وصول الاخوان للحكم وأمن اسرائيل

الأحد 12/فبراير/2017 - 06:30 م
طباعة وصول الاخوان للحكم
 
كثيرا ما يتهم الرابط بين الوجود الاخواني وامن اسرائيل بالخبل او الجنون رغم ان العديد من المؤشرات تشير الى التقارب الاخواني الصهيوني وان لم يكن بشكل مباشر وعن طريق وسيط هو الولايات المتحدة الامريكية، ومن اهم الكتابات التي اكدت ذلك كتاب "لعبة الشيطان" للكاتب الامريكي روبرت دريفوس والذي له عنوان ثاني وهو "دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي، والذي يؤكد فيه على تبني الولايات المتحدة للمشروع الاخواني على مستوى العالم واستخدامهم كوسيط مع الجماعات المتطرفة، وكذلك دورهم في خلق حركة حماس نفسها في الداخل الاسرائيلي لضرب منظمة فتح، ومن ثم كتاب هيلاري كلينتون الذي اكدت فيه على ما ذكره دريفوس وكذلك علاقة الولايات المتحدة بتنظيم الدولة "داعش" كل هذا ما يؤدي في النهاية الى حفظ امن اسرائيل، خصوصا وان اسرائيل من المفترض ان تكون هي العدو الاول لمثل هذه الجماعات وان تكون في مرمى نيرانها بدلا من الانظمة العربية المسلمة ان كان هدف هذه الجماعات كما تدعي هو نصرة الله ورسوله. وفي هذا السياق جاء حوار الدكتور محمد حبيب، النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان، والذي أكد فيه أن الإدارة الأمريكية، هي من أوصلت الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، لحفظ أمن وأمان إسرائيل، وضغطت على حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، لزيادة مشاركتهم، وهو ما جعل الدولة تنسق معهم في برلمان 2005 الذى انتهت مرحلته الثالثة بمعركة تكسير عظام بينها وبين التنظيم، حسب قوله. لافتاً في حواره مع «الوطن» عن أول أيام الثورة بعد تنحى مبارك إلى أن الثورات ليست من أدبيات الإخوان منذ عهد حسن البنا، وأنهم يرفضونها بشكل عام، لذلك تحسبوا في البداية من المشاركة في دعوات التظاهر في 25 يناير 2011، إلى أن قرروا المشاركة رسمياً والنزول في جمعة الغضب بعد إلقاء القبض على 34 من قيادات التنظيم انطلاقاً من فكرة (يا روح ما بعدك روح). وأشار «حبيب» إلى أن أقصى ما كان يحلم به الداعون لمظاهرات يناير، إيقاف العمل بقانون الطوارئ أو إقالة حبيب العادلي، وزير الداخلية، قبل أن يتحول الأمر إلى ثورة، وأن الإخوان عقدوا اجتماعاً في 19 يناير قبل الثورة بأيام مع شخصيات عامة حضره المرشد و«حبيب»، وتم الاتفاق فيه على أن يشارك الإخوان في التظاهر وهو ما لم تلتزم به الجماعة، التي سعت بعد اتساع المشاركة الشعبية والمظاهرات إلى الاستحواذ على كل شيء.
وكشف «حبيب» عن أن المقومات الشخصية لمحمد بديع مرشد الإخوان الأخير، كانت ضعيفة للغاية، وأنه فشل في الإشراف على قسم الأسر والتربية، قبل اختياره مرشداً، لافتاً إلى أن عدد الإخوان في 2005 كان 36 ألفاً، ووصل نهاية 2010 إلى 250 ألفاً، لم يبق منهم بعد 30 يونيو إلا 150 ألفاً.

