بعد تصنيفهم كجماعات ارهابية...هل يتحد داعش و جبهة النصرة ضد تركيا في سوريا؟

الخميس 26/يناير/2017 - 08:41 م
طباعة بعد تصنيفهم كجماعات
 
صنفت تركيا "داعش" وجبهة "فتح الشام" النصرة سابقا، ، جماعتين إرهابيتين، في أولي نتائج المباشرة لغجتماعة الاستانة بين المعارضة المسلحة برعاية تركية، والنظام السوري، وهو ما يشير الي تحقق أهداف روسيا بفصل المعارضة المعتدلة عن المتتطرفة في سوريا،  التصنيف يخدم الأهداف التركية عبر دعم جماعتها المسلحة في الاراضي السورية وهي الجماعات التي تخرج من عبأ جماعة الإخوان المسلمين وكان لها حضور قوي في الاستانة.

تركيا: داعش والنصرة إرهابيتين

تركيا: داعش والنصرة
قال مصدر في وزارة الخارجية التركية، اليوم الخميس، إن تركيا تعتبر كلا من تنظيم داعش وجبهة النصرة التي تعرف الآن باسم جبهة فتح الشام، جماعتين إرهابيتين وتتصرف وفقا لذلك.
وشنت الجبهة هجوما على عدد من فصائل الجيش السوري الحر في شمال غرب سوريا، يوم الثلاثاء، مهددة بتوجيه ضربة قوية لفصائل المعارضة المعتدلة التي تدعمها تركيا وبتعطيل محادثات السلام التي ترعاها روسيا.
وذكر المصدر أن الهجمات ربما تحركها رغبة جبهة فتح الشام في منع التوصل لحل سياسي للصراع السوري.
وأضاف أن تركيا ليس لديها علم بأي مسودة دستور قدمتها روسيا خلال محادثات السلام التي جرت هذا الأسبوع في أستانا عاصمة كازاخستان والتي تتضمن منح حكم ذاتي لأكراد سوريا.
وتعتبر جبهة النصرة "فتح الشام"  و"داعش" من الجماعات المدرجة على لائحة المنظمات "الإرهابية" في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، من أهم الجماعات التي تحارب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

علاقة تركيا بـ "داعش" و"النصرة"

