المصالح الإيرانية – الروسية المتعارضة تأجج "الصراع" بين الحلفين في سوريا

الثلاثاء 14/فبراير/2017 - 01:09 م
طباعة  المصالح الإيرانية
 
 يبدو أن المصالح الإيرانية – الروسية  المتعارضة سوف  تأجج " الصراع " بين الحلفين  فى سوريا  بل وبدأت  تخرج إلى العلن  حيث ألغى "دميتري روغوزين" نائب رئيس الوزراء الروسي، زيارته المقررة إلى إيران وذلك لـ"أسباب تقنية"، وذلك وسط اتهامات إيرانية وجهت إلى موسكو تؤكد تدخل المخابرات الروسية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة المزمع إجراؤها في أيار المقبل، وذلك لمصلحة مرشحين موالين لموسكو. 
 المصالح الإيرانية
وأفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الثلاثاء 14-2-2017م ، بأن دميتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، ألغى زيارته إلى إيران لـ "أسباب تقنية"  وكانت وكالة "مهر" الإيرانية قد ذكرت في وقت سابق، نقلا عن بيان السفير الإيراني في موسكو، مهدي سنائي، أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونائبي رئيس الوزراء دميتري روغوزين وإيغور شوفالوف سيقومون بزيارات رسمية إلى إيران خلال الشهر المقبل  وكان متوقعا أن يرأس دميتري روغوزين الأسبوع الحالي وفدا روسيا إلى طهران لبحث توسيع التعاون الروسي الإيراني في مجال الدفاع والتكنولوجيا، على أن يشارك نائب الرئيس الإيراني لشؤون العلم والتكنولوجيا، سورنا ستاري، ووزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، في الاجتماعات.
وأوضحت الصحيفة أن طائرة "روغوزين" والمسؤولين المرافقين له كان يجب أن تغادر موسكو متوجهة إلى طهران صباح الاثنين 13-2-2017م  إلا أن ذلك لم يحدث، لأن نائب رئيس الوزراء الروسي ألغى زيارته "لأسباب تقنية"  وأشارت مصادر حكومية في الوقت ذاته إلى عدم وجود أي تغيير في زيارة وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وزيارة نائب رئيس الوزراء إيغور شوفالوف وبحسبها فإن زيارة روغوزين ألغيت بسبب كشف الجانب الإيراني المعلومات عن هذه الزيارة ولفت مصدر في الحكومة الروسية إلى أن الجانبين خططا لمناقشة "مواضيع حساسة"، بينها "أسباب ميل الإيرانيين لشراء طائرات من دول غربية".
 المصالح الإيرانية
يأتي ذلك، في الوقت الذي نفى فيه السفير الروسي لدى طهران، "لوان جاغاريان" تدخل بلاده في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة المزمع إجراؤها في ، رداً على تقارير تداولتها وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن خبراء روس تحدثت عن تدخل المخابرات الروسية لمصلحة مرشحين موالين لموسكو. وقال جاغاريان خلال مقابلة مع وكالة "ايلنا" الإيرانية، إن "روسيا ستكون لديها علاقات جيدة مع أي شخص يفوز بالرئاسة ولا صحة لاتهامات إحدى الوكالات حول تدخل روسيا في الانتخابات الإيرانية والشؤون الداخلية لهذا البلد وأن هؤلاء أرادوا أن يطلقوا ادعاءات مشابهة لما أثير حول تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، وأن الروس سيتدخلون في انتخابات إيران المقبلة وأنا بصفتي سفير روسيا الاتحادية، أرفض هذا الموضوع رفضاً قاطعاً".
وكان موقع "تابناك" التابع لأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، اتهم في وقت سابق  روسيا بالتدخل من خلال أجهزة مخابراتها، في شؤون البلاد الداخلية، وبشكل خاص في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران،  وحذر الموقع في تقرير خاص، من أن "هناك تيارات داخل النظام الإيراني تحاول الاستفادة من نفوذ المخابرات الروسية في البلاد للتدخل لفرض مرشح معين أو التحكم في سير الانتخابات لمصلحة مرشح محدد"، في إشارة إلى الإصلاحيين وحلفائهم من المعتدلين الذين يقودهم الرئيس الحالي حسن روحاني و أنه مع الأنباء المنتشرة حول تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، هناك قضيتان حدثتا في إيران تعززان التكهنات حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران،  وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ القيادة الإيرانية بوجود شخصية رفيعة في حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني تعمل لمصلحة المخابرات الأميركية
 المصالح الإيرانية