حسن البنا
حسن البنا
وعن كواليس اجتماع تنظيم الإخوان الذى عقد قبل ثورة 25 يناير بساعات وقرر فيه التنظيم عدم المشاركة في المظاهرات وقتها قال حبيب "مسألة الثورة والتظاهر، تحدث عنها حسن البنا مؤسس الإخوان في فترة الثلاثينات، وحذر من اندلاع الثورة ضد الحكومات وقتها بقوله إن الثورة تمثل أعنف مظاهر العنف والقوة ضد الحكومات، لكن مع تحذيرنا فإننا نؤكد أنها لن تكون من صنعنا ولا تدبيرنا ولا حتى من فكرنا ولا منهجنا، لذلك فإن الإخوان يرفضون الثورات بشكل عام وبشكل قاطع، لأن الثورات تكون مصحوبة بكم من الدم ومشاركة الغوغائية والدهماء، وتشهد حرق المنشآت العامة والخاصة، وسرقة الأمتعة والممتلكات، لذلك كان «البنا» يرفضها بشكل كامل، وتبعه في ذلك كل القيادات التي تولت مسئولية الإخوان، وأتذكر أن حركة «كفاية» انطلقت في 2004 ونظمت مظاهرات كثيرة كانت تلقى رواجاً وقبولاً من جانب أمريكا والاتحاد الأوروبى، وهو ما جعل الإخوان أنفسهم يتساءلون: أين الإخوان من هذه المظاهرات والمشاركة فيها؟"
وعن الذى منع الإخوان من المشاركة في هذه المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي قامت بها حركة "كفاية" في 2004 قال حبيب "تحدثت مع الإخوان في مكتب الإرشاد وقلت لهم إن المفروض أن نشارك، ونرى ما يمكن أن يتم للصالح العام، ولا يؤدى إلى ابتزاز نظام الحكم من قبل قوى خارجية، إلا أنهم رفضوا، ولكن الأمور تطورت بعدها بأسرع مما نتصور، وخرجت في 2008 و2009 نحو 1500 مظاهرة ووقفة احتجاجية تتعلق بالمستوى الاجتماعي والأجور، وكتبت وقتها كثيراً فى «إخوان أون لاين» وجريدة «آفاق عربية»، أن الثورة مقبلة لا محالة، وتركت موقعي في مكتب الإرشاد بداية 2010 فيما احتفظت بموقعي في مجلس شورى الجماعة طوال 2010 وبعد ثورة يناير بستة شهور، إلى أن أعلنت استقالتي تماماً من جماعة الإخوان.
وردا على سؤال مدى ترقب جماعة الإخوان ثورة في مصر على غرار ما حدث في تونس قال حبيب "أذكر واقعة أول مرة أتحدث عنها، هي أنى وقت أن كنت في مجلس شورى الجماعة تحديداً في 19 يناير 2011، اجتمعت مع بعض الشخصيات العامة التي لها وضع حالياً، وللإخوان مكانة في قلوبهم، واتفقنا على عقد لقاء يجمع المرشد وأنا وعصام العريان وعبدالمنعم أبو الفتوح، مع تلك الشخصيات لتقييم الثورة التونسية، وطُرح سؤال: هل مصر مقبلة على ثورة أم لا؟، وبعض الحاضرين توقع وقوعها، فيما قال آخرون إن المصريين على استعداد أن يتحملوا إلى آخر مدى، وهذا الاجتماع كان في منزل أحد محبى الإخوان، وقلنا إن هناك دعوة للتظاهر من قبل بعض الشباب مثل شادي الغزالي حرب، وعمرو صلاح، وإسلام لطفى، وزياد العليمي، ومحمد القصاص، وعبدالرحمن فارس، وهناك مجموعة من شباب الإخوان ابتعدوا لسبب أو لآخر عن الجماعة، ولم تكن للإخوان بهم صلة، وكانوا دعوا للتظاهر وأقصى ما يحلمون به من المظاهرات هو إيقاف العمل بقانون الطوارئ، ولو زادت المطالب فأقصى المتوقع أن تصل إلى إقالة حبيب العادلي وزير الداخلية وقتها، والحقيقة أنهم كشباب لم يتوقعوا أن تحظى المسألة بهذا الزخم على المستوى العام، واتفقنا في هذا الاجتماع على أن الإخوان يجب أن يشاركوا في المظاهرات، وأن يكون لهم وجود لأنه من غير المعقول أن يكون هناك حدث مثل هذا ولا يلتفت إليه الإخوان."
