تقدم الجيش اليمني بعدة جبهات.. واتساع الخلافات بين الحوثيين وصالح

الإثنين 06/فبراير/2017 - 03:12 م
طباعة تقدم الجيش اليمني
 
واصلت القوات اليمنية تقدمها في جبهة ميدي، مع استمرار حربها ضد تنظيم القاعدة في منطقة ابين، يأتي ذلك مع اتساع هوة الخلافات بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني،  شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الاثنين، غارات على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في مديرية صرواح غرب مدينة مارب شرق العاصمة صنعاء.
وقال مراسل «المصدر أونلاين»، إن ثلاثا غارات استهدفت موقع الجماعة المسلحة بمنطقة سنومة المحجزة شمال غرب صرواح.
وما تزال عدد من المواقع في مديرية صرواح تحت سيطرة جماعة الحوثيين وقوات صالح، رغم شن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية مرات سابقة هجمات لاستعادة تلك المناطق.
 واقترب الجيش اليمني من السيطرة على ميدي بعد تحرير مواقع عسكرية في منطقة ميدي وحرض في محافظة حجة، بعد معارك ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة إن القوات الحكومية سيطرت على التبة الخضراء وموقع أبوالقيادة، ومنطقة الحوض جنوب شرقي مدينة ميدي.
ذكرت مصادر عسكرية من القوات الشرعية اليمنية، أن كل الخيارات متاحة أمام الجيش بالنسبة لمعركة الحديدة، بعد فرض سيطرته على مجريات المعارك في مختلف الجبهات.
وكشفت المصادر العسكرية لصحيفة "المدينة" السعودية، اليوم الإثنين، بدء القوات المشتركة من التحالف للعربي والجيش الوطني، في الإعداد لمعركة تحرير محافظة الحديدة وكامل السواحل الغربية اليمنية. 
فيما شنت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عشرات الغارات العنيفة على مواقع وأهداف للحوثيين وقوات المخلوع صالح في صنعاء والمخا والحديدة وميدي بمحافظة حجة.
أكدت المصادر، أن مقاتلات وبوارج التحالف تمكنت أمس الأحد، من تدمير تجمعات الميليشيات في جزيرة طرفة بالحديدة، وأفشلت وصول شحنة أسلحة إلى الجزيرة عبر قوارب صيد، ودمرتها بالكامل.
وأكدت المصادر أنه يجري حالياً الترتيب النهائي، واستقدام القوات والأسلحة اللازمة، لخوض معركة تحرير ما تبقى من الساحل الغربي، وصولاً إلى الحدود السعودية في ميدي وحرض والصليف، فضلاً عن فتح جبهة جديدة في صعدة، ستقود الشرعية للوصول إلى ثلاث محافظات في آنٍ واحد.
وقال مصدر ميداني إن معاركاً عنيفة اندلعت بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقوات الحكومية والمقاومة من جهة أخرى، في عقبة ثره بين محافظتي البيضاء وأبين جنوب شرق اليمن.
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين»، إن الاشتباكات اندلعت بعد قصف بالأسلحة المتوسطة والرشاشات شنه الحوثيون المتمركزون في الجبل على مواقع للقوات الحكومية التي تسيطر على أسفل جبل ثرة من اتجاه لودر.
ويفصل جبل ثره بين مكيراس في البيضاء ولودر في أبين.
وقال المصدر إن المعارك استمرت لنحو ساعة ونصف، ردت خلالها القوات الحكومية بقصف مباشر بالدبابات والمدفعية الثقيلة، واستهدف مواقع الحوثيين وقوات صالح. وأضاف بأن ضحايا من الحوثيين يُرجح سقوطهم في القصف.
فيما نعى نشطاء في جماعة الحوثيين وقادة ميدانيين في الجماعة، القيادي الميداني البارز في الجماعة «طه المداني»، بعد أكثر من عام ونيف على مقتله، في مواجهات ضد عناصر المقاومة الشعبية.
كانت جماعة الحوثيين قد عينت «طه المداني» وهو أيضاً الشقيق الأكبر للقيادي «يوسف المداني»، مشرفاً على وزارة الداخلية وعضواً في اللجنة العسكرية العليا التي شكلها الحوثيون بعد يوم من إعلانهم «الإعلان الدستوري»، مطلع العام 2015.
فيما أعدم عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوب شرق اليمن مساء الأحد، ضابطاً رفيعاً في الحماية الرئاسية للرئيس عبدربه منصور هادي بعد ساعات من اختطافه.
وقال سكان محليون، إنهم عثروا على جثة المساعد أول عبدالله الخضر وبها آثار لطلقات نارية، بالقرب من مفرق طريق يؤدي إلى منطقة الوضيع مسقط هادي، وفقاً لموقع المصدر اليمني.
وأضافوا إن قريب الرئيس هادي والذي كان يعمل في السابق بدائرة التموين العسكري، كان استوقفه عناصر من تنظيم القاعدة عند إحدى النقاط المسلحة في منطقة الخديرة بالقرب من مديرية لودر، واقتادوه إلى منطقة مجهولة.
وأشاروا إلى أنه عند مساء يوم الأحد عثروا على جثة الخضر، وعليها علامات تشير إلى أن عملية إعدامه تمت عقب اختطافه بلحظات قليلة.

