تصاعد القتال في اليمن.. وحكومة هادي تسعي لتصنيف الحوثيون جماعة ارهابية

الأحد 19/فبراير/2017 - 02:38 م
طباعة تصاعد القتال في اليمن..
 
دخل الصراع اليمني مرحلة جديدة مع طلب حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من الأمم المتحدة ادراج جماعة الحوثيين "انصار الله" كجماعة ارهابية،  مع دخول الحرب في اليمن عامها الثالث، وتصاعد الأعمال القتالية بين القوات الحكومة والحوثيين.

الحوثيون جماعة ارهابية:

الحوثيون جماعة ارهابية:
وقد طلبت الحكومة اليمنية رسمياً، من الأمم المتحدة، تصنيف "أنصار الله" (الحوثيين) "جماعة إرهابية".
جاء ذلك في رسالة قدمها مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، السبت.
وقال اليماني في الرسالة التي حصلت الأناضول على نسخة منها، "بناء على توجيهات حكومتي، اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى التدخلات الإيرانية المستمرة في اليمن وتأثيرها على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف "إيران مستمرة في إرهاب الممرات الدولية جنوب البحر الأحمر وباب المندب، وتواصل تمويل الحوثيين ودعمهم استراتيجيًا وعسكريًا من خلال تدريب مقاتليهم وإرسال شحنات الأسلحة والذخائر في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن".
واتهمت الرسالة "تحالف الحوثي و(الرئيس السابق علي عبدالله) صالح بشن هجمات صاروخية وباليستية غير مسؤولة وبلا تمييز ضد حدود السعودية أسفرت عن مئات الإصابات وتدمير البنى التحتية المدنية بما فيها المدارس والمستشفيات".
وفي هذا الصدد، طالبت مجلس الأمن بتصنيف الحوثيين "كجماعة إرهابية".
ونهاية الشهر الماضي، أعلن التحالف العربي الذي تقوده الرياض، تعرض فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة بالبحر الأحمر، غربي اليمن، لهجوم من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للحوثيين، الأمر الذي أسفر عن مقتل 2 من أفراد طاقم السفينة.
ويرتبط الحوثيون بعلاقة ودية مع إيران، وسط اتهامات للأخيرة بتزويد الجماعة بأسلحة متطورة وخبراء تصنيع مكنتها من مهاجمة الأراضي السعودية، وهو ما تنفيه طهران.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، صعدت جماعة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق من هجماتها البالستية عبر الحدود مع السعودية على وقع معارك طاحنة في هذه الجبهة.
واعلنت جماعة الحوثيين في وقت مبكر اليوم الأحد، اطلاق صاروخ باليستي جديد باتجاه منطقة جازان، في هجوم هو الثالث من نوعه خلال اقل من 48 ساعة.
وقالت وكالة الانباء الخاضعة للجماعة ان الصاروخ استهدف محطة كهرباء "الشقيق" في جازان، غير ان مصادر سعودية، ذكرت ان الدفاعات الجوية اعترضت الصاروخ في اجواء منطقة جازان.
وكانت قوات التحالف اعلنت يومي الجمعة والسبت، اعتراض صاروخين بالسيتيين باتجاه منطقتي عسير وجازان جنوبي غرب السعودية، ليرتفع بذلك عدد الهجمات البالستية التي شنها الحوثيون والرئيس السابق داخل العمق السعودي الى نحو 41 هجوما منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف في اليمن اواخر مارس 2015.
وفي سياق التصعيد العسكري عند الشريط الحدودي مع السعودية، تحدث الحوثيون عن سقوط قتلى وجرحى من الجنود السعوديين بقصف مدفعي صاروخي على مواقع حدودية في جازان ونجران وعسير، بينما تحدث حلفاء الحكومة في هذه الجبهة عن مقتل وإصابة عشرات الحوثيين بقصف مدفعي وغارات للتحالف على طول الشريط الحدودي بين البلدين.
وقالت مصادر اعلامية موالية للحوثيين ان جنديا سعوديا قتل قنصا في منفذ علب الحدودي مع محافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة شمالي اليمن.
