النظام و المعارضة وجها لوجه وبينهما "الدماء" السورية فى " أستانا"

الإثنين 23/يناير/2017 - 01:25 م
طباعة النظام  و المعارضة
 
فى أول مواجهة بين النظام السورى والمعارضة المسلحة  ومع رفض وفد المعارضة   لقاء مباشرا مع النظام إلا في جلسة الافتتاح   افتتح وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف، الجلسة الافتتاحية للقاء أستانا حول سوريا،  مؤكداً أن الوضع في سوريا لم يجلب إلا البؤس والصعوبات للمنطقة، وأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية،  وأن هدف اللقاء هو رفع المعاناة عن السوريين.
النظام  و المعارضة
اما الوفود المشاركة في محادثات أستانا حول سوريا  فقد توافدت إلى القاعة التي تشهد انطلاق الجلسة الافتتاحية، ومن بينها وفدا المعارضة السورية والنظام ويتوقع انتهاء الاجتماعات بحلول ظهر الثلاثاء 24-1-2017م ، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان، وسط توقعات "متواضعة" إن لم تكن متشائمة في إمكانية التوصل إلى حل أو وثيقة نهائية.
أما حول ما يمكن مناقشته في اللقاء، فقد قال وفد المعارضة السورية المشارك، إنه لن يناقش سوى سبل إنقاذ وقف إطلاق نار هش ترى المعارضة أن الفصائل المدعومة من إيران هي التي تنتهكه بشكل أساسي. وقال يحيى العريضي، المتحدث باسم وفد المعارضة "لن ندخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار، والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات و النظام السوري له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا. إذا كان النظام السوري يعتقد أن وجودنا في أستانا استسلام منا فهذا وهم."
النظام  و المعارضة
وكانت أستانا، شهدت يوم  الأحد 22-1-2017م ، عدة اجتماعات تحضيرية، انتهت بلقاء وفود كل من روسيا وتركيا وإيران في مباحثات استمرت ست ساعات لوضع وثيقة نهائية تكون أساسا للتفاوض بين وفدي النظام والمعارضة، دون التوصل إلى نتائج اما حول اجتماع الطرفين السوريين في لقاءات مباشرة، فقد أكد ناطق باسم فصائل المعارضة السورية أن لا محادثات مباشرة في أول جلسة تفاوضية.
وفي نفس السياق، لفت رومان فاسيلينكو، نائب وزير خارجية كازاخستان، اليوم الاثنين، إلى أن أطراف محادثات السلام السورية في أستانا لم تتفق بعد على عقد اجتماعات مباشرة بين وفدي النظام وجماعات المعارضة. وقال فاسيلينكو قبل ساعات فقط من المفاوضات، إن مسألة الاجتماعات المباشرة لم تُناقش بعد.
وكان رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، سفير سوريا لدى الأمم المتحدة ورئيس وفد المفاوضات التابع للنظام السوري  قد أعلن  يوم الأحد 22-1-2017م  رفض مشاركة تركيا في حوار أستانا،  إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار والتوصل إلى قواسم مشتركة بشأن محاربة الإرهاب وأن  محادثات السلام ستكون بين أطراف سورية فحسب وأن تركيا لن تشارك في الحوار".
و قال إلكسندر موسينكو، مستشار للسفير الروسي في كازاخستان للصحافيين، إن المحادثات التحضيرية "مضت بصعوبة ولكن هناك حاجة لمنح مفاوضينا وقتا للسماح لهم باستكمال المهمة وما من شك في أنه لا يمكن حل قضايا مثل هذه في يوم واحد فقط"  وكان مصدر في الوفد الروسي إلى أستانا أكد مشاركة العسكريين الروس في المفاوضات، وقال المصدر في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" حول مشاركة ممثلي وزارة الدفاع الروسية في مباحثات أستانا لحل الأزمة السورية: "طبعاً، يشارك ممثلو وزارة الدفاع الروسية في هذه المباحثات، وأمامنا مهمة صعبة  وأنه  من قبل كانت المباحثات فقط بين ممثلين سياسيين، والمباحثات بين ممثلين عسكريين تجري لأول مرة وان  من سيترأس الجانب الروسي في الشق العسكري  المفاوض الرئيسي لوزارة الدفاع الروسية في المجال العسكري خلال مباحثات أستانا سيكون "نائب رئيس إدارة العمليات العامة" الجنرال ستانيسلاف حاجي ماغوميدوف".
النظام  و المعارضة