استهداف الفرقاطة السعودية:

استهداف الفرقاطة
وعلي صعيد اخر ، أكدت السعودية أن هجوم الحوثيين وقوات صالح على الفرقاطة «المدينة»، الذي أسفر عن مقتل بحارين وإصابة ثلاثة آخرين، «لن يثني قوات التحالف العربي عن مواصلة دعم الشرعية في اليمن عبر العمليات العسكرية».
وقال رئيس هيئة الأركان العامة في المملكة العربية السعودية الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، خلال استقباله في قاعدة الملك فيصل البحرية في الأسطول الغربي في جدة أمس، الفرقاطة «المدينة»: «إن قوات التحالف ستواصل عملياتها العسكرية في اليمن حتى تحقيق هدفها الرئيس في مساعدة الشعب اليمني والحكومة الشرعية في استعادة الدولة، وحماية مقدراتها من الميليشيات الحوثية الانقلابية».
وأضاف: «إن العمل الإرهابي الانتحاري، يؤكد مجدداً أهمية التصدي للميليشيات التي باتت تشكل خطراً إقليمياً». وشدد على أن استخدام ميناء الحديدة، الذي يقع تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، لشن عمليات إرهابية يمثل تهديداً صريحاً لسلامة خطوط الملاحة الدولية، إضافة إلى تأثير ذلك في تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية والمساعدات الطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين.
وكانت الفرقاطة، التي تعرضت الأسبوع الماضي لهجوم إرهابي أثناء قيامها بدورية مراقبة جنوب البحر الأحمر، وصلت إلى جدة في الموعد المحدد، من دون أي تأخير نتيجة الحادثة.
وأوضح قائد السفينة العقيد بحري ركن عبدالله بن محمد الزهراني «أن مهمة السفينة كانت القيام بدورها الفعال أمام ميناء الحديدة بنحو 20 ميلاً بحرياً والدليل على ذلك هو محاولة استهدافها بعملية إرهابية».
وقال: «الإصابة عبارة عن انفجار الى جانب السفينة وصل تأثيره اليها، ومن ثم تابعت السفينة بفضل الله مسيرتها في منطقة العمليات على مدى سبعة أيام إلى أن وصلت اليوم قاعدة الملك فيصل البحرية بكل أمن وسلامة، كما كانت السفينة مبحرة بكامل قواها والطاقم يتمتع بروح معنوية عالية».
فيما أشاد وزير يمني بجيش الإمارات وعناصره المشاركين في معارك إعادة الشرعية في اليمن ضمن التحالف العربي.
ووصف وزير الدولة اليمني هاني بن بريك الجيش الإماراتي بأنه جيش يتمع باحترافية ومهنية عاليتين.
وقال بن بريك، في تغريدة على حسابه بتويتر، إن “الجيش الإماراتي من الجيوش الكبرى في احترافيته ومهنيته”، مؤكدا أن “من يخالط أفراد الجيش ويقاتل معهم سيدرك مدى الجهد الذي بذل لإعداده”.
واعتبر بن بريك أن الجيش الإماراتي “جيش يحاكي جيوش الدول الكبرى”، مضيفا: “من يخالط الجيش الاماراتي وأفراده ويخوض معهم القتال سيدرك حجم الجهذ الذي بذل لإعداده؛ فهو جيش يحاكي جيوش الدول الكبرى في احترافيته ومهنيته”.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وفي التفاصيل، قالت مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي اليمني، إن تحالف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي شارف على نهايته، في وقت يصعد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من ضغوطه على إيران. 
وأشارت هذه المصادر إلى أن صالح يقف على شفا فك الارتباط بالحوثيين، إذا ما عثر على صفقة مناسبة تضمن له الحد الأدنى من المشاركة السياسية بعد انتهاء الانقلاب. 
ونوهت هذه المصادر في حديثها لصحيفة "العرب" اللندنية، إن صالح فهم رسالة ترامب جيداً، فخطاب الرئيس الأمريكي يتخطى حتى أكثر الخطابات تشدداً لإدارات أمريكية سابقة تجاه نفوذ إيران في المنطقة، ويبدو عازماً على وضع حد له.
ويقول نجيب غلاب، رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، إن “ما يحدث من تدهور في العلاقة بين شركاء الانقلاب هو امتداد للخطأ القاتل الذي ارتكبه التحاق مؤتمر صالح بركب ميليشيا الحوثيين وبناء شراكة معلنة معها عبر المجلس السياسي والحكومة ومن ثم تحمل أعباء الانقلاب وتبييض جرائمه”.
وأكد غلاب لـ”العرب” أن “مسألة فك الشراكة مع الحوثيين باتت ضرورة لحزب صالح، لكنه لا يملك الجرأة ولا القوة لتحدي الحوثيين، إذ صارت العلاقة قائمة على أساس الاستتباع القهري والمذل”.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي  صعيد المسار التفاوضي، جدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مطالبته للميليشيات الانقلابية بتقديم أفكار واضحة تتعلق بالشق الأمني وتسليم السلاح، مؤكدا أن الميليشيات لم توافق حتى الآن على المشاركة في ورشة عمل اللجنة الفنية التي كانت مقررة في الأردن.
وأوضح ولد الشيخ في حوار متلفز مع قناة «العربي» أمس الأول في لندن، أن هناك إجماعا في مجلس الأمن على مسار الحل السلمي في اليمن، مضيفا أنه سيقوم بجولة في المنطقة بهدف وضع جدول زمني لمحطات خريطة الطريق.
وقال إن الحل في اليمن لن يكون خارج مرجعيات القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوارالوطني، وإن جميع الأطراف تؤكد استعدادها للسلام، لكن ما نراه على الأرض هو استمرار الحل العسكري، معتبرا أن مشكلة النخبة السياسية اليمنية تكمن في عدم وجود رغبة في تقديم أي تنازلات، ولفت إلى أن الشعب اليمني يستحق التضحيات من الجميع. ووصف ولد الشيخ تشكيل المجلس الرئاسي الانقلابي وحكومته بالخطوة الأحادية، التي لا تخدم الحل السياسي ولم تعترف أي حكومة بهما.