ويستطرد حبيب قائلا "اتفقنا على المشاركة في دعوات التظاهر يوم 25 يناير، والبعض كان يعيب على قيادات الجماعة، أن شأنها شأن من «يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله»، والمقصود بالذهب والفضة الشباب والطاقات والإمكانيات، فلماذا لا يشاركون في التظاهر، وأعود وأقول إن هذا هو منهج الإخوان، وليس جديداً عليهم، وعندما حاولنا الدفع بعكس هذا، خرج المرشد وقال إن التظاهر مرفوض ولن نشارك، رغم أننا في اجتماع 19 يناير اتفقنا على المشاركة في أي مظاهرات تجرى الدعوة لها".

عصام العريان والكتاتني
عصام العريان والكتاتني
فالإخوان لم تشارك بشكل رسمي، وما حدث أن هناك شباباً من الإخوان تواصلوا بمسئوليهم للمشاركة في المظاهرات وهؤلاء المسئولون تواصلوا مع مكتب الإرشاد لأخذ موافقتهم، فكان الرد بأن المشاركة تجرى بصفة شخصية، وأن يتحمل أصحابها نتائجها بعيداً عن الإخوان، وأن الجماعة في حِلٍ من أي التزام، وبالفعل شارك في هذه المظاهرات من 2500 إلى 3000 من شباب الإخوان من مختلف المحافظات، وبعد هذا التاريخ، كان هناك حملة اعتقالات لـ34 فرداً من قيادات الجماعة أغلبهم من الرموز، وبينهم محمد مرسى وعصام العريان وسعد الكتاتنى، وسعد الحسيني، وصبحى صالح، وتم احتجازهم في أحد السجون ثم نقلهم إلى سجن وادى النطرون، وما حدث في 25 يناير لم يكن متوقعاً، إلا أن شحنات الغضب التي تجمعت في صدور المصريين عبر عشرات السنين وموضوع التوريث وثورة تونس، أدت إلى الانفجار وخروج الناس للتنفيس عما فى صدورهم، وفى هذا الوقت مع حوادث القتل وأولها شهيد السويس وملاحقة الرموز، كل هذا كان دافعاً للمشاركة فى المظاهرات من قبل الإخوان انطلاقاً من فكرة «يا روح ما بعدك روح»، فصدرت التعليمات والتوجيهات لشباب الإخوان بالمشاركة فى جمعة الغضب يوم 28 يناير.
وعن اسباب نزول الاخوان 25 يناير قال حبيب "كل ما قلته مجتمعاً، فقد انهارت الشرطة وتساقطت كأوراق الخريف، وأظافر النظام «بُريت»، فقال الإخوان «طيب إحنا فين؟» فكان لا بد من المشاركة فى المظاهرات، وحدث اجتماع يوم 27 قررنا فيه النزول، وهو ما كان بالفعل، فالنظام انهار منذ يوم 25 يناير، والتصدعات والشروخ ظهرت بوضوح فى حكم حسنى مبارك ولم يكن يحتاج إلا لمجرد دفعة بسيطة لينهار."
وعن تواصل الجماعة في جمعة الغضب رغم قطع الاتصالات قال "التواصل سهل جداً، فهناك على رأس كل مجموعة مسئول وبعدها يكون هناك قيادة مركزية وأخرى لا مركزية، وبالتالي الاتصالات تتم بشكل تدريجي هيكلي من شخص مركزي إلى شخص لا مركزي وهكذا، فلم تكن هناك مشكلة.
وعن اقتحام سجن وادى النطرون وإخراج محمد مرسى ورفاقه وعن هاتف الثريا الذي كان مع مرسي قال: "لا توجد عندي معلومة واضحة، لكن بوضع اقتحام السجن، وهاتف الثريا الذى استخدمه «مرسى» في مداخلة مع قناة الجزيرة، وغيرها من الأمور، إلى جانب بعضها البعض فإنه يثير الكثير من التساؤلات، فهل شارك في هذا الأمر إخوان وادى النطرون؟ فتلك المنطقة فيها إخوان، وقيل إن هناك من جاءوا من غزة عبر الأنفاق والطريق الدولى واجتازوا الصحراء، وكل هذا وارد فالبلد كان فى حالة من الفوضى، وحركة حماس لديها سرايا كتائب عزالدين القسام، ومن الوارد أنها شاركت فى أحدث 25 يناير، واقتحام السجون، خصوصاً أن الحركة لا تسيطر بالكامل على هذه السرايا، وقد تقوم بأشياء بعيدة عن قياداتهم، فمن يمسك السلاح لا يمكن السيطرة عليه من أحد."
