انتصارات واسعة للجيش اليمني.. وغموض في مسار المفاوضات

السبت 21/يناير/2017 - 05:29 م
طباعة انتصارات واسعة للجيش
 
تزداد شراسة المواجهات الميدانية والمعارك، وتتصاعد حدة وتيرتها في مختلف الجبهات اليمنية، بين قوات الجيش الوطني وبإسناد من مقاتلات قوات التحالف العربي من جهة، ومليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، في وقت يواصل المبعوث الأممي الي اليمن جهوده لإستئناف المفاوضات.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت طائرات التحالف العربي والبوارج الحربية الليلة الماضية غارات على مواقع وثكنات الميليشيات في مناطق عدة على امتداد الساحل الغربي لليمن، بين ميناء المخا وميناء الحديدة.
وأكد شهود عيان أن القصف استهدف مواقع وتحصينات الانقلابيين، تزامناً مع تقدم قوات الجيش نحو الأطراف الجنوبية لميناء المخا.
فالجيش الوطني مسنوداً بقوات التحالف يواصل تمشيط المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة المخا التابعة لمحافظة تعز، بالتزامن مع استعدادات مكثفة للجيش الوطني لاقتحام المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، ربما خلال الساعات القليلة القادمة، بحسب مصادر عسكرية.
صحيح أن عناصر الميليشيات يتخندقون في المزارع المحيطة بالمدينة، لكن الجيش الوطني مسنوداً بطائرات الأباتشي التابعة للتحالف العربي، قام بعملية تمشيط واسعة للمناطق الجنوبية الشرقية لمدينة المخا، وتقدم إلى منطقة واحجة بعد نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات.. كل هذا تمهيداً للهجوم.
سيطرة الجيش على مدينة المخا تبدو مهمة، فبعد سيطرته على ذباب، وقطع طريق مهم لتهريب الأسلحة للميليشيات، تسعى قوات الجيش الآن إلى غلق منفذ آخر لتهريب السلاح عبر البحر الأحمر وهو ميناء المخا.
يأتي هذا في وقت تتواصل المواجهات في جبهتي الوازعية ومقبنة في الهضبة الشرقية بمحاذاة الشريط الساحلي.
أما في الحديدة، فقد شنت طائرات التحالف غارات على غرفة عمليات عسكرية في مديرية الحجيلة الساحلية، وقتلت عدداً من عناصر الميليشيات.
كما أحكم الجيش اليمني والمقاومة سيطرتهما الكاملة على جبال النشمة المطِلّة على مديرية أرحب شرق صنعاء، فيما سقطت قيادات حوثية خلال اليومين الماضيين، بينهم صهر عبد الملك الحوثي المدعو يحيى المداني، وهو أحد القيادات الميدانية للميليشيات، المقرب من عبد الملك الحوثي زعيم التمرد، ويخضع مباشرة لأوامر عبدالخالق الحوثي شقيق زعيم التمرد المسؤول العسكري للعاصمة صنعاء، كما كانت الميليشيات تعتمد عليه في المهمات النوعية.وقال القيادي في المقاومة مبخوت العرشاني، إن "الجيش الوطني يتقدم في محيط العاصمة صنعاء، ولا يزال يخوض معارك في الخطوط الرئيسية بعد قطع الإمدادات عن الانقلابيين في نهم"، موضحاً أن "هناك الكثير من القيادات الحوثية وأتباع المخلوع سقطوا في معارك الساعات الماضية، بينهم قائد الكتيبة الثالثة في اللواء العاشر عمليات، وبينهم العقيد، ركن حمود عزمان"، وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية.
كما استعاد الجيش السيطرة على عدد من المباني التي كان يتمركز فيها قناصون تابعون للميليشيات في تعز بعد مواجهات عنيفة معهم.
كما شنت مدفعية القوات المسلحة اليمنية في مديرية نهم شرق صنعاء – فجر اليوم السبت – قصفاً على مواقع للحوثيين وقوات صالح في محيط مطار صنعاء الدولي .
وقال مركز إعلام القوات المسلحة إن مدفعية الجيش المتمركزة في نهم دكت معسكر الصمع ومواقع حول مطار صنعاء الدولي تابعة لمليشيات الحوثي وصالح
أما في صعدة شمال اليمن، فقد أفادت مصادر عسكرية بمقتل قيادي في حرس المخلوع يدعى علي محمد علي غشام مع عدد من مرافقيه بغارة لمقاتلات التحالف في منطقة قبالة نجران السعودية.
وفي محافظة البيضاء شرق اليمن، تفيد المعلومات بأن المقاومة الشعبية تقوم بمحاولات، مساء اليوم، للتقدم صوب مناطق أخرى يسيطر عليها الحوثيون لانتزاعها منهم في مديرية الزاهر، وذلك بعد تمكنهم أمس الخميس من السيطرة على موقع حيد الملح في المديرية نفسها.
وقالت مصادر محلية لـ”إرم نيوز” إن تحرير قوات الشرعية لموقع حيد الملح “جاء بعد معارك عنيفة ومواجهات شرسة، سقط على وقعها العديد من القتلى والجرحى من الطرفين”.
وأطلقت مليشيات الحوثي اليوم، صاروخًا باليستيًا سقط في إحدى مناطق محافظة الجوف شمال شرق اليمن، وبحسب مصادر محلية فإن الصاروخ “سقط في منطقة خالية في مدينة الجوف”
وقالت المصادر “إن الصاروخ كان يستهدف مواقع تتبع قوات الشرعية في جبهة المتون، إلا أنه سقط في منطقة خالية”، نافين أن يكون قد تسبب في إحداث أي أضرار أو أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وعلي صعيد اخر أصدر الرئيس اليمين عبدربه منصور هادي اليوم السبت، قراراً جمهورياً قضى بتعيين أحمد جبران قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة، خلفاً للواء عادل القميري.
وحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فإن قرار رئيس الجمهورية رقم (9) لسنة 2017، قضت المادة الأولى منه بتعيين العميد الركن أحمد حسان جبران قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة وقائداً للواء 13 مشاه. كما قضى القرار بترقية حسان إلى لواء.
كما صدر «قرار رئيس الجمهورية رقم (10) لسنة 2017 م قضت المادة الأولى منه بتعيين العميد الركن محمود سعيد صايل صلاح قائداً للواء الثالث حزم».

