اشتباكات بمطار عدن.. ومليشيا شيعية تدخل علي خط الصراع في اليمن

الأحد 12/فبراير/2017 - 05:09 م
طباعة اشتباكات بمطار عدن..
 
تستعد الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي، لإطلاق عملية عسكرية لتحرير الحديدة، العاصمة الإقليمية لتهامة غرب اليمن، ضمن عملية الرمح الذهبي التي انطلقت في السابع من يناير الماضي، فيما وقعت اشتباكات مسلحة، اليوم الأحد، في مطار عدن الدولي، جنوب غربي اليمن، وسط دخول مليشيا شيعية علي خط الحرب في اليمن وتهديدها للملاحة في باب المندب.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، دمرت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، الأحد، مخزنا للسلاح تابع لميليشيات الحوثي في منطقة موشج بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة.
واستهدفت مقاتلات التحالف زوارق كان على متنها مسلحون حوثيون وأسلحة في سواحل مديرية اللحية بالمحافظة ذاتها، مما أسفر عن تدمير الزوارق ومقتل جميع من كانوا على متنها. حسبما أوردت فضائية "سكاي نيوز عربية".
وشنت المقاتلات 8 غارات أخرى استهدفت مواقع المتمردين في مديريتي الخوخة والدريهمي، بالإضافة إلى تدمير مركبات عسكرية في مطار الحديدة وأخرى في منطقة الصليف. 
أعلنت مصادر عسكرية مقتل وإصابة أكثر من 11 من عناصر ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح، في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية غربي تعز.
وذكرت المصادر أن المواجهات دارت على جبهة الكدحة في مقبنة.
كما قال مصدر قبلي في محافظة صعدة - شمال اليمن - أن خمسة خبراء إيرانيين ومجموعة كبيرة من الحوثيين قتلوا في قصف لطيران التحالف العربي على معسكر بمنطقة ساقين وسط المحافظة .
وحسب صحيفة " عكاظ " السعودية عن مصدر محلي طلب عدم ذكره قال " أن القصف تزامن مع إخراج الميليشيات منصات صواريخ باليستية من معسكر ساقين لإطلاقها أمس الأول، مما أسفر عن تدميرها تماما، إضافة لتدمير مخزنين للأسلحة والصواريخ بنفس المعسكر. 

وأضاف المصدر " أن طيران التحالف دمر عددا من الآليات العسكرية والتعزيزات للميليشيات في مديريات كتاف وحيدان.
وأشار " إلى أن مديريات صعدة تستقبل يوميا عشرات الجثث لمسلحين حوثيين من مختلف الجبهات في حرض والمخا والمناطق الحدودية، مضيفا أن 20 جثة لأفراد من أسرة زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي لم تعرف أسماؤهم حتى الآن، وصلت إلى جبال مران أمس الأول ودفنوا في منطقة قرن صبح في حيدان.
فيما شنت الميليشيات من مواقع تمركزها في تبة سوفـتيل قصفاً عشوائياً استهدفت الأحياء السكنية شرق تعز.
كما جرح شخصان ودمر طقم عسكري ظهر يوم الاحد اثر غارة جوية نفذها طيران الاباتشي واستهدف طقم مزود بسلاح مضاد للطيران كان يقف بالقرب من جولة العريش بخور مكسر .
ونقل موقع "عدن الغد" عن شهود عيان قولهم ان طيران الاباتشي قصف الطقم وهو ما تسبب بتدميره وإصابة 2 كانوا على متنه .
وقالت مصادر عسكرية ان الطقم يتبع قوة تابعة للواء الحماية الرئاسية و تحاصر القوة المكلفة بحماية المطار .
واندلعت في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، اشتباكات عنيفة في مطار عدن الدولي جنوب اليمن، بحسب مصادر امنية ومحلية.