علاقة تركيا بـ داعش
قبل تصنيف النصرة وداعش من قبل تركيا كجماعات ارهابية، مرّت العلاقة بين تركيا و"النصر- داعش" بعصر ذهبي استمر نحو أربع سنوات من الوصال الأمني والعسكري. خلال هذه السنوات، كانت أنقرة تُراهن على قدرتها على تطويع غالبية الفصائل التي تدعمها، بما فيها «النصرة»، لتكون بمثابة «جيش ظل» تستخدمه لتحقيق أجندتها الخاصة. إلا أن «جبهة النصرة» كانت على الدوام تُعبّر عن رفضها للقيام بدور الزوجة المُطيعة. وقد فشلت جميع المحاولات التي بذلتها أنقرة وبعض الوسطاء مثل قطر لإنهاء نشوز «النصرة» وردّها إلى بيت الطاعة، فكان لا بد من «أبغض الحلال» وهو الطلاق، لا سيما أن النشوز تحول إلى تمرد، والتحفظات تطورت إلى تناقض جوهري في السياسة وفي العسكرة.
ومنذ بداية تأسيس جهة النصرة بعد انشقاقها عن  «دولة العراق الاسلامية» «داعش» لاحقاً، حاولت «جبهة النصرة» ترسيخ معادلة مفادها أن تلقّي الدعم من أنقرة لا يعني القبول بعضوية الحظيرة التركية.
وطوال عام 2013 وحتى منتصف 2016، كانت العلاقة بين «جبهة النصرة» و«داعش»  وأنقرة تقوم على قاعدة استمرار الدعم اللوجستي والتسليحي للمعارك ضد الجيش السوري، لكن مع بروز مؤشرات على عدم رضا أنقرة عن تفرّد «النصرة» و«داعش» ومحاولتها الطيران خارج سرب طموحاتها، وجاء فشل الانقلاب ضد اردوغان في منتصف يوليو 2016 الي تغير استراتيجية اردوغان في سوريا والجنوح نحو الجانب الروسي ليضع نهاية لعلاقة تركيا بـ«داعش» و«جبهة النصرة».
وبالرغم من أن تركيا صنفت «جبهة النصرة» تنظيماً إرهابياً منتصف عام 2014، إلا أن هذا التصنيف بقي مجرد حبرٍ على ورق، ولم تكن له أي تأثيرات على العلاقة بين الطرفين. وهو ما أثبته تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد ذلك بعامين، وتحديداً يونيو 2016 ، عندما تساءل «لماذا تصنفون جبهة النصرة على أنها إرهابية؟»، موجهاً السؤال للولايات المتحدة، ولكن جاء فشل الانقلاب ضد اردوغان في يوليو 2016 ليكون بداية الجنوح التركي  الي روسيا ومعها يبدا خط الطلاق بين النصرة وتركيا ، و"داعش" وتركيا.
 ووجهت «النصرة» أول صفعة لأنقرة عندما خرجت في شهر اغسطس من عام 2015 لترفض «مشروع المنطقة الآمنة» التركي وتصفه بأنه «يخدم الأمن القومي التركي» ولا يصب في مصلحة الجهاد والثورة. وآثرت «النصرة» آنذاك الانسحاب من معاقلها ونقاط رباطها في ريف حلب الشمالي على تأييد المشروع التركي والانخراط فيه كما فعلت غالبية الفصائل الأخرى، وعلى رأسها «أحرار الشام».
كما تصاعد الحرب بين "داعش" والجيش التركي "درع الفرات" في شمال سوريا، وتتلقي تركيا خسائر كبيرة في الجنود والعتاد علي مشارف مدينة "الباب" السورية، بالاضافة عمليات الذئاب المنفردة في الداخل التركي.

صراع النفوذ في سوريا:

