الرباعية تدعم جهود الأمم المتحدة في اليمن.. وخبراء ايرانيون يقوودن معارك الحوثيين

الخميس 16/فبراير/2017 - 06:08 م
طباعة الرباعية تدعم جهود
 
واصل الجيش اليمني عملياته في اليمن، وسط خسائر للحوثيين، رغم وجود العشرات من العناصر الايرانية في صعدة، في ظل نجاح الدفاعات السعودية في مواجهة واعتراض صواريخ حوثيية، في وقت أكد اجتماع اللجنة الرباعية  دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للحل السياسي في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكن رجال المقاومة الشعبية، خلال الساعات الماضية من التصدي لحمله عسكرية كبيرة لمليشيا الحوثي وصالح، بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقلت المصادر، إن المقاومة تمكنت من التصدي للحملة، ثم هاجمت مواقع المُخْتبي، ودحرت المليشيات من عدة مواقع محيطة.
وأكدت المصادر، مقتل قائد الحملة الحوثية، العميد زبن الله النِهْمِي المعروف بـ"أبو حسن"، أركان حرب قوات علي عبد الله صالح سابقا في نهم، مع عدد من مرافقيه
كما قتل 4 من عناصر الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للمخلوع، علي عبد الله صالح، اليوم الأربعاء، بنيران رجال الجيش بمحافظة تعز (275 كم جنوب صنعاء).
وقال المركز الإعلامي لقيادة محور تعز في بيان، "قتل 4 من عناصر مليشيا الحوثي وصالح في محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، شرقي المدينة، جراء استهدافهم بنيران الجيش".
وأضافت أن رجال الجيش الوطني أحبطوا محاولة تسلل لمليشيا الحوثي وصالح على مواقع الجيش في منطقة حمدة بجبهة الصلو، جنوب المدينة، وأجبروهم على الانسحاب والتراجع.
وتستمر المعارك المسلحة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، ورجال الجيش والمقاومة الشعبية من جهة ثانية، في عدة جبهات بمحافظة تعز منذ نحو عامين، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة في كلا الجانبين.
كما أعلنت المقاومة الشعبية في بلدة ذي ناعم بالبيضاء وسط اليمن اليوم الخميس، مقتل قائد عسكري رفيع من الانقلابيين وعدد من اتباعه خلال معارك في البلدة الليلة الماضية.
وقال مصدر في المقاومة لـموقع"24 الاماراتي" إن "قائداً عسكرياً برتبة عميد، يدعى زين الله محمد النهمي، أركان حرب لواء في نهم ومسؤول جبهة نهم، قتل برصاص في معارك مع مقاومة ذي ناعم مع عدد من اتباعه".
كما أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن مساء أمس الأربعاء، أن الدفاع الجوي السعودي اعترض صاروخاً أطلقته جماعة الحوثي باتجاه خميس مشيط في منطقة عسير جنوب غرب السعودية.
وقالت قيادة التحالف في بيان لها، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت مساء الأربعاء صاروخاً أطلقته المليشيات الحوثية من الأراضي اليمنية، باتجاه مدينة خميس مشيط، مشيرة إلى أنه "تم اعتراض الصاروخ وتدميره من دون أي أضرار".
وكانت قيادة قوات التحالف الجوية أعلنت في أكتوبر من العام الماضي، أن الحوثيين قاموا بإطلاق صاروخ باليستي تجاه مدينة مكة المكرمة من محافظة صعده اليمنية الحدودية، مشيرة إلى إن وسائل الدفاع الجوي السعودي تمكنت من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كيلومتراً من المدينة.

