الصراعات الدموية تتجدد بين الفصائل الإسلامية المسلحة على جثة الثورة السورية

الإثنين 13/فبراير/2017 - 04:26 م
طباعة الصراعات الدموية
 
 يبدو أن الصراعات الدموية  لن تتوقف  بين الفصائل  الإسلامية المسلحة فى سوريا فبعد  فشل الاجتماعات بين "لواء الأقصى" وهيئة "تحرير الشام" تجددت الاشتباكات بينهم  في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي،  حيث قام عنصران من لواء الأقصى بتفجير نفسيهما في جموع الهيئة بمدينة كفرزيتا وسط نداءات من المراصد للمدنيين بالتزام منازلهم خوفاً من الإصابة نتيجة الاشتباكات.

الصراعات الدموية
فيما  دارت اشتباكات بين الطرفين في تل عاس وركايا وخان شيخون والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي، وبحسب إعلامي الهيئة أنّ مفخخة انفجرت في التمانعة فيما قام عناصر من لواء الأقصى في قرية معرزيتا بتسليم سلاحهم إلى مقرات الهيئة  فيما أعلن فصيل سرايا الشام العامل شمال حماة انشقاقه عن لواء الأقصى والتزامه جبهات القتال ضد النظام
وتأتي الاشتباكات بعد قيام لواء الأقصى قبل أيام بالسيطرة على معظم مدينتي كفرزيتا وطيبة الإمام بحماة واعتقال عناصر من الفصائل المقاتلة ورفضه أي مبادرة لإنهاء الصراع والاقتتال وبعد مناظرة مطوّلة انتهت في وقت متأخر من مساء الأحد 12-2-2017م ، بين قيادات وشرعيين من "تحرير الشام" و"جند الأقصى" وأكد أحد شرعيي تحرير الشام أن أمير لواء الأقصى "أبي عبد الله الغزاوي" كفّر قائد تحرير الشام هاشم الشيخ، وفصائل منضوية تحته مثل نور الدين زنكي وغيرها" وأشار الشرعي إلى أن أمير لواء الأقصى صارحهم بتواصله مع تنظيم الدولة، وسعيه لعمل مشترك ضد النظام معهم، واعتقاده بأن الفصائل أشد خطرا من التنظيم كون "الفصائل مرتدة والدولة مسلمين".

الصراعات الدموية
وكان القيادي في "حركة أحرار الشام الإسلامية"، الفاروق أبو بكر، قال في وقت سابق، إن تحقيقات أجروها مع خلايا نائمة اغتالت عناصراً من الحركة، أثبتت مبايعة "جند الأقصى" للتنظيم، مؤكداً "وجود أدلة واعترافات من عناصرها الموقوفين بذلك". وأضاف "ألفاروق" أن "الكثير من خلايا وقيادات الجند مبايعة للتنظيم، فهم يحملون الفكر التكفيري ذاته"  كما كشف مصدر في وقت سابق لوكالة سمارت عن حل تنظيم "جند الأقصى" وانقسامه إلى ثلاث مجموعات، تعتزم إحداها الانضمام إلى "هيئة تحرير الشام"، فيما ستعمل مجموعة ضمن إدلب تحت اسم "أنصار التركستان" وستكون بقيادة قائد جديد، كما ستعمل المجموعة الأخرى في حماة تحت اسم "لواء الأقصى".
يذكر أن "جبهة فتح الشام" العاملة ضمن "هيئة تحرير الشام"، فصلت "جند الأقصى" من صفوفها على خلفية الاقتتال الدائر مع "حركة أحرار الشام الإسلامية"، بعد أن انضم إليها فى ديسمبر 2016م ، حيث دارت مواجهات بين الطرفين في ريف إدلب، مطلع الشهر ذاته، أدت لمقتل وجرح العشرات من الطرفين     على الرغم من أن  القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام" هاشم الشيخ (أبو جابر)  قد أكد على تشكيل  مرحلة جديدة من مراحل الثورة السورية، متوعداً باستئناف العمل العسكري ضد قوات الأسد.
وظهر "هاشم الشيخ" في تسجيل مصور بُث الخميس 10-2-2017م ، وذلك في أول ظهور له منذ تعيينه في هذا المنصب، حيث وصف "هيئة تحرير الشام" بأنها كيان مستقل لا يمثل امتداداً لتنظيمات وفصائل سابقة، و أنها خطوة اندماج ذابت فيها جميع التسميات و أن الهيئة تسعى إلى جمع الساحة السورية ضمن كيان واحد وتحت قيادة موحدة تقود العمل السياسي والعسكري للثورة سعياً لتحقيق هدفها في إسقاط النظام، وتحرير كافة الأراضي السورية و أن  الهيئة هي مرحلة جديدة من مراحل الثورة المباركة، ومرحلة من العمل الجاد المنضبط والسعي المتواصل الدؤوب".

