تضارب الأنباء حول مفاوضات جينيف القادمة..وتحذيرات بشأن نقص المساعدات

الثلاثاء 14/فبراير/2017 - 07:04 م
طباعة تضارب الأنباء حول
 
تضارب الأنباء بشأن دعوة الأمم المتحدة لمفاوضات جينيف القادمة بشأن الأزمة السورية، وبعد الكشف امس عن توجيه دعوات من المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دى ميستورا لممثلى الأطراف الفاعلة فى الأزمة، تم نفى هذه الأنباء اليوم، والاشارة إلى أن دى ميستورا لم يبدأ بعد فى هذا المسار، فى الوقت الذى تتصاعد فيه الاشتباكات بين الجيش السوري وداعش.
من جانبه نفى قدري جميل، رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، أن يكون مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا قد بدأ بتوجيه الدعوات لأعضاء وفود المعارضات السورية لحضور جنيف 4، مشيرا إلى أن دي ميستورا "لم يوجه أي دعوات حتى هذه اللحظة، خلافا لما قيل في الإعلام ، ما أرسل هو إشعار بالمواعيد".

تضارب الأنباء حول
ونقل رئيس منصة موسكو في حديث للوطن السورية عن مكتب دي ميستورا التأكيد بأن "وكالة الأسوشيتد برس قد سحبت الخبر الذي أخطأ فيه أحد صحفييها" ومفاده أن مكتب دي ميستورا بدأ، بإرسال الدعوات إلى جنيف، والذي نقلته لاحقا وكالات الأنباء، مضيفا بقوله "مكتب دي ميستورا أعلن وأبلغني، أنه تم تحديد موعد المشاورات لتبدأ في الـ20 من شباط الجاري على أن تبدأ المباحثات المباشرة في الـ23 من الجاري، والدعوات لم ترسل بعد، لأنه لم يتم الاتفاق بعد على وفد واحد لجميع المعارضين السوريين".
أضاف جميل إن حال منصة موسكو مثل حال جميع منصات المعارضة الأخرى التي لم تتلق بعد أيضا أي دعوة إلى مفاوضات جنيف 4، موضحا أن ما خلصت إليه منصة الرياض عن تشكيلة الوفد، وهو اقتراحها، مؤكدا أن منصة موسكو قدمت أيضا اقتراحها مع منصة القاهرة، وشدد على أنه لم يتصل أي أحد من منصة الرياض بممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة حتى اللحظة "للتباحث والنقاش حول اقتراحنا واقتراحهم".
أشار بقوله "ومازلنا مستعدين لمناقشة كل الاقتراحات، مع تأكيدنا رفض فكرة الهيمنة من أي طرف".
بينما أكد جهاد مقدسي، رئيس منصة القاهرة للمعارضة السورية، أن مجموعته لن تنضم إلى الوفد المفاوض إلى جنيف الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للائتلاف الوطني، المنبثقة عن منصة الرياض للمعارضة، وقال مقدسي: "الهيئة العليا للمفاوضات لا تستطيع اختيار من سيكون عضوا فيه الوفد الموحد المفاوض من المعارضة السورية إلى جنيف 4،  لقد اتصلوا بنا وقالوا: نريد شخصا واحدا من موسكو وواحدا من القاهرة نريد أن نشكل وفدا مشتركا". 
ذكر مقدسي بأن مجموعة القاهرة للمعارضة السورية اقترحت تشكيل الوفد المفاوض إلى جنيف 4 على أساس المنصات الثلاث، من القاهرة وموسكو والرياض، لكن الهيئة العليا رفضت تلك الضيغة، وأضاف: "يريدون ابتلاعنا، لكننا لا نوافق على ذلك، ولا يمكننا خيانة مجموعة موسكو".

