورية تشاد بالقاهرة، وعبد المحمود عبد الحليم، سفير جمهورية السودان بالقاهرة.

بعد تبنيها اجتماع
كما حضر الإجتماع كل من، أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، و الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكويتي ممثل الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا.
ووفق بيان لوزارة الخارجية المصرية، استعرض الوزراء آخر تطورات الوضع في ليبيا، وشددوا على  أنه لا بديل عن التمسك بالاتفاق السياسي الليبي الموقع في 17 ديسمبر 2015 في مدينة الصخيرات كإطار وحيد للخروج من الأزمة الراهنة التي تعاني منها ليبيا، وذلك وفقاً للمبادئ الرئيسية التي تم التوافق عليها في الاجتماعات الوزارية التي انعقدت في كل من القاهرة، وانجامينا، والخرطوم، والجزائر، وتونس، ونيامي، مؤكدين على المبادئ التالية:
1- الحفاظ على امن واستقرار ووحدة ليبيا وسيادتها على أراضيها ولحمة شعبها.
2- رفض أي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية الليبية. 
3- الحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية الشرعية ووحدتها واحترام سيادة القانون، وضمان الفصل بين السلطات وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية.
4- الحفاظ على وحدة الجيش الليبي إلى جانب وجود شرطة وطنية لحماية البلاد، وفقاً لبنود الاتفاق السياسي الليبي، لأداء مهامها في الحفاظ على أمن واستقرار الدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية.
5- ترسيخ مبدأ التوافق دون تهميش أو إقصاء، والالتزام بالحوار الشامل بين جميع الأطراف الليبية ونبذ العنف وإعلاء المصالحة الوطنية الشاملة.
6- المحافظة على مدنية الدولة والمسار الديموقراطي والتداول السلمي للسلطة في ليبيا.
وجدد الوزراء دعمهم للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، المنبثق عن الاتفاق السياسي الليبي، الذي يؤسس لحل سياسي نهائي للأزمة، ودعا الوزراء المجلس الرئاسي إلى تكوين حكومة وفاق وطني تمثل كل القوى السياسية الليبية، وحثوا مجلس النواب الليبي على الاجتماع لمناقشتها ومنحها الثقة وفقاً لبنود الاتفاق السياسي الليبي، لمباشرة مهامها.
وأكدوا عزمهم على مواصلة الجهود للإسهام في تشجيع العملية السياسية في ليبيا وإنجاحها وإيجاد الظروف الملائمة لإرساء الاستقرار واستعادة الأمن في كافة انحاء البلاد، وذلك بالتعاون مع الجهود المقدرة التي يبذلها مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، وكذلك كل من الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكويتي ممثل الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، والسفير صلاح الدين الجمالي مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا.
ورفض الوزراء أي  حل عسكري للأزمة الليبية لما له من تداعيات سلبية على أمن واستقرار ليبيا بشكل خاص، ودول الجوار الليبي بشكل عام، وأكدوا على أن الحوار السياسي الشامل بين الأطراف الليبية هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة.
فيما أكدوا رفضهم لأي تدخل عسكري أجنبي، وأكدوا أن مكافحة الجماعات الإرهابية في ليبيا يجب أن يكون في إطار الشرعية الدولية، وأن العمليات بهذا الخصوص يجب أن تكون بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وفقاً للشرعية الدولية وأحكام القرار رقم 2259 المعتمد من مجلس الأمن بتاريخ 23 ديسمبر 2015 وميثاق الأمم المتحدة.

