الخفاجي برر إصداره خطابه التصعيدي عبر بث شريط فيديو نقلته وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أنه تم تسجيله في لبنان، أن ترامب يمنع الدول العربية والإسلامية من دخول الولايات المتحدة لأنه يخشى من دخول رموز المقاومة، وتابع: "نحن قادمون إليك يا ترامب، المقاومة قادمة، انتصاراتنا في حلب قادمة وهي علامة على النصر في الأمتين العربية والإسلامية". كما هدد الخفاجي البوارج الأميركية في السواحل اليمنية، قائلاً: "بوارجكم في سواحل اليمن مهددة أيضاً فامنعوا ما شئتم".

واعتبر مراقبون أن تلويح الخفاجي بقصف البوارج الامريكية، في إشارة إلى أن للشيعة جناح مسلح آخر في اليمن هو جماعة الحوثي، التي انقلبت على شرعية الرئيس اليمني على عبد ربه منصور هادي، وهذا يعكس سياسة إيران التوسعية في المنطقة عبر دعم الميلشيات المسلحة في تلك المناطق، إذ تشير هذه التصريحات إلى حجم التدخل الإيراني في اليمن، إضافة إلى أنها تكشف عن وجود علاقة مباشرة للفصائل الشيعية العراقية، كما هو حال الحرس الثوري وحزب الله في الحرب الدائرة في اليمن.

كانت جماعة الحوثي استهدفت في اكتوبر 2016 المدمرة الأمريكية "يو إس إس ماسون" بصاروخين تم إطلاقهما من مناطق سيطرة الحوثيين، وتوعدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وقتها بالرد "في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة"، ونقلت شبكة التلفزة الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن المدمرة الأمريكية "مايسون" في البحر الأحمر هوجمت بصاروخين، مصدرهما الأراضي اليمنية، وأن المدمرة أطلقت أسلحة دفاعية وقامت بمناورة لتضليل الصاروخين.

وأشار المسؤول إلى أن المدمرة الأمريكية تعرضت إلى الهجوم بالصواريخ مرتين في غضون 4 أيام قرب باب المندب. فقد تعرضت المدمرة الأمريكية، في 10 أكتوبر الماضي أيضاً، لمحاولة هجوم صاروخي في المياه الدولية قبالة السواحل اليمنية، دون أن تصاب بأذى، ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جيف ديفيس، أنه خلال ساعة واحدة تم رصد صاروخين، أطلقا باتجاه المدمرة الموجودة في البحر الأحمر، إلا أنهما سقطا في المياه الدولية قبل الوصول إلى المدمرة، مؤكدا أنها لم تصب بأذى. وأوضح المتحدث العسكري أن الصاروخين أطلقا من مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون.

ودخلت المدمرة "مايسون" الخدمة في القوات البحرية الأمريكية لأول مرة عام 2001، وهي مزودة بنظام دفاعي من نوع "إيدجيس"، ويمكنها حمل 74 صاروخاً، بما فيها الصواريخ المجنحة، وهددت الدفاع الأمريكية، الثلاثاء، بالانتقام من الطرف الذي أطلق الصواريخ على المدمرة.

كما أعلنت جماعة الحوثيين استهداف سفينة إماراتية، وذكرت قيادة قوات التحالف العربي أن السفينة "سويفت" التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة، من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، تعرضت لحادث مقابل السواحل اليمنية على البحر الأحمر"، وقال الحوثيون في بيان: إن "قواتهم دمرت سفينة تابعة للجيش الإماراتي كانت تتقدم صوب ميناء المخا في البحر الأحمر".

ويبدو أن الميلشيات الشيعية المتمركزة على سواحل اليمن ربما تكون فعلياً تنفيذ تهديداتها خاصة أنها نفذته من قبل مع المدمرة الأمريكية، والسفينة الإماراتية، لكن مراقبين في الجانب الآخر تحدثوا عن أن الحكومة الإيرانية تدرك أن استفزاز إدارة ترامب بمثل هذه التصرفات سيكون رد فعلها كبير على عكس ما كان تتبعه إدارة أوباما من الحكومة الإيرانية.

ونقلت مصادر صحافية، في الرئاسة الإيرانية أنها ليس من عادتها الدخول في سجالات، لافتاً الی أن طهران تراقب بدقة التطورات داخل الولايات المتحدة، وتأمل بتصحيح البيت الأبيض مسار التصريحات والمواقف التي يتخذها، أتى ذلك إثر دعوة الرئيس الأميركي نظيره الإيراني الى الحذر، بعدما نقلت وسائل إعلام عن الأخير قوله أن أي شخص يهدد الإيرانيين سيندم.

لواء أبو الفضل العباس هي مجموعة شيعية مسلحة تضم مقاتلين عراقيين ينتمي أغلبهم إلى عصائب أهل الحق والتيار الصدري وكتائب حزب الله في العراق التي تعد أوائل الفصائل الشيعية التي تبنت مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق. واللواء يضم مقاتلين لبنانيين ينتمي أغلبهم إلى حزب الله.

ويرجع اسم اللواء، إلى أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب، حيث يحمل اسم العباس شجناً خاصا لدى الشيعة بشكل عام وشيعة العراق بشكل خاص. 

وتأسس اللواء في سوريا إبان الأزمة السورية في 2012 لمساعدة قوات الحكومة السورية، وقدم أغلب مقاتلي هذا اللواء من العراق، وانضم إليهم عدد من العراقيين الذين هربوا من العراق بعد أحداث العنف الطائفي في 2006 وعاشوا في سوريا. 

ويعتقد انتماء أغلب المقاتلين إلى تنظيم جيش المهدي الذي يرأسه مقتدى الصدر بالرغم من كون الأخير أكد رفضه ذهاب قوات تابعة له إلى سوريا، وكذلك من عصائب أهل الحق الذي انشق عن التيار الصدري في 2009.