وعن وجود كتائب سرية مسلحة داخل الإخوان قال حبيب "كان هناك عسكرة للتنظيم والمسئول عنها محمود عزت، وسهل له ذلك الهيكل الإداري للجماعة، وكونه أمينها العام، والكثيرون لا يعلمون الهيكل الإداري والتنظيمي للإخوان.
والهيكل الإداري للجماعة يبدأ من الوحدة البنائية للإخوان وهى الأسرة التي تتكون من خمسة أفراد ولها مسئولها، وهذا هو أساس قوة الإخوان ككل، ثم نجد أن كل 8 أسر تضم 40 فرداً أو أكثر، تشكل ما يسمى الشعبة، وتسمى الشعبة بالمنطقة الموجودة فيها مثل شعبة قصر النيل أو شعبة الدرب الأحمر وهكذا، وهذه الشعب منتشرة في مصر بالكامل، وهذه الأسر الثماني يكون لها مجلس إدارة ومجلس شورى، وفى وجود أكثر من شعبة فى نفس المكان، يتم تشكيل جديد وهو المنطقة، وفى أي محافظة من المحافظات ستجد من خمس إلى ست مناطق أو عشر مناطق، وكل منطقة لها مجلس شورى خاص بها وكذلك مجلس إدارة، وبعد ذلك تجتمع مجالس شورى المناطق لانتخاب المكتب الإداري للمحافظة الذى يضم من 11 إلى 13 فرداً، وفى نفس الاجتماع يجرى اختيار مسئول الدعوة وعضو أو عضوين لكى يصعدوا كأعضاء مجلس شورى عام للقطر المصري، فالإخوان عبارة عن حلقات متصلة ما بين الأسرة والشعبة والمنطقة والمكتب الإداري، كله فى تسلسل، فعندما يصدر توجيه أو تعليمات معينة تصل سريعاً لفرد الأسرة، كما أن هذه المناطق والمكاتب الإدارية مثل أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط يجرى جمعهم معاً تحت مسمى قطاع جنوب الصعيد، ويشرف عليه عضو مكتب إرشاد، وينسق فيما بين مكونات هذا القطاع، من حيث الأنشطة والتربية وكل ما يخص عملهم، وبالتالى هذا القطاع يكون المشرف الخاص به مسئولاً أمام مكتب الإرشاد، والإخوان لديها على مستوى الجمهورية سبعة قطاعات، منها جنوب الصعيد وشمال الصعيد والقاهرة الكبرى، ووسط الدلتا، وشرق الدلتا.

محمود عزت
محمود عزت
وعن كيفية استفادة محمود عزت من ذلك في تشكيل كتائب سرية مسلحة قال حبيب "
هناك ما يسمى داخل الهيكل الإداري والتنظيمي بالأمين العام، ويكون له مساعدون، وكل قطاع من هذه القطاعات يكون له أمين عام مساعد، وعددهم سبعة، يتصلون بالأمين العام، وكان محمود عزت بصفته الأمين العام موصولاً بجميع القطاعات والمكاتب الإدارية، وكل ما يخص الإخوان، وقد اختار نوعيات معينة من الإخوان يكونون أمناء مساعدين له، يتفقون مع كينونته وطبيعته التي تتسم بالسرية والإصرار والدأب والانكفاء على التنظيم وعلى الإمداد، وكان كل مشرف على قطاع يحصل على تكليفات من مكتب الإرشاد، إلا أننا فوجئنا بأن هناك تضارباً فى القرارات وفى فهمها، فقررنا أن تكون هناك حواشي لشرح القرارات حتى لا نترك الأمر للفهم الخاطئ، وتوصلنا إلى حل وهو ما يسمى بوحدة المصدر، لأن الناس بدأت تشكو من أن المعلومات خطأ، وتم الاتفاق على أن يكون الأمين العام هو المسئول عن توصيل كافة القرارات والحصول على كل المعلومات من الأسر والشعب والمناطق إلى مكتب الإرشاد، ما جعل محمود عزت يحول التنظيم إلى شيء يخصه هو، فلم يكن ينقل التوصيات بأمانة، واكتشفنا أن هناك قرارات تستثنى وأخرى تُنفذ حسب أهواء «عزت»، وفوجئت بقرارات سحب فيها سلطات مكتب الإرشاد وهيئة المكتب وكل شيء، ما حوَّل الجماعة إلى تنظيم عسكري.