ورغم تعدد الروايات والتفسيرات لما حدث، إلا أن مصادر عسكرية يمنية مطلعة، أكدت أن الاشتباكات التي وقعت فجر اليوم، جاءت بعد ساعات من تدهور العلاقة بين نجل الرئيس اليمني “ناصر عبدربه منصور هادي”، الذي يقود ألوية الحماية الرئاسية، وقائد القوة العسكرية المكلفة بحماية مطار عدن، المقدم ركن صالح العميري.
وقالت تلك المصادر، إن العميري رفض تعليمات صادرة من نجل هادي بتسليم مهام حراسة المطار إلى ضابط آخر، خصوصا بعد تعطيل جنود العميري للمطار يوم الجمعة الماضي، مطالبين بدفع مستحقاتهم الشهرية.
وتوقعت تقارير إعلامية يمنية، أن يكون هناك تحرك سريع لاحتواء الموقف وتصحيح الوضع بين الضابطين، تجنبا لتطور الاشتباكات.
 فيما أعلنت شرطة لحج اليمنية مقتل إرهابي واعتقال ثلاثة آخرين في عملية أمنية نفذت ليل أمس السبت، في بلدة المحلة بلحج.
وقال مدير شرطة لحج، العميد صالح السيد، لـ موقع 24 الإماراتي إن "قوات الشرطة نجحت في اعتقال ثلاثة عناصر إرهابية ينتمون لتنظيم القاعدة ومقتل رابع خلال عملية مداهمة نفذتها قوات الأمن والحزام الأمني لوكر التنظيم في بلدة المحلة بلحج".
وأكد السيد أن "العملية أتت بعد عمل استخباراتي دقيق تمكنت من خلالها الأجهزة الأمنية معرفة الموقع الذي تتحصن فيه العناصر الإرهابية، وهو عبارة عن وكر تدير العناصر منه عمليات إرهابية تقلق العامة وتزعزع الأمن والاستقرار".
ولفت السيد إلى أن العناصر الإرهابية حاولت مقاومة قوات الشرطة خلال مداهمة وكرها إلا أن رجال الأمن كان لهم الغلبة في ذلك.
وذكر العميد السيد أن "العملية تأتي بعد عملية نوعية نفذتها قوات الأمن والحزام الأمني في لحج قبل أسبوع أدت إلى مصرع زعيم تنظيم القاعدة المكنى أبو علي اللحجي".
كما تستعد الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي، لإطلاق عملية عسكرية لتحرير الحديدة، العاصمة الإقليمية لتهامة غرب اليمن، ضمن عملية الرمح الذهبي التي انطلقت في السابع من يناير المنصرم، والتي أعلنت اليوم السبت، عن تأمين كامل مدينة المخأ، عقب تحريرها.
وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ24: "إن البوارج الحربية وطيران التحالف استهدفت خلال الأيام الماضية قوارب تهريب للانقلابيين في جزيرة طرفة، وأحبطت عملية تهريب أسلحة للانقلابيين، كما استهدفت أيضاً مواقع الانقلابيين في الخوخة وميناء ومطار الحديدة ومعسكر القوات الخاصة في كيلو 16، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الانقلابيين".

ويؤكد خبراء عسكريون أن استعادة ميناء الحديدة مهمة استراتيجية لدول التحالف العربي والحكومة الشرعية، خاصة في أعقاب تعرض فرقاطة سعودية لهجوم إرهابي شنه الحوثيون عليها قبالة سواحل الحديدة.

جماعة شيعية تهدد الملاحة:

