موسكو تقود مفاوضات جينيف..والرياض تواصل دعم المعارضة السورية المسلحة

الأحد 12/فبراير/2017 - 06:09 م
طباعة موسكو تقود مفاوضات
 
الجبير والأمين العام
الجبير والأمين العام للأمم المتحدة
تتواصل المحاولات الأممية لحل الأزمة السورية فى ضوء الدور النشط لموسكو، ومحاولة فتح آفاق التعاون بين العواصم المؤثرة فى الشأن السوري، مع قرب عقد جولة مفاوضات جديدة بجينيف.
من جانبه أعلن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن على المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الأخذ بصلاحياته المتعلقة بتشكيل وفد من المعارضة السورية للمشاركة في مفاوضات جنيف، معتبرا أن العمل مستمر على ترتيب لقاء آخر بين دمشق والمعارضة السورية المسلحة، مشيرا إلى أن الأردن يساهم في انضمام جماعات مسلحة من "الجبهة الجنوبية" إلى هذه العملية.
أكد لافروف أن مفاوضات أستانا لا تهدف إلى أن تحل محل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في سبيل التسوية السورية، مضيفا أن العمل جار على تحضير مفاوضات جنيف برعاية أممية. 
أشار لافروف إلى أن الحديث عن اختراق قريب، على صعيد تسوية الأزمة السورية، سابق لأوانه، لكن "الوضع الراهن أكثر ملاءمة بكثير لأن نخطو خطوات عملية لحل الأزمة"، مشيرا إلى أن العلاقات الروسية التركية أتاحت فرصة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا أواخر العام الماضي.
واعتبر سيرجي لافروف، منع إيران من المشاركة في الحرب ضد الإرهاب "غير براجماتي"، داعيا إلى الاعتراف بأن حزب الله المدعوم من إيران هو أيضا يحارب تنظيم "داعش".، موضحا أن "استثناء إيران من المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، لا أساس له"، مضيفا أنه إذا كانت هناك شكوك بخصوص إيران أو أي دولة أخرى في دعمها للإرهاب، "دعونا ننظر فيها".
أضاف  وزير الخارجية الروسي إن منع إيران من المشاركة في محاربة الإرهاب أمر غير براغماتي، مشيرا إلى أن "الأمريكيين معرفون ببراغماتيتهم".، داعيا الاعتراف بأن "حزب الله" المدعوم من إيران هو أيضا يشارك في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال: "نعم، الآن الأمور بين الولايات المتحدة وإيران لا تسير على ما يرام"، مشيرا إلى أنها ازدادت سوءا أكثر مما كانت عليه الأوضاع في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وأشار لافروف إلى أن ترامب يتعامل مع الاتفاق النووي مع إيران بحساسية.
الحرب السورية الى
الحرب السورية الى اين
أوضح أنه إذا كانت أولوية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي محاربة الإرهاب، فإن "من الضروري الاعتراف بأن الجيش السوري هو من يحارب الإرهاب بالدرجة الأولى بمساندة القوات الجوية الروسية، وكذلك فصائل أخرى تدعمها إيران، بما فيها "حزب الله"، ولذلك سيكون من الضروري تحديد الأولويات".
وفى سياق آخر قال الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن هزيمة الإرهاب في سوريا تمر عبر إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في البلاد، وشدد غوتيريش على أن "غياب الحلول السياسية في أزمات كثيرة يسهم في تغذية الإرهاب".
أضاف خلال زيارته للرياض "لا يمكن هزيمة الإرهاب في سوريا من دون حل سياسي شامل للأزمة". كما شكر الأمين العام للمنظمة الدولية المملكة العربية السعودية "على مساعدتها السوريين" في تشكيل وفد المعارضة السورية إلى "مؤتمر جنيف-4".