تضارب الأنباء حول
كانت الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت، الأحد الماضي، عن تشكيل وفد موحد من 21 عضوا يضم 10 ممثلين عن الفصائل العسكرية و9 من الهيئة نفسها و2 من منصتي القاهرة وموسكو.
وعلى صعيد الاشتباكات بين الجيش السوري والجماعات المسلحة والارهابية، كشفت صحيفة "إيزفيستيا" أن الوحدات الخاصة السورية، المهاجِمة عبر الصحراء، أصبحت في الأطراف الغربية للمدينة، وتستعد لاقتحامها، مؤكدة على أن وحدات الجيش السوري ووحدات حلفائه في الأطراف الغربية لتدمر، وخلال أسبوع، قضت على أكثر من 200 مسلح من "داعش"، ودمرت زهاء 40 قطعة من معداته العسكرية. ولمساندة الهجوم على تدمر، نفذت القوة الجو-فضائية الروسية أكثر من 90 طلعة قتالية. كما شارك التحالف الدولي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة، بنحو 20 غارة جوية على التنظيم، وبحسب تقييمات الخبراء، لم يعد لدى دولة "الخلافة" المزعومة أي قوى لديها هناك لصد الهجوم على تدمر.
وكشفت تقارير اعلامية أن الوحدات السورية المهاجمة من اتجاه مدينة حمص على طول الطريق السريع، تتقدم بسرعة إلى المشارف الغربية لمدينة تدمر. وتشهد الصور المنشورة على شبكات الاتصال الاجتماعي، والتي أخذت في أرض المعركة، بأن وحدات المشاة المحمولة تصد بسهولة هجمات مسلحي "داعش" المضادة. وأن وتائر الهجوم مرتفعة جدا. وقد دارت قبل نهاية الأسبوع المعارك على مسافة 40 كم من المدينة، وبحلول يوم الاثنين، 13/02/2017، انتقل خط الجبهة القتالية إلى الشرق على بعد 20 كم منها فقط. 
ويطبق المهاجمون التكتيك العسكري نفسه تقريبا، الذي استخدمه تنظيم "داعش" حين أعاد احتلاله للمدينة في شهر ديسمبر الماضي، حيث تندفع إلى المقدمة مجموعات منقولة على سيارات دفع رباعي مجهزة برشاشات ثقيلة ومدافع عديمة الارتداد.
فى حين تقضي وحدات المشاة بنفسها على مجموعات الإرهابيين الصغيرة هذه، في حين يتولى الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة تدمير مواقع الحشد الكبير ونقاط الدعم. ومع ذلك يستمر الإرهابيون في إظهار مقاومة عنيدة. ومن أجل إبطاء زحف القوات الحكومية، يفجرون منابع الغاز وخطوط أنابيبه ويضرمون النار فيها غربَ مدينة تدمر، وشكلت القاعدة الجوية "تي-فور"، الواقعة بين مدينتي حمص وتدمر، نقطة الانطلاق الأساسية للهجوم.
تتألف القوة الضاربة الأساسية من الفيلق الخامس، الذي أنشئ في شهر نوفمبر 2016 من المتطوعين، وكذلك وحدات الجيش السوري النظامي و"حزب الله".، وعشية بدء الهجوم، تلقت القوة المهاجمة تعزيزات جديدة، حيث نقلت القيادة العسكرية السورية قرابة ألف جندي سوري من المدن الساحلية إلى منطقة تدمر.
ويري خبراء أن مستشارين روس يعملون في مقر قيادة الفيلق الخامس. كما تقوم الطائرات الحربية والمروحية الروسية بتقديم الدعم المطلوب من الجو، وخلال الأسبوع الماضي، نشط الطيران الحربي للتحالف الأمريكي، وكما ذكرت مصادر للصحيفة، فإن طيران التحالف نفذ حوالي 20 غارة جوية على مواقع الإرهابيين في تدمر ومحيطها، وتمكن من تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية وعشرات الحافلات وحتى عددا قليلا من الدبابات. 

