ثورة تسيطر علي جنود وضباط الحرس الجمهوري اليمني، في ظل تردي الأوضاع العسكرية علي يد الحوثيين في عدة جبهات، مع تواصل العمليات العسكرية واعلان التحالف العربي عن مدينة الحديدة كمدينة عسكرية، مع تأكيد الأمين العام للامم المتحدة علي دعمه لجهود "ولد الشيخ" لانهاء الصراع في اليمن.

وعلي صعيد الوضع الميداني، شن الجيش الوطني هجوماً على مواقع المتمردين في جبهة مقبنة بتعز، تمكن خلاله من استعادة سوق الكدحة والقرى المحيطة به، كما قتل 6 متمردين في معارك عنيفة اندلعت في حي الزهراء والأحياء المحيطة بمعسكر الدفاع الجوي بتعز.

ودمر طيران التحالف العربي مخزناً للأسلحة في منطقة موشج بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، كما شن سلسلة غارات عنيفة على مواقع الميليشيات في شمال مديرية المخا الساحلية ومحافظة حجة ومديرية صرواح بمحافظة مأرب.

في غضون ذلك، تواصلت محاولات المتمردين لتحقيق تقدم في تعز، خاصة في معارك حي الزهراء والأحياء المحيطة بمعسكر الدفاع الجوي التي شهدت اشتباكات عنيفة حاولت المليشيات فيها السيطرة على مواقع عسكرية لكنها منيت بهزيمة كبيرة كلفتها عشرات القتلى والمصابين.

وفي محافظة ذمار استقبلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح عشرات الجثث لقتلى حوثيين بينهم قيادات ميدانية كبرى قتلوا في معارك تعز والمخا، وكشفت مصادر طبية في مستشفى ذمار العام أن ثلاجة المستشفى استقبلت منذ بداية الانقلاب على الشرعية أكثر من 3 آلاف و500 جثة من أبناء المحافظة.

كما شنت مقاتلات التحالف العربي ، غارات جوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون ومليشيا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بمحافظة الحديدة (226) كم غرب صنعاء. 

وقال سكان محليون، إن مقاتلات التحالف استهدفت بنحو عشر غارات جوية هيئة التطوير بمديرية الزيدية، ومنطقة النخيلة بمديرية الدريهمي.

كما أحبط طيران التحالف العربي محاولات الميليشيات الانقلابية، لتهريب السلاح قرب سواحل الحديدة، وذلك بعد أن رصد زوراق بحرية وعلى متنها مجموعة من الأسلحة والمسلحين الحوثيين.

وقال مصدر عسكري يمني إن "التحالف رصد مجموعة الزوارق البحرية، وعلى متنها مجموعة من الأسلحة والمسلحين الحوثيين، يقتربون من منطقة النخيلة في مديرية الدريهمي شمال الحديدة، مما دفع التحالف إلى متابعتها واستهدافها في مديرية اللحية، بحسب ما ورد في صحيفة عكاظ السعودية، اليوم الإثنين.

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية مدينة الحديدة الساحلية اليمنية منطقة عسكرية، وحث المدنيين في الميناء المطل على البحر الأحمر الخاضع لسيطرة الحوثيين على البقاء في منازلهم بعد أيام من تحذير الأمم المتحدة من أن الضربات الجوية قد تؤدي لمحاصرة المدنيين وتعرقل جهود الإغاثة.

فيما اعترف السكرتير الصحفي للرئيس السابق صالح بانهيار قواتهم وخسارتها لمعركة المخا.

وقال نبيل الصوفي في منشور له على صفحته بمنصة فيس بوك "أصدقكم القول موجوعا وحزينا أن أي جهة لم تطلب تقرير عن كيفية انهيار الجبهة".

وأضاف "رسلت لبعضهم جملة واحدة عن عشرات الرجال الذين رأيتهم ينسحبون من جنوبها، فرد لي بجملة واحدة: لاتصدق".

ويأتي هذا الاعتراف بالهزيمة في المخا في ظل زعم إعلام الإنقلاب وقياداته بأن المخا لا تزال تحت سيطرتهم وبأن القوات الحكومية لم تتمكن من تحريرها، في حين يقول مراقبون بأن رموز الإنقلاب دأبوا على غرس الوهم في نفوس أتباعهم حفاظاً على معنوياتهم القتالية من الانهيار.

