قتال دامي بين الحوثيين وصالح بصنعاء.. و"ولد الشيخ" يسعي لإنقاذ المفاوضات

الإثنين 20/فبراير/2017 - 06:14 م
طباعة قتال دامي بين الحوثيين
 
تواصل القتال في اليمن بين القوات الحكومية والتحالف العربي من جهة ، والحوثيين وصالح من جهة اخري، وسط  انباء عن بدأ "ولد الشيخ" جولة جديدة في الخليج وصنعاء وعدن من اجل اعادة ملف المفاوضات، ووقف اعمال القتالن فيما قدمت السعودية وديعة بملياري دولار لدعم الاقتصاد اليمني.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلي صعيد الوضع الميداني، استهدفت طائرات التحالف العربي مخزن أسلحة لميليشيات الحوثي في مجمع كلية الطيران والدفاع الجوي في شارع الستين غرب صنعاء.
وشنت طائرات التحالف خمس غارات متتالية على مخزن الأسلحة ما أدى إلى تدميره واندلاع النيران.
وبحسب شهود عيان فإن الانفجارات واشتعال النيران سمعت وشوهدت من مسافات بعيدة، وأكدوا أن تحليق مقاتلات التحالف في سماء صنعاء مستمر.
ودارت معارك عنيفة خلال الساعات الماضية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، ومليشيا الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف.
وأكدت المصادر، أن قوات الجيش والمقاومة صدت هجوما للمليشيات على مواقع عديدة في منطقة صبرين شرق مديرية خب والشعف، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر المليشيات.
إلى ذلك أجريت يوم أمس، عملية تبادل أسرى بين المقاومة من جهة، ومليشيا الحوثي وصالح من جهة، أخرى، حيث تم خلالها الإفراج عن 3 من رجال المقاومة مقابل آخرين من المليشيات.
كما لقي 7 مسلحين حوثيين مصرعهم وأصيب آخرون، اليوم الاثنين 20 فبراير، في تجدد الاشتباكات بين المتمردين والمقاومة الشعبية في مديرية عتمة بمحافظة ذمار.
ونقلت قناة "سكاى نيوز" الإخبارية عن مصادر محلية قولها، إن المقاومة الشعبية بمديرية عتمة صدت هجوما شنته المليشيات على المقاومة في جبهة حلفان وأسفر عن مقتل عدد من متمردي الحوثي .
وأكدت أن المتمردين يحشدون مسلحيهم في منطقة أنس لشن هجوم على مديرية عتمة التي تتمركز فيها المقاومة من الجهة الغربية.
كما قتل القيادي في مليشيا الحوثي وصالح المعروف بـ"ابو عمار"، في مدينة الحديدة مساء أمس الأحد.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، إن رجال المقاومة نفذوا عملية نوعية استهدفوا بالرصاص الحي من سلاح كلاشنكوف القيادي الحوثي "أبوعمار"، وهو يستقل سيارة هونداي ماتوز لونها أسود في بداية شارع التسعين القريب من دوار بوابة الميناء الشرقية بمديرية الحالي.
وبحسب المصدر فقد أسفر الهجوم عن مقتل القيادي الحوثي علي الفور. وينتمي القيادي الحوثي أبوعمار ينتمي لمحافظة ذمار، واسمه فواد محمد عبدالله ،مسؤول عن التحشيد والتوعية مع المليشيات الحوثية في مدينة الحديدة.
فيماتفقد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد المقدشي ورئيس دائرة التوجيه المعنوي العميد محسن خصروف، وقائد قوات التحالف العربي في اليمن اللواء الركن إبراهيم الحربي، صباح اليوم الإثنين، الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية السادسة بمحافظة الجوف.
واطلع المقدشي خلال الزيارة على أوضاع الوحدات والجاهزية القتالية ، مثمنين الجهود والتضحيات التي يبذلوها في سبيل مقاومة إنقلاب الحوثي، وإستكمال تحرير المحافظة والوطن من سيطرة الميليشيا الإرهابية.
وأشاد ببسالة وتضحيات جنود وضباط المنطقة البواسل، مؤكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود والتضحيات حتى يتم تحرير الوطن من سيطرة المليشيات الإنقلابية التي عاثت في الأرض فساداً وخراباً وتدميراً.

صراع الحوثي وصالح:

صراع الحوثي وصالح:
وعيل صعيد اخر، اندلعت اليوم اشتباكات بين مسلحين من ميليشيات الحوثي وما يعرف بشرطة الأمن المركزي الخاضعة لميليشيا الحوثي أيضا، إثر خلاف على جباية أموال سوق الجملة المعروف بـ (سوق علي محسن) شمال صنعاء.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل أربعة من المسلحين الحوثيين وجرح اثنين من شرطة الأمن المركزي ومدنيَيْن في وقت تم إغلاق السوق.
اندلعت اشتباكات بين الحوثيين وقوات موالية للمخلوع علي عبد الله صالح وسط العاصمة صنعاء، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
واندلعت المواجهات إثر سعي الحوثيين للسيطرة على سوق شعبي وسط صنعاء، ورفض تسليمه لقوات الأمن المركزي التابعة لصالح.
وأفادت مصادر محلية بأن اشتباكات جرت ظهر اليوم الأحد في سوق "علي محسن" بين الأمن المركزي الموالية للمخلوع وعصابات تابعة لعبد الخالق الحوثي-شقيق عبدالملك زعيم الجماعة- والتي تتسلم السوق وترفض تسليمه للأمن المركزي
وأوضحت مصادر أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين ومدنيين كانوا في المكان.
فيما أطلق المدون اليمني الشهير خالد الانسي، اليوم السبت، حملة في موقع التواصل الاجتماعي أسماها “عروهم “، تهدف إلى كشف القادة الميدانيين لجماعة الحوثي في مختلف محافظات اليمن، والذين يختبئون عادة وراء كنى ومسميات مختلفة.
وشهدت الحملة تفاعلًا كبيرًا من المدونين اليمنيين المعارضين للحوثي، حيث كشفت الحملة أن عددًا كبيرًا من القادة الميدانيين للحوثي، هم ضباط في الجيش الموالي للمخلوع علي عبدالله صالح، وجلهم قادة في حزب المؤتمر – فصيل صالح – قبل تحولهم إلى قادة في جماعة الحوثي.
وخلال الساعات الماضية، وثقت الحملة المئات من الشخصيات القيادية في حزب المؤتمر التي تحوّلت إلى قادة في جماعة الحوثي.
وعلي صعيد اخر، أصدر الشيخ محمد بن ناجي الغادر، بيانا حول تعرض منزله للقصف من قبل طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في خولان قبل أيام.
وشكر الغادر قبائل خولان المجتمعين في محافظة مأرب، وتفاعلهم الإيجابي، واستنكارهم للقصف الذي طال منزله، والذي هو في الأصل – حسب قوله – منزل كل فرد في قبيلة خولان، وسيظل كذلك.
وأكد أنه كان للبيان الصادر عن قبائل خولان وحشدهم الكبير في مأرب، وفي هذا الظرف، أكبر الأثر في نفسه، مشيرا إلى أنه يراهن بعد الله على تفاعل قبائل خولان، وتفاعل كل رجل شريف يحترم ثابت القبيلة من موقعه، ولن يفرط فيه تحت ذرائع الانتماءات السياسية والفكرية في اتخاذ خطوات أكبر، من أجل إيضاح أسباب مثل تلك التصرفات ووقف تكرارها.
وأكد أن مثل هذه التصرفات – القصف – لن تثني قناعته وسعيه للحفاظ على الثوابت القبلية الساعية للم الشمل ووقف النزيف ونبذ أي تصرف يسيء للقبيلة والمجتمع والوطن.
وكانت قبائل خولان أصدرت بيانا استنكرت فيه تعرض منزل الشيخ الغادر للقصف مؤكدة على ضرورة كشف ملابسات القصف والقيام بما يلزم.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، يبدأ المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال الأيام القادمة، جولة جديد لاستئناف العملية السياسية في اليمن، وذلك عقب حراك دولي من الأمين العام للأمم المتحدة، واللجنة الرباعية الدولية.
وقالت مصادر مقربة من مكتب المبعوث الأممي، للأناضول، إن "ولد الشيخ، سيبدأ جولة في المنطقة، تشمل الرياض (السعودية) ومسقط (سلطنة عمان)، وعدن (العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية) وصنعاء (العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون)، للقاء طرفي الأزمة وأبرز اللاعبين الإقليميين في الملف اليمني.
وذكرت المصادر، أن الجولة الجديدة، جاءت بتكليف من اللجنة الدولية حول اليمن، التي اجتمعت في ألمانيا الخميس الماضي، والتي أصبحت سلطنة عمان عضوا رسميا بها، بجانب أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات.
وفي حين لا تبدي الحكومة الشرعية أي اعتراض عن لقاء ولد الشيخ، يرفض الحوثيون حتى الآن استقباله في صنعاء، وذلك بعد أن طالبوا الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، بضرورة إنهاء مهمته واتهموه بعدم الحياد.

ولا يُعرف ما هي الأفكار الجديدة التي سيحملها ولد الشيخ، للنقاش مع الأطراف اليمنية، لكن مصادر حكومية قالت للأناضول، إن هناك "تعديلات طفيفة" تم إدخالها على خارطة الطريق، لم يتم الكشف عنها.
وتنص خارطة الطريق الأممية، على تعيين نائب رئيس جمهورية جديد تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب أنصار الله "الحوثيين" من صنعاء، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون.
وترفض الحكومة هذه النسخة من الخارطة، وتقول إن عبد ربه منصور هادي، هو الرئيس الشرعي حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة، فيما رحب الحوثيون بها بشكل مبدئي، لكنهم يشترطون تنفيذ الجانب السياسي قبيل الأمني.

وجاء الحراك الدولي في الملف اليمني بعد ركود طويل، حيث قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بزيارة إلى دول المنطقة، والتقى أبرز اللاعبين الإقليميين في الملف اليمني بالرياض وأبو ظبي ومسقط، وكان معه في تلك الزيارات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.

ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عامين بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بقوات التحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلّفة أكثر من 10 آلاف قتيل، فضلًا عن آلاف الجرحى وأوضاع إنسانية صعبة، حسب الأمم المتحدة.

السعودية تدعم اليمن:

السعودية تدعم اليمن:
وعيل صعيد اخر أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عقب وصوله إلى عدن، أمس الأحد، أن "السعودية أبدت استعدادها لوضع ملياري دولار وديعة، لدعم الاستقرار المالي وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني".
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن "زيارة هادي إلى الرياض جاءت لبلورة إستراتيجية جديدة حول المراحل اللاحقة للعمليات الميدانية التي يعد لها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالتعاون مع التحالف العربي لتحرير الشريط الساحلي وصولا إلى محافظة الحديدة وميدي".

وأشارت إلى أن "الزيارة بحثت الوضع الاقتصادي الراهن لليمن، وإمكانية دعم العملة الوطنية ووقف انهيار مؤسسات الدولة جراء عبث الانقلابيين وتخزينهم في الكهوف احتياطات الدولة ومدخرات البنك المركزي التي نهبوها ويضاربون بها في السوق لسحب العملة الصعبة".

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، أكد  وزير الإدارة المحلية في اليمن عبد الرقيب فتح، الأحد، أن مسلحي مليشيات الحوثي اختطفوا منذ 3 أيام  12 موظفًا يعملون لدى المجلس النرويجي للاجئين في محافظة الحديدية (غربي اليمن) واقتادوهم  إلى جهة مجهولة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” عن فتح، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة العليا للإغاثة، قوله إن “المليشيا الانقلابية (في إشارة لمسلحي الحوثي والرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح)، داهمت مكتب المجلس النرويجي للاجئين في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة، واختطفت العاملين فيه منذ أكثر من 3 أيام”.
ووصف الأمر بأنه “عملية إجرامية منافية لكافة القوانين والدولية والإنسانية”، دون أن يوضح جنسيات المختطفين.
وطالب الوزير اليمني بـ”سرعة الإفراج عن المختطفين”، محملًا “المليشيا الانقلابية المسؤولية الكاملة عما قد يلحق بهم من ضرر”.
ولفت فتح إلى أن الحادثة “ليست الأولى من نوعها، التي تقوم بها المليشيا باختطاف العاملين في مجال العمل الإنساني، بل سبق وقامت باختطاف موظفي الصليب الأحمر في صنعاء والاعتداء عليهم أواخر العام 2015”.
وطالب الوزير اليمني المنظمات الدولية بـ”الضغط على المليشيا الانقلابية من أجل إيقاف احتجاز ومصادرة المساعدات الإغاثية وفك الحصار الجائر الذي تفرضه على المحافظات كي تتمكن المنظمات المانحة من إيصال المساعدات إلى مستحقيها”.
‎والمجلس النرويجي للاجئين هو منظمة إنسانية مستقلة، غير حكومية، تعنى بمساعدة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار والنزوح.‎
فيما كشفت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ريم ندا، عن الإعداد لتقرير يرصد الأوضاع الإنسانية لليمنيين، وسوف يصدر بداية شهر مارس المقبل، ويركز على النتائج الميدانية التي سيتم جمعها حول أوضاع الشعب اليمني نتيجة الحرب الدائرة هناك. 
وقالت ريم ندا لـموقع "24 الاماراتي" إن المؤشرات الأولية تتحدث عن تعرض 17 مليون يمني لأوضاع صعبة للغاية في تأمين احتياجتهم اليومية من الغذاء، وذلك بعد أن كان العدد 14 مليون نسمة خلال الفترة الماضية.
وأشارت المتحدثة ريم ندا إلى أن برنامج الأغذية العالمي مستمرة في مساعدة 6 مليون شخص في اليمن عن طريق توزيع المساعدات الغذائية المباشرة ومليون شخص عن طريق توزيع القسائم الشرائية.
كما أوضحت المسؤولة في البرنامج ريم ندا أن برنامج الاغذية العالمية يحتاج 950 مليون دولار كي يفي باحتياجته لـ7 مليون يمني، مشيرة إلى أن هناك صعوبة في تغطية كافة المحتاجين، حيث هناك خياران بأن يتم تغطية كافة المحتاجين ولكن الأغذية لن تكفيهم، وإما إعطاء حصة كاملة لعدد محدد والعمل على زيادته، مؤكدة أنه "اختيار صعب أن نصل للجميع ولكن نسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من اليمنيين".

المشهد اليمني:

مع تواصل القتال واتساع هوية الخلافات بين الحوثيين وصالح، يسعي المبعوث الأممي الي اليمن من اجل اعادة الفرقاء اليمنيين الي الطاولة في محاولة لانهاء الحرب في اليمن.
ويؤكد المبعوث الأممي أنه "لن يكون هناك حل في اليمن خارج مرجعيات القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني"، وهو لن يكون الا عبر تنازلات وتضحيات من الفرقاء اليمنيين لان الشعب اليمني يستحق السلام.

شارك