الصراعات الدموية
وشدد على أن الهيئة ستبدأ مشروعها بإعادة تنشيط العمل العسكري ضد نظام الأسد، وخوض "معركة التحرير"، مطالب الأمة الإسلامية بنصرة قضية الشام ودعا إلى دعم الهيئة وتجاوز الماضي وقال "نمدّ إليكم أيدينا وندعوكم لشد أزرنا ودعمنا وتجاوز الماضي، وتوحيد البوصلة، فالثورة تولد من جديد فكونوا روادها قادة وجنداً وان الهيئة هم أمل أهل الشام بعد الله".
  وعلى الرغم من حديث قائدها اعتقلت الهيئة  فصائل رفضت الانضمام لها فى 5-2-2017م  ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان  قيام "هيئة تحرير الشام" بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن تشكيلها بعمليات اعتقال وخطف واسعة طالت عناصر وقادة ينتمون إلى فصائل المعارضة المسلحة التي رفضت الانضمام إليها وأن المدة الواقعة بين 28 يناير  2017 و 1 فبراير 2017 اعتقلت هيئة تحرير الشام ما لا يقل عن 12 شخصاً من مقاتلي المعارضة المسلحة الرافضين الانضمام إليها، إضافة إلى اعتدائها على مركزين حيويين مدنيين و أنها  اعتدت على فصائل المعارضة المسلحة التي رفضت الانضمام إليها، وتطوَّرت الأحداث بعد ذلك لتشملَ تعزيز وجودها العسكري في المناطق التي تخضع لسيطرتها بشكل جزئي في كل من ريف إدلب وريف حلب الغربي عبر إقامة نقاط تفتيش مُكثَّفة ونشر الأسلحة الثقيلة في الشوارع وإقامة العروض العسكرية، وقد أدى ذلك إلى عرقلة جزئية للأعمال الإغاثية وحركة سيارات الإسعاف؛ بسبب تخوُّف الكوادر الطبية من وقوع حوادث أمنية أو اشتباكات أثناء المرور عبر نقاط التفتيش

الصراعات الدموية
وأوصى البيان الفصائل المقاتلة المنضوية إلى هيئة تحرير الشام بالانفكاك مباشرة عنها كي لا يتم تصنيفها ضمن الجماعات المنتمية إلى تنظيم القاعدة؛ ما يُبرِّر استهدافها وعناصرها، وذلك باعتبار أن معظم عناصرها من الشباب السوريين، وأنه يجب على هيئة تحرير الشام التوقف عن الانتهاكات بمختلف أنواعها، وأن تُفرج عن جميع المعتقلين لديها، وتردَّ جميع ما تمَّ الاستيلاء عليه بقوة السلاح.
يذكر أنه  في  28 يناير 2017 م تمَّ الإعلان عن تشكيل تجمع تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، ويضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وفصيل أنصار الدين وعدد من الفصائل المقاتلة (كتائب نور الدين الزنكي، جيش السُّنة، ولواء الحق)، وجاء هذا الإعلان بعد هجمات لجبهة فتح الشام على مناطق تخضع لسيطرة عدد من فصائل المعارضة المسلحة وهم: "جيش المجاهدين وصقور الشام، فيلق الشام، تجمع فاستقم كما أُمرت،  وبعض المجموعات التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية في مناطق ريف إدلب الشمالي وريف حلب الغربي"، وذلك بهدف كسب تأييد جديد من الحاضنة الشعبية والسيطرة على موارد تلك الفصائل ومناطقها، معتمدة في ذلك على أصوليتها المتشددة، وعلى تخوين الفصائل التي شاركت في مؤتمر الأستانة، على الرغم من أن تلك الفصائل قد رفضت في الأستانة استهداف "جبهة فتح الشام"، وقد تمَّ الهجوم بين الإثنين 23  يناير والسبت 28  يناير

الصراعات الدموية
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الصراعات الدموية  لن تتوقف  بين الفصائل  الإسلامية المسلحة فى سوريا وان   فشل الاجتماعات بينهم  تعد المؤشر الرئيس على  تجدد الاشتباكات بينهم  في مناطق نفوذهم فى  ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وباقى المناطق وان هذة الاشباكات جميعها ستكون على جثة الثورة السورية بلا شك .

شارك