صراع النفوذ في سوريا:
جاء تصنيف تركيا لـ"داعش" وجبهة "فتح الشام" النصرة سابقا،  كجماعتين إرهابيتين، في إطار خدمة اهدافها في سويا، غعبر دعم جماعاتها المسلحة التي أعلنت الجهاد ضد"فتح الشام" بعد ساعات قليلة من اعلان البيان الختامي لمؤتمر الاستانة وايام قليلة من أستلام الرئيس الامريكي دونالد ترامب مهام عمله، في محاولة من الجماعات المسلحة المحسوبة علي تركيا الخروج من مصير الحرب الأمريكية علي جماعات التطرف بميما يشكل لها في مستقب صناعة القرار السوري مستقبلا.
والثلاثاء 24 يناير 2017، أعلن أبو عيسى الشيخ، قائد "ألوية صقور الشام" المقربة من تركيا وجماعة الإخوان في سوريا، النفير العام، ضد تنظيم "فتح الشام، جبهة النصرة سابقًا"، وبدء المعارك في كل أماكن تواجدها، في أول نتائج لمؤتمر الاستانة.
وقال "أبو عيسى الشيخ"، في تسجيل صوتي بُث على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، "بدأت المعارك من جبل الزاوية بريف إدلب، وخلال فترة قريبة سيتم تحريرها منهم" مشيرًا إلى أن الفصائل المشاركة في المعارك هي: "صقور الشام، وأحرار الشام، فيلق الشام، جيش المجاهدين، جيش الإسلام، وتجمع فأستقم كما أمرت" وجميعها مقربة من جماعة الإخوان وتركيا.
وأضاف قائد "ألوية صقور الشام" "يجب علينا تطهير الأرض من رجس هؤلاء الخوارج (فتح الشام)، واليوم هو يوم الملحمة، وسنكون جميعًا كـ رجل واحد"، على حد تعبيره.
وتجددت الاشتباكات بين "فتح الشام"، وعناصر من حركة "أحرار الشام"، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، في غرب مدينة كفرنبل بريف إدلب، وذلك بعد تقدم رتل للجبهة، قادمًا من بلدة كنصفرة، باتجاه معرة النعمان وريفها الغربي، حسب ما أفاد مراسل روزنة يمان العبود.
كما هاجم "أبو عيسى الشيخ"، "فتح الشام" مقرات "جيش المجاهدين" المنضم مؤخرًا لحركة "أحرار الشام"، واستطاع التنظيم السيطرة على معظم مقرات "جيش المجاهدين" في بلدتي معرشورين وتلمنس، بعد انسحابهم منها.
ودارت اشتباكات متقطعة في عدة قرى بجبل الزاوية بين "جبهة فتح الشام وأحرار الشام".
وشكَّلت فصائل المعارضة السورية في ريف إدلب، الأحد الماضي، غرفة عمليات مشتركة بهدف محاربة فصيل "جند الأقصى" المبايع لتنظيم "فتح الشام".
وشنت “جبهة النصرة” هجوما واسعا هو الأضخم من نوعه ضد التنظيمات العاملة في كل من أرياف حلب وادلب واللاذقية، واستولت على مقرات واعتقلت أفراد من كل التنظيمات أهمها حركة “أحرار الشام”، وتنظيم “جيش المجاهدين” الذي أعلن انضمامه وانضوائه تحت راية الحركة عله ينجو برأسه.
وفي أول رد فعل قوي ومباشر من حركة “أحرار الشام” أعلن رئيس المكتب السياسي والعلاقات الخارجية لبيب النحاس أن “النصرة” الآن أمام مفترق طرق، فإما أن توقف هجومها وتنضم لـ “ الثورة “ أو تصبح “داعش صغيرة”، حسب وصفه.
وأضاف النحاس في تغريدات له يوم الثلاثاء على “تويتر”، أن “أي اعتداء وبغي على الفصائل “الثورية المجاهدة “، هو تنفيذ سافر لأجندات خارجية وخدمة لأعداء “الثورة “ وإشباع لأطماع شخصية”.
وأوضح النحاس، الذي يحسب على جناح “المعتدلين” في الحركة، أنه “منذ أن ورطت النصرة الساحة الشامية ببيعتها للقاعدة، والثورة تدفع ثمنًا غاليًا، وفي نفس الوقت تحاول إنقاذ النصرة”، مضيفا أن “الفصائل الثورية التي تتهمها فتح الشام بالعمالة والردة، وتبغي عليها هي من دافعت عنها في المحافل الدولية واللقاءات المغلقة”، معتبرًا أن “الخيار الأسهل للفصائل معاملتها بالمثل والتخلي عنها سياسيًا، ولكنهم (الفصائل) غلبوا عقيدة الولاء والبراء وأخوّة الثورة والأرض”.
ودعا النحاس “جبهة النصرة” بألا تسمح لأصحاب النفوس المريضة، والأجندات المشبوهة أن يحولوا عناصرها إلى قطاع طرق، مخيرا إياهم بين “العودة إلى المشاريع المنهجية الضيقة” وبين “رحابة الإسلام وثورة أهله”.

مستقبل الصراع في سوريا:

مستقبل الصراع في
تصنيف تركيا لداعش والنصرة جاء بعد ساعات من بيان الاستانة، حيث  اعلنت الجماعات المسلحة "الاخوان" في سوريا التي تديرها تركيا الحرب علي جبهة النصرة رفيقة الحرب والسلاح في السابق ضد الدولة السورية.
واليوم اعلنت تركيا تصنيف"داعش" وجبهة "فتح الشام" النصرة سابقا، كجماعتين إرهابيتين.
جبهة النصرة المقربة من قطر و"داعش" المقربة من تركيا سابقا .. اضحت في حرب معلنة ضد الجماعات التركية في سوريا.. حرب النفوذ تركيا تؤمن نصيبها في الكعكعة السورية .. الدوحة وقطر يضحون بالنصرة وداعش بعد ضمان نفوذهم.. فهل يتحد الإخوة الاعداء (داعش- جبهة النصرة) في معركة البقاء ضد الموالين لتركيا قطر في سوريا؟

شارك