"مفاوضات أستانا" و" تأثير نجاح ترامب على حقوق الانسان" في الصحف الأجنبية

الإثنين 23/يناير/2017 - 10:35 م
طباعة مفاوضات أستانا و
 
اهتمت الصحف الأجنبية اليوم بالحديث عن مفاوضات أستانا لانهاء الصراع السوري، ونقل مطالب الأطراف المعنية بالصراع السوري، ومدى إمكانية وقف نزيف الحرب السورية، إلى جانب التركيز على تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة وتأثيره على حقوق الإنسان والحريات المدنية في العالم، كذلك الاهتمام بالتأكيد على إنه ربما يعطي دونالد ترامب الأولوية لأمريكا، ولكنه يؤمن بالتحالفات القديمة وضرورة تعزيزها. 

الرئيس الجديد وحقوق الانسان

الرئيس الجديد وحقوق
من جانبها رصدت صحيفة الجارديان بشأن تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة على حقوق الإنسان والحريات المدنية في العالم، موضحة أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض ليس فقط تهديدا للتحالفات الدولية والتجارة العالمية، وإنما "يحمل مخاطر تسونامي سيأتي على حركات حقوق الإنسان من أساسها".
رصدت الصحيفة أن الديمقراطيات الغربية، لست وحدها التي اهتزت لتنصيب "متعصب استهدف النساء ومجموعات دينية وعرقية بعينها، وإنه قد يلجأ إلى التعذيب"، بل إن الخاسر في القضية هو كل معارض مسجون أو صحفي يتعرض للقمع أو كاتب يتعرض للرقابة أو أقلية مشهمشة، لأن الدفاع عنهم من خلال قنوات حقوق الإنسان الدولية سيكون أكثر صعوبة.
نوهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لم تكن دائما مدافعا حقيقيا عن حقوق الإنسان، فسجلها وسجل الدول الغربية كلها ليس ناصعا في هذا المجال، بداية من قضايا التعذيب على يد سي آي أي وتسليم المشتبه بهم في تفجيرات 11 سبتمبر ، وفتح معتقل جوانتانامو، وما يجري في أوروبا تحت غطاء مكافحة الإرهاب والتعامل مع اللاجئين.
أشارت الصحيفة إلى أن تولي ترامب الحكم يضعنا أمام أمرين: أولهما أن عبارة "حقوق الإنسان" نفسها معرضة للانقراض من التعاملات الرسمية، والأمر الثاني هو أننا نشهد صعود "مستبدين" إلى الحكم، ليس عن طريق الانقلابات والتسلط ، وإنما عن طريق الانتخابات الديمقراطية، "فالمستبدون والشعبويون أصبحوا يحكمون في أوروبا والهند وتركيا والولايات المتحدة، لأن الشعب انتخبهم باختياره".
نوهت إن الولايات المتحدة تبقى هي القوة العظمى الوحيدة، ولها دور تاريخي في صياغة مبادئ الأمم المتحدة، ولهذا فإن "تولي عنصري وديماغوجي ومشروع دكتاتور الحكم في البيت الأبيض يعد أكبر خطر على كل شيء تم إنجازه في مجال حقوق الإنسان على المستوى الدولي منذ الأربعينات".

ترامب ليس انعزاليا

ترامب  ليس انعزاليا
فى حين اشارت صحيفة التايمز إلى مقال السفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة، جون بولتون، يدافع فيه عن دونالد ترامب وينفي عنه الانعزالية التي اتهم بها في وسائل الإعلام، وعلى لسان منتقديه، ويقول بولتون "ربما يعطي دونالد ترامب الأولوية لأمريكا، ولكنه يؤمن بالتحالفات القديمة وضرورة تعزيزها".
أضافت الصحيفة أن خطاب التنصيب الذي ألقاه ترامب يدعو إلى تجديد العلاقة المتميزة بين بريطانيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى التراجع عن "التصريح المشين" الذي أراد به باراك أوباما أن يدفع ببريطانيا إلى "آخر الطابور" في المفاوضات التجارية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ذكر بولتون أن ترامب أعاد، بعد ساعات من أداء اليمين، تمثال وينستون تشرتشل إلى مكتب الرئيس في البيت الأبيض، كما أنه سيستقبل تيريزا ماي في أقرب وقت.
ويرى بولتون أن خطاب ترامب موجه أساسا إلى الناخب الأمريكي، ولكنه يناسب تماما أنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، عندما يقول إنه من حق جميع الأمم أن تضع مصلحتها على رأس أولوياتها، وهو ما تفعله جميع الدول في العالم، حسب السفير الأمريكي السابق، "لكن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول قليلة أخرى هي التي يعاب عليها ذلك".
ويقول إن ترامب ليس معجبا بالاتحاد الأوروبي مثل أوباما أو مثل رؤساء جمهوريين سابقين، ولكنه محق في ذلك، لأن "الاتحاد الأوروبي فشل في كثير من الجبهات، لأنه أصبح مشروعا سياسيا غير واقعي، يهدف إلى إفراغ مفهوم الدولة من محتواه، بدل أن يكون تجمعا اقتصاديا، ويعتبر فوز ترامب إنذارا للنخبة الأوروبية المفصولة عن الواقع".