وضعف المرشد في هذه الفترة كان السبب، فمحمد مهدى عاكف، لا يملك علماً ولا خبرة ولا فقهاً ولا رؤية ولا إدارة، فـ«عاكف» كان ضعيفاً جداً، حتى إنه في مرة اختلف عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمود عزت، وكانا غالباً ما يختلفان، وعلت أصواتهما، فقلت لهما نذهب إلى المرشد ليحل المسألة، واستمع «عاكف» لكل طرف ثم سكت ولم يتحدث، فقلت له أقترح أن يكون الحل كذا، فلم يعلق، والحل الذى قلته لم يعجب أياً من الطرفين، ففوجئت بأبو الفتوح يخرج غاضباً ويتفوه بألفاظ لا أعرف طبيعتها، ومن ورائه محمود عزت، فقلت لعاكف «إزاى سايب الناس تخرج بهذا الشكل دون حل المشكلة» فرد «سيبهم يخبطوا في بعض»، هذا هو «عاكف»، فمنذ اللحظة الأولى قلت له لا يجوز أن تسلم الجماعة تسليم مفتاح بهذا الشكل، وأرى أن انهيارها بدأ مع مهدى عاكف، ومعنا أيضاً لأننا سمحنا بهذا.
وعن لقاءه محمد بديع بعد الثورة وتركه الإخوان قال حبيب "التقيته ووجهت له بعض النصائح، لكن للأسف كان التيار قوياً، فمحمد بديع هو الآخر ضعيف ومقوماته الشخصية ضعيفة جداً، وكان فاشلاً في الإشراف على قسم الأسر والتربية، وتم اختياره مرشداً، لأننا في أوقات نختار ما بين سيئ وأسوأ، وقد كان المسئول عن الأسر والتربية قبل «بديع»، صبري عرفة الكومي، وكان مسئولاً أيضاً عن أسر الإخوان المسجونين، وهو أيضاً أستاذ خيرت الشاطر، وكان «صبري» صاحب رؤية وعقلية وقوة، و«بديع» لا يمثل فيه أي شيء".
وعن الاختيارات داخل الإخوان للمواقع القيادية أو حتى في مواقع الدولة المختلفة عام حكمهم  قال حبيب "عندما ترشح محمد سعد الكتاتنى، لرئاسة حزب الحرية والعدالة، في مواجهته عصام العريان، سألني بعض الشباب: إيه رأيك يا دكتور من سيفوز فإننا نرى «العريان» هو الفائز؟ فقلت لهم: «العريان» لا يمكن اختياره، ولا بد أن ينجح شخص مثل محمد سعد الكتاتنى، لأنه يجيد تقبيل الأيادي والأكتاف، وأذكر أنى قلت للإخوان «حرام عليكم أنتم جايبين مين لرئاسة مجلس الشعب، وكمان جايبين نسيبه على رئاسة مجلس الشورى، هي عزبة» وكنت أعلم أن عصام العريان يمثل لمحمود عزت، الشخصية المنفلتة التي لا ترضخ للسمع والطاعة.
