موسكو تسرع من وتيرة مفاوضات الحل السياسي للأزمة السورية

الخميس 09/فبراير/2017 - 07:35 م
طباعة موسكو تسرع من وتيرة
 
تنسيق روسي ايرانى
تنسيق روسي ايرانى تركى لانعاش الحلول السياسية
يخطط ممثلو روسيا، ايران، تركيا والأردن، في اللقاء المزمع عقده في العاصمة الكازاخستانية الأسبوع المقبل، لوضع حل نهائي لمسألة تقسيم المعارضة السورية إلى معتدلة ومتطرفة. وبحسب تقييمات الخبراء، فإن هذا سيسهل كثيرا محاربة الإرهابيين، وكذلك إجراء المفاوضات السلمية، حيث تنوى موسكو وشركاءها تحديد قائمة "المعتدلين" و "المتطرفين" من مجموعات المعارضة السورية، لأن الأُول سيُعَدُّون مشاركين محتملين في عملية التسوية السورية، بينما سيخضع الآخرون للسحق.
وكشفت تقارير اعلامية أن تحديد المعايير الرئيسة لتقييم الجماعات تم يوم الاثنين الماضي عبر عدة خطوات، وهى  الضلوع في النشاط الإرهابي، معاملة المدنيين والإيديولوجيا". وقال إن الاختراق الرئيس يكمن في التسليم بأنه "لا ينبغي النظر إلى الجماعات الأصولية كافة كتنظيمات متطرفة وإرهابية".، وإذا كان الأمر مع ما يسمى بـ "الجيش السوري الحر" واضحا إلى حد معين، فإن الأمر مع المجموعات الإسلاموية الكثيرة العدد، يتطلب الاستيضاح".
ونوهت مصادر اعلامية إن "المهمة الرئيسة الآن تتلخص في الفصل بين المجموعات التي تدخل في "جبهة النصرة" السابقة وفي "أحرار الشام"". ورأى أن تخفيف شروط المطالب الإيديولوجية يمكن أن يصبح مسوغا لقبول مشاركة العديد من المجموعات في التسوية السلمية، والاشارة إلى أن قوائم "المعتدلين" و"المتطرفين" النهائية سوف يتم الاتفاق عليها في جولة المباحثات الدورية في أستانا في منتصف الشهر الجاري. وبحسب المعطيات الأولية، فإن روسيا يمكن أن تلين موقفها من المجموعات، التي انضمت خلال الشهر الماضي إلى تنظيم "أحرار الشام". كما لا يستبعد أن تدرج في قوائم "المعتدلين" مجموعات مثل "جيش المجاهدين"، "جيش الاسلام"، "كتيبة أسود السنة" وقرابة دزينة من المجموعات الإسلامية الأخرى.
في حين أن المجموعات، التي التفت حول "جبهة النصرة"، بعد أن كانت قد حددت موقعها كفرع لتنظيم "القاعدة، فستكون هدفا دائما للغارات الجوية حتى تدميرها بالكامل. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، حدد المشاركون في مفاوضات أستانا في يوم الاثنين الماضي مناطق وجود "جبهة النصرة". 
من جانبه صرح رئيس الوفد الروسي للمفاوضات في أستانا ستانيسلاف حجي محميدوف لصحيفة "إيزفيستيا"  الروسية أن "الآراء غير متوافقة لدينا؛ ولكننا بصفة عامة، توصلنا مبدئيا إلى الاتفاق على رسم هذه المناطق على الخريطة".
كما ناقش المشاركون بنشاط في الاجتماع مسألة إشراك وحدات المعارضة السورية المعتدلة في محاربة "داعش" و"النصرة"، على غرار مشاركة "الجيش السوري الحر" في محافظتي حلب وإدلب في شمال-غرب البلاد.
جولة جديدة الاسبوع
جولة جديدة الاسبوع القادم من مفاوضات الحل السياسي
فى حين أكدت مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا، إن الفصل بين المعارضة "المعتدلة" و"المتطرفة" سيسمح بحل ثلاث مشكلات رئيسة دفعة واحدة، وهذا يسهل هذا على جميع الأطراف محاربة الإرهابيين، حيث يصبح واضحا للعسكريين من يمكن، ومن يحظر ضربه، وأنه "سيكون عليهم وقف الصراع المسلح، والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة، والاتفاق على أبعاد التسوية. وهكذا أخيرا يتوقف الجدل بين اللاعبين الخارجيين حول من من المعارضين يمكن اعتبارهم إرهابيين، وهذا سيسهل بشكل جوهري التعاون في إطار المسار السياسي مع تركيا وإيران والأردن، وكذلك مع الولايات المتحدة ودول الخليج مستقبلا"، بحسب سوبونينا. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه موسكو دعمها لاستئناف المفاوضات السورية في جنيف، في 20 من الشهر الجاري، داعية الدول الإقليمية إلى مساعدة أطراف الأزمة في التحضير لهذا الاجتماع، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا "ندعم مقترح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بشأن استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة".
أعربت زاخاروفا عن أملها في أن "يقدم الشركاء الإقليميون والدوليون لروسيا أكبر مساعدة ممكنة للأطراف السورية في التحضير لهذه الفاعلية".، مشيرى إلى أن الممثلين عن روسيا وتركيا وإيران والأردن والأمم المتحدة، الذين أجروا، في 6 فبراير الجاري، اجتماعا حول سوريا في العاصمة الكازاخستانية أستانا، أنجزوا تقريبا عملية تسجيل الأراضي الخاضعة حاليا لسيطرة الإرهابيين.
أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "إن من أهم نتائج هذه الفاعلية الإنجاز شبه الكامل للعمل على تسجيل مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة تنظيمي داعش وجبهة فتح الشام، والتي لا تخضع لنظام وقف إطلاق النار".، كما أعلنت أن الجانب الروسي سلم المشاركين في الاجتماع مشروعي وثيقتين أعدهما واقترح بحثهما في الجلسات اللاحقة لفريق العمل المشترك.
نوهت بقولها"يدور الحديث عن بروتكول ملحق للاتفاق بشأن آلية تسجيل انتهاكات نظام وقف الأعمال القتالية، الذي تم إعلانه بسوريا في 30 ديسمبر الماضي ، وقواعد تطبيق العقوبات بحق الأطراق الخارقة، وكذلك عن نظام المنطقة المتصالحة".
سوريا الى اين
سوريا الى اين
شددت على انه من المخطط إجراء اجتماع جديد لمجموعة العمل المشتركة، التي تضم كلا من روسيا وتركيا وإيران، حول التطورات على الساحة السورية بأستانا، يومي 15 و16 فبراير الجاريـ وشددت المسؤولة، مع ذلك، على أن العملية في أستانا "تمثل جزءا من الجهود المشتركة الرامية لتسوية الأزمة السورية في إطار سياسي".
وفي سياق العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، أكدت زاخاروفا استعداد موسكو للتعاون الشامل مع واشنطن، لكنها أشارت إلى أنه يجب، في البداية، انتظار استكمال عملية تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحة أن التعاون بين البلدين يتطلب وجود أحد في الجانب الآخر للقيام بتنفيذه، وننتظر تشكيل فريق الخارجية الأمريكية وتحديد موقف الإدارة من الاتجاهات الأساسية للعلاقات الدولية".، منوهة  "ثم يجب إجراء اتصالات أولية على المستوى الدبلوماسي، ونحن مستعدون، بعد ذلك، للتعاون الشامل مع شركائنا الأمريكيين حول المسائل التي تثير اهتمامنا المتبادل".
كما أعلنت زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيشارك في أعمال اجتماع وزارء خارجية الدول الأعضاء في "مجموعة العشرين الكبرى" في مدينة بون الألمانية في 16 و17 من الشهر الجاري، وردا على سؤال حول ما إذا كان من المخطط إجراء لقاء بين لافروف ووزير الخارجية الأمريكي الجديد، ريكس تيلرسون، على هامش أعمال الاجتماع، أشارت زاخاروفا إلى أن "هذه الإمكانية قيد الدراسة الآن".
وفى سياق متصل بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو في مكالمة هاتفية، سير تنفيذ اتفاقات الهدنة في سوريا والمساهمة في إطلاق مفاوضات سلام مثمرة، وتناول الوزيران المساهمة في "إطلاق عملية مفاوضات مثمرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في منصتي أستانا وجنيف".، كما بحث الوزيران مسائل تعزيز التعاون الروسي التركي بين البلدين.
على الجانب الأخر كشفت تقارير اعلامية عن احتمال عقد جولة جديدة من المفاوضات في أستانا، علما بأن اللقاء الأول في العاصمة الكازاخستانية بمشاركة ممثلي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، توصل إلى اتفاق حول تثبيت نظام وقف إطلاق النار.
فى حين دعا مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، إلى الحفاظ على جميع الآليات السابقة للتعاون حول سوريا وتطويرها، مضيفا "نحن نرى أن جميع  الآليات التي تمكنا من وضعها سابقا، أو التي تم التخطيط لاعتمادها خلال محادثاتنا مع الولايات المتحدة، وكذلك في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، يجب الحفاظ عليها، وتطويرها لاحقا".
كما أعلن المندوب الروسي أن المفاوضات السورية في جنيف، المقررة يوم 20 فبراير، يجب أن تكون مباشرة وبمشاركة الأكراد والمعارضة المعتدلة التي شاركت في أستانا، وقال بورودافكين: "نحن نعتبر أن هذه المفاوضات يجب أن تكون مباشرة وان يضم وفد المعارضة جميع القوى السياسية لسوريا المعاصرة، التي تسعى للتسوية السلمية للنزاع في البلاد، بما في ذلك الأكراد".
وأكد بورودافكين، أهمية "أن يكون وفد المعارضة موحدا، إن أمكن، وأن يتحدث مع الوفد الحكومي بموقف مشترك".
بينما أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إرجاء المفاوضات السورية-السورية، من 8 فبراير إلى 20 منه ، طالبا من المعارضة السورية تشكيل وفدها الموحد حتى الثامن من فبراير، وإلا سيعمل هو على تشكيل هذا الوفد إلى جنيف.

شارك