دراسة أمريكية جديدة تكشف عن علاقة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بداعش
الأحد 12/فبراير/2017 - 02:38 م
طباعة
نشر مركز دراسات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو مركز بحثي أمريكي معني بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، دراسة بحثية مطولة عن "الحملة العالمية لمكافحة العدوان" ويرمز لها بـ"GAAC"، والتي تقودها جماعة الإخوان، منذ عام 2003 حتى 2016، الدراسة المؤلفة من 80 صفحة أكدت أن الجماعة الإرهابية ما هي إلا مظلة وقاعدة للجماعات السلفية والجهادية المتطرفة الأخرى.
في بداية التقرير انتقد التقرير ما ذهب إليه البرلمان البريطاني بشأن الجماعة الإرهابية وكان مفداه أن جماعة الإخوان المسلمين يعملون كحائط صد أو كـ "جدار حماية" ضد التطرف والإرهاب، حيث قال: "أن الغالبية العظمى ممن يعملون في مجال الإسلام السياسي من جماعة الإخوان لم يشاركوا وغير متورطين في أعمال عنف على الإطلاق، وهذا سبب تعرض الجماعة الدائم للنقد والهجوم من المنظمات المتطرفة الأخرى".
قالت الدراسة أنه في الوقت الذي تزعم فيه جماعة الإخوان المسلمون أن الحملة العالمية لمكافحة العدوان (GAAC)، ما هي إلا حملة "غير حكومية، لها أهداف سلمية، وان الحملة مستقلة وتعليمية قائمة على مجموعة من المتطوعين"، هي في الواقع إلا مظلة دولية بقيادة سلفية تجمع تحت جناحيها الجماعات السلفية، والسلفية الجهادية، إلى جانب قادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وحماس.
وتعتبر الحملة الولايات المتحدة العدو الرئيسي للإسلام، وأن الغرض من هذه الحملة هو محاربة الولايات المتحدة وحلفائها، قتالا يصاحبه تمردا عنيفا ضد القوات العراقية وقوات التحالف في العراق.
على الرغم من أن السلفيون هم الظاهرون على أنهم قادة وأعضاء الحملة GAAC، إلا أنهم واجهة فقط لا غير، حيث شارك أفراد ومنظمات مرتبطة بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في تأسيس وإعادة إطلاق الحملة، هناك حالة واحدة عمل فيها الإخوان كنائبا لرئيس المنظمة، ولكنهم شاركوا بنشاط واسع إما في تنظيم المؤتمرات الدولية التي ترعاها شركات أخرى أو أن يكون هو الممول الرئيسي لهذه المؤتمرات، ومن أبرز الشخصيات في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين هو يوسف القرضاوي، والذي يعد الأب الروحي للجماعة والتنظيم على السواء، ومحمد صوالحة القائد البارز في حركة حماس، والهارب من العدالة البريطانية، إلى جانب القيادي اليمني بجماعة الإخوان عبد المجيد الزنداني، والمدرج أيضا في قوائم الإرهاب بالولايات المتحدة، وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي، وأنس التكريتي، المتحدث الرئيسي وزعيم اللوبي لجماعة الإخوان في بريطانيا، كما ضمت GAAC شخصيات أخرى من قادة الإخوان المسلمين من الأردن ومصر وكذلك بعض الأفراد ممن يقيمون في أوروبا والولايات المتحدة.
وأشارت الدراسة أنه ما لا يقل عن سبعة أشخاص من قيادات بـ GAAC هم أصلا مدرجون وإدراج المنظمات التابعين لها كأشخاص ومنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أو من قبل الأمم المتحدة وذلك لدعمهم تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بها، وبعض من هؤلاء القادة كانت تربطه علاقات وثيقة بأسامة بن لادن نفسه، ووفقا لبعض وسائل الاعلام العربية فإنه تم تحديد ثلاثة من هؤلاء السبعة يعدوا من ممولي ما يسمى بتنظم دولة العراق الاسلامية وبلاد الشام والمعروف بـ"داعش".
تضمنت الأنشطة الرئيسية لـ GAAC تنظيم ورعاية والمشاركة في سلسلة من المؤتمرات الدولية التي تركز على العراق وفلسطين و"الربيع العربي"، حضر هذه المؤتمرات عدد كبير من قادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والجماعة السلفية، الذين في بعض الاحيان يدعون إلى العنف في جبهة جهادية ثالثة ضد إسرائيل، وإعلانهم صراحة بعدم دخول السفن الحربية التابعة للدول الغربية إلى مياه المسلمين. كان أحد نتائج المؤتمر الذي عقد في 2013 ظهور تحالف جديد جمع العديد من الكيانات السلفية منها الاتحاد الدولي للعلماء المسلمين التابعة ليوسف القرضاوي، ومنظمتين يترأسهم أنس التكريتي، المتحدث الرئيسي لجماعات الضغط للإخوان المسلمين في بريطانيا، في إبريل 2015 قام هذا التحالف بعقد مؤتمر في اسطنبول يعلن فيه عن إنشاء منظمة جديدة معنية بحقوق الإنسان في العراق؛ استطاع التكريتي من لعب دورا أساسيا في تنظيم والإعلان عن المؤتمر والذي ظهر فيه أيضا عدد كبير من المنظمات الغربية والعربية.
يشير التعاون الوثيق على مدار اثنتا عشر عاما من التعاون الوثيق بين GAAC والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، إلى وجود قصور في تعريف وتحديد المفاهيم المستخدمة اليوم لوصف حركات الإسلام السياسي، فمن خلال مشاركة التنظيم الدولي للجماعة في تحالفات وأعمال GAAC، توضح أن الجماعة قد نحت خلافاتها العقائدية مع السلفيين والسلفية الجهادية جانبا من أجل الانضمام معا في معركة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، والذي يثير بدوره التساؤلات والشكوك حول تاريخ الجهود الغربية للتعامل مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في محاولة ضالة من الغرب للعثور على شريك إسلامي يمكن الوثوق فيه، للمساعدة في مكافحة نفس الجماعات السلفية والجهادية التي تدعمها الإخوان.
ووفقا لما ذكره المركز البحثي فإن الدراسة، التي تحمل عنوان "الحملة العالمية لمكافحة العدوان 2003-2016"، والتي تضم التنظيم الدولي للجماعة، والجماعات السلفية والسلفية الجهادية، قد أخذت وقتا طويلا من الإعداد، وإنها نتاج بحث واسع النطاق تم الاستعانة فيه بمصادر من اللغتين الإنجليزية والعربية.