جماعة شيعية تهدد
وعلي صعيد اخر، هدد زعيم جماعة "أبو الفضل العباس"، أوس الخفاجي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، في العراق بضرب البوارج الأمريكية في السواحل اليمنية، رداً على قرار الرئيس الأمريكي حظر دخول مواطني 7 دول بينها العراق وإيران إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الأحد.
وقال الخفاجي، في شريط فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وتردد أنه سُجل في لبنان، إن ترامب يمنع الدول العربية والإسلامية من دخول الولايات المتحدة لأنه "يخشى من دخول رموز المقاومة".
وتابع "نحن قادمون إليك يا ترامب، المقاومة قادمة، انتصاراتنا في حلب قادمة وهي علامة على النصر في الأمتين العربية والإسلامية".
كما هدد الخفاجي البوارج الأمريكية في السواحل اليمنية، قائلاً "بوارجكم في سواحل اليمن مهددة أيضاً فامنعوا ما شئتم".
فيما أعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي في اليمن، محمد السعدي، عن أبرز الخطط التنموية والملامح العامة التي تمر بها اليمن، وعن جدية الوعود الدولية التي تتلقاها لدعم إعمار البلاد، وذلك في حوار مع صحيفة الرياض، اليوم الأحد.
وفيما يخص حقيقية الأنباء المتضاربة حول وجود مباحثات يمنية إيرانية، بهدف رفع الأيادي الإيرانية من الحرب اليمنية التي تغذيها، أكد السعدي أنه "ليس هناك في الأفق ما يمكن أن يجيب على هذا السؤال لأن الحرب في اليمن تغذيها إيران، ولا يمكن أن ننتقل إلى مباحثات ومشاورات مع حرب تغذى من قبل إيران الإرهابية، وعلى الرغم من أننا نقول في بعض الأحيان بأن المصالح الدولية تجبر الأطراف المتقاتلة على المباحثات، إلا أنه ليس هناك في الأفق أي نوع من المباحثات مع الإيرانيين".
وأشار وزير التخطيط اليمني إلى أن "الرؤية الدولية تكاد تكون متقاربة إلى حد كبير ويعود ذلك الفضل إلى الله أولاً ثم إلى سياسة التحالف، السياسة القوية والحازمة التي تعمل على دفع الضرر الذي وقع على اليمنيين، والحلول السريعة والسلمية التي تحافظ على المدخرات اليمنية، والنسيج الاجتماعي اليمني، وبالتالي فإن التحالف مؤيد إقليمياً ودولياً، وجاء في الوقت المناسب لدرء مخاطر أكبر كانت ستقع على الشعب اليمني". 
وأوضح أن "قيادة المملكة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أدار الدعم السياسي والعسكري والمالي والاقتصادي منع من وقوع ما كان مخططا له من قبل الانقلابيين، وما كان يراد فيه إيصال اليمن إلى أهداف إقليمية تتزعمها إيران، وهذه الأهداف في مقاصدها تريد تغيير فكر وعقائد اليمنيين الذي بدوره يؤثر على الإقليم بشكل عام وتتسع مخاطره في الدول المجاورة".
وقال السعدي: "اليمن يعيش حرباً يدفع ثمنها جميع اليمنيين، وهي فرضت لأن النهج السلمي كان هو النهج المعتمد لدى اليمنيين". 
وأضاف "نتذكر أننا قضينا حوالي العام في الحوار الوطني، كما أن الانقلاب الذي حصل على مخرجات الحوار وما توصل إليه اليمنيون بطرق سلمية هو الذي أدى إلى استمرار الحرب والمغالبة فيها، وبالتالي فإن سير المعارك في المنطقة الغربية من تعز وفي كثير من الجبهات كالبقع وحرض والجوف وعدد من الأماكن التي فيها الحرب، مشتعلة بكل الوسائل".
وتابع السعدي "للأسف كلما تمر ساعة كلما يدفع أبناء اليمن الثمن غالياً وكبيراً، وينعكس ذلك على حياتهم اليومية من حيث الأمن والخوف والجوع والفقر ونتائج الحروب المعروفة دمار يدفع ثمنه الفقراء وجميع أبناء الشعب".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، طوّقت عناصر من الميليشيات الحوثية مستشفى الثورة بصنعاء واعتدت على عدد من الأطباء أثناء تنفيذهم وقفة احتجاجية للمطالبة برواتبهم التي نهبتها الميليشيات منذ خمسة أشهر.
وأكدت مصادر طبية لـ"العربية نت" أن عشرات العناصر المسلحة التابعة للميليشيات حاصرت المستشفى مدعومة بالعربات المسلحة لإنهاء الاحتجاج، فيما هدد الأطباء والمحتجون من الموظفين الإداريين وعمال المستشفى بالإضراب الشامل عن العمل إذا لم تدفع رواتبهم ومستحقاتهم المالية خلال الأسبوع الجاري، محملين مدير المستشفى المُعيّن من قبل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع ونهب رواتبهم.
وبحسب نشطاء عبر مواقع التواصل فإن الميليشيات قامت بالاعتداء على كل من حاول توثيق الحادثة من خلال كسر هاتفه.
وكشف الخبير الاقتصادي اليمني عبدالكريمن أن هناك مؤسسات إيرانية تدير أموال اليمن وجماعة الحوثي، ومنظمات تجمع لها التبرعات من بعض الدول، مشددا على ضرورة عمل فريق متخصص لكل جماعة، حيث إن لكل كيان أساليبه وخصوصياته.
قال العواضي إن انهيار الاقتصاد اليمني مرتبط تاريخيا بسلالة الحوثي، وبفترة حكم صالح، وعندما اتفق الاثنان وأرادا حكم اليمن انهار الاقتصاد اليمني.
وأضاف العواضي في حوار مع صحيفة "الوطن" السعودية: "بالنسبة لصالح فعند توليه الحكم في اليمن كان الريال اليمني يساوي الريال السعودي والدرهم الإماراتي، وبعد حكم صالح لليمن 33 عاماً أصبح الريال السعودي يساوي 90 ريالا يمنيا، وهذا أكبر دليل على أن الاثنين صالح والحوثي دمرا الاقتصاد اليمني تاريخيا.
وحول التأثيرات الاقتصادية التي تواجه اليمن بسبب الانقلاب، قال الخبير العواضي: "تتمثل التأثيرات في ارتفاع معدل البطالة إلى 70% من القوى العاملة، وارتفاع التضخم في سنتين حوالي 35‏%. وانهيار سعر صرف الريال اليمني الذي جعل الأسعار ترتفع إلى الضعف، أما مدخرات اليمنيين فقد اختفت. وسحبت ودائع اليمنيين من البنوك عن طريق جماعة الحوثي عبر البنك المركزي. وللأسف اليمن مقبل على مجاعة حقيقية. ونستطيع القول إن التكلفة المباشرة للانقلاب تتجاوز 58 مليار دولار (217.5 مليار ريال)، أما غير المباشرة فهي مخيفة ونحتاج إلى عقود لتعويض ما دمره الانقلابيون".