أما الحدث الثاني حسب التقرير، فهي تصريحات خبير روسي حول الانتخابات الإيرانية والتي أشار فيها صراحة إلى أن الروس يدعمون مرشحاً محدداً لرئاسة إيران في الانتخابات المقبلة وحذر  من جدية التأثير الروسي في التطورات داخل إيران خصوصاً بما يتعلق بالانتخابات المقبلة في المقابل، يرى الإصلاحيون أن النظام الإيراني بات تابعاً بشكل كامل لروسيا، ومن بينهم القيادي الإصلاحي والمساعد السياسي والأمني الأسبق في وزارة الداخلية الإيرانية، مصطفى تاج زادة، الذي قال في تصريحات الشهر الماضي، إن روسيا ألغت دور إيران في سوريا، وتحول الجنود الإيرانيون إلى مسيرين بيد الروس، منتقدا منح قاعدة همدان الجوية للقوات الروسية وأكد تاج زادة أن النظام الإيراني الذي يرفع شعار "لا شرقية، لا غربية"، عقد الاتفاق النووي مع الغرب، ومنح قاعدة همدان الجوية للشرق (روسيا)، وهذا يعني أن هذا الشعار انتهى، وقد أصبحنا مجرد عملاء للروس، حسب تعبيره.
 هذا ويعد التدخل العسكري الروسي في سوريا لمساندة نظام الأسد  فشل لإيران في القضاء على الثورة السورية من خلال زجها بكل إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية في أتون الحرب السورية وهو ما ادى الى ظهور الاسباب التالية للخلاف بينهما والتى تتمثل فيمايلى : 
 أولا: الخلاف حول مصير الأسد: يمكن وصف هذه النقطة الخلافية بأنها الجزء الأكثر حساسية وتأثيرا في العلاقات بينهما, فإيران ترى في بقاء الأسد خطا أحمر لا يمكن تجاوزه على الأقل كما يظهر في البيانات السياسية الإيرانية إعلاميا, وتكبدت خسائر فادحة للحفاظ عليه, بينما روسيا لا تتمسك بالأسد ولا تمانع في رحيله في أول تفاهم دولي مع الولايات المتحدة لحل سياسي للملف السوري, وقد صرحت إيران في أكثر من مناسبة أن موقفها غير متطابق مع روسيا حيال مستقبل الأسد.
 المصالح الإيرانية
 ثانيا: الخلاف حول مستقبل ميليشيا "حزب الله" في سوريا: ومن قضايا الخلاف بين روسيا وإيران مستقبل ميليشيا "حزب الله" الشيعي اللبناني وهو ذراع إيران العسكري في المنطقة, زجت به لقتال الشعب السوري في دمشق وريفها وحمص وحلب, وقتل العديد من قادته والآلاف من عناصره, وسهلت روسيا لإسرائيل استهداف قادة "حزب الله" من خلال اتفاق أمني بين موسكو وتل أبيب, وكانت إيران زرعت "حزب الله" في جنوب لبنان لابتزاز إسرائيل ودفعها للدخول في مفاوضات معها, وبعد قيام إيران بتحويل الصراع من صراع ضد إسرائيل إلى صراع طائفي (سني- شيعي) في المنطقة أعطت أوامرها لحزب الله بإنهاء ملف الصراع مع إسرائيل. وصرح مسؤولون إيرانيون أن روسيا غير سعيدة بوجود "حزب الله" في سوريا.
 ثالثا: الخلاف حول طبيعة الدولة السورية المقبلة  
برز الخلاف الروسي الإيراني حول طبيعة مستقبل الدولة السورية المقبلة كنتيجة من نتائج الحرب الدائرة, فإيران تعمل على استعادة نظام الأسد لكامل الأرض السورية, فهي لا تقبل بقيام أي "كانتون" كردي أو إدارة ذاتية في سوريا، ليس تمسكا بوحدة الأرض السورية إنما كي لا يطالب أكراد إيران المحذوفون من القاموس السياسي الإيراني- وهم أضعاف أكراد سوريا- بمطالب سياسية مشابهة لأقرانهم في كل من العراق وسوريا, إضافة إلى أن استعادة الأسد لنفوذه في سوريا يعني الهيمنة الإيرانية على حدود دولة الأسد, وقد صرح رأس النظام الإيراني حسن روحاني، أن التنسيق مع روسيا لا يعني أن طهران توافق على كل خطوة تقوم بها موسكو في سوريا, وتصر روسيا على إمكانية إنشاء جمهورية فيدرالية وتدرك أن اهتمامات إيران تندرج للتوسع في المنطقة ولا تتعدى منافستها لتركيا وإسرائيل والسعودية. وتعلم أن إيران تدور في فلك السياسة الأميركية وخاصة في التعاون على مدى عقود في أفغانستان والعراق واليمن والبحرين ولبنان وفلسطين وسوريا, وموقف أميركا المتواطئ مع إيران في ملفها النووي. وما الشتائم الإعلامية الإيرانية ضد أميركا إلا وسيلة للاستهلاك الإعلامي المحلي, بينما الموقف الرسمي الإيراني يتجلى في خدمة الإستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
 المصالح الإيرانية
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن المصالح الإيرانية – الروسية  المتعارضة سوف  تأجج " الصراع " بين الحلفين  فى سوريا   ويبدو انها ستخرج إلى العلن بشكل أكبر خلال الأيام القادمة . 

شارك