الموقف من محادثات "استانا" يعمق خلافات السعودية مع مصر والأردن

الأحد 12/فبراير/2017 - 06:12 م
طباعة الموقف من محادثات
 
يبدو أن الأزمة السورية ستظل السبب الرئيس في استمرار تأزم العلاقات بين العديد من دول المحورية في العالم العربي، خاصة أن المملكة العربية السعودية  لاتزال متمسكه برؤيتها لحل الأزمة عبر إزاحة الأسد من سدة الحكم وإحلال محله التنظيمات المسلحة التي دعمتها طوال فترة الاقتتال الداخلي في سورية، فضلاً رغبتها دفع العديد من الدول العربية مثل مصر والأردن اعتناق ذات الرؤية السعودية.
وتتفق مصر والأردن على ضرورة حل الأزمة السورية بالطرق السلمي، وأنه ليس لأحد أن من القوى التي تقاتل على الأرض القدرة على حسم القضية عسكرياً، كما ان البلدين يتمسكون بضروة ان يكون الأسد جزء أساسي في الحل السلمي والسياسي للأزمة، كما لايجدون مانع في استمرار الأسد لمرحلة انتقالية، أو ان يكون مصيرة مرهون على رغبة شعبه في استمراره من عدمه، وهنا يكمن الخلاف بين مصر والأردن من جهة، والمملكة العربية السعودية من جهة آخرى.

الموقف من محادثات
وتشعر المملكة العربية السعودية بخيبة الأمل خاصة بعدما تعرضت القوى والفصائل المسلحة التي كانت تدعمها في سورية إلى هزائم متلاحقة، فضلاً عن خروج تلك التنظيمات من مدينة حلب الاستراتيجية، فضلاً عن التحول الذي جرى في المبادئ الأساسية الحاكمة للأزمة وتحول الموقف التركي أكبر مؤيدي المملكة في موقفها إلى الموقف الروسي، وتخلي تركيا عن لغتها العدائية تجاه نظام الأسد، بل لدرجة الحديث عن ضرورة وجود الأسد كطرف أساسي في المحادثات بعدما كانت متمسكه برحيله، لتكون المملكة بذلك في موضع لا تحسد عليه، كونها كانت أكبر الداعمين للجماعات المسلحة في سورية ومع ذلك تم تنحيتها من مفاوضات أستانة لتكون (روسيا وتركيا وإيران) الدول الفاعلة في الأزمة هي وحدها التي ستشارك في وضع حلول لتلك الأزمة.
وشعرت المملكة بالمرارة أكثر بعدما أعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان، أنها أرسلت دعوة إلى وفدي الحكومة السورية والمعارضة، ودي ميستورا، وممثلين عن الولايات المتحدة والأردن، للمشاركة في اجتماعات آستانا يومي 15 و16 فبراير، كما أعلنت كازاخستان أن الأردن ستُشارك في "محادثات أستانا الفنية" حول سورية إلى جانب خبراء من روسيا وتركيا وإيران ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وان الأردن سيشارك في الجلسة الأولى مع الدول المشاركة في المحادثات.

الموقف من محادثات
واعلنت كازاخستان في وقت سابق، بدء توافد ممثلي الدول المشاركة في اجتماعات أستانا حول سورية، المزمعة غدا الاثنين، وقال رئيس الدائرة الصحفية لدى وزارة الخارجية الكازاخستانية، أنور جيناكوف، إنه من المنتظر في أستانا اجتماع أعضاء فريق العمل المشترك الذي يضم ممثلين عن رعاة وقف إطلاق النار الـ3 في سوريا، والمعلن في 29 من ديسمبر الماضي، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وطالما شعرت المملكة ان مصر والأردن تخالفها الرأي في حل الازمة السورية إلا ان التصريحات الدبلوماسية كانت دائماً ما تحاول تجاوز الموقف دون تفاقمه ومجارات المملكة في موقفها مع التمسك بالتصريحات التي تحمل جميع المعاني، حتى حدثت الواقعة الشهيرة في مجلس الأمن حيث صوت المندوب المصري لصالح مشروع القرار الروسي، فخرج الخلاف بين مصر والسعودية إلى العلن ولم يعد احد قادراً على احتوائه.

الموقف من محادثات
كما عكست التصريحات التي أدلى بها رئيس الاستخبارات السعودية، الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان، مدى احتقان المملكة من التحركات المصرية والأردنية، حيث أكد أن الملك الأردني يجهد لأن تكون لبلاده فاعلية في الموازنة بين اللاعبين الأساسيين في الأزمة السورية، وحرصاً منه على هذا الأمر، قام بزيارة إلى كل من موسكو وواشنطن بعد اجتماع طرفي النزاع السوري في أستانا، مشيراً إلى أن الرياض لديها معلومات تؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد للملك عبدالله الثاني بدعمه في مختلف الأصعدة إذا شارك في حل الأزمة السورية، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يعارض قرار الرئيس الروسي.
وعبّر الحميدان عن قناعته في أن تهميش الرياض فيما يتعلق بالتعاون الجديد بين واشنطن وموسكو والقاهرة وعمان لحل النزاع السوري سيكون قراراً فاشلاً، مؤكداً أن السعودية لن تتغاضى عما قامت به كل من الأردن ومصر في تلبيتهما لقرار اتخذه الجانب الروسي من دون التنسيق مع السعودية والدول العربية الأخرى، ولفت إلى أن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قد طلب، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في 27 يناير الماضي، أن تتجنب كل من الأردن ومصر ما يمكن أن يوتر العلاقات بين الدول العربية.

الموقف من محادثات
وروسيا، وإيران وتركيا ، توصلوا خلال محادثات أستانا في 23-24 يناير المنصرم، بصفتها الدول الضامنة للهدنة في سوريا، إلى اتفاق بشأن إنشاء آلية مراقبة ثلاثية لنظام وقف إطلاق النار في سوريا. ووفقاً للمبعوث الأممي، فإن هذه الهدنة ستكون، على الأرجح، أوفر حظاً، مقارنة مع الاتفاقات السابقة، وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: إن المملكة شاركت في اجتماع أستانا حول سوريا، للمساهمة في الوصول إلى حل سياسي في سوريا.
وقد وجه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الشكر للعاهل الأردنى الملك عبد الله الأربعاء الماضي لدعمه المحادثات السورية التى عقدت هذا الأسبوع فى آستانة عاصمة كازاخستان، وقال الملك عبد الله أن روسيا تلعب دورا هاما فى حل الأزمة فى سوريا. وقال بوتين أن محادثات آستانة ستشكل أساسا لمفاوضات منفصلة تقودها الأمم المتحدة فى جنيف. 

شارك