"ميونخ" تكشف التناغم "السعودي - الإسرائيلي" لمواجهة إيران

الأحد 19/فبراير/2017 - 10:09 م
طباعة ميونخ تكشف التناغم
 
بالتزامن مع تواتر حديث نقلته أطراف عدة يُفيد بأن أميركا تسعى لإقناع القاهرة قيادة حلف عسكري عربي يضم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن، لمواجهة توسعات إيران في المنطقة، تسعى طهران لقطع الطريق عن المساعي الأمريكية التي تؤيدها أطراف عربية على رأسها الممكلة العربية السعودية، بمحاولة تحسين علاقتها مع دول الخليج العربي، حيث زار الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي سلطنة عمان والكويت فى محاولة لتحسين العلاقات فى أول جولة خليجية له منذ تولى السلطة عام 2013، خاصة مع اتهامات دول مجلس التعاون الخليجى الست، خاصة السعودية، إيران باستخدام الطائفية للتدخل فى الدول العربية ومد نفوذها فى الشرق الأوسط، لكن طهران تنفى تلك الاتهامات.
وتناغمت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير الدفاع الإسرائيلي، اليوم الاحد في مؤتمر ميونخ للأمن، إذ اتفقا الجانبين على أن إيران هي مصدر القلق في المنطقة وأنها الراعية الأولى للإرهاب، ما يعني أن تجهيزات تدور حالياً داخل الغرف المغلقة لتنسيق وتعاون ربما يأخذ أشكال مختلفة خلال المرحلة المقبلة تجاه إيران.

ميونخ تكشف التناغم
الدبلوماسي المخضرم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، حاول قطع الطريق على محاولات الاصطفاف الإقليمي ضد بلاده بالتأكيد في ذات المؤتمر (ميونخ) اليوم الأحد 19 فبراير، أن بلاده تبذل جهود لتحسين العلاقات مع دول الخليج العربي ومعالجة "أسباب القلق" والعنف فى المنطقة، وقال ظريف "بالنسبة للحوار الإقليمى.. (توقعاتى) متواضعة. أركز على الخليج الفارسى. (بحسب وصفه) لدينا ما يكفى من المشاكل فى هذه المنطقة لذا نريد بدء حوار مع دول نعتبرها أخوة فى الإسلام"، وأضاف ظريف "نحتاج لمعالجة المشاكل المشتركة والتصورات التى أثارت القلق ومستوى العنف فى المنطقة." وانتقد ظريف الفكر "التكفيرى" وهى كلمه عادة ما تستخدمها إيران للإشارة إلى الجماعات المسلحة التى تقول إن السعودية تقف خلفها، ونفى ظريف مجددا التلميحات بأن بلاده ستسعى لتطوير أسلحة نووية.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رفض في المؤتمر دعوات إيران للحوار، قائلاً "طهران هي الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم وقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وتريد تدميرنا"، وأضاف "تبقى إيران الراعي الرئيسي المنفرد للإرهاب في العالم... هي مصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط... وما لم تغير إيران سلوكها سيكون من الصعب جدا التعاون مع دولة مثل هذه"، وتابع الجبير: "إيران تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتموّل الانفصاليين الحوثيين في اليمن وجماعات العنف في أنحاء المنطقة".

ميونخ تكشف التناغم
أما وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الذي دافع عن السعودية في إشارة إلى التناغم بين الدولتين التي لا تربطهما أي روابط دبلوماسية مباشرة، إلا أن الكواليس والغرف المغلقة تُنبئ عن تنسيق وتواصل دائم بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق بإيران، حيث قال "إيران هدفها تقويض السعودية في الشرق الأوسط"، وتابع: "إيران تهدف إلى زعزعة الاستقرار في كل دولة في الشرق الأوسط... ووجهتها الرئيسية في نهاية الأمر هي السعودية، ودعا إلى حوار مع الدول العربية لهزيمة العناصر المتطرفة في المنطقة، ما اعتبره مراقيبن تأكيد على التقارير التي أكدت أن أميركا تريد حشد الدول العربية وإسرائيل لمواجهة إيران. مضيفاً أنه يتطلع إلى الاستماع لتصريحات من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ويبدو أن الجانب المصري لا يريد صداماً خليجياً مع إيران، حيث أكد الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، أن هناك تحركات تقودها دول من أجل فتح حوار خليجي – إيراني، على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، دون ذكر هذه الدول، أو إذا كانت مصر من ضمن هذه الدول أم لا.

ميونخ تكشف التناغم
وقال أبو زيد، إن "هناك قلقا من دول الخليج من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية"، وأن دول الخليج بعثت رسائل تفيد بأن تحسن علاقاتها مع إيران مرتبط بعدم التدخل في الشأن الداخلي وعدم العبث باستقرار وأمن دول الخليج"، وكانت عدد من المواقع الإخبارية المصرية والخليجية، قد ذكرت أن مصر تتحرك ضمن عدة دول من أجل فتح حوار خليجي – إيراني.
وجولة روحاني الخليجية بمثابة طرق لباب المصالحة مع دول الخليج عامة والسعودية خاصة، وأنها مجرد حيلة من حيل إيران المتأزمة حاليًا، وأن إيران تسعى لإجراء حوار مباشر مع المملكة العربية السعودية، في ظل الضغوط الدولية التي باتت تتعرض لها طهران نتيجة سياساتها بالمنطقة.

ميونخ تكشف التناغم
في السياق، قال قائد جيش البر في الحرس الثوري العميد محمد باكبور، في تصريحات نشرها على موقع الحرس "تبدا مناورات (الرسول الاعظم11) الاثنين وستستمر ثلاثة ايام، وسيتم في اليوم الاول اختبار صواريخ دقيقة حديثة في المنطقة الوسطى من البلاد"، مضيفاً أنه سيتم في القسم الثاني من المناورات استخدام "طائرات بلا طيار ومروحيات".
وفي بداية فبراير، أجرت ايران مناورات عسكرية استخدمت خلالها صواريخ في أوج التوتر مع واشنطن. وقال موقع الحرس الثوري حينها ان المناورات هدفت الى اظهار "الاستعداد التام لمواجهة التهديدات" و"العقوبات المهينة" التي أعلنتها الولايات المتحدة.

شارك