وعن علاقة الإخوان بنظام «مبارك»؟ وكيف تمت صفقة الـ88 نائباً في برلمان 2005 قال حبيب "علاقة الإخوان بنظام مبارك كانت في صعود وهبوط مستمر، وأذكر أن كوندليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، جاءت إلى الجامعة الأمريكية وتحدثت عن الفوضى الخلاقة، وبوش الابن كان يريد نفى أي قهر أو جبروت قامت به إدارته تجاه العالم العربي، لأن الإدارة الأمريكية كانت حريصة جداً على الدفع بالإخوان إلى سدة الحكم لضمان أمن إسرائيل في الأساس، وقال «بوش» إن السبب في كل ما يحدث من إرهاب هو الأنظمة القمعية المستبدة في المنطقة العربية والإسلامية، ما يكشف الضغوط على نظام حكم «مبارك» حتى يعطى مساحة من الحرية للإخوان، وهو ما استجاب له مبارك بالفعل، واتصل حسن عبدالرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة السابق، بنا، عن طريق أحد الأشخاص، والتقى بالفعل محمد مهدى عاكف، بحسن عبدالرحمن في مقر أمن الدولة فرع مدينة نصر، وقال عبدالرحمن إنهم يريدون أن تكون هناك مساحة من الديمقراطية، ونحن مقبلون على الانتخابات، فقال «عاكف» إنه سيرجع إلى مكتب الإرشاد للرد عليه و قرر مكتب الإرشاد تفويضي أنا وخيرت الشاطر، للتفاوض مع أمن الدولة، وفى أول لقاء جاء معنا محمد مرسى، واجتمعنا مع اللواء أحمد رأفت، الذى تولى بعد ذلك موقع نائب رئيس الجهاز، وكان هناك لواء آخر، هو المسئول عن نشاط الإخوان فى كل مصر داخل الجهاز، وقالوا لنا إن معهم إشارة خضراء لزيادة عدد نواب الإخوان فى مجلس الشعب، وقالوا كفاية يكون عدد نوابكم 34 فقد فُزتم فى الانتخابات السابقة بـ17 نائباً، ومن الجيد أن نضاعف العدد، فقلنا لهم سنرشح 200 على مستوى مصر، ومن الممكن أن نخفض هذا الرقم، ونترك الناس تختار، وخفضنا العدد إلى 180 مرشحاً، فقالوا لا يجوز، ثم خفضناه حتى 161 مرشحاً.
و لكن الانتخابات لم تنته مع الجماعة  مثلما بدأت.. نعم، هذا صحيح، فقد كانت الانتخابات تجرى على ثلاث مراحل، وحصلنا في المرحلة الأولى على 34 مقعداً، وفى الثانية نجح 42 عضواً، ثم جاءت المرحلة الثالثة، ووفقاً لما قاله محمد حسنين هيكل، ولا أعلم ما حقيقته، فإن رئيس وزراء إسرائيل اتصل ببوش وقال له أنتم تتركون مساحة للإخوان كبيرة فى مصر، فاتصل «بوش» بمبارك وقال له كفى هذا أوقف الموضوع، فدخل الأمن معنا معركة تكسير عظام، انتهت بقتل 14 فرداً، وإصابة الكثيرين فضلاً عن حملات إلقاء القبض والمطاردات، خصوصاً أن المرحلة الثالثة كانت في مناطق الثقل الإخوانى، وحصلنا فيها على 12 مقعداً فقط.
وعن عدد أعضاء تنظيم الإخوان قال محمد حبيب "في عام 2005 كان هناك نحو 36 ألف أخ عامل على مستوى الجمهورية، والمجموع العام بالمحبين والمتعاطفين والمنتسبين 157 ألفاً، وفى نهاية 2010 وصل عدد الإخوان التنظيميين إلى 250 ألفاً، ولا شك أن هذا العدد كان وراءه أعداد كبيرة من المحبين والمتعاطفين، وبعد 30 يونيو تم القبض على بعضهم وهرب البعض الآخر، وما يوجد في مصر الآن أقل من 150 ألف إخوانى، يتحركون تحت سطح يغطيهم.
وعن العناصر الأساسية التي نشأت عليها الجماعة قال "أولها التعارف، بمعنى أن كل فرد في الأسرة يعرف زميله بشكل جيد ونقاط ضعفه وقوته حتى عندما يتم تكليفه بشيء يتم الاستفادة من طاقاته وإمكاناته، والنقطة الثانية التفاهم، وهى أن نبنى علاقاتنا على أسس الإسلام، لكن هذا لا يحدث الآن إلا قليلاً، والنقطة الثالثة والأخيرة هي التكافل."
وتعد النقطة المحورية التي نخرج من الحوار بها هي أن الإدارة الأمريكية، هي من أوصلت الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، لحفظ أمن وأمان إسرائيل، وضغطت على حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، لزيادة مشاركتهم، وهو ما جعل الدولة تنسق معهم في برلمان 2005 الذى انتهت مرحلته الثالثة بمعركة تكسير عظام بينها وبين التنظيم

شارك