المصادر ذاتها، افادت بمقتل يمني واصابة اربعة اخرين بقصف صاروخي سعودي على مديرية حيدان جنوبي غرب مدينة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين الحليفة لإيران.
في المقابل اعلنت مصادر امنية سعودية عن اصابة مقيم يمني بسقوط مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية على منطقة جبلية في نجران السعودية المتاخمة لمحافظة صعدة.
واتهمت السلطات السعودية الحوثيين باستخدام نازحين ومتسللين يمنيين عبر الاراضي السعودية هربا من الحرب الدائرة في البلاد "دروعا بشرية" في هجماتهم على الجيش السعودي.
الى ذلك دارت معارك متقطعة بين حلفاء الحكومة من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة اخرى عند الضواحي الشمالية لمدينة المخا الساحلية على البحر الاحمر، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على مواقع متقدمة في منطقة "يختل" شمالي المدينة، ومحيط معسكري خالد بن الوليد والعمري في مديريتي موزع وذوباب المجاورتين .
وقال اعلام الرئيس السابق، ان مقاتلات التحالف استخدمت قنابل عنقودية في استهداف جبال ومعسكر العمري بمديرية ذوباب ومناطق متفرقة من مديرية المخا. كما دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين في مديريتي الوازعية وجبل حبشي جنوبي غرب مدينة تعز.
واعلن حلفاء الحكومة استعادة مواقع جديدة في منطقة الربيعي عند المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز بعد معارك عنيفة اسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين حوثيين وأصابة سبعة أخرين، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الحكومية.
الى ذلك افادت مصادر محلية في محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء، ان حلفاء الحكومة القبليين تمكنوا من استعادة مركز مديرية عتمة غربي المحافظة بعد ساعات من سقوطه بأيدي الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
وتحدثت وكالة الانباء الحكومية عن مقتل 30 مسلحا من الحوثيين وقوات الرئيس السابق واسر 12 اخرين بكمائن نصبها مقاتلون محليون لامدادات كانت في طريقها الى مديرية عتمة التي تجددت فيها المعارك بين مقاتلي الجماعة وحلفاء الحكومة الاسبوع الماضي بعد هدنة بين الطرفين استمرت اكثر من عام .
وفي محافظة لحج جنوبي غرب البلاد، قال الحوثيون ان 3 عناصر من القوات الحكومية قتلوا باستهداف الية عسكرية شرقي منطقة كهبوب عند الحدود الشطرية السابقة مع محافظة تعز.
ورصد الحوثيون وحلفاؤهم اكثر من 30 غارة جوية خلال الساعات الاخيرة تركزت معظمها على مواقع عند الساحل الغربي على البحر الاحمر والشريط الحدودي مع السعودية.
وضربت غارات مواقع متقدمة للحوثيين في منطقتي نجران وجازان. كما اعلن الحوثيون عن إطلاق صاروخ مطور محليا على تجمعات لحلفاء الحكومة في جبل صلب بمديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.
كشفت مصادر قيادية في المقاومة الشعبية في مديرية عتمة بمحافظة ذمار لـ"العربية.نت" عن هوية المعتقلين من الميليشيات الحوثية الذين تمكن أفراد المقاومة من أسرهم في معارك جرت الجمعة مع الانقلابيين في المديرية.
وقالت المصادر إن عناصر المقاومة نصبوا كمائن حربية استهدفت تعزيزات وإمدادات تابعة للحوثيين، حيث قتل وجرح 27 متمرداً، إضافة إلى أسر 13 آخرين، فضلاً عن تمكنهم من إعاقة تقدم التعزيزات التي كانت قادمة من مدينة ذمار وفي طريقها إلى جبهة حيفان بعتمة.
