بعد تحالفها مع حفتر.. هل تسعي روسيا إلى إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا؟

الأربعاء 25/يناير/2017 - 02:01 م
طباعة بعد تحالفها مع حفتر..
 
فيما يبدو أن التعقيدات في الأزمة الليبية، لا زالت تتفاقم يوما تلو الأخر، خاصة في ظل الصراعات بين الأطراف المتنازعة علي الحكم، يأتي ذلك فيما تشهد ليبيا خطرًا جديدًا مع نقص الانتاج اليومي من النفط الليبي، والذي أصبح رهينة الصراعات المسلحة، مع انتشارها وتوغلها في البلاد.
بعد تحالفها مع حفتر..
وتواصل الجماعات الإرهابية مساعيها للسيطرة علي النفط الليبي، الذي نجح المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي في السيطرة عليه في سبتمبر الماضي، حيث بدأت النزاعات تدور فيما بين حكومة الشرق بقيادة عبدالله الثني وبدعم الجيش، وحكومة طرابلس بقيادة فايز السراج والتي تحظي بدعم دولي وأممي كبيران.
وتشهد ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011 حالة من الفوضي أدت إلي توغل وتنامي الجماعات الإرهابية المسلحة، وعلي رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استطاع أن يسيطر علي معظم الأراضي الليبية بداية منها سرت وبنغازي وطرابلس وغيرهم من المدن الحيوية في ليبيا.
وسبق للجيش الليبي أن حرر مدينة بنغازي من قبضة التنظيم الإرهابي، الأمر الذي أدي إلي لفت أنظار العالم إلي المشير حفتر مجددًا وبدأ يلتفت نحو دعمه لكسب إقامة قاعدة عسكرية داخل ليبيا، كانت روسيا أول الداعمين لحفتر.
وتطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية منذ يومين إلى الأوضاع الليبية؛ مشيرة إلى عثور روسيا في شخص المشير الركن خليفة حفتر على حليف لها.
وقال مقال نشر في الصحيفة إن الزيارة التي قام بها مؤخرا حفتر إلى حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف"، أوضحت اهتمامات روسيا في ليبيا. ذلك على الرغم من أن الدبلوماسيين الروس سبق أن صرحوا بأن موسكو تنأى بنفسها كما عن طرابلس، كذلك عن طبرق.
وأضاف المقال: ليس أي من المتنافسين على دور القائد، قادر على توحيد ليبيا وانتشالها من الفوضى التي تجتاحها، لكي يدعى إلى سفينة عسكرية للتواصل مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. هذا يشير ليس فقط إلى أهمية وحتى حيوية المسائل التي نوقشت، بل وخصوصية العلاقة بين موسكو وحفتر كحليف في محاربة الإرهاب.
وذكرت الصحيفة، من حق موسكو الرهان على حفتر من بين جميع السياسيين الليبيين. لأن حفتر هو الوحيد، الذي يقود قوة عسكرية منظمة ويقيم الأوضاع جيدا ويدعو إلى بناء دولة علمانية، وهو يتمتع بنفوذ واسع في القوات المسلحة، ولا سيما أن ليبيا تجنبت تكرار سيناريو العراق، عندما سرح العديد من موظفي الدولة والضباط وحرموا من مصدر رزقهم بعد سقوط نظام صدام حسين. وقد ساعدت الإجراءات التي اتخذها حفتر، بما في ذلك السيطرة على حقول النفط والغاز والموانئ النفطية، على عودة شركة النفط الوطنية إلى نشاطها المعهود وزيادة إيرادات الدولة من تصدير النفط الخام. هذا الأمر جعل حتى خصومه ينظرون اليه بإيجابية، فضلا عن السكان.
وقالت: لقد ارتكبت البلدان الغربية أخطاء عديدة في ليبيا كما حصل في سوريا. فبدلا من أن تراهن على تلك القوى التي تحارب ضد المتطرفين بمختلف مشاربهم، بدأت تغازل المتطرفين "المعتدلين"، وحاولت بأي ثمن تحت ضغط واشنطن ضم الإسلامويين إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وتساءل المقال: هل يمكن مساعدة المشير الركن حفتر بالسلاح؟ إن ذلك مستبعد ما دام قرار الحظر على توريد الأسلحة إلى ليبيا ساري المفعول. ولكن من جانب آخر، تم رفع هذا الحظر جزئيا خلال لقاء وزراء خارجية البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي و20 دولة أخرى في فيينا. حينها تلقت قوات الحرس الوطني الليبية، التي تتمثل مهمتها الأساسية في حماية المواقع النفطية، أسلحة جديدة.
بعد تحالفها مع حفتر..
كما تساءل: هل ستتمكن موسكو من إقناع الدول الغربية برفع الحظر عن توريد الأسلحة إلى ليبيا، وهي تعلم مسبقا بأنها ستصل إلى أنصار المشير الركن حفتر؟ هذا الخيار في الوقت الحاضر غير واقعي، وهو سيكون ممكنا فقط إذا وجدت القيادة الروسية لغة مشتركة مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
من جانب أخر نفت روسيا سعيها لإقامة قاعدة عسكرية بليبيا، وذلك في الوقت الذي تزايدت فيه التقارير التي تُشير إلى أن موسكو نجحت في انتزاع موافقة من حفتر لإقامة قاعدتين عسكريتين الأولى جوية والثانية بحرية بشرق ليبيا.
ورغم تأكيد الجيش الليبي على أنه لا وجود أبدا لاتفاقيات تمنح روسيا قواعد عسكرية في ليبيا، مقابل دعمها للمشير حفتر، فإن منسوب الحديث حول هذه المسألة ارتفع بشكل لافت، وباتت تزدحم حوله التحليلات والتقارير الإعلامية منذ رسوّ حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف” أمام السواحل الشرقية الليبية في الحادي عشر من الشهر الجاري.
بل إن صحيفة "نيو زيورخ زيتونج" السويسرية، ذكرت نقلا عن وسائل إعلام إيطالية أن المشير حفتر وقع على اتفاقية جرى الحديث فيها عن خطط روسية لبناء قاعدتين عسكريتين في طبرق وبنغازي.
فيما أعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف أن موسكو لا تبحث مع ليبيا موضوع إنشاء قواعد عسكرية روسية في الأراضي الليبية.
وقال أوزيروف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء نوفستي الروسية، إنه لا وجود لمثل هذه المفاوضات، مؤكدا أن القاعدة العسكرية الروسية في مدينة طرطوس السورية، يمكن أن تلعب دور المثال للتعاون البحري العسكري بين الدول بشكل لا يكون موجها ضد أي طرف ثالث بل لمصلحة الجانبين.
وفي سياق ما يتردد عن إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا من الجانب الروسي، فإن ما يقال عن استعداد حفتر لمنح موسكو حق استخدام القواعد البحرية والجوية الليبية في بنغازي، وتوسيع منطقة نفوذ روسيا، مقابل الأسلحة، فإنه ليس سوى استفزاز، لأنه مهما كانت ثقة الليبيين عالية بروسيا، فإنهم لن يوافقوا أبدا على وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيهم، وفق تقارير عالمية.
وسبق لروسيا أن وقعت اتفاقية مع سوريا حول توسيع وتطوير مركز الإمداد التقني التابع للبحرية الروسية في مدينة طرطوس الساحلية، وقد حُددت مدة سريان الاتفاقية بـ49 عاما، على أن تُمدد بشكل آلي لفترة 25 عاما.

شارك