الجيش اليمني يحرر المخا.. وغموض حول سحب الاذن الامريكي بشنّ عمليات ضد "القاعدة"

الأربعاء 08/فبراير/2017 - 06:21 م
طباعة الجيش اليمني يحرر
 
تمكنت قوات الجيش اليمين من تحرير مدينة المخا، في وقت تتواصل فيه العمليات القتالية بجبهة ميدي، يأتي ذلك مع اتساع هوة الخلافات بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والحوثيين، مع تايكد يمني ععلي بقاء تصريح الولايات المتحدة بالتدخل البري في اليمن لمواجهة القاعدة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، قتل 16 من مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الموالية لها، في غارتين للتحالف العربي وقصف مدفعي للجيش اليمني، بمدينة ميدي بمحافظة حجة شمال غربي البلاد.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، (موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي) في تدوينتين على صفحته الرسمية على الفيس بوك، نشرهما فجر اليوم الأربعاء “إن ١٥ عنصراً من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، قتلوا في غارتين جويتين لمقاتلات التحالف العربي، استهدفتا تجمعات لهم جنوب شرق مدينة ميدي” .
وأشار إلى أن القائد الميداني “حسين الحجيري ريبان”، لقي مصرعه في قصف مدفعي للجيش الوطني بمنطقة المخازن شرق مدينة ميدي.
وكان الجيش اليمني، أعلن السبت الماضي سيطرته على مواقع إستراتيجية هي التبة الخضراء وأبو القيادة ومنطقة الحوض جنوب شرق ميدي، موضحاً في بيان له إلى أن قواته تقترب من إحكام السيطرة على المدينة.
وقد تمكنت القوات الحكومية عصر اليوم الأربعاء، من دحر جيوب مليشيات الحوثي وصالح من الأحياء الشمالية لمدينة المخا غربي تعز (جنوب غرب اليمن). 
وقالت مصادر ميدانية لـ" المصدر أونلاين" أن القوات الحكومية انتشرت في جميع أحياء مدينة المخا بعد تطهيرها من مليشيات الحوثي وصالح، وتواصل الفرق الهندسية نزع الألغام. 
وطبقا للمصادر، انتشرت القوات الحكومية في المدخل الشمالي لمدينة المخا، ونصبت النقاط في الخط الساحلي الذي يربط المدينة بمنطقة يختل شمال المديرية ومديرية الخوخة جنوبي الحديدة. 
كما تقدمت عشرات المدرعات شرقا باتجاه مديرية موزع تمهيدا للتحرك نحو معسكر خالد بين الوليد، وتحريره من مليشيات الحوثي وصالح، بحسب المصادر. 
في ذات الوقت، قامت فرق الهلال الأحمر الإماراتي اليوم بتوزيع سلال غذائية ومواد إغاثية على سكان أحياء وسط مدينة المخا ضمن خطة إغاثية كبيرة لسكان المدينة. 
ويأتي تحرير مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي بعد معارك عنيفة استمرت 30 ساعة بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثي وصالح. 
وكان طيران التحالف قد شن قرابة 200 غارة خلال الأربع الأيام الماضية على مواقع المليشيات الإنقلابية في مديرتي المخا وموزع غربي تعز.وكانت قيادة عمليات التحالف العربي في اليمن أكدت أن قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت، الثلاثاء، على وسط مدينة المخا ومعظم المباني والشوارع، بينما تشهد صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح حالة من التقهقر والهروب.
وقصفت بوارج حربية ومروحيات الأباتشي التابعة للتحالف العربي مناطق الطائف والنخيلة وزبيد جنوب مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
كما شنت طائرات التحالف بدورها غارات على مواقع الميليشيات قرب ميناء المخا، وفي جبل الشبكة قرب معسكر خالد شرقاً، وذلك في وقت دارت فيه اشتباكات متقطعة في محيط مدينة المخا، وفقاً لمصدر عسكري.
وضربت طائرات التحالف العربي أيضاً مواقع للميليشيات في ساحل مديرية اللحية التابعة لمحافظة الحديدة، جنوب مديرية ميدي في محافظة حجة الحدودية.
من جهة أخرى، أفادت مصادر عسكرية بمقتل 26 عنصراً من الميليشيات، بينهم القيادي الميداني محمد مهدي البرطي، بعد معارك بين الميليشيات وقوات الشرعية اليمنية في المرتفعات الجبلية المطلة على منطقة الفرع في محور البقع شرق محافظة صعدة.
أما في محافظة تعز، فصد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً لميليشيات الحوثي والمخلوع على مناطق جنوب شرقي مدينة تعز، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة آخرين خلال الاشتباكات وفقاً لقيادة محور تعز.
هذا وبحسب مصادر للمقاومة الشعبية، قصفت الميليشيات بالمدفعية منازل السكان في مناطق ضباب والخمسين والربيعي غرب تعز.