هادي يلتقي محمد بن سلمان

هادي يلتقي محمد بن
التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الأحد، الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، وسلمه رسالة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويتزامن اللقاء مع تصعيد عسكري كبير تشهده الجبهات اليمنية، كما يأتي بعد أيام من استهداف الحوثيين لفرقاطة سعودية قبالة ميناء الحديدة (غرب).
وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن هادي شكر، خلال اللقاء، العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، على “دعمه للحكومة والشعب اليمني والجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودول التحالف لإعادة الشرعية في اليمن”.
وذكرت الوكالة، أن ولي ولي العهد، تسلم خلال الاستقبال رسالة من هادي للعاهل السعودي، من دون الكشف عن أي تفاصيل عن فحواها.
وأشارت الوكالة، إلى أن محمد بن سلمان، بحث مع هادي، آخر المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية.
و لم تكشف الوكالة عن مدة بقاء هادي في الرياض، التي وصلها قبل أيام، حيث كان يقيم بها منذ اندلاع الأزمة بالسعودية، قبل الانتقال إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
فيما قالت تقارير إعلامية يمنية إن قطر رفضت طلبا بمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمنح حكومته وديعة بقيمة مليار دولار أمريكي لدعم العملة اليمنية.
ونقلت مواقع إخبارية يمنية عن الباحث السياسي، هاني مسهور، قوله إن “دولة ‏قطر رفضت طلب الرئيس اليمني (عبدربه منصور هادي)، الذي يقتضي بوضع مليار دولار أمريكي كوديعة لدعم العملة اليمنية”.
واشترطت قطر -وفقا للمصادر- الكشف عن مصير 500 مليون دولار، استلمتها الحكومة اليمينة سابقا، وهو سبب الرفض القطري، بحسب مسهور.
وعلى صعيد آخر، قال مسهور إن “الفساد أصبح جزءا لا يتجزأ من السياسيين اليمنيين”، مضيفا: “لذلك خرج الحضارم (بن غانم) و(بن شملان) و(بحاح) من التركيبة السياسية الموغلة في الفساد”.

المشهد اليمني

المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، يأتي ذلك مع  تعنت من قبل الحوثيين، لجهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات  العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.

شارك