جينيف وأستانا تستضيفان اجتماعات جديدة لحل الأزمة السورية.. وداعش يتراجع

الإثنين 13/فبراير/2017 - 07:14 م
طباعة جينيف وأستانا تستضيفان
 
تتواصل الخطوات الروسية لدعم الأزمة السورية وفتح فرص عديدة للحلول السياسية بالتعاون مع الأمم المتحدة، ومحاولة توفيق وجهات النظر بين مختلف المنصات المعنية بالأزمة، وخاصة منصتى القاهرة وموسكو والرياض.

جينيف وأستانا تستضيفان
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن وجود عدد كبير من الأطراف الخارجية في سوريا يتطلب تنسيقا دقيقا لخطواتها في مجال مكافحة الإرهاب فيما بينها وقبل كل شيء مع دمشق، والقضاء على الإرهاب هو الهدف الرئيسي لكافة القوى الخارجية العاملة في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا أرسلت قواتها الجوية إلى سوريا على هذا الأساس تحديدا، وكذلك توصلت إلى اتفاق مع تركيا وإيران وحاولت ولا تزال تعمل على التوصل إلى اتفاق مع واشنطن وفق هذا الأساس بالذات.
أوضح الوزير الروسي أن مكافحة الإرهاب في ظل وجود مثل هذا العدد الكبير من الجهات في سوريا تتطلب تنسيقا دقيقا لخطواتها على الأرض، وخاصة مع القوات السورية، مشيرا إلى أن كافة الأطراف الخارجية المعنية تعرب عن احترامها للسيادة السورية.
قال لافروف: "هؤلاء الذين يشاركون في هذه العمليات بشكل مباشر، عليهم تنسيق خطواتهم انطلاقا من المبادئ التي ذكرتها، وذلك يتعلق بعملية الباب وكذلك بمستقبل منبج والرقة وغيرها".

جينيف وأستانا تستضيفان
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الروسي أن الاجتماع الجديد في أستانا يومي 15 و16 فبراير سيعقد في الإطار ذاته وسيضم ممثلين عن القوى الموجودة على الأرض في سوريا والدول الضامنة لاتفاق الهدنة "روسيا وتركيا وإيران" وكذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالإضافة إلى ممثل عن الولايات المتحدة.
كما قال لافروف إن مفاوضات أستانا تضم قوى مشاركة في القتال بسوريا ودول مؤثرة فيها، مؤكدا أن حضور الأردن، الذي له تأثير على "جيش الإسلام" وبعض المجموعات في الجبهة الجنوبية في سوريا، يمثل أهمية كبيرة في هذا الإطار. وأضاف أنه يجري الآن العمل على تحديد تفاصيل مشاركة الأردن في الاجتماع الثاني في أستانا.
من ناحية آخري أعلنت الحكومة السورية استعدادها لمبادلة مسجونين لديها بمخطوفين لدى المجموعات المسلحة، ونقلت تقارير اعلامية  "إن دمشق على استعداد وبشكل دائم وخاصة في إطار الجهود المبذولة لاجتماع أستانا المقبل لمبادلة مسجونين لديها بمخطوفين لدى المجموعات الإرهابية رجالا ونساء وأطفالا مدنيين وعسكريين، وذلك حرصا من الدولة السورية على كل مواطن مخطوف في أي مكان".
أوضح تقارير أن تأكيد الحكومة على المبادلة جاء "بعد التواصل مع الوزارات والجهات المعنية ونظرا لنجاح الدولة السورية في تحرير كثير من المدنيين والعسكريين الذين اختطفتهم المجموعات الإرهابية وانطلاقا من أهمية حياة وسلامة كل سوري مخطوف أينما وجد على الأراضي السورية".