تضارب الأنباء حول
وقال إيفان كونوفالوف  مدير مركز الظرفية الاستراتيجية إن إعادة تحرير تدمر ستكون سريعة بما فيها الكفاية، إذ إن "قوات "داعش" محدودة ومنتشرة على مساحة كبيرة. ومن أجل إعادة الاستيلاء على المدينة تمكن تنظيم "داعش" من الزج بحوالي 5000 مقاتل من عناصره، بينما هو في الوقت الراهن بالكاد يستطيع تجميع ألف مقاتل" .
شدد على أن "مدينة تدمر لا تشكل من الناحية الاستراتيجية أهمية كبيرة بالنسبة إلى التنظيم، كما هو حال مدينة الباب، لذا فهو لن يدافع عنها بأي ثمن، كما أن القوات الأساسية للتنظيم مشغولة في محيط مدينة الباب، دير الزور والرقة".
استبعد كونوفالوف أن يكون تحرير تدمر شبيها بعملية تحرير حلب، وخاصة أن "تدمر ليست مدينة كبيرة جدا. لذا، لن تحدث حرب شوارع واسعة النطاق على الأرجح، وستحل مكانها حرب المناورة. حيث تتقدم للهجوم وحدات الجيش السوري في جبهة ضيقة، يمكن أن يستغلها "داعش" في شن الهجمات المضادة من الأجنحة والمؤخرة".، معتبرا أن نتيجة الهجوم في الظروف الحالية تعتمد ليس على التفوق العددي، بقدر ما تعتمد على تجربة القادة والعمل الاستخباري.
أشار بقوله إلى انه خلال القيام بالأعمال القتالية في الصحراء، والتي تعتمد تكتيك المناورة العسكرية أيضا، يلعب دورا كبيرا هنا الطيران الحربي، حيث يُفترض أن يكشف بسرعة المجموعات العسكرية المتنقلة على حافلات ويدمرها فورا".
وفى هذا السياق استعاد الجيش السوري السيطرة على حقل ومعمل حيان للغاز الطبيعي بريف حمص الشرقي، في إطار عملياته المتواصلة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ونقلت وكالة "سانا" عن مصادر عسكرية قولها :"إن عناصر الهندسة في الجيش السوري تعمل حاليا على تفكيك الألغام والعبوات والمفخخات التي زرعها تنظيم "داعش"الإرهابي داخل معمل حيان للغاز".
ونقل متابعون توسع مربع سيطرة الجيش السوري في الريف الغربي لمدينة تدمر، بعد عملية عسكرية انتهت بدخول الجيش محطة جحار الواقعة غرب معمل حيان، مضيفة أن وحدات الجيش تقوم حاليا بملاحقة فلول "داعش" الهاربة باتجاه منطقة الآبار، كما تكللت عمليات الجيش السوري شرق معمل حيان بنجاح، إذ فرضت القوات الحكومية سيطرتها الكاملة على جميع التلال المحيطة به.
كانت وزارة الدفاع الروسية كدتأن القوات الحكومية السورية تواصل تقدمها نحو تدمر وباتت على مسافة تقل عن 20 كيلومترا من المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش، وأوضحت الوزارة، في بيان، أن وحدات الجيش السوري تمكنت، منذ 7 فبراير الجاري، من بسط سيطرتها على مساحة 22 كيلومترا مربعا، بما في ذلك بلدة القليب والتلال المحيطة بها.
وعلى صعيد الوضع الانسانى، اشدت الأمم المتحدة جميع الفرقاء في سوريا إلى التوافق من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى بلدات الزبداني والفوعة وكفريا ومضايا المحاصرة والتي يقطنها 60 ألفا من المدنيين.

تضارب الأنباء حول
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن آخر قافلة إنسانية وصلت إلى تلك البلدات كانت في 28 نوفمبر الماضي.
وأكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الجمهورية العربية السورية علي الزعتري في البيان "أن جهود الأمم المتحدة الساعية للوصول إلى تلك البلدات منذ ذلك الوقت باءت بالفشل".، وقال الزعتري إن الوضع في تلك البلدات ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة، داعيا إلى ضرورة ترسيخ مبدأ حرية الوصول إلى المحتاجين.
دعا المنسق الأممي جميع القوى المعنية وجميع الأطراف المؤثرة عليها إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وإجلاء المصابين دون تأخير، مؤكدا أن الأمم المتحدة وشركاءها في العمل الإنساني على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات الإنسانية إلى البلدات المذكورة في حال توصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق بهذا الشأن.
كما حذرت الأمم من أن المسؤولية الأخلاقية عن الوضع المأساوي تقع على عاتق كل من يعيق إيصال المساعدات إلى البلدات المذكورة.

شارك