قراءة في استراتيجية الجيش للقضاء على "داعش سيناء"

السبت 11/فبراير/2017 - 07:12 م
طباعة قراءة في استراتيجية
 
بعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة على المواجهة الفعلية التي تقوم بها قوات الجيش المصري ضد العناصر الإرهابية المتمركزة في شبه جزيرة سيناء المحازية لكيان الإحتلال الإسرائيلي، وقطاع غزة الفلسطيني المحاصر، بدا أن الدولة المصرية مُصرة على الكشف عن مجريات الحقائق في تلك البؤرة الملتهبة من الدولة المصرية، إذ أوضح مدير إدارة الاستخبارات الحربية اللواء محمد فرج الشحات، نشاط الجيش في مواجهة العناصر الإرهابية، وذلك خلال ظهور نادر له على هامش الندوة التثقيفية التي أقامتها المؤسسة العسكرية، الخميس الماضي.
الشحات الذي تحدث بالأرقام والبيانات طوال 20 دقيقة فترة عرضه لتلك المحاور، أكد أنه في أعقاب ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، تصاعدت محاور التنسيق والتعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية، وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس (الفرع المصري لتنظيم داعش) الإرهابي، حيث توحدت توجهاتهم نحو هدف واحد هو الارتفاع بسقف الضغوط على الحكومة المصرية لدعم أهداف الإخوان في استعادة السلطة.
وباتت ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني تمثل أحد أهم التحديات أمام المجتمع الدولي، بعدما انتشرت في معظم المسارح الإقليمية وامتدت إلى المجتمعات المختلفة دون تفرقة بين مجتمع نامٍ أو متقدم، وأن الجيش المصري تبنى استراتيجية شاملة تشمل ثلاثة محاور رئيسة في مواجهة موجات الإرهاب المنظم والمخطط المدعوم من الخارج والداخل، خاصة أن البيئة الأمنية المتردية في بعض دول المنطقة كان لها الأثر البالغ في تصاعد العمليات الإرهابية في مصر.
كان تنظيم "داعش سيناء" أعلن الخميس الماضي تدشينه مرحلة جديدة من عمليات استهداف اسرائيل، إذ تبنى إطلاق عدة صواريخ من طراز جراد من الجانب المصري، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاط 3 صواريخ، في حين سقط صاوخ في صحراء النقب، بينما إلتزمت مصر وقتها الصمت تجاه ما زعمه "داعش سيناء" او ما أعلنه  الجيش الإسرائيلي. 

نتائج أحرزها الجيش على الأرض

نتائج أحرزها الجيش
وفيما يخص النتائج التي أعلنها اللواء الشحات عن تحركات الجيش ميدانياً في نطاق المدن الشيخ زويد ورفح والعريش، حيث أشار إلى أنه تمت تصفية 500 من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، ما أفقدها (عناصر التنظيم) توازنها، (إضافة الى) القضاء على 250 هدفاً ما بين مخابئ ومناطق تجمع للعناصر ومخازن سلاح وذخائر، و130 سيارة.
ولفت الشحات إلى أن الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، تلعب دوراً رئيساً في دعم العناصر الإرهابية، الأمر الذي دفع الجيش الى اتخاذ إجراءات هندسية فاعلة لتدمير الأنفاق، مؤكداً نجاح الجيش في شكل كبير في هذا المجال، إلا أنه ما زالت توجد أنفاق تمكنت العناصر الإرهابية من تبطينها بالحوائط الخرسانية لمجابهة إغراقها بالمياه، بينما نجحت قوات الجيش في تدبير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتى أعماق كبيرة.
وفيما يخص المواد المتفجرة، قال الشحات إن سلطات الأمن في مصر عمدت الى تجفيف منابع التمويل والدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية حيث تم ضبط 1025 طناً من المواد المتفجرة والمواد ثنائية الاستخدام أثناء وصولها الى بعض الموانئ المصرية وفي مناطق ومدن داخل مصر، والتي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية في شمال سيناء.