أما الأسرى الذين وقعوا في قبضة المقاومة فهم: علي أحمد القعمي من أبناء مديرية مدينة ذمار- محمد علي محمد عتيق نهشل من أبناء مديرية مدينة ذمار- أحمد محمد علي نهشل من أبناء مديرية مدينة ذمار- هاشم يحيى محمد الديلمي من أبناء مديرية مدينة ذمار- نجم الدين احمد الرباحي من أبناء مديرية عتمة- مراد صلاح ناجي محسن قاسم من أبناء مديرية عتمة- عبدالمؤمن الجرموزي من أبناء مديرية عتمة- يحيى عبدالله اليعري من أبناء مديرية عنس- عبدالله محمد ناصر مرشد من أبناء مديرية عنس- بازل محمد صالح العزي من أبناء مديرية جهران- سامي يحيى محمد الجوبح من أبناء مديرية القفر بمحافظة إب- سالم صالح عبده موكف- عبدالله ناصر الجماعي.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
فما كشف تقرير فريق الخبراء الأممي حول اليمن حجم الانتهاكات الواسعة للانقلابيين.
وأماط اللثام عن شبكة تحالفات هذه الميليشيات وسطوتها المالية وفسادها، مؤكداً أن النزاع في اليمن شـهد انتـهاكات واسـعة النطـاق للقـانون الـدولي الإنسـاني، وأن الحوثيين يستخدمون التعـذيب ضد معارضيهم وأحكموا قبضتهم علـى وكـالتي الاسـتخبارات والأمـن، وأن المخلوع صالح يسيطر فعلياً على شـبكة مـن الحلفاء القبليين والسياسيين والعسكريين، وأن شبكة الحوثيين تملك جناحاً سياسياً وعسكرياً وقراراتها لا زالت في يـد عبـد الملك الحـوثي.
كما أوضح التقرير اعتماد الانقلابيين في تمويل معاركهم على الاقتصـاد الخفـي، مثل المخدرات والتهريب والسوق السوداء.
كذلك أكد أن الحوثيين يستخدمون القـذائف الموجهـة المضادة للدبابات والتي لم تكن موجودة في اليمن قبـل الـنزاع، وأن هناك مؤشرات على أن هذه الذخائر إيرانية يجري تهريبها لهم بطرق مختلفة. واتهم الانقلابيين باسـتخدام القـذائف والصـواريخ ضد مدن سعودية.
كما رصد تقرير مستقل قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بارتكاب 151 حالة انتهاك ضد الصحفيين والإعلاميين في اليمن خلال العام المنصرم 2016.
وبحسب التقرير السنوي لمنظمة "صحفيات بلا قيود" عن واقع الحريات الصحافية فإن 2016 كان العام الأسوأ بكل المقاييس في حق الصحافة اليمنية منذ عقود.
وتنوعت تلك الانتهاكات بين القتل والاختطاف والاعتداء والإصابة والتعذيب والتهديد بالقتل، وكذا الفصل التعسفي من الوظيفة العامة .
وأشار التقرير إلى مقتل 9 صحافيين وإعلاميين وجرح 8 آخرين، بالإضافة إلى 51 حالة تهديد و35 حالة اختطاف، مؤكدا تعرض 27 صحفيا وإعلاميا لمحاولة قتل، و12 آخرين للتعذيب، فيما تعرض 15 إعلاميا وصحافيا للفصل التعسفي من الوظيفة العامة.
ونوه التقرير إلى إحراق مؤسستين إعلاميتين واقتحام 10 مؤسسات صحافية والاعتداء على 12 موقعا إلكترونيا، بالإضافة إلى احتجاز 9 صحافيين واعتقال 5، والاعتداء على 8، ومنع 4 آخرين من مزاولة العمل.
ولفت إلى أنه تمت ملاحقة ومحاصرة 4 صحافيين وإعلاميين والتحريض على 3، فيما تم تقديم اثنين من الإعلاميين للنيابة والقضاء بسبب عملهما.
ويأتي ذلك فيما لا يزال 17 صحافيا يقبعون في سجون ميليشيات الحوثي ويتعرضون للتعذيب الجسدي، وحالتهم الصحية تتدهور يوما بعد يوم، بحسب ما أكدت أسرهم.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
يبدو ان جماعة الحوثيين تسير الي طريق مظلم في الصراع مع الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، والمجتمع الدولي، مع استمرار الحرب في اليمن، وهو ما يهدد انهاء الحرب في وقت قريب.
سعي حكومة هادي لتصنيف جماعة الحوثيين كجماعة ارهابية من قبل الأمم المتحدة، قد لا يحالفه النجاح في ظل مساعي الأمم المتحدة الي انهاء الحرب في اليمن، وهو ما يشير الي أن مطالب تصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية سيكون ورقة للحكومة اليمنية في الضغط علي الحوثيين،ولكن تبقي مسائل المفاوضات والحل صعبة في الوقت الحالي مع ارتفاع صوت البنادق في جبال من صعدة الي صنعاء.

شارك