خبراء ايران في اليمن:

خبراء ايران في اليمن:
ومن جانب اخر، كشف مسؤولون يمنيون عن تزايد وجود عناصر إيرانية ولبنانية في محافظة صعدة، خلال الفترة الماضية، مشيرين إلى أن وجودهم يرتبط بما يشاع عن وضع خطة من الحوثيين لتأمين صعدة، بعد النجاحات المتعددة التي حققتها القوات الموالية للشرعية، واستعادتها كثيرا من المواقع. 
وأكد محافظ صعدة، هادي طرشان الوايلي، في تصريح  لصحيفة "الوطن" السعودية، وجود عناصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، على شكل خبراء عسكريين يديرون المعارك على الأرض، إضافة إلى عناصر أخرى متخصصة في صناعة المتفجرات والصواريخ البالستية والحرارية التي استُخدمت مؤخرا ضد قوات الجيش الوطني والمقاومة، وضد أهداف داخل المملكة. وأوضح أن وجود هذه العناصر لم يعد يخفى على أحد، بدليل القبض على عدد منهم مؤخرا في محافظات صعدة، والجوف، وحجة وعدن، مبينا أن نظام المخلوع صالح يعدّ المتورط الأول في دخول تلك العناصر إلى صعدة قبل الحروب الـ6 التي شهدتها المحافظة في صيف 2004، بعد أن فتحت لهم مراكز تدريب ومعسكرات منتشرة في مناطق صعدة ومحافظات مجاورة.
تطرق الوايلي إلى قيام زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، بزيارات متكررة إلى إيران وقُم قبل حروب صعدة، وتواطئه مع المخلوع، علي صالح، على إدخال خبراء عسكريين إيرانيين إلى المحافظة، وذلك ابتداء من عام 2000، فضلا عن زيارات السفير الإيراني المتكررة إلى صعدة، والتي راوحت بين 3 إلى 4 زيارات على مدار العام. 
من جانبه، أبان قائد محور صعدة، العميد عبيد الأثلة، أن مهام الحرس الثوري الإيراني تركزت في البداية على استقطاب الشباب وتدريبهم في معسكرات سرية تابعة للحوثيين بمحافظة صعدة، وهي في طريقها لفتح معسكرات أخرى في باقي محافظات اليمن. عقب ذلك تولت قيادات الحرس الثوري إدارة الحروب بالوكالة عن الحوثيين، بهدف إكمال المشروع الإيراني التوسعي، إلا أن التحالف وقوات الشرعية أحبطت تلك المخططات، وأجبرت عناصر الحرس والحوثيين على التشتت ومحاولة تنفيذ هجمات إرهابية مضادة في مناطق متعددة.
أوضح الصحفي والباحث في الشؤون الإيرانية، عدنان هاشم، أن الحوثيين يسعون إلى امتلاك تقنية الأسلحة المتطورة، والاستفادة من ضباط وجنود الحرس الثوري، بدليل تشابه تكتيكاتهم مع فيلق القدس والحشد الشعبي وحزب الله، والتي تقاتل في عواصم عربية أخرى، مطالبا المجتمع الإقليمي والدولي بردع هذه التحركات الايرانية وميليشياتها في المنطقة.
وأكد هاشم أنه طوال الحروب الـ6 التي شهدتها محافظة صعدة والحرب الحالية، تحركت جماعة الحوثي وفق رؤية إيرانية بدأت من شعار الجماعة الذي رفعة الخميني خلال الثورة الإيرانية، وحتى الحصول على تدريب عسكري ومساندة خبراء عسكريين، وانتهاء بتهريب الأسلحة بين الأغذية والمؤن، مؤكدا أن محور المخا والحديدة وتعز، وقرب الحدود السعودية، وميدي وحرض، هي من أكثر الأماكن التي تشهد تمركز الميليشيات الإيرانية واللبنانية.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
عقدت المجموعة الرباعية الدولية حول اليمن اجتماعها الأول بحضور وزير الخارجية الأمريكية الجديد ريكس تيرلسون، وبحثت فيه المستجدات على الساحة اليمنية، وذلك على هامش لقاءات قمة العشرين في بون بألمانيا اليوم الخميس.
وجاء في بيان مقتضب عن وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الرباعية (السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، وبريطانيا) اجتمعت بحضور الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي بن عبدالله والمبعوث الأممي إلى ‏اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ويلاحظ من خلال مراقبة اجتماعات الرباعية أن هذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها الوزير العماني في الاجتماع بعد لقاء عقد في العاصمة السعودية الرياض نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي يبدو أنه بات أساسيا في اجتماعات اللجنة.
وفي الوقت الذي كان فيه الاجتماع الأخير في الرياض آخر اجتماع يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري؛ فإن اللقاء الذي جرى اليوم يعد الأول لسلفه ريكس تيريلسون في المجموعة، التي أظهرت صور نشرتها وكالات الأنباء جلوسه إلى جانب نظرائه الوزراء.
وقال تيلرسون إن أميركا تواصل دعم عملية تقودها الأمم المتحدة في اليمن، مشيرا إلى الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية من دون قيود، وفقا لما نقلته "رويترز".