بعد تبنيها اجتماع
بحث الوزراء الوضع بالغ الخطورة الذي يعيشه الشعب الليبي جراء الأزمات السياسية والأمنية وتداعياتها المتعددة، وفي هذا الصدد أعربوا عن القلق من استمرار تواجد التنظيمات الارهابية في بعض المناطق الليبية، لما يمثله ذلك من خطر حقيقي على الشعب الليبي ومستقبل عمليته السياسية.
وشدد الوزراء على أهمية تعزيز التعاون والتشاور فيما بين دول الجوار على صعيد أمن الحدود ومكافحة الإرهاب بمختلف صوره والجريمة المنظمة وكل أشكال التهريب العابر للحدود، وعلى مواصلة الجهود لعقد اجتماع للخبراء ليعرض إقتراحات في هذا الصدد على الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول جوار ليبيا. 
 أشادوا بالنجاحات التي تحققت في مواجهة الإرهاب في مختلف المناطق الليبية وخاصة في مدينتي بنغازي وسرت، وأشاروا إلى أهمية ملاحقة العناصر الإرهابية التي تخرج من المدينتين حتى لا تعيد تمركزها في مناطق أخرى في ليبيا وفي دول الجوار. 
أكد الوزراء على الدور المحوري والأساسي لآلية دول جوار ليبيا باعتبارها المعنية بالدرجة الأولى بحالة عدم الاستقرار في ليبيا والأكثر تضرراً من جراء الأزمة. وعلى ضوء ذلك، دعوا الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي ترغب في المساهمة في الخروج من الأزمة أن تأخذ في الاعتبار مقاربة آلية دول الجوار وموقف المجموعة ورؤيتها للوضع الراهن في ليبيا عند التطرق لأي جهد يهدف للمساهمة في حل الأزمة، وأن يكون ذلك في إطار المسار السياسي الأممي.
وثمن الوزراء المجهودات المبذولة من قبل دول جوار ليبيا والاجتماعات والمشاورات التي تمت مؤخراً في القاهرة والجزائر وتونس ومساعيهم الرامية إلى معالجة الأزمة التي تعاني منها ليبيا وتطويق تداعياتها، فضلاً عن التباحث وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية من أجل الوصول إلى التسوية السياسية في إطار المسار السياسي الأممي، وإشراك جميع الأطراف الليبية الرئيسية في إطار حوار ليبي/ليبي شامل، وشجعوا دول الجوار على مزيد من التنسيق حول هذه المساعي.
فيما أعربوا عن انشغالهم بالوضع الإنساني المتردي الذي تعاني منه ليبيا، والظروف المعيشية الصعبة للمواطنيين الليبيين. وفي هذا الصدد، أشادوا بدور المؤسسات الشرعية المركزية والمحلية في مختلف مناطق ليبيا لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. 
وأكدوا على أهمية قيام المجتمع الدولي بالتنسيق مع السلطات الشرعية الليبية لتنفيذ خطة للاستجابة للإحتياجات الإنسانية في ليبيا خلال عام 2017، حيث يعاني الشعب الليبي من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات والمنشآت الصحية في مختلف أنحاء ليبيا.
دعا الوزراء إلى إلغاء التجميد على الأموال الليبية المجمدة في البنوك الأجنبية، لتخصص هذه الموارد التي هي ملك للشعب الليبي لمواجهة احتياجاته الوطنية، في الوقت الذي يراه المجلس الرئاسي مناسباً، مطالبين من الرئاسة المصرية للاجتماع نقل هذا البيان إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي.
اتفق الوزراء على عقد الاجتماع الوزاري الحادي عشر لوزراء خارجية دول جوار ليبيا في الجزائر على أن يتم تحديد الموعد لاحقاً عبر التشاور المسبق، كما اتفق الوزراء على إبقاء آلية دول الجوار في حالة انعقاد مستمر لمتابعة التطورات في ليبيا.
وتشهد ليبيا صراعات ونزاعات منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في 2011، أدت إلي انقسام البلاد ودخولها في حالة فوضي عارمة، دفعت الجماعات الإرهابية إلي استغلال الفوضي والتنامي في المناطق الليبية، فضلا عن نزاعات الأطراف الليبية وانبثاق حكومات متعددة للوصول لحكم ليبيا، وفشلت جميع مساعي الدول في جمع الأطراف علي طاولة واحدة، ولازالت الأزمة تتفاقم في ظل اتساع الفجوة بين القيادات الليبية وبالأخص حكومة الشرق بقيادة عبدالثني والتي يواليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والحكومة الأخري في طرابلس بقيادة فايز السراج والتي تحظي بدعم دولي وأممي كبيران.

شارك