بينما أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أن المملكة ستواصل دعمها للمعارضة السورية، ولكن الرياض لا تورد أي أسلحة لها بشكل أحادي، وقال الجبير، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عقب اللقاء بينهما في الرياض: "لم نقدم دعما عسكريا أحاديا للمعارضة السورية، ولكن قدمنا مساعدات ضمن التحالف الدولي".
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
أوضح الجبير أن السعودية "تدعم باستمرار المعارضة السورية المعتدلة عسكريا عبر التحالف الدولي"، معتبرا أنها تلعب دورا هاما في الحرب على تنظيمي "داعش" و"القاعدة" المصنفين إرهابيين على المستوى العالمي، وشدد الجبير على أن "السعودية لا تتخذ خطوات أحادية في سوريا"، مشيرا إلى أن المملكة "تنشط في إطار عمل التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة".  
وفي تطرقه إلى اللقاء بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، الذي من المقرر إجراؤه في 20 فبراير بجنيف برعاية الأمم المتحدة، قال وزير الخارجية السعودي: "نأمل في أن تؤدي المفاوضات السورية المقبلة إلى تنفيذ بيان جنيف وبدء مرحلة انتقالية في سوريا".
وعلى صعيد الحلول السياسية اتهم رئيس "منصة موسكو" للمعارضة السورية، قدري جميل، مجموعة الرياض المعارضة بتعطيل عملية السلام، وطالب بـ"تمثيل عادل ومتوازن " لجميع قوى المعارضة خلال تشكيل وفدها إلى مفاوضات جنيف.
طالب جميل بأن "لا تكون منصة الرياض، الممثلة من قبل الهيئة العليا للمفاوضات، أكثرية داخل هذا الوفد، لأنهم لا يستطيعون التصرف بها بشكل حكيم يؤدي إلى حل الأزمة السورية".، واعتبر جميل أن "سلوكهم كان يثبت دائما أنهم يعطلون المفاوضات"، موضحا: "يسمون نفسهم الممثل الشرعي للمعارضة، ولكنهم ممثل معطل لحل الأزمة السورية، وهم يعطون بسلوكهم كل الحجج والمبررات للنظام كي لا يذهب إلى الحل السياسي".
وردا على سؤال حول ما إذا كان أي أحد من "الهيئة العليا للمفاوضات" اتصل بمنصته أو منصة القاهرة للتنسيق وتشكيل الوفد إلى مؤتمر جنيف-4 المقرر عقده في 20 فبراير برعاية الأمم المتحدة، قال جميل: "منذ دقائق قليلة تحدثت مع جمال سليمان من منصة القاهرة، وبلغني أنهم اتصلوا به في النصف الأول من النهار (يوم الجمعة)، وبلغوه رسميا أنهم مستعدون ليقبلوا بنا على أن يكون واحد من القاهرة وواحد من موسكو، وبشرط واحد أن نوافق على بيان الرياض".
نوه رئيس منصة موسكو: "رد عليهم جمال سليمان، وأنا أوافقه، بأن هذا الاقتراح مرفوض لأنه غير عادل أولا ، ومن ثم لماذا شرط الموافقة على بيان الرياض، فنحن ذاهبون لتنفيذ القرار 2254 وهو الأرضية المشتركة للجميع... إن اقتراحاتهم مرفوضة وغير قابلة للبحث".
شدد جميل بقوله "قياسا على اجتماع أستانا الأول، أتوقع أنه سيؤسس أكثر لنجاح الحل السياسي في سوريا، فالاجتماع الأول أعطى نفسا جديدا للحل السياسي وفتح الباب أمامه، وأعتقد أن اجتماع أستانا الثاني سيعزز هذا الاتجاه وسيؤمن ظروف نجاح جنيف القادم".
وأضاف جميل: "إن مطلبنا الحقيقي هو في أن تبتعد الفصائل المسلحة المشاركة في أستانا عن الإرهابيين المصنفين دوليا، وهو إن تحقق، فإنه سيغير ميزان القوى في سوريا وسينجح الحل السياسي حتما".
وتابع، قائلا: "إن عملية الفرز اليوم متواصلة بين الفصائل المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وهذا أمر إيجابي ويجب الحفاظ عليه وتطويره".

شارك