وقال مارك تونر القائم بأعمال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان "أكد الوزير دعم الولايات المتحدة المستمر للعملية التي تقودها الأمم المتحدة... وأشار إلى الحاجة الملحة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء اليمن دون قيود."
و قال السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولرفي أول تصريح يدلي به منذ تولي الرئيس دونالد ترمب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، إن الإدارة الجديدة «تسعى إلى الوصول لحل سلمي للصراع الدائر في اليمن، الأمر الذي من شأنه تعزيز الأهداف الأمنية الإقليمية للولايات المتحدة».
و أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية فتح "تحقيق مستقل" في "التقارير" التي تحدثت عن قصف منزل شمال العاصمة صنعاء مما أدى إلى مقتل 6 نساء وجرح 10 آخريات.
وقال "فريق تقييم الحوادث المشتركة" في التحالف، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية قبل قليل, إنه إطلع على تقارير حول مقتل مدنيين في قصف طال احد المساكن مساء البارحة قرب العاصمة وبادر بفتح تحقيق مستقل حول الحادثة".
ونوه بيان التحالف أن هناك مواجهات عسكرية قائمة منذ أيام بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الحوثية في تلك المنطقة مشيراً أنه سيتحقق من صحة تلك المزاعم وسيزود وسائل الإعلام بأي معلومات.
وكان مصدر طبي من مكتب الصحة الخاضع لسيطرة الحوثيين، قد أعلن مساء امس الأربعاء، مقتل ست نساء وإصابة 10 أخريات في قصف استهدف تجمع عزاء بمديرية أرحب، شمالي العاصمة صنعاء.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
ومن جانبه،  قال عضو الهيئة الاستشارية الرئاسية في اليمن، عبد العزيز المفلحي، إن لقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور مع شركاء اليمن في التحالف العربي يأتي في إطار التشاور والعمل معًا لإدارة العمليات «ومعالجة جميع الأمور التي تدفع باتجاه دحر انقلاب الحوثيين وصالح».
يأتي هذا في ظل التوتر الأمني الذي تعيشه العاصمة المؤقتة عدن، على إثر التمرد الذي أطل برأسه من مطار عدن الدولي، بعد رفض قائد حماية المطار تسليم مهمته للقائد الجديد المعين من قبل الرئيس هادي.
وأوضح المفلحي في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» أن التشاور أصبح ضرورة ومهما جدًا، والعمل معًا من خلال غرفة عمليات مشتركة تعالج فيها كل الأمور وتجتمع من وقت لآخر حسبما يرى القادة.
وأضاف مستشار الرئيس: «أعتقد أن هذه الاجتماعات تحظى بأهمية عالية جدًا في وقت الحرب، ولذلك يجب التفكير بأن يكون هناك غرفة عمليات لإعادة الإعمار وأخرى لمجابهة عدوان الحوثي صالح... أنا متفائل جدًا وأعتقد جازمًا أننا مع قيادة التحالف ممثلة في السعودية والإمارات ماضون نحو الانتصار في الجبهتين: البناء والإعمار والجبهة العسكرية لدحر العدوان».
وأردف مستشار الرئيس: «نحن والسعودية والإمارات على قدم المساواة في إدارة الأمور على الأرض وهم شركاؤنا بالدم والمال، وبالتالي يجب أن تتوسع هذه الشراكة للدائرة الكبرى وهي كيفية إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة تضمن عدم الاختراق، وفي الوقت نفسه تضمن الشفافية، ولدى الطرفين في السعودية والإمارات خبرات طويلة في هذا المضمار نحن في أشد الحاجة إليها».
وفي توضيحه للأحداث التي حصلت في العاصمة المؤقتة عدن، وبالتحديد مطار عدن، عدّ مستشار الرئيس اليمني ما دار «أمرا بسيطا نتيجة سوء فهم في حدود الصلاحيات وحدود الانتشار لكل تشكيل عسكري وأمني».
وقال: «من هنا حصل سوء الفهم، وكان فعلاً إذا انفرط العقد فسيؤدي إلى كارثة، ولكن الحمد لله العقلاء والقيادات في التحالف والشرعية ضبطوا الأمور في الوقت المناسب، وبالتالي نحن في سبيل إعادة الترتيب والتنظيم من خلال غرفة العمليات المشتركة، ونحيي الرئيس هادي على تشكيل هذه الغرفة وفي الوقت نفسه دمج وتفعيل الحزام الأمني».
وفيما يتعلق بالأوضاع الصعبة التي تعيشها العملة اليمنية وانخفاضها خلال الأيام القليلة الماضية، يرى المفلحي أن هذا الأمر «حالة طبيعية في حالة الحروب أو الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالمجتمعات»، وفند ذلك بقوله «ببساطة، سعر الصرف ما زال في إطاره المعقول جدًا، وقضية انهيار العملة أو كما يعتقد البعض انهيار الاقتصاد، هذا أمر ليس صحيحا بالمفهوم الاقتصادي، إذا كان مستوى دخل الفرد ثابتا، ومستوى دخل الدولة بالعملات الصعبة كما هو، أعتقد أنه لم يتغير شيء سوى أن العملة الصعبة أصبح سعرها أعلى، ومعروف في معظم البلدان أن الرواتب توزع على أساس سعر صرف الدولار ولذا متوسط دخل الفرد دائمًا مقوم بالدولار».