قراءة في استراتيجية
ويبدو ان الجيش لا يقف عن حد ضبط تلك المواد، لكنه يسعى إلى تتبع ورصد العناصر التي تقف وراء عمليات تهريب تلك المواد المتفجرة، حيث أشار الشحات إلى أنه تم اعتقال شبكة تعمل على جلب وتهريب دوائر كهربائية ومعدات فنية ومعدات تستخدم في أعمال الغطس لمصلحة العناصر الإرهابية، كما تم اعتقال بعض التشكيلات العصابية التي تقوم بتوفير الدعم المادي واللوجيستي بالتعاون مع شركات صرافة ومحال مصوغات وشركات سياحة يتجاوز عددها عشر شركات تتلقى مبالغ مالية وتم ضبط 115 مليون جنيه.
الشحات تحدث كذلك عن أطراف دولية تدعم تلك الجماعات الإرهابية لكنه لم يسمى تلك الدول، وأكد أن نتائج استجواب العناصر المتورطة في تقديم الدعم المادي واللوجيستي أشارت الى تورط بعض الدول، في تقديم هذا الدعم عبر استيراد المواد المتفجرة والمواد ثنائية الاستخدام ودفعها إلى قيادات إخوانية مقيمة في البلاد، للتخزين والنقل والتصنيع، قبل إمداد العناصر الإرهابية بها.

الأوضاع على الجبهة الغربية

الأوضاع على الجبهة
وتمثل الجبهة الغربية المحازية لدولة ليبيا تحدياً آخر لقوات الجيش، إذ يبلغ طول الحدود المشتركة بين مصر وليبيا نحو 2000 كيلومتر وبعمق 800 كيلومتر، وهي المساحات التي تتحمل قوات الامن تامينها بالكامل ما يمثل ضغط على القوات، تطرق الشحات إلى الوضع الأمني على الحدود الغربية مع ليبيا، والجنوبية مع السودان، وأوضح أنه تم رصد وتتبع 38 تحركاً للعناصر الإرهابية، وبالتنسيق مع سلاح الطيران وقوات حرس الحدود، تم توجيه ضربات أسفرت عن إصابة وتدمير 39 سيارة بحمولات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة.
وكشف أن قوات الجيش قتلت متورطين في استهداف كمين الشرطة في "النقب" التابع لمحافظة الوادي الجديد (على الحدود الغربية الجنوبية)، وهو الحادث الذي جرى منتصف الشهر الماضي وأدى إلى سقوط 9 قتلى من الشرطة.
وأوضح أنه عقب الحادث، تم تكثيف أعمال التحري والتنسيق وتبادل المعلومات مع وزارة الداخلية، وتم النجاح في رصد فرار العناصر الإرهابية إلى إحدى المناطق الجبلية جنوب مدينة أسيوط (جنوب القاهرة)، وتم استهدافهم، ما أسفر عن مقتل 7 أفراد (من المتورطين في الحادث)، وانفجار مخزن متفجرات والعثور على كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات وسيارتين إحداهما مفخخة.

تداعيات الحرب على الإرهاب

تداعيات الحرب على
أكد الشحات أن ملاحقة الجماعات الإرهابية، دفع إلى إحكام السيطرة على مناطق وجود العناصر الإرهابية في مدن شمال سيناء، وتطوير منظومة الموانئ والمطارات لمنع أي محاولات للاختراق، كما تم القضاء على العناصر الإرهابية شديدة الخطورة التي لديها قدرات قتالية كبيرة وتحديد شبكات التمويل والتهريب.
وان أداء أجهزة الرصد والتتبع والاستهداف للعناصر الإرهابية، يتسم بمنتهى الدقة والحرص، فعندما يتم الرصد الإلكتروني لسيارة يوجد بها إرهابيون، خصوصاً إذا ما كانت هذه السيارة تقف أو تسير بجوار مجمع سيارات يوجد به مواطنون أبرياء، فإن التعامل معها واستهدافها يكون بحرص شديد حتى لا ينزل الضرر بأي مواطن مصري يسير قربها.

شارك