اتصالات "الجولاني" و"درودكال".. تكشف صراع النفوذ بين القاعدة وداعش في المغرب الاسلامي

الأحد 22/يناير/2017 - 12:20 م
طباعة اتصالات الجولاني
 
أبدت عددا من وسائل الاعلام المغربية، مخاوفها من انتقال المقاتلين في سوريا الي بلاد المغرب العربي، وسط صراع نفوذ بين تنظيم "داعش" والقاعدة في المغرب الاسلامين وهو ما كشفها اتصالات بين امير جبهة النصرة محمد الجولاني، وزعيم القاعدة في المغرب الاسلامي عبد المالك درودكال، يهدد بتصاعد نفوذ المتطرفيين في شمال افريقيا والصحراء وسط  عدم استقرار امني في مالي وليبيا وتونس، وجنوب الجزائر.

اتصالات "الجولاني" و"درودكال"

اتصالات الجولاني
وقد كشفت تقارير إعلامية جزائرية عن وجود، اتصالات قوية بين تنظيم فتح الشام " جبهة النصرة سابقا" في سوريا، وفتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وحسب " الجزائرية للإخبار"، اجريت مجلة  الرسالة  التي  تصدرها جبهة النصرة في  سوريا، حوارا مع قيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يدعى هشام أبو أكرم، يوضح  العلاقة القوية التي تربط جبهة النصرة بقيادة محمد الجولاني، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب بقيادة عبد المالك درودكال.  
وذكر مصدر أمني جزائري، لـ" الجزائرية للإخبار"، ان الأجهزة  الأمنية  الجزائرية  تراقب منذ فترة طويلة  اتصالات سرية بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة  في بلاد المغرب لإفشال اي مخطط يستهدف الجزائر.
واوضح المصدر الأمني الجزائري، أن  الاتصالات بين جبهة النصرة وقاعدة المغرب الاسلامي بدأت  في وقت مبكر، مباشرة بعد اندلاع الثورة في سوريا في 2011.
ولفت المصدر الجزائرين أن حدة التنسيق  بين القاعدة  في بلاد المغرب وجبهة النصرة ارتفعت  مع انشقاق القيادي بتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي عبد المالك قوري  وانشاء   تنظيم   جند الخلافة  الذي بايع زعيم "داعش"  ابو بكر البغدادي.
ولفت المصدر الجزائري، الي أن اصدارات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، كشفت عن  تنسيق على اعلى مستوى بين  فروع تنظيم القاعدة الدولي في اليمن وفي  سوريا  وفي مال افريقيا  في مواجهة تمدد تنظيم "داعش".

عودة المقاتلين:

عودة المقاتلين:
التقارير الجزائرية اشارت الي تحذيرات الاجهزة الأمنية والمخابرات الجزائرية، من عودة مقاتلين  جزائريين و مغاربيين  من سوريا إلى الجزائر ودول  شمال افريقيا، بيما يهدد بارتفاع وتيرة العمليات الارهابية  بالبلاد وشمال أفريقيا.
و كشفت دراسة اسبانية أنجزها خبراء وباحثون أمنيون أن منطقة المغرب العربي
تحولت إلى قاعدة لتصدير المسلحين من المجموعات الارهابية نحو سوريا والعراق، محذرين من أن عودة هؤلاء المسلحين إلى شمال افريقيا ليصبحوا خطرا على اسبانيا والاتحاد الأوروبي. 
وأظهرت دراسات الخبراء بجامعة «أونيد» الدولية في اسبانيا أن هناك 12 ألف ارهابي في صفوف تنظيم "داعش" العراق والشام بينهم ثلاثة آلاف انتقلوا إلى ساحة القتال من أوروبا مما يثير المخاوف من عودة هؤلاء إلى البلدان الأوروبية التي كانوا يعيشون فيها بعد أن تدربوا وتمرسوا على العمليات الإرهابية كما يثير ذلك مخاوف من تنفيذ عمليات ارهابية ببلدان المنشأ بمهاجمة أهداف مباشرة في بلدان شمال افريقيا وأوروبا.
 الخبراء ذاتهم لم يخفوا أن الدراسات الأمنية بينت التحاق 15 ألف أجنبي ببؤر القتال في سوريا والعراق منذ سنة 2011 من بينهم 1200 قدموا من المغرب وحوالي ألف من الجزائر و2400 من تونس في المقابل أدى عدم الاستقرار الذي تعرفه ليبيا إلى بقاء المقاتلين المنتميبن لجماعات ارهابية بليبيا للقتال..
من جهتهم اعتبر الخبراء الجزائريون أن عدد الجزائرين المقاتلين في تنظيم «داعش» قليل مقارنة بالتونسيين والمغاربة الذين يمثلون تهديدا حقيقيا لمنطقة الساحل بعد عودتهم إلى المغرب العربي والالتحاق بصفوف القاعدة في
المغرب الاسلامي.. وأبرز ذات الخبراء أن المنطقة مقبلة على تحديات كبيرة
بعد عودة هؤلاء المقاتلين خاصة في ظل عدم استقرار الوضع بليبيا مع الانتشار
الواسع للأسلحة المهربة في كامل المنطقة.
وفي المقابل، كشف تقرير فريق خبراء الأمم المتّحدة حول استخدام المرتزقة، المنشور في يوليو من عام 2015، عن وجود أكثر من 5000 تونسيّ في بؤر التوتّر المختلفة، بينهم أربعة آلاف مقاتل في سوريا، وما بين ألف وألف وخمسمائة في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن.
كما وحذّر تقرير أمميّ نشر في مايو من عام 2016 من أنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، وبعد هزائمه الميدانيّة، أصبح يشجّع أعضاءه من الأجانب على العودة إلى بلدانهم وتنفيذ هجمات إرهابيّة فيها. وكانت وزارة الداخليّة التونسيّة قد أعلنت في مطلع عام 2016 عن عودة 600 شاب كانوا يقاتلون في بؤر التوتّر العربيّة المختلفة. كما أعلنت الوزارة في نوفمبر من عام 2015 عن وضع 92 عائداً تحت الإقامة الجبريّة. وكان وزير العدل التونسيّ غازي الجريبي قد كشف خلال جلسة للبرلمان في 2 يناير2016عن "وجود 160 عنصراً من العائدين من بؤر التوتّر والنزاع بين محكومين وموقوفين يقبعون حاليّاً في السجون التونسيّة، وذلك من جملة 1647 موقوفاً ومسجوناً تتعلّق بهم تهم إرهابيّة".

القاعدة مظلة فلول "داعش"

القاعدة مظلة فلول
ويري مراقبون أنه في ظل حملة التحالف الدولي  على تنظيم "داعش"، فانه في حالة هزيمته بالعراق وسوريا، فان آلاف المقاتلين الساعين "للجهاد" مع المقاتلين في سوريا والعراق، سوف يسعون للانضمام إلى تنظيم القاعدة وفرعه في المغرب الإسلامي، ما سيضع القاعدة في منزلة المظلة الرئيسية التي تعمل من خلالها المجموعات الجهادية في منطقة الساحل وشمال أفريقيا. 
واوضح المراقبون ان تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي،أقوي حضورا واكثر تنظيما من فروع "داعش" في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يشير الي أن القاعدة أكثر حظا في صراع النفوذ علي منطقة تمثل تواجدا تاريخيا لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.

شارك