64 جماعة إرهابية.. الإرهاب أكثر الملفات حضورا في قمة الإتحاد الإفريقي

الإثنين 30/يناير/2017 - 02:37 م
طباعة 64 جماعة إرهابية..
 
العديد من الملفات وأجندة متشابكةٌ تنوعاً وتقاطعاً تنتظر قمة الاتحاد الإفريقي الـ28، التي بدأت اليوم 30يناير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتختم أعمالها غدا 31 يناير2017، ويأتي ملف الإرهاب والجماعات المسلحة في مقدمة الملفات التي يبحثها زعماء القارة الإفريقية.

قمة الاتحاد الافريقي والارهاب

قمة الاتحاد الافريقي
ويعد ملف الإرهاب والنزاعات المسلحة في مقدمة ملفات اجتماعات القمة الأفريقية الـ28، التي تتصدرها مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة في بحيرة تشاد؛ حيث الدور المعروف لجماعة بوكو حرام، ومواجهة تمدد "داعش" والقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، بالإضافة إلى مواجهة حركة الشباب المتطرفة والنفوذ المتصاعد لتنظيم "داعش" في الصومال، مع مناقشة أوضاع ليبيا وبوروندي وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، ودعم تسلم الرئيس الجامبي أداما بارو في التحول الديمقراطي.
وتفرض ظاهرة الإرهاب هي الأخرى نفسها كأهم ملف يُقلق ليس إفريقيا فحسب ولكن العالم أجمع الذي أصبح ينظر إلى هذه القارة كـ"برميل بارود" مشتعل تزداد دائرة اتساعه يوماً بعد يوم، كذلك تلقي قضايا الاقتصاد والتنمية بظلالها على أمن القارة واستقرارها.
وتتداخل قضية الإرهاب مع ما تخلفه من فرار اللاجئين عبر حدود الدول الإفريقية المتجاورة وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر القارة للوصول إلى أوروبا، وهو ما خلف على مدي سنوات ماضية آلاف الضحايا الذين غرقوا في مياه البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب مفوض مجلس الأمن والسلم الإفريقي إسماعيل الشرقاوي تتخلصُ الأجندة التي تحملها قمة مجلس السلم والأمن في وضع حد للنزاعات والصراعات التي تهدد أمن واستقرار بلدان القارة إلى جانب ملف ظاهرة الإرهاب، إضافة إلى تعزيز الديمقراطية وترسيخ الحكم الرشيد.
وفي تصريح ، أوضح الشرقاوي أنه سيقدم تقريراً للقمة عن مجمل قضايا النزاعات وسُبل تعزيز السلم والأمن، ورؤية القارة وقادتها لمكافحة ظاهرة الإرهاب، وتبني سياسة وقائية لمنع النزاعات.
وأشار إلى أوضاع اللاجئين والنازحين الذين تتزايد أعدادهم، والتي تعتبر "التحدي الأكبر" الذي تواجهه إفريقيا والمجتمع الدولي.
وشدد في الوقت نفسه على "أهمية توحيد جهود القارة في مواجهة الإرهاب العابر للحدود الذي يهدد السلم في إفريقيا"، لافتاً إلى "أهمية الإسراع في نشر قوات إفريقية في مالي لحماية اتفاق السلام والقضاء على ظاهرة الإرهاب".
وإضافة إلى ملفات الإرهاب والهجرة غير الشرعية، تطل خريطة النزاعات الإفريقية على جدول أعمال قمة "السلم والأمن" الإفريقي.

الارهاب والجماعات المسلحة:

الارهاب والجماعات
وتعاني القارة السمراء من  العئارت من الجماعات الارهابية والمسلحة واالتي تعدد عملية التنمية والاستقرار والأمن والنهوض بالمجتمع الافريقي، في ظل استمرار صراع علي ثروات القارة الغنية.
هناك وجود قوي لـ"داعش" والقاعدة في المغرب الإسلامي والتي لها نفوذ لها وجود الساحل والصحراء، بالإضافة إلى مواجهة حركة الشباب المتطرفة والنفوذ المتصاعد في الصومال وبحيرة تشاد، مع مناقشة أوضاع ليبيا وبوروندي وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، ودعم تسلم الرئيس الجامبي أداما بارو في التحول الديمقراطي.
وإلى جانب زيادة وتيرة العمليات العسكرية في ليبيا، خاصة في الشرق، التي يقوم بها الجيش الليبي ضد الجماعات الإرهابية زاد عدد العمليات الإرهابية في المنطقة بمعدل كبير في السنوات الست الأخيرة.
أما الجماعات المتشددة التي تنشط في إفريقيا فهي بوكو حرام والقاعدة في المغرب الإسلامي وحركة شباب الجهاديين، وهي الجماعات الأكثر ظهورا وبروزا على الساحة الإفريقية.
غير أن هناك جماعات أخرى تلعب دورا في هذه الساحة، مثل حركات أنصار الدين والموقعون بالدماء وعقبة بن نافع والتوحيد والجهاد، بالإضافة إلى تنظيم داعش الذي يبرز في ليبيا. أما جماعة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد فقد انصبت أهدافهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية فى شمال مالى، وبدأوا بالفعل فى بعض المدن تطبيق الحدود مثل قطع الأيدى واتجهوا إلى هدم الأضرحة فى مدينة تمبكتو التاريخية. كما تقوم الجماعتان بعمليات عسكرية فى مواجهة القوات الحكومية حيث جاءت عملياتها فى البداية لدعم قوات الطوارق المتمردة.
و تعد القارة السمراء مركزًا لحوالي 64 منظمة وجماعة إرهابية ينتشر معظمها من أقصى الساحل الأفريقي بالغرب إلى أقصى الساحل الأفريقي في الشرق، ساهم في ذلك الانتشار تداخل الأفكار المتطرفة مع التركيبة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والفراغ الأمني في تلك المنطقة.
وفي عام 2009 سجل مركز دراسات الإرهاب والحركات المسلحة 171 هجوما مسلحا في عدد من الدول الإفريقية نجم عنها مقتل 541 شخصا. وفي عام 2015، ارتفع العدد إلى 738 هجوما نجم عنها مقتل 4600 شخص.
وحسب دراسات مؤسسة آي إتش إس لبحوث المعلومات تضاعف عدد الهجمات الدامية التي شنتها الجماعات المتشددة في إفريقيا بين عامي 2009 و2015 عدة مرات.
ووفقا لهذه الأرقام فإن عدد الهجمات شهد زيادة بنسبة 200 في المئة، في حين ارتفع عدد القتلى بنسبة 750 في المئة.
لقد شهدت أفريقيا -طبقاً لمؤشر الإرهاب العالمي في عام 2014- تصاعداً ملحوظاً في عدد الهجمات الإرهابية، وتعد جماعات بوكو حرام والشباب المجاهدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أخطر الشبكات الإرهابية في أفريقيا، وقد أدت عملياتها إلى مقتل آلاف الأشخاص في العامين الماضيين.
ويبدو أن بوكو حرام أضحت تشكل خطراً إقليميا حقيقيا، حيث باتت تهدد أمن كل من الكاميرون والنيجر وتشاد ونيجيريا. وقد قتل نحو 13 ألف شخص وشُرد نحو مليون آخرين جراء عنف بوكو حرام منذ عام 2009.