استمرار عمليات واشنطن ضد القاعدة:

استمرار عمليات واشنطن
وعلي صعيد اخري، أبدت الحكومة اليمنية قلقها للولايات المتحدة بشأن غارة للقوات الأمريكية الخاصة استهدفت متشددي تنظيم القاعدة وقتلت عدة مدنيين، لكنها لم تصل إلى حد إلغاء التصريح بالقيام بالمزيد من العمليات في المستقبل.
وأسفرت الغارة الليلية في محافظة البيضاء الجنوبية والتي أقرها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عن معركة بالبنادق قتل فيها أحد أفراد قوات البحرية الأمريكية وأحرقت مقاتلة أمريكية وقال مسعفون محليون إن عدة نساء وأطفال قتلوا.
ونقلت رويترز عن مسؤول يمني بارز قوله “لم نسحب تصريحنا للولايات المتحدة بتنفيذ عمليات برية خاصة لكننا أوضحنا تحفظاتنا بشأن العملية السابقة.”
وأضاف “قلنا إنه في المستقبل يتعين أن يكون هناك تنسيق أكبر مع السلطات اليمنية قبل أي عملية ويتعين أن تؤخذ سيادتنا في الاعتبار” وأكد مسؤول يمني آخر ذلك.
وقال مسؤولون دفاعيون أمريكيون إنهم يحققون في تقارير عن مقتل مدنيين في الغارة وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الثلاثاء إنها كانت تهدف لجمع معلومات مخابراتية وكانت “ناجحة جدا.”
وأيدت الحكومة اليمنية حملة أمريكية ضد فرع تنظيم القاعدة القوي في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. وقتلت عشرات من الضربات بطائرات بدون طيار في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قادة بارزين لكنها كثيرا ما قتلت مدنيين كذلك.
و قال البيت الأبيض، إن العملية النوعية التي قامت بها قوات خاصة أمريكية في اليمن نهاية الشهر الماضي، لم تكن تستهدف زعيم ما يُعرف بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي.
وفي 29 يناير2017، نفذت قوات الاستخبارات البحرية الأمريكية المعروفة باسم “نيفي سيل” مداهمة عسكرية ضد معسكر لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في منطقة القيفة بمحافظة البيضاء في اليمن.
وردًا على سؤال صحفي حول إذا ما كانت العملية التي نفذتها القوات الأمريكية استهدفت الريمي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: “على الإطلاق، لم يكن ذلك”.
وأضاف، في الموجز الصحفي للبيت الأبيض من واشنطن، أن “الهدف من المباغتة كان جمع المعلومات الاستخبارية، وهذا هو ما استلمناه وحصلنا عليه، ولهذا نحن نعتبرها ناجحة”.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، تقدّم محامي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، صباح الثلاثاء، عبر نيابة الصحافة في صنعاء، بطلب استدعاء ما يسمى بـ رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، محمد علي الحوثي، على خلفية شكوى تقدّم بها الأخير على القيادي والإعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح، كامل الخوداني، متهمًا إيّاه بسبه وشتمه.
وأوضح المحامي محمد مهدي المسوري، في منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” أسباب طلبهم باستدعاء محمد علي الحوثي، دون ذكر صفته.
وقال المسوري: “لهذه الأسباب طلبنا استدعاء محمد علي الحوثي، كون الشكوى المرفوعة ضد كامل الخوداني، بسبب تطاوله وتهجمه وسب محمد علي الحوثي، والذي حددوا صفته في الشكوى بأنه رئيس اللجنة الثورية العليا، وركزوا طبعًا على كلمة العليا”.
وأضاف المسوري: “وبالرجوع إلى ما كتبه كامل الخوداني، اتضح جليًا أنه لم يذكر محمد علي الحوثي بالاسم نهائيًا، ولم يذكر صفته المعروفة برئيس اللجنة الثورية العليا، على الإطلاق”.
وتابع المسوري: “صحيح أنه ذكر رئيس اللجنة الثورية، ولكنه لم يذكر (العليا)، والمعلوم أن لدينا في كل وزارة ومؤسسة ومصلحة حكومية وبنك ومحافظة، لجنة ثورية ولكل واحدة رئيس”.
وأردف قائلًا: “يعني هناك عدد كبير من رؤساء اللجان الثورية، فأي رئيس لجنة ثورية فسرتم”.
وأشار المسوري إلى أن “المطلوب من محمد الحوثي، أن يحضر للنيابة ويشرح لنا كيف عرف أو فهم بأنه هو المعني في المنشور لا شخص آخر، ومناقشة ذلك بالتفصيل، ولا ينفع أن يشرح ذلك محاميه، لأن الموضوع شخصي مرتبط به”.
ومضى إلى القول: “وهو المعني بذلك لا مستشاروه الذين أشاروا عليه بتقديم الشكوى دون أن يطلعوا عليها ويراجعوها مراجعة قانونية صحفية”.
وأكد المسوري: “وقد تقدمنا اليوم إلى نيابة الصحافة بطلب استدعاء مسبب، نأمل أن يتم التعاطي معه قانونيًا دون أي مؤثرات، مؤكدين أن هذا هو جوابنا الوحيد”.
وبدأت في الآونة الأخيرة، تطفو على السطح الكثير من الخلافات بين طرفي الانقلاب على السلطة الشرعية في اليمن، لا سيما المتعلقة بالمحاصصة على تقسيم المناصب فيما بينهما.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، أطلقت الأمم المتحدة الأربعاء مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون نسمة في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة بعد عامين من الحرب.
وقال جيمي مكجولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن في وثيقة المناشدة "الوضع في اليمن كارثي ويتدهور بسرعة."
وتابع "نحو 3.3 مليون شخص بينهم 2.1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد". وبحسب الأمم المتحدة هناك حوالي 18,8 مليون شخص - أكثر من ثلثي الشعب - بحاجة لمساعدة في اليمن.
بين هؤلاء 10,3 مليون شخص متضررون بشدة من النزاع وبحاجة "لمساعدة إنسانية فورية" بما يشمل 2,1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية بحسب المنظمة الأممية.
والسنة الماضية، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون من مساعدة 5,6 مليون شخص لكن هذه السنة تأمل في مساعدة 12 مليوناً.