مفاوضات أستانا

مفاوضات أستانا
اهتمت واشنطن بوست بالحديث عن مفاوضات أستانا بشأن الصراع السوري، والاشارة إلى أن اليوم الأول من المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة لم يحقق تقدما يذكر، لكنه وفر ما يدعو للتفاؤل، وأنه من المتوقع أن تواصل الدول الراعية - روسيا وتركيا وإيران- المحادثات والعمل على إعداد وثيقة مشتركة محتملة غدا الثلاثاء.
في حين خففت تركيا من حجم التوقعات المتعلقة بمحادثات أستانا للسلام في سوريا. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي إنه لا ينبغي توقع التوصل إلى حل للصراع السوري خلال يوم أو يومين من محادثات السلام المنعقدة بعاصمة كازاخستان، وأن اجتماع أستانا مهم فيما يتعلق بجلب الأطراف المتنازعة إلى الطاولة. من المهم الحصول على دعم من المجتمع الدولي لهذا الاجتماع."
بينما كشف محمد الشامي، عضو وفد المعارضة السورية المشارك بمؤتمر أستانا، عن تسريبات عن وجود اتفاق تركي روسي يدور حول عملية انتقال سياسي دون المساس بشخص رئيس النظام بشار الأسد. وتابع الشامي أن الحديث يتم حول تشكيل حكومة وطنية أو ما شابه ذلك، دون أن يعني قيامُها بأي حال إسقاطَ النظام بشكل كامل.
وشدد الشامي على أن "ذلك الاتفاق الذي سربت أخباره بنهاية الجلسة الأولى لم يعرض عليهم بالمعارضة، وكذلك لم يطرح على الإيرانيين أو على وفد النظام ليبدي أي طرف منهم  الرأي فيه، وإنما هو حديث عن اتفاق روسي تركي صرف. هذا الحديث خارج نطاق المباحثات".
أضاف الشامي أن "هناك صعوبات وأحاديث عن اتفاقات سرية عدة ... ولكن أهم ما تم التوصل إليه، وأعلن لنا هو أن المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام ستكون بطريقة غير مباشرة، وأن الثامن من فبراير القادم سيكون موعد لبدء مباحثات جنيف".

نصف مليون قتيل

فى حين رصدت صحيفة "الأوبزرفر" معاناة السوريين، وفى تقرير بعنوان " نصف مليون قتيل و22 مليون تم تهجيرهم، هل هناك أي بارقة أمل لإنهاء عذاب سوريا في المحادثات الجديدة؟"، نوهت فيه إلى أبرز الأطراف المتورطة في الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ 6 سنوات سيجتمعون في استانة لبدء جولة جديدة من المحادثات.
أضافت أن "روسيا وتركيا نظمتا هذه المحادثات بدعم إيراني"، مشيرة إلى أنها من ضمن المحاولات المبذولة في الفترة الأخيرة لنقل الصراع من أرض المعركة إلى طاولة المفاوضات، موضحة أن "الصراع في سوريا قتل لغاية الآن نحو نصف مليون سوري كما هجر 22 مليون آخرين من منازلهم"، مضيفة أن "جميع المساعي السابقة لإنهاء القتال في البلاد لم تفلح لفقدان الثقة بين تلك الأطراف ولعدم وجود ثقة في هذه المحادثات أو لغياب الرغبة الحقيقية في نجاح هذه المفاوضات لدى الأطراف السورية القوية والأطراف الأجنبية المساندة لها".
نوهت أن "هذه المحاولة تأتي بعد تغيير جذري في ميزان القوة على أرض المعركة في سوريا، وهو ما فتح بابا للتفاوض".، موضحة أن هذه المحادثات مدعومة من الأطراف الدولية "التي استطاعت بأموالها وذخيرتها تغيير مسار الحرب بعد التوصل لوقف إطلاق نار منذ نهاية ديسمبر الماضي".

شارك