وأسهب في التفصيل قائلا: «إذا استمر الوضع على هذا النحو لفترة طويلة أعتقد من الممكن أن نعيد النظر في قضية الأجور ومساواتها فيما كانت ستُسلم بالدولار أو العملة اليمنية، ومن هنا لن يحدث أي فرق، ولنا عبرة في دول كثيرة جدًا مثل السودان، ولبنان... نحن في وضع لا يدعو للقلق على الإطلاق بل إن الشائعات والذعر والخوف من المسببات الرئيسية لعدم التوازن في سعر الصرف، وبالتالي إذا استمر تداول الشائعات فسيقل سعر الصرف تدريجيًا، الآن لدينا إشكالية كبيرة في إيجاد العملة المحلية، وبمفهوم العرض والطلب يفترض أن ترتفع العملة اليمنية وليس العكس، لكن الكل يشن حربه على مستويات سعر الصرف، وللأسف شعبنا يتعاطى بالشائعة بنسبة عالية جدًا وهذا خطر جدًا حتى على المجتمع وردات فعله تجاه القضايا».

وشدد المفلحي على أن الرئاسة والحكومة تتخذ إجراءات ناجعة لكثير من القضايا، ولكن للأسف الشديد الإعلام لا يظهرها بالشكل الصحيح، واستطرد: «كان الإعلام في حالة شبه غيبوبة، ثم احتضر، ثم انتقل لحالة سريرية، والآن يمكننا القول إنه في حالة التعافي».

المشهد اليمني:

المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، يأتي ذلك مع  تعنت من قبل الحوثيين، لجهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات  العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.

شارك