جينيف وأستانا تستضيفان
وتمت الاشارة إلى أن هناك جهودا حثيثة من الجهات المعنية في الدولة السورية "أسفرت قبل أيام عن تحرير العشرات من أهالي ريف اللاذقية الشمالي معظمهم من الأطفال والنساء الذين اختطفتهم التنظيمات الإرهابية من قراهم قبل ثلاث سنوات ونصف السنة".
من جانبها أعلنت يارا شريف، المتحدثة الرسمية باسم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف ستنطلق رسميا في 23 فبراير، والتأكيد على أن مكتب دي ميستورا وجه لأطراف المفاوضات الدعوات للمشاركة في الاجتماع "، مشددة على أن "المشاورات بشأن إجراء المفاوضات ما زالت مستمرة".
أشارت إلى أن وفود المشاركين ستبدأ بالوصول إلى جنيف اعتبارا من 20 فبراير لعقد مشاورات أولية مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وفريقه، قبل انطلاق المفاوضات السورية السورية الرسمية في 23 فبراير الجاري".
أكدت المسؤولة الأممية على أن "دي ميستورا يعمل بشكل نشيط ويبذل كل الجهود الدبلوماسية لضمان نجاح جميع الاتفاقات الخاصة بإجراء المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف".  
وسبق أن أعلنت شريف أن مكتب دي ميستورا بدأ بإرسال الدعوات إلى الأطراف السورية للمشاركة في مفاوضات جنيف، وقالت شريف إن حوالي 20 دعوة للمشاركة في مؤتمر جنيف الخاص بتسوية الأزمة السورية وجهت لمختلف قوى المعارضة.
ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة قالت، في وقت سابق، إن مؤتمر جنيف المقبل بين أطراف الأزمة السورية من المقرر عقده في 20 من الشهر الجاري، يأتي ذلك في وقت برزت فيه من جديد خلافات بين مجموعات المعارضة السورية.

جينيف وأستانا تستضيفان
وعلى صعيد آخر أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن منصة الرياض، عن تشكيل وفد المعارضة الموحد للمشاركة في مفاوضات جنيف التي ستجري برعاية الأمم المتحدة، وقررت الهيئة العليا للمفاوضات، في ختام اجتماعها الذي جرى يومي 10 و11 فبراير في الرياض، إنهاء عمل وفد التفاوض السابق، وقامت بتشكيل وفد جديد يتكون نصف أعضائه من ممثلين عن القوى العسكرية، إضافة إلى ممثلين عن المكونات السياسية في الهيئة العليا للمفاوضات. تضم قائمة الوفد أعضاء في منصتي القاهرة وموسكو، فيما تم انتخاب نصر الحريري رئيسا للوفد المفاوض، وأليس مفرج نائبة للرئيس، ومحمد صبرا كبيرا للمفاوضين، ولكن رئيسي كل من منصتي القاهرة وموسكو، جهاد مقدسي وقدري جميل، أعربا عن معارضتهما لهيمنة الهيئة العليا في الوفد المفاوض، متهمين إياها بتعطيل عملية السلام.
على صعيد آخر صدت القوات الحكومية السورية هجمات المجموعات التابعة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي على عدد من الأحياء السكنية بمدينة درعا، وقال متابعون أن وحدات من الجيش تصدت لهجمات التنظيم على محاور أحياء المنشية وحميدة الطاهر وساحة بصرى والمؤسسة في مدينة درعا، والاشارة إلى أن وحدات الجيش سيطرت على الموقف القتالي بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
نوهت أن وحدة من الجيش "أحبطت ظهر اليوم محاولة تسلل مجموعة إرهابية من تنظيم "جبهة النصرة" من مدرسة اليرموك باتجاه حي المنشية، وأوقعت جميع أفرادها بين قتيل ومصاب".، والتأكيد على أن محاولات تسلل إرهابيي "جبهة النصرة" تترافق مع استهدافهم بالقذائف الصاروخية واسطوانات الغاز الأحياء السكنية في مدينة درعا حيث وقعت أضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
أفاد ناشطون معارضون باستمرار اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة، إلى جانب عناصر "جبهة فتح الشام" التسمية الجديدة لـ"جبهة النصرة"، من جهة أخرى، في محور حي المنشية بمدينة درعا ومحيط منطقة الجمرك القديم.
على صعيد متصل أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن التسوية السياسية للأزمة السورية ستفضي إلى نهاية تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا أن ما حدث في الموصل العراقية كان بسبب سوريا، مؤكدا أن الأزمة السورية هي من أصعب الاختبارات أمام الأمم المتحدة، كما أكد أن عدم وجود حل سياسي شامل في سوريا يدعم وجود "داعش".
ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنه لا يرى نهاية قريبة لأزمة اللاجئين، مشيرا إلى أن انقسام مجلس الأمن أحبط فاعليته في التصدي للأزمات العالمية، وأعرب عن تفاؤله باجتماع المعارضة السورية في الرياض لتشكيل وفد للتفاوض مع الحكومة السورية، مشيرا إلى أن زيارته للمنطقة تهدف إلى زيادة التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك بحث الأوضاع اليمن وليبيا والعراق.

شارك