فيما اعتبر محمد علوش، رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات أستانا، أن رغبة روسيا في الانتقال إلى دور "محايد" بدلاً من دورها القتالي تعرقلها إيران والنظام السوري   فيما قال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في أستانة ، إنه وبالرغم من سعي المعارضة لوقف الجرائم التي يرتكبها النظام وحلفائه، إلا أنها لن تقدم أي تنازلات خلال المباحثات وبينما تهدف المعارضة السورية لوضع حد لنزيف الدم والجرائم التي يرتكبها النظام  وإيران، يسعى الطرف الآخر (النظام وحلفاءه) للحصول على نوع من التنازلات وان هناك  أمرين أساسيين ستتم مناقشتهما في المباحثات  وهي وقف إطلاق النار في عموم سوريا، وخاصة تلك المناطق التي ما تزال تتعرض لقصف النظام وهجمات الميليشيات الإيرانية".
وتابع أن "الأمر الثاني، هو البعد الإنساني، وذلك توافقنا مع المواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن الدولي 2254، والذي يتضمن إنهاء الحصار وإيقاف عملية التطهير العرقي، الذي يمارسه النظام وأنه في حال تم التوصل إلى اتفاق بخصوص المسألتين، فإن هذا الأمر سيفسح الطريق لحل سياسي وفق وثيقة جنيف 2012، والتي تنص على انتقال سياسي كامل في سوريا وأن  روسيا تدير لعبة سياسية، وتعمل لتتويج النصر العسكري بنصر سياسي وأن الطرف الذي يريد الحل السياسي بالفعل هو الطرف الذي يقتله ويقصفه الروس والإيرانيون والنظام و أنه  لا يمكن أن نقول أن شيئاً ما قد تحقق، حتى يتم الالتزام بوقف إطلاق النار، وتوقف الخروقات".  وأن  وقف إطلاق النار يجب أن يتزامن مع إجراءات حسن نية أخرى، وهي إطلاق المعتقلين السياسيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والسماح بوصول مساعدات أممية للمناطق المحاصرة".
النظام  و المعارضة
وقال بعض المراقبين إن الاجتماعات في أستانا قد تساعد على استئناف مفاوضات جنيف التي ترأسها الأمم المتحدة  ويحضر الاجتماعات ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا إلى ذلك، رأى دبلوماسي كبير بمجلس الأمن الدولي شريطة عدم نشر اسمه، أن "عملية أستانا تعد إلى حد ما شيئاً لا يمكن التكهن به في ضوء عدم التأكد مما يفكر فيه الروس على وجه الخصوص" 
وكشفت تصريحات روسية عن خلافات كثيرة بين موسكو وطهران وعنوانها واشنطن، حيث قال ديميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، إن "موقف إيران يساهم في تعقيد مسألة مشاركة واشنطن في المفاوضات و أن صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، الأمر الذي يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل، بحسب بيسكوف"  كما  أن وفد إيران إلى عاصمة كازاخستان عقد جملة من المشاورات مع الوفدين الروسي والتركي.
نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن مصدر مقرب من اجتماع أستانة في وقت متأخر أنه من المتوقع أن يتم خلال المفاوضات التوقيع على وثيقة تثبّت وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وأنه سيتم توسيع نظام وقف إطلاق النار كنتيجة للاجتماع، الذي ما زال صامداً بشكل عام، حسب وصفه، رغم وقوع الانتهاكات ليشمل كامل أراضي سوريا، وسيتم تنسيق وثيقة أستانة الختامية بمشاركة وفود روسيا وتركيا وإيران.
النظام  و المعارضة
يذكر أن وفد المعارضة المفاوض ضم  14 شخصية من الفصائل المقاتلة، البالغ عددها بـ 20 فصيلاً  إضافة إلى 21 مستشاراً قانونياً وفي المقابل يرأس مندوب النظام إلى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وفد النظام إلى أستانا، الذي يضم 10 شخصيات بينهم 3 شخصيات عسكرية وأمنية ويقوم بدور الوسيط بينهما ممثل الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه وفى أول مواجهة بين النظام السورى والمعارضة المسلحة ستكون دماء الشعب السورى التى تنزف يوميا هى الحقيقة المرة التى يجب على الجميع أن يسعى لوقف نزيفها . 

شارك