استمرار الجدل حول مشروع الدستور السوري.. وترامب يرفض دعم الأكراد

الإثنين 06/فبراير/2017 - 08:49 م
طباعة استمرار الجدل حول
 
تواصل المنظمات والتكتلات السياسية السورية طرح اقتراحاتها بشأن المقترح الروسي فى وضع دستور سوري جديد ، يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه نواب البرلمان السوري استعدادهم لتعديل دستور البلاد، ولكنهم يصرون على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وضمان العدالة الاجتماعية كبندين إلزاميين في الوثيقة الجديدة.
من جانبه  أعلن ذلك رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشعب السوري بطرس مرجاني خلال استقباله في دمشق لوفد مجلس الدوما الروسي،  "مما لا شك فيه أن الأزمة السورية فرضت بعض التغييرات وبطبيعة الحال، يعتبر الدستور شكلا من أشكال الاتفاق الاجتماعي بين الدولة والجماهير، وحتما يمكن في بعض الأحيان إدخال تعديلات على الدستور ولكن يجب أن يجري ذلك مع الأخذ بالاعتبار بعض النقاط المحددة. وأهم هذه النقاط السيادة المتينة للدولة السورية ووحدة أراضيها".
وشكك البرلماني السوري في إمكانية إقامة تعاون صادق وصريح بين سوريا وتركيا على خلفية الأزمة السورية.

استمرار الجدل حول
من جانبه وافق عمار بكداش رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الشعب على قول زميله وشدد على النوايا العدوانية لدى أنقرة. ولدى تعليقه على ذلك قال منسق مجموعة الصداقة بين البرلمانين الروسي والتركي دميتري سابلين إن فرض السلام في المنطقة يتطلب بذل جهود جدية وكبيرة.
وأكد نواب البرلمان السوري استعدادهم لتعديل دستور البلاد، ولكنهم يصرون على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وضمان العدالة الاجتماعية كبندين إلزاميين في الوثيقة الجديدة.
من جانبه أشار السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك إلى أهمية إنشاء آلية لجمع كافة الاقتراحات الخاصة بالدستور ولإعداد مشروع للدستور الجديد على أساس هذه الاقتراحات، موضحا أن مختلف المنظمات والتكتلات السياسية بدأت طرح اقتراحاتها بنشاط بعد قيام موسكو بعرض اقتراحاتها الخاصة بوضع دستور سوري جديد في أستانا، مؤكدا أن الاقتراحات الروسية تحاول فقط تحريك الحوار بهذا الشأن.
أعرب كينشاك عن أمله في إشراك الولايات المتحدة في عملية أستانا حول الأزمة السورية بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة، مشيرا إلىإن المستوى غير العالي لتمثيل الولايات المتحدة في اجتماع أستانا للمفاوضات حول تسوية الأزمة السورية كان مرتبطا بتزامن عقد هذا الاجتماع مع مرحلة انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة.

استمرار الجدل حول
أكد السفير الروسي: "ومهما كان، فإن روسيا ترحب بمشاركة الولايات المتحدة بأنشط شكل ممكن في عمليات مكافحة الإرهاب "على الأرض" وفي عملية التسوية السورية عموما".، وان ن وفد الحكومة السورية لن يعترض على مشاركة ممثلين عن المعارضة المسلحة في الاجتماع المقبل ، مذكّرا بأن ممثلي الجانبين قد اجتمعوا في أستانا حول طاولة واحدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول تعزيز نظام الهدنة.
على صعيد آخر أشارت صحيفة "إيزفيستيا" إلى أن واشنطن تنوي النظر بصورة جديدة إلى الحرب ضد الإرهاب في سوريا، والتفكير بالتعاون مع روسيا، ونقلت واشنطن بوست تأكيدها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض خطة دعم الكرد، التي وضعتها إدارة باراك أوباما من أجل تحرير الرقة، التي تعدُّ عاصمة تنظيم "داعش".
ويري محللون أن أن خطة ترامب لتحرير معقل الإرهابيين، لا تعتمد على اقتحام المدينة، بل على حصار المسلحين بسيناريو شبيه بسيناريو تحرير الجيش السوري بدعم من روسيا الجزء الشرقي من مدينة حلب، والاشارة إلى أن رفض ترامب الالتزام بخطة أوباما في عملية تحرير الرقة يعود إلى أن واشنطن تنوي إجراء مراجعة لعملية مكافحة الإرهاب في سوريا، والتفكير في آفاق التعاون مع روسيا. ويعتقد الخبراء أن إحدى الطرق المحتملة هي فرض طوق حول الرقة.

استمرار الجدل حول
من جانبه قال الخبير العسكري فلاديمير يفسييف إن "الحديث يدور هنا عن إعادة النظر في مقاربات الولايات المتحدة في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا. ولعل الإرث، الذي تركته إدارة اوباما في هذا المجال، في حال ليس هو الأحسن. وإذا كان الحديث يدور عن قرار ترامب بشأن الرقة، فإن خلف هذا، يكمن غياب الفهم العميق وغير الكافي للرئيس الذي سبقه. إذ إن الكرد منذ البداية لم يكونوا ينوون السيطرة على هذه المدينة، وهم لم يكونوا بحاجة إليها، لأن اهتمامهم ينصب على الأراضي الشمالية. 
أشار الخبير العسكري إلى أن إقامة مزيد من التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة قد يكون خطوة مهمة في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الغارات الجوية المشتركة ضد مواقع المسلحين، وكذلك إنشاء مركز تخطيط للعمليات. وهذا الأمر يفسح المجال مستقبلا أمام قوات الكرد والقوات الحكومية السورية لمحاصرة الرقة وقطع طرق الإمداد عن المسلحين وإنهاكهم.
نوهة خبراء إلى أنه سيكون من الممكن بدء البحث عن الخيارات، التي من شأنها إحكام السيطرة على الرقة من دون تنفيذ عملية عسكرية في داخلها، كما حدث في شرق حلب. وفضلا عن ذلك، يجب على ترامب إيجاد حل وسط مع تركيا، لأن ممارسة سياسة دعم الكرد والحفاظ على مستوى العلاقات، الذي كان قائما مع أنقرة، سوف يكون مستحيلا.
على الجانب الآخر قال إيجور موروزوف، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي أن المجلس ينتظر من الرئيس الأمريكي خطوات عملية لتعزيز التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في محاربة الإرهاب في سوريا، وأن "ترامب أخذ فاصلا زمنيا من أجل دراسة الوضع. وهو لا يريد أن تستمر الحملة، التي هي بالفعل مكلفة جدا للأميركيين".
وأعرب السيناتور موروزوف عن اعتقاده بأن "الرئيس الاميركي قد اتخذ هذا القرار بعد التشاور مع وزير دفاعه، الذي يعدُّ واحدا من أكبر المتخصصين في إدارة الحرب في الشرق الأوسط. ونحن الآن ننتظر ريثما تصبح الولايات المتحدة، على استعداد للتفاوض مع وزارة الدفاع الروسية من أجل تنسيق العمل المشترك"، كما قال موروزوف.  
يذكر أن  صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كانت قد كتبت في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض خطة الرئيس السابق باراك أوباما حول كيفية تطهير الرقة من إرهابيي "داعش". كما ذكرت الصحيفة أنه بموجب هذه الخطة يجب على الكرد، الذين يشنون هجوما بريا ضد إرهابيي "داعش" في الرقة، اجتياز تدريبات وتحضيرات عسكرية، بما يتضمن التدرب على استخدام الأسلحة الحديثة وحرب الشوارع في المدن.

شارك