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، أفادت منظمة الصحة العالمية مساء اليوم السبت، بأن تدفق نازحين جدد إلى محافظة الحديدة اليمنية (226 كيلومتراً غربي صنعاء)، قد يفاقم من مشكلة وباء الكوليرا.
وقالت المنظمة في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر، "سُجلت حالات مؤكدة ومشتبهة للكوليرا في محافظة الحديدة الأشهر الماضية، وتدفق النازحين الجدد قد يسهم في مفاقمة هذه المشكلة الصحية".
وأضاف البيان "يمثل النازحون الجدد عبئاً إضافياً على المجتمعات المضيفة التي تعاني أساساً من الفقر المدقع وانعدام الفرص المعيشية الملائمة".

وأشار بيان المنظمة إلى أن العديد من النازحين يستخدمون آبار المياه غير آمنة للشرب، مما يعرضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه.
وتابع البيان "يواجه النازحون مخاطر الإصابة بأمراض الإسهال المائي الحاد (الكوليرا)على نحو متزايد، بسبب شح المياه الآمنة وخدمات الإصحاح البيئي".
وبحسب بيان المنظمة، فإن حوالي 22 ألف شخص تأثروا بسبب الصراع المحتدم في مدينة المخأ، غربي محافظة تعز، في حين لا يزال الآلاف عالقين وسط الاشتباكات في المدينة.
وخلال الشهر الماضي، ازداد تدفق النازحين من مدينتي (المخأ وذباب) بمحافظة تعز غربي اليمن، إلى مناطق بمحافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ نحو عامين، جراء اندلاع معارك عنيفة بين مسلحي الحوثيين، وقوات الجيش الموالية للحكومة الشرعية.

المشهد اليمني

المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، يأتي ذلك مع  تعنت من قبل الحوثيين، لجهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات  العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.

شارك