مباحثات أستانا..وسيناريوهات عديدة حول التسوية السياسية للأزمة السورية

الأحد 22/يناير/2017 - 06:52 م
طباعة مباحثات أستانا..وسيناريوهات
 
استعدت الأطراف المعنية لمباحثات التسوية السياسة للأزمة السورية والمقرر أن تبدأ غدا فى أستانا بكازاخستان، بحضور ممثلى المعارضة السورية والحكومة السورية إلى جانب عدد من القوى الرئيسية الفاعلة فى الأزمة السورية وخاصة روسيا وايران وتركيا، إلى جانب ممثلى الدولة المضيفة.
يأتى  ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الخارجية الكازاخستانية أن مباحثات التسوية السورية في أستانا ستجري على مدى يومين خلف أبواب مغلقة، موضحة أن المباحثات ستبدأ غدا الاثنين عند على أن تنتهي الثلاثاء، وكشفت وكالة إنترفاكس الروسية خطة سير المفاوضات وخطوات المباحثات السورية -السورية في العاصمة الكازاخية، فإن اللقاءات ستبدأ بمأدبة غداء على شرف المدعوين تتبعها، الجلسة الأولى للمباحثات حيث يفتتحها رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزرباييف بكلمة ترحيب، تتبعها كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ثم تبدأ المباحثات السورية السورية بين وفدي المعارضة والحكومة، وسيقوم بدور الوسيط بينهما ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة، أما في فترة ما بعد الظهر، فستتواصل المشاورات بشكل ثنائي، وفي الجلسة العامة الثانية من المباحثات سيتم تلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المباحثات.
في اليوم الثاني من المحادثات الثلاثاء 24 يناير من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، على أن يتم استكمال الجولة الأولى من الاجتماعات، لاستخلاص النتائج ومناقشتها واعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الوفود.

مباحثات أستانا..وسيناريوهات
وكشفت تقارير اعلامية أن روسيا وتركيا وإيران تعد وثيقة للتسوية السورية لتقديمها لاحقا لوفدي الحكومة السورية والمعارضة من أجل توقيعها في أستانا، حيث أعلن عضو الوفد الروسي المستشار- الموفد لسفارة روسيا بكازاخستان الكسندر موسينينكو أن وفود روسيا وتركيا وإيران تعمل لوضع الوثيقة الختامية للقاء بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية، وأشار الكسندر موسينينكو إلى أن المشاورات بين الدول الثلاث تجري بصعوبة ولكن موسكو متفائلة.
قال " تجري المفاوضات بصعوبة وبتعثر، ولكن يجب منح المتفاوضين الوقت اللازم لكي ينفذوا المهمة المعقدة فعلا". ونصح الدبلوماسي الروسي الصحفيين بالتحلي بالصبر، وشدد على أن الوفد الروسي متفائل ويسوده المزاج الحازم.
ومن بين المشاركين رئيس إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، والموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا الكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، ونائب وزير الخارجية التركي سيداد أونال.
من جانبه أكد رئيس وفد الحكومة السورية إلى أستانا بشار الجعفري أن هدف الاجتماع هناك هو تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار وفصل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، عن الجماعات التي قبلت الاتفاق، وقال "كل اجتماع يخدم المصلحة الوطنية مهم للحكومة السورية"، مضيفا أن لكل محطة خصوصيتها وأجندتها الخاصة وأن "البناء على كل اجتماع هو الذي يوصلنا في نهاية المطاف إلى بر الأمان".
أشار إلى أنه: "من السابق لأوانه تحديد سقف التوقعات ولدينا توجهات بأن نشارك في الاجتماع مشاركة إيجابية وأن نستمع وننقل وجهة نظرنا الشعبية والرسمية إلى المشاركين الآخرين".

مباحثات أستانا..وسيناريوهات
وحول مشاركة الولايات المتحدة في الاجتماع ممثلة بسفيرها في كازاخستان قال الجعفري "بالنسبة لنا في سوريا هذا الحوار سوري سوري بامتياز سواء كان في أستانا أو في جنيف أو في موسكو أو في أي مكان آخر، ونحن لا نشارك أساسا في توجيه الدعوات لأحد من الأطراف بل تشارك في ذلك الأطراف الضامنة التي برمجت الاجتماع، ونحن نأمل أن يكون التحرك الأمريكي أكثر إيجابية وأكثر انخراطا في دفع الأمور باتجاه الحل السياسي".
وفيما يتعلق بالدور التركي في الاجتماع قال الجعفري إن تركيا لا تشارك هناك، مؤكدا أن "تركيا دولة تنتهك السيادة السورية وتساعد المجموعات الإرهابية وتعرقل الحل السلمي وبالنسبة لنا لا حوار سوريا - تركيا على المستوى الحكومي".
ويضم وفد الجمهورية السورية إضافة إلى رئيسه بشار الجعفري كلا من أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية ورياض حداد السفير السوري في موسكو وآخرين.
بينما اتهم محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا، دمشق وطهران بمحاولة عرقلة انتقال روسيا إلى "دور حيادي".، وقال علوش إن "روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي، وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام الذي يريد إفشالها ودولة إيران تريد أن تحاربها بأدواتها الطائفية".
أشار علوش إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران وسوريا لوقف ما وصفه "بالانتهاكات واسعة النطاق" لوقف إطلاق النار، سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سوريا، حسب تعبير.
وأضاف "لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختبارا حقيقيا لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران، كضامنة للاتفاق".

مباحثات أستانا..وسيناريوهات
وقال مراقبون أن ممثلي المعارضة السورية ناقشوا خلال الأسبوعيين الأخيرين في أنقرة كافة المسائل المتعلقة بالتحضير للمفاوضات في أستانا، وأشارت إلى أن وفد المعارضة السورية سيضم 50 شخصا بما في 13 شخصا سيشاركون بشكل مباشر في المحادثات أما الآخرون فهم من المستشارين الفنيين والسياسيين.
وفي عداد المتفاوضين دخل فقط ممثلو الجماعات المسلحة المعارضة ويترأس الوفد، محمد علوش ممثل جماعة " جيش الإسلام" الذي قال في حديث مع الوكالة إن الهدف الرئيسي للمفاوضات بالنسبة للمعارضة هو وقف سفك الدماء في سوريا بأسرع وقت ممكن، ويترأس الوفد التركي نائب مستشار وزير الخارجية سيدات أونال. ويضم الوفد كذلك ممثلين عن قيادة الأركان  والمخابرات العامة.
وتعود مبادرة تنظيم لقاء أستانا إلى كل من روسيا وتركيا وإيران. وسيشارك فيها المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا، وسفير الولايات المتحدة في  كازاخستان بصفة مراقب.
وفى هذا السياق كشفت مصادر مشاركة فى المفاوضات أن المعارضة السورية ممتعضة لأن من سيمثل حكومة دمشق في المفاوضات، مجموعة من السياسيين وليس العسكريين كما كان مخططا له، وترى المعارضة أن حكومة دمشق تنوي من ذلك المماطلة وتأخير العملية  وأن الحكومة) معنية فقط في فرض نظام وقف النار.
وردا على سؤال حول هل سيوقع ممثلو المعارضة الوثيقة الختامية التي تعدها روسيا وتركيا وإيران قالت مصادر:" سيتعلق ذلك بنقاط الاتفاق. إنهم لا يعتزمون التوقيع على نقاط سياسية، إلا إذا كانت هذه البنود عبارة عن قاعدة تحضيرية لعقد اتفاقيات جنيف".

شارك