جدل حول منطقة عازلة فى سوريا.. وموسكو تواصل مساعيها السياسية لحل الأزمة

الإثنين 30/يناير/2017 - 07:39 م
طباعة جدل حول منطقة عازلة
 
لافروف
لافروف
ردود الفعل المستمرة نتيجة مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا، فى ضوء الرفض السوري، ورغبة موسكو فى تنسيق واشنطن مع حكومة دمشق قبل الاقدام على هذه الخطوة، فى الوقت الذى تواصل فيه موسكو مساعيها لتعزيز مباحثات السلام بين المعارضة والنظام السوري بعد استبعاد الفصائل المسلحة من عملية الحوار.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ضرورة التحلي بالصبر لدى تشجيع المعارضة السورية على المشاركة في مفاوضات السلام، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني استمالة طرف معين، مضيفا بقوله "أعتقد أن جميع أولئك الذين يهتمون بتسوية الأزمة السورية وتوفير ظروف تسمح للسوريين أنفسهم باتخاذ القرار حول الشكل القادم لبلادهم، يجب أن يستجيبوا للدعوة إلى المشاركة في عملية التفاوض".
نوه "وفي ما يخص أولئك الذين يطرحون شروطا لا تتضمنها قرارات مجلس الأمن الدولي، أعتقد أن علينا التحلي بالصبر ومواصلة توجيه الدعوات إليهم، لكن لا داعي لأن نحاول إقناعهم أو استمالتهم".، مشيرا إلى أن الجولة القادمة من مفاوضات جنيف يجب أن تجري "بمن حضر"، على الرغم من تأكيده على ضرورة توجيه الدعوات إلى جميع المعارضين المعروفين.
لوح لافروف بأن موسكو لا تصر على تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف، مؤكدا أن المعارضين أنفسهم أصحاب القرار بهذا الشأن، مضيفا "إننا نفضل، طبعا، أن يتم تشكيل وفد موحد، لكننا لا نرى مصيبة في حضور وفود عدة".
موسكو تواصل حل الأزمة
موسكو تواصل حل الأزمة السورية سياسيا
ذكّر لافروف أيضا بظهور مشارك جديدة في عملية التفاوض، وهو وفد فصائل المعارضة المسلحة الذي سبق له أن حضر مفاوضات أستانا الأسبوع المضي، ومن المفهوم أن الحوار مازال في بدايته، لكننا نأمل في أن تساعد مسودة الدستور التي وزعناها في أستانا، في تشجيع السوريين أنفسهم على البحث عن مقاربات مقبولة للجميع".
أوضح بشأن المسودة الروسية للدستور السوري : "ننطلق من أنه لا يمكن لأحد فرض اتفاقات من الخارج، لكن، نظرا لوصول مفاوضات السلام إلى طريق مسدود، لم تعد لدينا شكوك في ضرورة إضفاء عنصر عملي إلى هذه الجهود لتشجيع التفكير والمفاوضات الموضوعية".
فى حين أعلنت إحدى جماعات المعارضة التي تقاتل تحت لواء "الجيش السوري الحر"، شمال غرب سوريا، انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد، وأصدر "جيش العزة" الذي كان قد وقع على الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا وتركيا، بيانا قال فيه أنه "غير ملتزم بهذا الاتفاق وأنه سيواصل القتال".
وبعد مفاوضات جرت على مدى يومين في كازاخستان الأسبوع الماضي اتفقت روسيا وتركيا وإيران على ضمان تنفيذ الهدنة بالكامل.
من ناحية آخري وعلى صعيد الجدل بشأن مبادرة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإقامة "مناطق آمنة" في سوريا، حذرت دمشق من تداعيات خطيرة قد يسفر عنها تحقيق هذه الفكرة دون التنسيق مع الحكومة السورية، وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم "فيما يتعلق بما تم تداوله مؤخرا حول ما يسمى بالمناطق الآمنة، كانت وجهات نظر الجانبين متفقة على أن أي محاولة للقيام بذلك من دون التنسيق مع الحكومة السورية هو عمل غير آمن ويشكل خرقا للسيادة السورية".
وجدد المعلم، في إطار المحادثات، التي كانت مركزة على قضية اللاجئين السوريين، دعوة دمشق لجميع المواطنين الذين غادروا سوريا إلى الدول المجاورة بسبب الحرب، إلى العودة لبلادهم، "مؤكدا استعدادها لاستقبالهم وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لهم"، حسب ما نقلته "سانا".
المعارضة السورية
المعارضة السورية
نوه وزير الخارجية السوري أعرب عن تقديره للجهود التي تبذلها المفوضية "بالتعاون مع الحكومة السورية في مجال تقديم المساعدات وتلبية الاحتياجات الإنسانية"، مشددا على ضرورة عدم تسييس مسألة المساعدات الإنسانية و"عدم التمييز في تقديمها، خدمة لأجندات سياسية لا علاقة لها بالشأن الإنساني".
من جانبه مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد غراندي "رغبة المفوضية في مواصلة تعزيز وتوسيع التعاون القائم" بينها وبين الحكومة السورية "في مجال تقديم المساعدات الإنسانية".، وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة السورية في هذا الشأن".
ووقعت دمشق ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد وقعتا اتفاق تعاون بينهما تقوم المؤسسة الأممية بموجبه "بتقديم الدعم التقني إلى إدارة الشؤون المدنية في وزارة الداخلية السورية".
ترامب
ترامب
بينما قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف إن موسكو ستستوضح تفاصيل مبادرة واشنطن الخاصة بإقامة "مناطق آمنة" في سوريا، مضيفا أن بلاده مستعدة لدراسة تطبيق هذه الفكرة، شرط موافقة دمشق عليها، ولفت الوزير الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن "الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وأعني هنا الأفكار الخاصة بإنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط الحكومة".
حسب تقييم لافروف، فإن المبادرة الأمريكية الحالية لا تستهدف إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إنما "الإقدام على خطوات معينة في سياق تخفيف الوطأة المتعلقة باستقبال اللاجئين بالنسبة للدول المجاورة لسوريا وأوروبا"، و"إذا كان الأمر فعلا هكذا، فيمكن دراسة إقامة مثل هذه المناطق لإسكان النازحين داخل الحدود السورية، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين".
كان البيت الأبيض قد قال في بيان إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا في اتصال هاتفي يوم أمس الأحد على دعم إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن. وأضاف البيان "طلب الرئيس ذلك ووافق الملك على دعم مناطق آمنة في سوريا واليمن فضلا عن دعم أفكار أخرى لمساعدة كثير من اللاجئين الذين شردتهم الصراعات المستمرة."
وفي تعليقها على الاتصال الهاتفي لم تذكر وكالة الأنباء السعودية الرسمية إقامة مناطق آمنة. وقالت الوكالة إن الزعيمين أكدا على "عمق ومتانة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين".
يشار إلى أنه وخلال حملته الانتخابية العام الماضي، دعا ترامب دول الخليج العربية إلى دفع مقابل إقامة مناطق آمنة لحماية السوريين.

شارك