وعلي صعيد اخر،  كشفت مصادر عسكرية، أن قيادات الحرس الجمهوري تخلت عن الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ورفضت تنفيذ أوامره التي تعكس توجهات الحوثيين.

وأوضح مستشار وزارة الدفاع يوسف الشراجي في تصريحات لصحيفة «عكاظ»، أن هناك اتصالات وترتيبات مع قيادات مقربة من المخلوع بهدف انضمامهم إلى الشرعية.

وأضاف أن الكثير من قادة «الجمهوري» باتوا ناقمين على انتهاكات الانقلابيين في صنعاء من تدمير ونهب لمؤسسات الدولة واضطهاد المدنيين والاعتقالات التعسفية.

إلى ذلك أشار مصدر عسكري في صنعاء إلى أن الكثير من قيادات الرئيس اليمني السابق علي صالح رفضت توجيهاته بشأن التنسيق مع المتمردين الحوثيين والموافقة على تعييناتهم في الحرس الجمهوري، ومن أبرز هؤلاء القادة العميد الركن عبدالملك معياد قائد لواء الحماية الخاصة بالمخلوع، مضيفا أن معياد معتكف حاليا في منزله رافضا أوامر المخلوع بالحضور للاجتماع معه.

وبيّن المصدر أن القادة الموالين لصالح بصنعاء لا يزالون يتعرضون للاعتداءات والتهديد بالقتل من قبل مسلحي الحوثيين، ما أجبر بعضهم على الفرار مع أسرته إلى محافظات يمنية أخرى، مضيفا أن صالح بات يعيش وضعا مزريا في ظل الانشقاقات اليومية.  

وعلي صعيد الأوضاع في عدن، أفادت مصادر محلية بأن نجل الرئيس عبدربه منصور هادي قد وصل اليوم الاثنين الى مدينة عدن بعد سفرية خاطفة للعاصمة الأماراتية أبوظبي يوم أمس.

ونقل موقع "هنا عدن" عن مصادر مقربة من الرئاسة بأن قائد قوات الحماية الرئاسية ، العميد ناصر عبدربه منصور قد توصل الى اتفاق مع الجانب الإماراتي لحل كافة المشكلات الطارئة في العاصمة المؤقتة، مؤكداً بأن الترتيبات تجري حالياً على قدم وساق بغرض عقد لقاء هام في العاصمة السعودية الرياض في الساعات القليلة القادمة، بغرض بحث التطورات العسكرية والأمنية والاقتصادية.

فيما و تعرض مسؤول محلي كبير بمدينة عدن لمحاولة اغتيال فاشلة أثناء حضوره مهرجان جماهيري في المدينة .

وقالت مصادر محلية لوسائل إعلام في المدينة " إن مدير عام صيرة " خالد سيدو " تعرض لإطلاق نار كثيف قبل دخوله للمشاركة في مهرجان عدن الثقافي التراثي .

وحسب المصادر " فإن جماعة مسلحة أطلقت النار عندما اقترب " خالد سيدو " من مكان المشاركة في بوابة " الصهاريج " .

وأضافت المصادر " أن " سيدو " غادر المكان برفقة سياراته ومرافقيه فيما فر العشرات من المشاركين من المهرجان .

وأكدت المصادر " أن قوة أمنية وصلت قبل قليل وأغلقت بوابة الصهاريج وبدأت تنتشر في المنطقة بحثاً عن المسلحين .

وكانت العاصمة المؤقتة عدن قد شهدت اشتباكات بين فصائل تنتمي للمقاومة الشعبية فجر الأحد بسبب تمرد قائد قوات الأمن في المطار العميد أبو قحطان توجيهات رئاسية بإحلال قوات الحماية الرئاسية التي يقودها نجل هادي محلها، قبل أن يتدخل الرئيس لتهدئة الوضع هناك.

وعلي صعيد اخر، أعلن الملحق الثقافي في سفارة ميليشيا الحوثي في طهران، عبد الرحمن راجه، اليوم الإثنين، أن نحو 5 آلاف سائح يمني زاروا إيران خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن بعضهم زار إيران بهدف العلاج.