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، عاد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى الرياض مجدداً إثر تعثر زيارة كان من المقرر أن يجريها في صنعاء مع قيادات بميليشيات الحوثي وحزب المخلوع صالح.
وطالب الانقلابيون ولد الشيخ أحمد برفع الحظر عن مطار صنعاء قبل الخوض في أي نقاشات سياسية، ما أدى إلى تأجيل الزيارة حتى اليومين القادمين.
من جانبها، ذكرت مصادر مقربة من أروقة المشاورات لوكالة الأناضول أن رفع المتمردين لسقف مطالبهم جاء بعد معرفتهم بتنازل المبعوث الأممي عن بعض مضامين خارطة الطريق للحكومة الشرعية، خصوصاً فيما يتعلق بنقل بعض صلاحيات الرئيس اليمني إلى نائبه التوافقي، فيما يصر الحوثيون على نقل الصلاحيات كافة.
وفي العاصمة الأردنية عمان، عقد فريق الإصلاح الاقتصادي اليمني اجتماعاً، الخميس، لبحث خطة وطنية لتعزيز الإغاثة الإنسانية وإعادة إعمار اليمن.
المشاركون وهم رجال أعمال يمنيون، شددوا على أن القطاع الخاص اليمني سيكون شريكاً أساسياً في عملية الإنعاش الاقتصادي وإعادة إعمار البلاد.
كما تم خلال الاجتماع البحث في آليات توفير السلع والخدمات والبنية التحتية في اليمن.
وأشار حسن الكبوس، رئيس الغرفة التجارية والصناعية في اليمن، إلى أن اجتماع عمان تطرق لحل المشكلات التي يعانيها المواطن اليمني من تدفق السلع وفتح الموانئ وغيرها.
وقال علي الحبشي، عضو فريق الإصلاحات الاقتصادية اليمني، إن القطاع الخاص ساهم في تقديم الإغاثة الإنسانية وتقديم الخدمات التي يحتاجها المواطن.

المشهد اليمني:

جهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في ظل غموض من حول موقف الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لانهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات  العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.

شارك