مواجهة الارهاب:

مواجهة الارهاب:
وتأتي مواجهة الارهاب في القاهرة الافريقية عبر العديد من الأليات في مقدمتها المستوى الوطنى، وخلاله حرصت الدول إفريقيا على الاعتماد على عدد من الاجراءات لمكافحة الارهاب، ومن هذه الاجراءات سن تشريعات مكافحة الارهاب فقد اصدر البرلمان فى كل من تنزانيا واوغندا قوانين لمكافحة الارهاب عام 2003، كما اصدرت الحكومة الكينية وثيقة مكافحة الجرائم الدولية فى عام 2003، وقانون حماية الشهود فى جرائم الارهاب فى سبتمبر 2004، كما أنشات كينيا المركز الوطنى لمكافحة الارهاب، وشكلت وحدة شرطة لمناهضة الإرهاب بالتعاون مع كل من المباحث الفيدرالية الأمريكية والانتربول. 
فيما يأتي المستوى الاقليمى، أحد لهم الاليات في مواجهة الإرهاب عبر التعاون الاقليمي بين مججموعة الدول الافريقية في كل اقليم بالقاهرة السمراء، فهناك مجموعة بحيرة "تشاد" لمواجهة ارهاب "بو كو حرام"  حيث يجتمع من وقت لأخر رؤساء أركان جيوش بلدان منطقة بحيرة تشاد، "نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وبنين"، لمواجهة ارهاب "بوكو حرام الإرهابية"، وهو ما يشكل تكتل اقليمي قوي لمواجهة الارهاب والجماعات الانفصالية والمسلحة.
كما ان هناك تجمع دول الساحل والصحراء (س .ص) وهو أكبر التجمعات شبه الإقليمية فى قارة إفريقيا بعد الاتحاد الافريقى حيث يضم فى عضويته 27 دولة تشمل دول شمال إفريقيا عدا الجزائر وهى "مصر وليبيا والسودان تونس المغرب  موريتنيا" وبعض دول شرق افريقيا وهم "جيبوتى والصومال وجزر القمر وارتريا"، إضافة إلى دول الصحراء الإفريقية "تشاد وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى ومالى والنيجر" وكذلك  دول غرب افريقيا "السنغال وجامبيا ونيجيريا وتوجو وبنين ولابيريا وكوت ديفوار وغينيابيساو وغانا وسيلاريون  وغينا كوناكري وساوتومي و برنسيب"، وهو يشكل تجمع قوي في مواجهة الارهاب وزعزعة الاستقرار.
كما عملت دول شرق إفريقياعلى مكافحة الارهاب من خلال التعاون على مستوى الهيئة الحكومية للتنمية (الايجاد) والتى عقدت بدورها عدة مؤتمرات لمناقشة سبل مكافحة الارهاب، كما صممت الهيئة مبادرة بالتعاون مع المعهد الدراسات الأمنية فى جنوب إفريقيا فى عام 2006 لتنمية قدرات مقاومة الإرهاب. 

المشهد الافريقي:

المشهد الافريقي:
في ظل الحرب الدولة ضد الإرهاب، وتنامي مخاطر العمليات الإرهابية في القارة السمراء ، يبقي الإرهاب أحد أهم الملفات أمام قادة الاتحاد الإفريقي، من أجل إنقاذ أبناء الشعوب  الإفريقية من مخاطر الإرهاب والصراع المسلح بما يخدم التنمية والاستقرار في القارة الإفريقية.
وعلي قادة الدول الافريقية ايجاد أكثر من طريق ورؤى من أجل مواجهة الارهاب وتجفيف منابع وجوده ودعمه، لتنعم شعوب القارة السمراء بخيراتها. 

شارك