هادي: ايران لن تحكم اليمن

هادي: ايران لن تحكم
وعلي صعيد اخر تعهد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، برفع علم بلاده على معقل جماعة “أنصار الله” الحوثية بمحافظة صعدة، شمالًا، مشيرًا إلى أن إيران لن تحكم اليمن.
جاء ذلك في كلمة ألقاها هادي، اليوم، في احتفالية جماهيرية بمحافظة جزيرة سقطرى، جنوبي اليمن، التي وصل إليها أمس، في ثاني زيارة له منذ توليه الرئاسة في فبراير 2012.

وقال هادي: “لن نسلم اليمن للانقلابيين، الحوثيين والموالين لهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإن إيران وأدواتها لن تحكم اليمن مهما كلف ذلك”.
ويرتبط الحوثيون بعلاقة قوية مع إيران، وسط اتهامات للأخيرة بتزويد الجماعة بأسلحة متطورة وخبراء تصنيع مكنتها من مهاجمة الأراضي السعودية.
وجدد هادي في كلمته عزمه رفع علم الجمهورية اليمنية فوق جبال “مران” بمحافظة صعدة، مسقط رأس عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين.
وأضاف:”لن تضيع دماء شهدائنا هدرًا، ولن نخذل شعبنا، وسنبني اليمن الاتحادي الجديد”.
ووجه هادي، في كلمته، الحكومة بتنفيذ جملة من المشاريع الخدمية بمحافظة جزيرة سقطرى في مقدمتها توفير 2 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، وإصلاح الشبكة الداخلية.
كما وجه هادي، بسرعة فصل المؤسسات الحكومية في سقطري التي ما زالت تتبع محافظ حضرموت، وتأسيس العمل فيها كمحافظة بصلاحيات إدارية مستقلة كبقية المحافظات.
وكانت سقطرى تتبع إداريًا محافظة حضرموت شرقي اليمن، قبل أن يصدر هادي في أول زيارة له إلى سقطرى في أكتوبر 2013 قرارًا بإعلانها محافظة مستقلة.
ووجه هادي الشكر للمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي والمؤسسات والهيئات الخيرية على كل ما يقدمونه لسقطرى من دعم ومساندة في مختلف المجالات.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفًا عربيًا في اليمن ضد الحوثيين، تشارك فيه الإمارات، يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني بالتدخل عسكريًا لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية، والقوات الموالية لصالح”.

المشهد اليمني

المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، يأتي ذلك مع  تعنت من قبل الحوثيين، لجهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات  العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.

شارك