وقال عبد الرحمن راجه لوسائل إعلام إيرانية، إن بعض المصابين في الحرب يتوافدون على إيران بين الحين والآخر للعلاج.

كما كشف مصادر في العاصمة صنعاء عن انتشار كبير لظاهرة "الناشطات الإيرانيات" في صنعاء، بعد توافدهن من لبنان والعراق والبحرين، ودول أوروبية، بعضهن أتين كزوجات لقيادات حوثية، والأخريات عاملات في الملتقيات والمنظمات.

وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية ونقلا عن مصادر وصفتها بالخاصة  أن طهران استعانت ببعض نسائها اللاتي يجدن اللغة العربية، إضافة إلى لبنانيات، وعراقيات.

 واشارت المصادر الى إن حزب الله قدم توصية فنية للاستفادة من أولئك النساء في القطاع النسوي، بمختلف المجالات، وتم فتح مراكز تدريبية للتوعية والتدريب في الاستقطاب والتأثير على المرأة اليمنية، اعتمادا في ذلك على مناهج وكتب شيعية تم توفيرها بواسطة حزب الله، وتقام في تلك المراكز محاضرات ولقاءات ودورات لعناصر نسائية يتم اختيارهن بدقة من قبل الجماعة، أغلبهن من عائلات القيادات الحوثية، وأفرزت هذه المراكز عناصر نسائية تنشط في المدارس والمعاهد والتجمعات النسائية.

وتابعت أنه يتم عقد دورات تدريبية خاصة بالتعبئة العامة، وجمع التبرعات، ورفع معنويات النساء لحشدهن بجانب الرجال، وأنه توجد مراكز فرعية في محافظات حجة، وعمران، وصعدة، وذمار، والمحويت، والحديدة، وريمة، وإب، وتعز، بعضها بصورة علنية، والبعض بطرق سرية. 

فيما اعلنت أحبطت قوة خاصة تابعة للبحرية الإيرانية هجوماً نفذه قراصنة بـ 11 زورقاً ضد سفينة تجارية إيرانية بهدف إختطافها في باب المندب.

وأفادت وكالة" تسنيم" الايرانية، أن قراصنة صوماليون كانوا يستقلون 11 زورقاً سريعاً، حاولوا التعرض لسفينة تجارية إيرانية في باب المندب، إلا أن التدخل السريع لقوة خاصة تابعة للأسطول الرابع والأربعون في البحرية الإيرانية حال دون تمكن القراصنة من إختطافها.

وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن ميليشيات الحوثي وصالح أفشلوا 70 اتفاقا تم إبرامها معهم ولم ينفذوا منها شيئا، مبيناً أن كل الجهود التي بذلها المبعوث الدولي لليمن فشلت بسبب المتمردين.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده امس (الأحد) مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حيث قال فيه إنه تم الاتفاق على أمور كثيرة، ولكن لم يطبقوا شيئاً منها، لافتاً إلى أن الحوثي وصالح يطلقان الأقوال دون أفعال على أرض الواقع.

وفي السياق ذاته قال الجبير إنه يأمل في مواصلة إرسال مساعدات لليمن، مبيناً أن جزءا كبيرا من مساعدات مجلس التعاون الخليجي المالية مخصص لإعادة إعماره.

فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد، "إن مبعوث المنظمة الدولية لليمن إسماعيل ولد الشيخ، يحظى بدعمه الكامل، بعد أيام من مطالبة جماعة الحوثي اليمنية له بعدم تجديد تفويض غوتيريش"، نتيجة لما قالت إنه انحياز ضد الحركة المتحالفة مع إيران.

وناشد غوتيريش ، الأطراف المتحاربة في اليمن عدم استغلال توصيل المساعدات الإنسانية وأضاف إ"نه سيدين أي عمل من هذا النوع".

ووصف الجبير العلاقات السعودية الأمريكية بأنها ممتازة وقال "إن آراء الدولتين متطابقة في قضايا اليمن وسوريا وليبيا وقتال المتشددين".

المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، يأتي ذلك مع  تعنت من قبل الحوثيين، لجهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات  العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.